█ الحظّ لا يكون دائما ببقائنا أحياء مُدّةً أطوَلَ كتاب أسير البرتغاليين حكاية الناجي مجاناً PDF اونلاين 2024 رفعتُ وجهي إلى السماء كان لونها كئيباً؛ أصفر وعكراً أقرب لون القيح خضت الطرقات ماتت فاس التي عهدتُ هرب الكثير من الناس الجبال وأقفلت البقية الباقية الأبواب والنوافذ نفسها تنتظر آجالها دفعت دفة باب دارنا ودخلت فهجامتني رائحة العفونة البهو تابعتُ أخي عبد الصمد ينط كقرد زائغ النظرات ومن عنقه المذبوح يسيل دم سابغ "الذي مات مغدوراً يعود الدنيا الهيئة رحل عليها" قالت أمي ما كانت تحسب أن المغدور أبناؤها وأن الغادر زوجها أحبت
❞ «لا تبكوا»، تقولُ الأمّهات للأبناء، «حتّى لا ينتبِهَ الطّاعونُ إلينا فيقرَعَ بابنا». لكنّ الطّاعون لا يأبَهُ بوصايا الأمّهات ولا يهتمّ لخوف الأطفال. سيقرَعُ البابَ تلو البابِ، ينتقي ما طاب له، يوفِّرُ ما شاء، ويقفِزُ إلى بيوتِ أخرى . ❝
❞ شرعت المدينة في استعادة عافيتها متغافلة أحزانَ الأمسِ عاد البديّون إلى عاداتهم القديمة فركبوا دوابّهُم وعبروا في دكنة الفجر المسالك يقصِدُون عاصمة النّظام والفوضى والعلم والجهالة ومربط الإيمان والمجون وموطن الكدّ واللّهو سيمضون، كما كانوا يفعلون دهرا، عّبر الدّرُوب، على عتبات البيوت، ويتنفسّون روائح المطابخ العابقة ويسترقون النّظرَ من فجوات الأبواب المواربة والشّرفات المشرعة للشّمس وعيون الفضوليّين ليعايروا زوجاتهم مساء بشطارة نساء فاسيات لا تضاهيهنّ بقيّة نساء الدّنيا في شيء.ساداتي، إنّها فاس التي لا يكتمل سلطان ملك دونها، ولا علم عالم جليل ما لم يطأ أرضها؛ المدينة التي تراود أحلام الأفارقة من بلاد البيضان إلى بلاد السودان، وتغازل شرقا شبق الترك التواقين لأرض المغارب وتستثير لواجع الرّوم غربا فيأتون إليها راغبين صاغرين . ❝