﴿2 رمضان - الحديث الثالث﴾ عن أبي سعيد الخدري قال: قال... 💬 أقوال الدُّكتُور: عِصَامُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمَ النُّقَيْلِي 📖 كتاب يومياتي

- 📖 من ❞ كتاب يومياتي ❝ الدُّكتُور: عِصَامُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمَ النُّقَيْلِي 📖

█ ﴿2 رمضان الحديث الثالث﴾ عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: يَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ فَيَغْزُو فِئامٌ مِنَ فيَقولونَ: فِيكُمْ مَن صاحَبَ رَسولَ اللَّهِ ﷺ؟ نَعَمْ فيُفْتَحُ لهمْ ثُمَّ فيُقالُ: هلْ أصْحابَ رَسولِ ********** الشرح ********** إنَّ خَير بعْدَ الأنبياءِ هُم أصحابُ النَّبيِّ ﷺ ثمَّ تابِعُوهم تابِعُو تابِعِيهم هكذا أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا صراحة وفي الحَديثِ بَيانُ فَضلِ القُرونِ الثَّلاثةِ وأنَّ النَّصرَ أجْراهُ أيدِيهم فيُخبِرُ أنَّه سَيأتي يُجاهِدُ فيه جَماعةٌ سَبيلِ اللهِ تعالى فيَسألُهمُ الَّذين يَغزونَهم: فيكم أحَدٌ صَحِبَ فيَقولُ المُجاهِدونَ: فينا فيَكونُ ذلك سَبَبًا أنْ يَكتُبَ كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ ﴿2 رمضان - الحديث الثالث﴾

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: يَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ , فَيَغْزُو فِئامٌ مِنَ النَّاسِ , فيَقولونَ: فِيكُمْ مَن صاحَبَ رَسولَ اللَّهِ ﷺ؟ فيَقولونَ: نَعَمْ , فيُفْتَحُ لهمْ , ثُمَّ يَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ , فَيَغْزُو فِئامٌ مِنَ النَّاسِ , فيُقالُ: هلْ فِيكُمْ مَن صاحَبَ أصْحابَ رَسولِ اللَّهِ ﷺ؟ فيَقولونَ: نَعَمْ , فيُفْتَحُ لهمْ , ثُمَّ يَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ , فَيَغْزُو فِئامٌ مِنَ النَّاسِ , فيُقالُ: هلْ فِيكُمْ مَن صاحَبَ مَن صاحَبَ أصْحابَ رَسولِ اللَّهِ ﷺ؟ فيَقولونَ: نَعَمْ , فيُفْتَحُ لهمْ .

********** الشرح **********

إنَّ خَير النَّاسِ بعْدَ الأنبياءِ هُم أصحابُ النَّبيِّ ﷺ , ثمَّ تابِعُوهم , ثمَّ تابِعُو تابِعِيهم , هكذا أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديث صراحة.

وفي هذا الحَديثِ بَيانُ فَضلِ القُرونِ الثَّلاثةِ , وأنَّ النَّصرَ أجْراهُ اللهُ على أيدِيهم , فيُخبِرُ ﷺ أنَّه سَيأتي على النَّاسِ زَمانٌ يُجاهِدُ فيه جَماعةٌ مِنَ النَّاسِ في سَبيلِ اللهِ تعالى , فيَسألُهمُ الَّذين يَغزونَهم: هلْ فيكم أحَدٌ صَحِبَ رَسولَ اللهِ ﷺ؟ فيَقولُ المُجاهِدونَ: نَعَمْ , فينا مَن صَحِبَ رَسولَ اللهِ ﷺ , فيَكونُ ذلك سَبَبًا في أنْ يَكتُبَ اللهُ الفَتحَ على أيدِيهم؛ لِفَضلِهم ومَكانَتِهم , حيث صاحَبوا رَسولَه ﷺ , وهذا بيان لبركة صحبة رسول الله ﷺ وأنَّ مقام الصحبة على اختلاف درجاتها مقام عظيم.

