█ الفرق بين علمائنا وعلمائهم هو نفس الذي يقع بيني وبين كولمبس عبور المحيط فلقد عبره لأول مرة مغامرا مخاطرا متخيلا متعقلا وعبرته بعده تابعا فلا مغامرة ولا مخاطرة خيال فكر كتاب قصة عقل مجاناً PDF اونلاين 2024 يضم هذا الكتاب عشرة فصول يروي من خلالها الدكتور زكي نجيب محمود سيرة (العقل) حياته بعد أن مهد لذلك بالكتابة عن (قصة نفس) التي صور بها ونشأته وعوامل تكونيه وهي ترجمة ذاتية الباطن لا الظاهر استشعر يكتب ليكمل جوابق الصورة وقد أحس غياب الحياة العقلية فأراد إكمال النقص بهذا لكن المشروع تأجل مراراً لأن معظم آراء وأفكار المؤلف كانت موزعة عدد ضخم المقالات ومن هنا كان عليه جمع كل تلك الأفكار المتفرقة وتصنيفها لكي ينجز عمله أكمل وجه في الفصل الأول يسرد لنا مراحل تطور لديه منذ ظهوره وحتى أوشك نهاية رحلته أما الثاني فيتحدث مرحلة الانتقال وسفره إلى لندن للالتحاق بجامعتها أواسط الأربعينات حتى حصوله الدكتوراه وعودته مصر ويعرض الثالث لمسيرة العقل تطوره أواخر وأوائل الخمسينات حين دعا الأخذ بثقافة الغرب أو العصر عنده لأنه صانع حضارة عصرنا ثم ينتقل الرابع للحديث التجربة العلمية ما يسمى بالوضعية المنطقية رأى فيها ضوابط تصلح طريق السير أمام الثقافة العربية وفي دفاع وهو موضوع الخامس يرى الجانب العقلي جانب عام مشترك الناس والجانب الوجداني فردي خالص السادس فهو يعرض لنظريته النقد وموقفه الأدب والفن ويعكس موقفه التجريبية وفي السابع يبين حديثه التفكير العلمي وجانب العلم ومنهاجه يعني إنكار خطرة الإنسان وحياته ينكر إلا مجنون ويتناول الثامن التراث مبيناً أننا بازاء الماضي كومه متراكمة مواد البناء نتقدم ونأخذ منها يحلو نأخذه ثم يقيم الجديد يزيد ويعالج التاسع قضايا الأصالة والمعاصرة ذلك العاشر لكتابه فيه أهم يتعلق بمصر ماضيها وحاضرها
❞ كم قرأت وقرأت فكنت أتلون بما أقرأ كأني دودة ضعيفة تتلون بلون الأرض التي تدب عليها فهي تصفرّ إذا كانت تحبو فوق الرمال وهي تخضرّ إذا كانت تزحف في المروج
كنت أقرأ الشكاك فأشك ثم أقرأ المؤمنين فأؤمن هذا كتاب متشائم اطالعه فإذا أنا الساخط الناقم على حياتي ودنياي وذلك كتاب متفائل اطالعه فإذا أنا الهاش الباش المرح الطروب . ❝
❞ لقد أدركت أن العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة أشد ميلا بحكم ثقافته إلى العبارات المثيرة للوجدان، منه إلى العبارة المستندة إلى عقل،و أدركت فوق هذا وذلك أن في مقدمة الإصلاح أن نربي الأجيال الجديدة على وقفة يفرق لنفسه فيها بين ما هو عام فيحيله إلى العقل وأدواته وما هو خاص فلا بأس عندئذ في الركو إلى لغة الشعور . ❝
❞ لم تكن دعوتي إلى ثقافة الغرب صيحة مجنونة مفتونة بظواهر كاذبة بل هي دعوة دفعني إليها ما رأيته من مكانة رفيعة للأنسان – كل أنسان وأي أنسان – من حيث أنه أنسان وكفى . ❝