█ وسر الخلق والأمر والكتب والشرائع والثواب والعقاب إنتهى إلى هاتين الكلمتين وعليهما مدار العبودية والتوحيد حتى قيل : أنزل الله مائة كتاب وأربعة كتب جمع معانيها التوراة والإنجيل والقرآن وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة القرآن المفصل الفاتحة " إياك نعبد وإياك نستعين وهما الكلمتان المقسومتان بين الرب وبين عبده نصفين فنصفهما له تعالى وهو "إياك نعبد" ونصفهما لعبده وهو"إياك نستعين" مدارج السالكين (ط العلمية) مجاناً PDF اونلاين 2024 هذا الكتاب هو من خير ما الإمام ابن القّيم وحسبنا به تهذيب النفوس والأخلاق والتأدب بآداب المتقين الصادقين مما يدل أوضح دلالة أنه كان أولئك المهتدين الذين طابت نفوسهم بتقوى فجاء ليسدّ الحاجة الماسّة إليه عصر المادة يجمع النشاط المادي عند الناس صفاء الأرواح وتقوى وتهذيب الأخلاق يجعل للعرب والمسلمين فيما آتاهم الأسباب المادية والغنى والثراء الحاضر والمنتظر المستقبل حياة عزيزة كريمة آمنة ظل الإسلام والإمام القيّم كتابه ينبه أن كمال الإنسان إنما بالعلم النافع والعمل الصالح الهدى ودين الحق وبتكميله لغيره هذين الأمرين وبالتوصية بالحق والصبر عليه وما إلا الإيمان وليس ذلك بالإقبال وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثاره فإنه الكفيل بمصالح العباد المعاش والمعاد والموصل لهم سبيل الرشاد فالحقيقة والطريقة والأذواق والمواجيد الصحيحة كلها لا تقبس مشكاته ولا تستثمر شجراته القيم كله بالكلام فاتحة وأم وعلى بعض تضمنته السورة المطالب الرد جميع طوائف أهل البدع والضلال منازل السائرين ومقامات العارفين والفرق وسائلها وغاياتها ومواهبها وكسبياتها وبيان يقوم غير مقامها يسد مسدها ولذلك لم ينزل الإنجيل مثلها ونظراً لأهمية فقد عمل تحقيقه حيث تم تخريج آياته وأهم أحاديثه والتعليق نصوصه بما يفيد المطالع فيها جانب أعطى نبذة يسيرة عن الفرق الإسلامية ووقف المصطلحات الصوفية والفلسفية وإتماماً للنفع وضعت ترجمة لشيخ مستهل
❞ إن العبد يُقوي إخلاصه لله ، وصدق معاملته ، حتى لا يُحب أن يطلع أحد من الخلق على حاله مع الله ومقامه معه ، فهو يخفي أحواله غيرة عليها من أن تشوبها شائبة الأغيار ، ويُخفي أنفاسه خوفا عليها من المُداخلة ، وكان بعظهم إذا غلبه البكاء وعجز عن دفعه قال : لا إله إلا الله .. ما أمر الزكام ! ، فالصادق إذا غلب عليه الوجد والحال ، وهاج من قلبه لواعج الشوق أخلد إلى السكون ما أمكنه ، فإن غلب أظهر ألما ووجعا ، يستر به حاله مع الله . . ❝
❞ فلله هِمَّة نفسٍ قطعت جميع الأكوان فما ألقَت عصى السير إلا بين يدي الرحمن تبارك وتعالى ، فسجدت بين يديه سجدة الشكر على الوصول إليه ، فلم تَزَّل ساجدة حتى قيل لها : ( يا أيّتُها النَّفس المُطمئنَّة ارجعي إِلى ربِّك راضية مرضيّة فادخلي في عبادي وادخُلي جنَّتي ) . ❝
❞ وضعوا لمعنى المحبة حرفين مناسبين للمسمى غاية المناسبة ˝الحاء˝ التي هي من أقصى الحلق ، و˝الباء˝ الشفوية التي هي نهايته ، فللحاء الإبتداء وللباء الإنتهاء ، وهذا شأن المحبة وتعلقها بالمحبوب ، فإن إبتداءها منه وإنتهاءها إليه ، ثم إقتصروا على إسم الفاعل من ˝أحبَّ˝ فقالوا ˝مُحب˝ ولم يقولوا ˝حابٌ˝ وأقتصروا على إسم المفعول من ˝حب˝ فقالوا ˝محبوب˝ ولم يقولوا ˝مُحب˝ إلا قليلا ، وأعطوا ˝الحب˝ حركة الضم التي هي أشد الحركات وأقواها ، مطابقة لشدة حركة مسماة وقوتها ، وأعطوا ˝الحِب˝ وهو المحبوب حركة الكسر لخفتها عن الضمة ، وخفة المحبوب ، وخفة ذكره على قلوبهم وألسنتهم ، فتأمل هذا اللطف والمطابقة والمناسبة العجيبة بين الألفاظ والمعاني ، تطلعك على قدر هذه اللغة ، وأن لها شأنا ليس لسائر اللغات . ❝