█ وكانت وقعة أحدٍ يوم السبت سابع شوال سنة ثلاث كما تقدَّم فرجع رسول الله ﷺ إلى المدينة فأقام بها بقية وذَا القعدة وذا الحجة والمحرم فلما استهل هلال المحرم بلغه أن طلحة وسلمة ابني خويلد قد سارا قومهما ومن أطاعهما يدعوان بني أسد بن خزيمة حرب فبعث أبا سلمة وعقد له لواء وبعث معه مئة وخمسين رجلاً من الأنصار والمهاجرين فأصابوا إبلاً وشاء ولم يَلْقَوْا كيداً فانحدر أبو بذلك كله كان خامس خالد سفيان نبيح الهذلي جمع الجموع إليه عبد أنيس فقتله قال المؤمن خلف : وجاءه برأسه فوضعه بين يديه فأعطاه عصاً فقال ( هذِهِ آيَةُ بَيني وَبَيْنَكَ يَوْمَ القِيَامَةِ ) حضرته الوفاة أوصى تجعل أكفانه غيبته ثمانية عشرة ليلة وَقَدِمَ لسبع بقين كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر تكن أية مصادر ينقل منها ما يحتاج أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ ثم غزا رسول الله ﷺ بُواط في شهر ربيع الأول ، على رأس ثلاثة عشر شهراً مِن مُهَاجَرِهِ ، وحمل لواءه سعد بن أبي وقاص ، وكان أبيض ، واستخلف على المدينة سعد بن معاذ ، وخرج في مائتين من أصحابه يعترض عيراً لقُريش ، فيها أمية بن خلف الجُمحي ، ومئة رجل من قريش وألفان وخمسمئة بعير ، فبلغ بواطاً وهما جبلان ، فرعان أصلهما واحد من جبال جهينة ، مما يلي طريق الشام ، وبين بواط والمدينة نحو أربعةِ بُرد ، فلم يلق كيداً فرجع ، ثم خرج على رأس ثلاثة عشر شهراً مِن مُهَاجَرِه يطلب كُرْز بن جابر الفهري وحمل لواءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكان أبيض ، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة ، وكان كُرز قد أغار على سرح المدينة فاستاقه وكان يرعى بالحمى ، فطلبه رسول الله ﷺ حتى بلغ وادياً يقال له سَفَوان من ناحية بدر ، وفاته كرز ولم يلحقه ، فرجع إلى المدينة ، ثم خرج رسول الله ﷺ في جمادى الآخرة على رأس ستة عشر شهراً ، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب ، وكان أبيض ، واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي ، وخرج في خمسين ومئة ويقال في مائتين من المهاجرين ، ولم يُكره أحداً على الخروج ، وخرجوا على ثلاثين بعيراً يَعْتَقِبُونَها يَعْتَرِضُون عيراً لقريش ذاهبة إلى الشام ، وقد كان جاءه الخبر بفصولها من مكة فيها أموال لقريش ، فبلغ ذا العشيرة ، وقيل: العُشيراء بالمد ، وقيل : العُسيرة بالمهملة ، وهي بناحية ينبع ، وبين ينبع والمدينة تسعة برد فوجد العِير قد فاتته بأيام ، وهذه هي العير التي خرج في طلبها حين رجعت من الشام ، وهي التي وعده الله إياها ، أو المقاتلة ، وذات الشوكة ، ووفى له بوعده . ❝