ثمَّ يَأتي زَمَانٌ , فيُقَالُ: هل فيكم مَن صَحِبَ أصحَابَ النَّبيِّ ﷺ؟ وهُمُ التَّابِعونَ , فيُقالُ: نَعَمْ , فيَكتُبُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ الفَتحَ على أيدِيهم؛ لِفَضلِهم وبَرَكَتِهم؛ حيث صَحِبوا أصحابَ رَسولِ اللهِ ﷺ , وتأدَّبوا بأدَبِهم , وهذا بيان واضح على عدالة التابعين المطلقة , وعلى فضلهم بل وعلى بركتهم البيِّنة في الخبر؛ فإنَّهم لم ينزلوا عن بركة الصحابة إلا أنهم لم يروا رسول الله ﷺ.

ثمَّ يأتي زَمَانٌ فيُقالُ: هل فيكم مَن صَحِبَ صَاحِبَ أصحَابِ النَّبيِّ ﷺ؟ وهُم أتباعُ التَّابِعينَ , فيُقالُ: نَعَمْ. فيَكتُبُ اللهُ الفَتحَ على أيديهم؛ لِفَضلِهم وبَرَكَتِهم؛ إذْ صَحِبوا مَن صاحَبَ أصحابَ رَسولِ اللهِ ﷺ , وتأدَّبوا بأدَبِهم , وتعَلَّموا مِن عُلومِهم.

وكذلك هذه دلالة واضحة على عدالة أصحاب العصور الثلاثة المطلقة حيث أخبر النبي ﷺ عن فضلهم في أكثر من موضع كما ترى في هذه الأربعين , وشهد لهم بالفضل , وأوصى بهم وباتباعهم وبالاقتداء بهم , بل أنبأ عن الغيب بفضلهم وبركتهم في قوله: ثُمَّ يَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ , فَيَغْزُو فِئامٌ مِنَ النَّاسِ , فيُقالُ: هلْ فِيكُمْ مَن صاحَبَ مَن صاحَبَ أصْحابَ رَسولِ اللَّهِ ﷺ فيَقولونَ: نَعَمْ , فيُفْتَحُ لهمْ.

فبمجرَّد أنَّ في الجيش تابعيٌّ أو تباع تابعيٍّ فُتحت لهم الأمصار ببركته وفضله , ويُفهم من هذا أن هؤلاء عدالتهم مطلقة بتعديل الله تعالى ورسوله ﷺ , وهم على عدالتهم الأصلية حتَّى يأتي صارف يصرفهم من عدالتهم الأصلية إلى غير ذلك , بأن يُشهد على تابعيٍّ أنَّه كذَّاب , فبالطَّبع هذا معزول من ديوان التَّابعين فلا يُذكر أنَّه تابعي بل يُذكر أنَّه كذَّاب , وغالب العلماء على تكفير قاصد الكذب على رسول الله ﷺ , فهو حاله حال من رأى رسول الله ﷺ ولكنَّه كافر به , فهذا ليس صحابيا معه أنَّه رأى رسول الله ﷺ , فكذلك من كذب على رسول الله ﷺ من التابعين قاصدا , فهو ليس تابعيًّا مع أنَّه صحب أصحاب رسول الله ﷺ.

وفي الحَديثِ: عَلَمٌ مِن أعلامِ النُّبُوَّةِ , حيث أنبأ النبي ﷺ , على غيب وقد وقع ما أنبأ به.

وفيه: فَضيلةٌ لِأهلِ القُرونِ الثَّلاثةِ الأُولى , وأنَّ فضلهم لا يبلغه فضل , وأنَّ مجموع الأحاديث السابقة تنبأُ بأنهم من ذوي العدالة المطلقة , وأنَّ الفرد منهم بجماعة ممن هم بعدهم.. ❝
6
0 تعليقاً 0 مشاركة