█ عطست أم يوسف عطسة أخيرة, ثم هزت رأسها, مسحت أطراف أصابعها فى خرقة وضعتها بالقرب منها, أمسكت بقلم الورقة, وخططت أرقاماً وحروفاً لم تغلق مريمة باب الرجاء, وظلت تتطلع المرأة العارفة التى بدا وجهها مستغرقا ومقطبا انفرجت قليلا أخرجت أكثر فانفلت من السؤال: خير؟! تنحنحت قالت: مارأيته يا هشام هو النجم المذنب وهو لا يظهر الإ منذراً باشتغال الفتن وتبدل حال بحال إذ ينبئ بزوال مُلك الظالمين وهلاكهم الوشيك والسؤال متى يتحقق ذلك؟ كتاب والرحيل مجاناً PDF اونلاين 2024 قالت مريمة: "رأيته بعد الغسق بقليل, ظننته القمر كان كبيرا ومضيئا, رأيت الجهة الاخرى فاستغربت بعدها نمت فرأيته مرة اخرى, ولكنه الحلم أكبر نحاسياً ومتوهجاً ومشرفا جبل, وعلى الجبل الوعل عظيم تعلو رأسه قرون شجرية ملتفة وكان ساكنا وكأنما قُد صخور الذى قمته استيقظت"
❞ رفعت مريمة طرف ثوبها ومسحت العرق المتفصد على جبينها. أما المرأة المتربعة بجواراها على البساط فأخرجت من جيبها حقا حديديا صغيراً وفتحته, غمست فيه طرفى إبهامها وسبابتها وأخذت منه قدراً من مسحوق أحمر داكن, قربته من فتحت أنفها واستنشقت بقوة. مرت لحظة صمت أعقبها عطس متكرر . ❝
❞ و هو لا يستطيع زيارة قبر أمه و أبيه إذ لا يعرف بأي أرض دفنا. فهل يا ترى يذهب إخوته إاليهما و يسألون عنهما فيبددون شيئا من وحشتهما؟ أم أن مراكب أخرى حملتهم؛ ليصيروا عبيدا في البلاد، مقطعين كأغصان الشجر؟ . ❝