█ ذَكَرَ الحسن البصري قول أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه: (إنّي وُلّيتُ عليكم ولستُ بخيركم) فقال الحسن: بلى والله إنّه لخيرهم ولكنّ المؤمن يَهْضِمُ نَفْسَه * نَفْسَه: يُقَلّل مِنْ قَدْر نَفْسه تواضعاً كتاب غريب الحديث للبستي مجاناً PDF اونلاين 2025 الحمد لله بارئ النسم رازق القسم الحكيم فيما أنشأ ودبر الخبير بما قدم وأخر الذي وسع خلقه علمه وعدل فيهم حكمه يخلق ويختار وكل شيء عنده بمقدار اختص بالأثرة الإنسان فأكرمه بتعليم البيان ويسره للنطق والكلام والفهم والإفهام ليبلو فيها طاعته ويكمل بها سعادته أحمده ما عم من نعمه وخص مننه وأشكره حسن اختار لنا دينه وأكرمنا به سنة نبيه وأخلص القول بأن لا إله إلا شهادة الموحد المستبصر غير المتوقف المتحير وأشهد أن محمدا عبده الأمين وحيه ورسوله الصادع بأمره ونهيه المؤيد بجوامع الكلم المبين للناس نزل إليهم بلسان عربي مبين فيه واضح يعرفه السامعون وغامض يعقله العالمون لتكون آثار الحكمة قائمة ودلائل الاعتبار عليها شاهدة وليرفع الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات وكان أرفعهم درجة وأعلاهم قدرا ورتبة أئمة القرون الثلاثة نالتهم الخيرة ولحقتهم الدعوة قوله صلى عليه وسلم: (خير الناس قرني ثم يلونهم يلونهم) وهم الصدر الأول والنمط الأفضل ورثة علم السنة والحافظون لها بعدهم الأمة لم يزل أول منهم يلقيه إلى آخر ويتلقاه خالف عن سالف ليكون دين بهم محروسا تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين فصلى وعلى المصطفين آله ورضي الغر المنتخبين أصحابه وغفر للتابعين لهم بإحسان ثم إن لما ذهب أعلامه بانقراض واستأخر الزمان فتناقلته أيدي العجم وكثرت الرواة وقل الرعاة وفشا اللحن ومرنت الألسن اللكن رأى أولو البصائر والعقول والذابون حريم الرسول الوثيقة أمر الدين والنصيحة لجماعة المسلمين يعنوا بجمع الغريب ألفاظه وكشف المغدَف قناعه وتفسير المشكل معانيه وتقويم الأود زيغ ناقليه وأن يدونوه كتب تبقى الأبد وتخلد وجه المسند لمن قدوة وإماما ومن الضلال عصمة وأمانا فكان سبق إليه ودل بعده أبو عبيد القاسم بن سلام فإنه قد انتظم بتصنيفه عامة يحتاج تفسيره مشاهير فصار كتابه إماما لأهل يتذاكرون وإليه يتحاكمون انتهج نهجه ابن قتيبة محمد عبد مسلم فتتبع أغفله ذلك وألف كتابا يأل يبلغ شأو المبرِّز السابق وبقيت بعدهما صبابة للقول متبرض توليتُ جمعها وتفسيرها مستعينا بالله ومسترسلا بحسن هدايتهما وفضل إرشادهما وبما نحوته نم التيمم لقصدهما والتقيُّل لآثارهما وكان مني بعد مضى عليَّ زمان وأنا أحسب أنه يبق هذا الباب لأحد متكلم يترك للآخر شيئا وأتكل مع حين يقول الخطبة (وأرجو ألا يكون بقي هذين الكتابين مقال) إنه كثر نظري وطالت مجالستي أهله ووجدت يمر بي ويرد علي منه ألفاظا غريبة أصل علمت خلاف كنت أذهب مذهبا وراءه مطلبا فصرفت عنايتي ولم أزل أتتبع مظانها وألتقط آحادها وأضم نشرها وألفق بينها حتى اجتمع منها أحب يوفق له واتسق الكتاب كنحو أو صاحبه ونحوت نحوهما الوضع والترتيب وابتدأت أولا بتفسير حديث رسول وسلم ثنيت بأحاديث الصحابة وأردفتها أحاديث التابعين وألحقت مقطعات أجد الرواية سندا أنها أخذت المقانع أهل والأثبات أصحاب اللغة وختمت بإصلاح ألفاظ يرويها عوام النقلة ملحونة ومحرفة جهة قصدها رأيت داعية الحاجة ذكرها شديدة والفائدة تقويمها عظيمة أعرض لشيء فسر كتابيهما يتصل حرف بكلام فيذكر ضمنه يقع استشهاد نحوه وإلا وجدت تفسيرها لمتقدمي السلف والنظر أقاويل تخالف بعض مذاهبهما وتعدل سنن اختيارهما اقتضى حق وشرط هو ضامنه استيفاء مشتملا ومحيطا ويكفي العذر أَورَده [؟ أُورِده] الغرض يظهر الحق يبين الصواب دون القصد الاعتراض ماضٍ الاعتداد باق ولعل بعضَ نأثره لو بلغ أبا وصاحبه لقالا وانتهيا وذلك الظن بهما يرحمهما فأما سائر تكلمنا مما استدركناه بمبلغ أفهامنا وأخذناه أمثالنا فإنا أحقاء بألا نزكية وألا نؤكد الثقة عثر معنى يجب تغييره فنحن نناشده إصلاحه وأداء النصيحة فإن ضعيف يسلم الخطأ يعصمه بتوفيقه ونحن نسأل ونرغب دركه جواد وهوب