█ وكان ﷺ يطيل الركعة الأولى الثانية من صلاة الصبح ومن كل وربما كان يطيلها حتى لا يسمع وقع قدم أكثر سائر الصلوات وهذا لأن قرآن الفجر مشهود يشهده الله تعالى وملائكته وقيل : ملائكة الليل والنهار وأيضاً فإنها لما نقص عدد ركعاتها جعل تطويلها عوضاً عما نقصته العدد تكون عقيب النوم والناس مستريحون فإنهم لم يأخذوا بعد استقبال المعاش وأسباب الدنيا وقت تواطأ فيه السمع واللسان والقلب لفراغه وعدم تمكن الاشتغال فيفهم القرآن ويتدبره أساس العمل وأوله فأعطيت فضلاً الاهتمام بها وتطويلها وهذه أسرار إنما يعرفها له التفات إلى الشريعة ومقاصدها وحكمها والله المستعان كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم أن القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم ثلاثين
❞ بعث رسول الله ﷺ خالد بن الوليد إلى أُكَيْدِر دومة ...
قال ابن إسحاق : ثم إنَّ رسول الله ﷺ بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة ، وهو أكيدر بن عبد الملك ، رجل من كندة ، وكان نصرانياً ، وكان ملكاً عليها ، فقال رسول الله ﷺ لخالد : ( إِنَّكَ ستَجِدُه يَصِيدُ البَقَرَ ) ، فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين وفي ليلة مقمرة صافية ، وهو على سطح له ومعه امرأته ، فباتَتِ البقرُ تَحُكُّ بِقُرونها باب القصر ، فقالت له امرأته : هل رأيت مثل هذا قط ؟ قال : لا والله ، قالت: فمن يترك هذه ؟ قال : لا أحد ، فنزل ، فأمر بفرسه فأسرع له وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له : حسان فركب وخرجوا معه بمطاردهم ، فلما خرجوا ، تلقتهم خيل رسول الله ﷺ ، فأخذته ، وقتلوا أخاه ، وقد كان عليه قباء من ديباج مخوص بالذهب ، فاستلبه خالد ، فبعث به إلى رسول الله ﷺ قبل قدومه عليه، ثم إن خالداً قدم بأكيدر على رسول الله ﷺ ، فحقن له دمه ، وصالحه على الجزية ، ثم خلى سبيله ، فرجع إلى قريته ، وقال ابن سعد بعث رسول الله ﷺ خالدً في أربعمئة وعشرين فارساً ، فذكر نحو ما تقدم ، قال : وأجار خالد أكيدر من القتل حتى يأتي به رسول الله ، على أن يفتح له دومة الجندل، ففعل وصالحه على ألفي بعير ، وثمانمئة رأس ، وأربعمئة درع ، وأربعمئة رمح ، فعُزل للنبي ﷺ صَفِيَّة خالِصاً ، ثم قسم الغنيمة ، فأخرج الخمس ، فكان للنبي ﷺ ، ثم قسم ما بقي في أصحابه ، فصار لكل واحد منهم خمس فرائض ، وذكر ابن عائذ في هذا الخبر ، أن أكيدر قال عن البقر : والله ما رأيتها قط أتتنا إلا البارحة ، ولقد كنتُ أضْمِرُ لها اليومين والثلاثة، ولكن قدر الله ، قال موسى بن عقبة : واجتمع أكيدر ، ويُحنة عند رسول الله ﷺ ، فدعاهما إلى الإسلام فأبيا ، وأقرا بالجزية ، فقاضاهما رسول الله ﷺ على قضية دومة، وعلى تبوك ، وعلى أيلة ، وعلى تيماء ، وكتب لهما كتاباً . ❝
❞ هديه ﷺ في أذكار الطعام قبله وبعده .
كان ﷺ إذا وضع يده في الطعام قال ( بسم الله ) ، ويأمر الآكل بالتسمية ، ويقول ( إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُم ، فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالى فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ في أَوَّلِهِ ، فَلْيَقُلْ : بِسم الله في أوَّلِه وَآخِرِه ) ، وكان ﷺ إذا رُفِعَ الطعام من بين يديه يقول ( الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً كَثِيراً طيباً مُبَارَكاً فِيهِ ، غيرَ مَكْفِي ولَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنِّى عَنْهُ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ ) وربما كان يقول ( الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ) ، وكان يقول ( الحمد لله الذي أطعم وسقى وسَوَّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجَاً ) ، وذكر الترمذي عنه ﷺ أنه قال ( مَنْ أكَلَ طَعَاماً فَقَالَ : الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَني هَذَا مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ ، غَفَر اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، ويُذكر عنه ﷺ أنه كان إِذَا قُرِّبَ إليه الطعامُ قال ( بِسْمِ اللَّهِ ) فَإِذَا فَرَغَ مِن طعامه قال ( اللَّهُمَّ أَطْعَمتَ وَسَفَيْتَ ، وَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ ، وَهَدَيْتَ وَأَحْيَيْتَ ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ ) . ❝
❞ قدوم وفد طيىء على النبي ﷺ
قال ابن إسحاق : وقدم على رسول الله ﷺ وفد طييء ، وفيهم زيد الخيل ، وهو سيدهم ، فلما انتهوا إليه كلمهم ، وعرض عليهم الإسلام ، فأسلموا وحسن إسلامهم ، وقال رسول الله ﷺ ( ما ذُكِرَ لي رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ بِفَضْلِ ثُمَّ جَاءَنِي إِلَّا رَأَيْتُه دُونَ مَا يُقَالُ فيه إِلَّا زَيْدَ الخَيْلِ : فَإِنَّه لَمْ يَبْلُغ كُل ما فيه ) ، ثم سماه: زيد الخير ، وقطع له فيد وأرضين معه وكتب له بذلك ، فخرج من عند رسول الله ﷺ راجعاً إلى قومه ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنْ يُنْجَ زَيْدٌ مِنْ حُمَّى المَدِينَةِ ) ، فإنَّه قال : وقد سماها رسول الله ﷺ باسم غير الحمى وغير أمّ مَلْدَم ، فلم يثبته ، فلما انتهى إلى ماء من مياه نجد يقال له : فَردَة ، أصابته الحُمَّى بها ، فمات . ❝