كانت (ملكة) جميلة ومثيرة، مَن حَظي منها بنظرة من رجال... 💬 أقوال بشرى عبدالمؤمن 📖 كتاب أنا يوسف إدريس

- 📖 من ❞ كتاب أنا يوسف إدريس ❝ بشرى عبدالمؤمن 📖

█ كانت (ملكة) جميلة ومثيرة مَن حَظي منها بنظرة من رجال القرية حد تعبير إدريس كان يعيش متدفئًا بها طوال العام واختار لها والدها شابًّا مليحًا عريض القوام السابعة عشرة عمره هو المرشح لزعامة القبيلة بعد أن ينتهي عهد أبيها أو الأقل واحدًا كبار المرشحين وبوجه استرخت ملامحه وانبسطت تجعداته وبعينين كأنما أصبح ما يتحكم فيهما ليس تراه أمامها ولكن رؤى ماضية سحيقة تخرج معتقة بمنعة إعادة شريط الحياة والشباب والقلب الجياش تحياها فعلًا وحقًّا مرة أخرى تلك اللحظات أشد يسترعي انتباه الطفل يوسف لسروره بالحكاية والأحداث لذلك التغير الخارق الذي يطرأ ملامحها وتلك الأنوثة الدافقة التي تعود إلى صوتها ليفقد مقاماته العريضة الرجالية ويكتسب خواصه الأنثوية المزغردة ريعان الشباب حتى وصلا معًا وملكة بالقصة قراءة الفاتحة وسألها فجأة: رأيتِ العريس قبل هذا؟ كتاب أنا مجاناً PDF اونلاين 2024 يدين بمعظم تربيته الروحية جدة أمه «ملكة» فقد اضطرته ظروف عمل والده دائمًا يقطن أماكن إصلاح الأراضي يسكن مع عائلة المستقرة قرية بجوار مدينة فاقوس وانضم لهذه الأسرة الكبيرة منذ سن الخامسة مبكرًا جدًّا وكانت أم جدته والتسعين عمرها وبقية الأفراد تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والستين لذا لم يكن طفلًا مدللًا بل يستيقظ كل يوم صباحًا لأن المسافة المدرسة أربعة كيلومترات! شعر أول الأمر بوحدة رهيبة تعبيره فالكل يعمل ولا وقت عند أحد ليضيعه طفل مثله بالتأكيد طفله وهكذا بدأت وبين علاقة ربما تكون أهم علاقات حياته فالإنسان إذا طالت وتعدّى التسعين يعود ليحيا طفولته الثانية مثل وجدها الأقرب طبيعته «الطفلة»!

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ كانت (ملكة) جميلة ومثيرة , مَن حَظي منها بنظرة من رجال القرية -على حد تعبير إدريس- كان يعيش متدفئًا بها طوال العام , واختار لها والدها شابًّا مليحًا عريض القوام في السابعة عشرة من عمره كان هو المرشح لزعامة القبيلة بعد أن ينتهي عهد أبيها , أو على الأقل كان واحدًا من كبار المرشحين.

وبوجه استرخت ملامحه وانبسطت تجعداته , وبعينين كأنما أصبح ما يتحكم فيهما ليس ما تراه أمامها ولكن رؤى ماضية سحيقة تخرج معتقة بمنعة إعادة شريط الحياة والشباب والقلب الجياش كأنما تحياها فعلًا وحقًّا مرة أخرى , تلك اللحظات كانت أشد ما يسترعي انتباه الطفل يوسف إدريس ليس لسروره بالحكاية والأحداث ولكن لذلك التغير الخارق الذي يطرأ على ملامحها وتلك الأنوثة الدافقة التي تعود إلى صوتها ليفقد مقاماته العريضة الرجالية , ويكتسب خواصه الأنثوية المزغردة التي كانت لها في ريعان الشباب , حتى وصلا معًا -إدريس وملكة- بالقصة إلى قراءة الفاتحة , وسألها فجأة: هل رأيتِ العريس قبل هذا؟. ❝

بشرى عبدالمؤمن

منذ 1 سنة ، مساهمة من: Asmaa Elzwam
12
0 تعليقاً 0 مشاركة