❞ وكان ﷺ إذا قام في الصلاة طأطأ رأسه ذكره الإمام أحمد ، وكان في التشهد لا يجاوز بَصَرُهُ إشارته ، وكان قد جعل الله تعالى قُرة عينه ونعيمه وسروره وروحه في الصلاة ، وكان يقول (يا بِلال أَرِحْنَا بالصَّلاة) ، وكان يقول (وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ) ومع هذا لم يكن يشغله ما هو فيه من ذلك عن مراعاة أحوال المأمومين وغيرهم مع كمال إقباله وقربه من الله تعالى وحضورِ قلبه بين يديه واجتماعه عليه ، وكان يدخل في الصلاة وهو يُريد إطالتها ، فيسمع بكاء الصبي ، فيخففها ، مخافة أن يَشُق على أمه ، وأرسل مرة فارساً طليعةً له ، فقام يصلي ، وجعل يلتفت إلى الشعب الذي يجيء منه الفارس ، ولم يشغله ما هو فيه عن مراعاة حال فارسه ، وكذلك كان يُصلي الفرض وهو حامل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع ابنة بنته زينب على عاتقه إذا قام حملها ، وإذا ركع وسجد وضعها ، وكان يُصلي فيجيء الحسنُ أو الحسين فيركب ظهره ، فيطيل السجدة كراهية أن يُلقيه عن ظهره ، وكان يُصلي ، فتجيء عائشة من حاجتها والباب مغلق ، فيمشي ، فيفتح لها الباب ، ثم يرجع إلى الصلاة ، وكان يرد السلام بالإشارة على من يُسلم عليه وهو في الصلاة ، وكان يصلي وعائشة معترضة بينه وبين القبلة ، فإذا سجد غمزها بيده ، فقبضت رجليها ، وإذا قام بسطتهما ، وكان يصلي فجاءه الشيطان ليقطع عليه صلاته ، فأخذه فخنقه حتى سَالَ لُعابه عَلَى يَدِهِ ، وكان يُصلي على المنبر ويركع عليه ، فإذا جاءت السجدة ، نزل القهقرى فَسَجَدَ على الأرض ثم صَعِدَ عليه ، وكان يُصلي إلى جدار ، فجاءت بَهْمَةٌ تمرُّ من بين يديه ، فما زال يُدارئها بيديه حتى لصق بطنه بالجدار ، ومرت من ورائه ، وكان يُصلي ، فجاءته جاريتان من بني عبد المطلب قد اقتتلتا ، فأخذهما فَنَزَعَ إحداهما من الأخرى وهو في الصلاة ، ولفظ أحمد فيه : فأخذتا بركبتي النبي ﷺ ، فنزع بينهما ، أو فرَّق بينهما ، ولم يَنْصَرِف ، وكان يُصلي ، فمرَّ بين يديه غلام فقال بيده هكذا فرجع ، ومرت بين يديه جارية فقال هكذا ، فمضت ، فلما صلَّى رسول الله ﷺ قال (هُنَّ أَغْلَبُ) ذكره الإمام أحمد وهو في السنن ، وكان يبكي في صلاته ، وكان يصلي حافيا تارة ، ومنتعلا أخرى ، وأمر بالصلاة بالنعل مخالفة لليهود ، وكان يصلي في الثوب الواحد تارة ، وفي الثوبين تارة وهو الأكثر . ❝
❞ قدوم وفد طيىء على النبي ﷺ
قال ابن إسحاق : وقدم على رسول الله ﷺ وفد طييء ، وفيهم زيد الخيل ، وهو سيدهم ، فلما انتهوا إليه كلمهم ، وعرض عليهم الإسلام ، فأسلموا وحسن إسلامهم ، وقال رسول الله ﷺ ( ما ذُكِرَ لي رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ بِفَضْلِ ثُمَّ جَاءَنِي إِلَّا رَأَيْتُه دُونَ مَا يُقَالُ فيه إِلَّا زَيْدَ الخَيْلِ : فَإِنَّه لَمْ يَبْلُغ كُل ما فيه ) ، ثم سماه: زيد الخير ، وقطع له فيد وأرضين معه وكتب له بذلك ، فخرج من عند رسول الله ﷺ راجعاً إلى قومه ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنْ يُنْجَ زَيْدٌ مِنْ حُمَّى المَدِينَةِ ) ، فإنَّه قال : وقد سماها رسول الله ﷺ باسم غير الحمى وغير أمّ مَلْدَم ، فلم يثبته ، فلما انتهى إلى ماء من مياه نجد يقال له : فَردَة ، أصابته الحُمَّى بها ، فمات . ❝