█ الجَنَّة ليست إسما لمجرد الأشجار والفواكه والطعام والشراب والحور العين والأنهار والقصور وأكثر الناس يغلطون مسمى الجنة فإن أسم لدار النعيم المطلق الكامل ومن أعظم نعيم التمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم وسماع كلامه وقُرَّة بالقرب منه وبرضوانه فلا نسبة للذة مافيها من المأكول والمشروب والملبوس والصور هذه اللذة أبدا فأيسر يسير رضوانه أكبر الجنان ومافيها ذلك كما قال تعالى《 ورضوان 》 وفي الحديث : فوالله ما أعطاهم شيئا أحب إليهم النظر وجهه كتاب مدارج السالكين (ط العلمية) مجاناً PDF اونلاين 2024 هذا الكتاب هو خير كتب الإمام ابن القّيم وحسبنا به تهذيب النفوس والأخلاق والتأدب بآداب المتقين الصادقين مما يدل أوضح دلالة أنه كان أولئك المهتدين الذين طابت نفوسهم بتقوى فجاء ليسدّ الحاجة الماسّة إليه عصر المادة يجمع النشاط المادي عند صفاء الأرواح وتقوى وتهذيب الأخلاق حتى يجعل للعرب والمسلمين فيما آتاهم الأسباب المادية والغنى والثراء الحاضر والمنتظر المستقبل حياة عزيزة كريمة آمنة ظل الإسلام والإمام القيّم كتابه ينبه أن كمال الإنسان إنما بالعلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى ودين الحق وبتكميله لغيره هذين الأمرين وبالتوصية بالحق والصبر عليه وما إلا الإيمان وليس بالإقبال القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثاره فإنه الكفيل بمصالح العباد المعاش والمعاد والموصل لهم سبيل الرشاد فالحقيقة والطريقة والأذواق والمواجيد الصحيحة كلها لا تقبس مشكاته ولا تستثمر شجراته القيم كله بالكلام فاتحة وأم وعلى بعض تضمنته السورة المطالب الرد جميع طوائف أهل البدع والضلال منازل السائرين ومقامات العارفين والفرق بين وسائلها وغاياتها ومواهبها وكسبياتها وبيان يقوم غير مقامها يسد مسدها ولذلك لم ينزل تعالى التوراة الإنجيل مثلها ونظراً لأهمية فقد عمل تحقيقه حيث تم تخريج آياته وأهم أحاديثه والتعليق نصوصه بما يفيد المطالع فيها جانب أعطى نبذة يسيرة عن الفرق الإسلامية ووقف المصطلحات الصوفية والفلسفية وإتماماً للنفع وضعت ترجمة لشيخ مستهل
❞ الحب والخوف والرجاء ، هذه الثلاثة هي التي تبعث على عمارة الوقت بما هو الأولى لصاحبه والأنفع له ، وهي أساس السلوك ، والسير إلى الله ، وقد جمع الله سبحانه الثلاثة بقوله ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ) ، وهذه الثلاثة هي قطب رُحى العبودية ، وعليها دارت رُحى الأعمال ، والله أعلم . ❝
❞ دخلت يوما على بعض أصحابنا ، وقد حصل له وَجدٌّ أبكاه ، فسألته عنه ، فقال : ذكرت ما مَنَّ الله به عَليَّ من السُنَّة ومعرفتها ، والتخلص من شُبَه القوم ، وقواعدهم الباطلة ، وموافقة العقل الصريح ، والفطرة السليمة ، لما جاء به الرسول ﷺ ، فَسَرَّني ذلك حتى أبكاني . ❝
❞ فلا عيش إلا عيش المحبين ، الذين قَرّت أعينهم بحبيبهم ، وسكنت نفوسهم إليه ، وإطمئنت قلوبهم به ، وإستأنسوا بقربه ، وتنعموا بحبه ، ففي القلب فاقة لا يسدها إلا محبة الله ، والإقبال عليه ، والإنابة إليه ، ولا يلم شعثه بغير ذلك ألبته ، ومن لم يظفر بذلك فحياته كلها هموم وغموم ، وآلام وحسرات ، فإنه إن كان ذا همة عالية تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ، فإن همته لا ترضى فيها بالدون ، وإن كان مهينا خسيسا فعيشه كعيش أخس الحيوانات ، فلا تَقرّ العيون إلا بمحبة الحبيب الأول . . ❝