█ لا يمكن أن تجيء فكرة بشرية ولا يجيء منهج من صنع البشرية يتمثل فيه "الشمول" أبداً إنما هو تفكير جزئي وتفكير وقتي ومن جزئيته يقع النقص وقتيته الاضطراب الذي يحتم التغيير ويتمثل الأفكار التي استقل البشر بصنعها وفي المناهج بوضعها دوام "التناقض" أو "الجدل" المتمثل التاريخ الأوربي كتاب خصائص التصور الإسلامي مجاناً PDF اونلاين 2024 كتاب ومقوماته يتحدث عن ماهية الإسلامى لله والوجود والكون والحياة والإنسان ووضعه هذا الكون خلال النصوص القرآنية مصحوباً بالشرح والتوجيه وتحديد المتمثلة الربانية والثبات والشمول والتوازن والإيجابية والواقعية والتوحيد ومقومات يبدأ الكتاب بقوله : «إن القرآن يهدى للتى هى أقوم » ثم يبين أهمية تحديد حيث يقول «ضرورية لأنه لابد للمسلم تفسير شامل للوجود يتعامل أساسه مع الوجو يقرب لإدراكه طبيعة الحقائق الكبرى التى معها وطبيعة العلاقات والارتباطات بين هذه حقيقة الألوهية وحقيقة العبودية (وهذه تشتمل الحياة الإنسان) وما بينها جميعا" تعامل وارتباط
❞ الإنسان يكون في أرفع مقاماته وفي خير حالاته حين يحقق مقام العبودية لله ، إذ إنه في هذه الحالة يكون في أقوم حالات فطرته وأحسن حالات كماله وأصدق حالات وجوده . ❝
❞ سيظل سر الحياة وسر الموت خافيين تماماً , وسيظل سر الروح الإنساني بعيداً عن مجال إدراكه .. لأن شيئاً من هذا كله لا يلزمه في وظيفته الأساسية! . ❝
❞ ربما قِيل أنه كان في استطاعة محمد -صلى الله عليه وسلم -وهو الصادق الأمين، الذي حكَّمه أشراف قريش قبل ذلك في وضْـع الحجر الأسود وارتضوا حُكْمه -أن يجعلها قوميّة عربية تستهدف تجميع قبائل العرب التي أكلتْها الحروب ومزّقتْها النزاعات، ويوجهها وجْهة قومية لاستخلاص أرضها المغتَصَبة من الإمبراطوريات المستعمِرة؛ فلو دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -هذه الدعوة لاستجاب العرب كلهم له، بدلًا من أن يعاني ثلاثة عشر عامًا في معارضة أهواء أصحاب السلطان في الجزيرة، وبعد ذلك يستخدم هذا كله في إقرار عقيدة التوحيد التي بُعِث بها في تعبيد الناس لسُلطان ربهم، بعد أن عبَّدهم لسُلطانه البشريّ.
ولكن الله -سبحانه وهو العليم الحكيم -لم يوجِّه رسوله - صلى الله عليه وسلم - هذا التوجيه؛ لأنه ليس الطريق أن يتحرر الناس في هذه الأرض من طاغوت روماني أو فارسي إلى طاغوت عربي؛ فالطاغوت كله طاغوت. والناس عبيد لله وحده، ولا يكونون عبيدًا لله وحده إلا عندما ترتفع راية (لا إله إلا الله)، كما يدركها العربي العارف بمدلولات لغته: لا حاكمية إلا الله، ولا شريعة إلا من الله، ولا سلطان لأحد على أحد؛ لأن السلطان كله لله، ولأن الجنسية التي يريدها الإسلام للناس هي جنسية العقيدة، التي يتساوى فيها العربي والروماني والفارسي وسائر الأجناس والألوان تحت راية الله.
وربما قِيل أنه كان في استطاعة محمد -صلى الله عليه وسلم -أن يرفعها راية اجتماعية، وأن يثيرها حربًا على طبقة الأشراف، وأن يجعلها دعوة تستهدف تعديل الأوضاع، وردّ أموال الأغنياء إلى الفقراء، وبعد ذلك يدعوهم إلى التوحيد، ولكن الله بِحِكمته يعلم أن هذا ليس هو الطريق الصحيح، وأن العدالة الاجتماعية لا بد أن تنشأ في المجتمع من تصور اعتقادي شامل يردّ الأمر كله لله، ويقبل عن رضًي وعن طواعية ما يقضي به الله من عدالة التوزيع . ❝