█ ربما قِيل أنه كان استطاعة محمد صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الأمين الذي حكَّمه أشراف قريش قبل ذلك وضْـع الحجر الأسود وارتضوا حُكْمه أن يجعلها قوميّة عربية تستهدف تجميع قبائل العرب التي أكلتْها الحروب ومزّقتْها النزاعات ويوجهها وجْهة قومية لاستخلاص أرضها المغتَصَبة من الإمبراطوريات المستعمِرة؛ فلو دعا رسول هذه الدعوة لاستجاب كلهم له بدلًا يعاني ثلاثة عشر عامًا معارضة أهواء أصحاب السلطان الجزيرة وبعد يستخدم هذا كله إقرار عقيدة التوحيد بُعِث بها تعبيد الناس لسُلطان ربهم بعد عبَّدهم لسُلطانه البشريّ ولكن سبحانه العليم الحكيم لم يوجِّه رسوله التوجيه؛ لأنه ليس الطريق يتحرر الأرض طاغوت روماني أو فارسي إلى عربي؛ فالطاغوت والناس عبيد لله وحده ولا يكونون عبيدًا إلا عندما ترتفع راية (لا إله الله) كما يدركها العربي العارف بمدلولات لغته: لا حاكمية شريعة سلطان لأحد أحد؛ لأن ولأن الجنسية يريدها الإسلام للناس هي جنسية العقيدة يتساوى فيها والروماني والفارسي وسائر كتاب معالم فى مجاناً PDF اونلاين 2024 لمؤلفه سيد قطب ومن أشهرها وأكثرها جدلاً تتركز فيه أفكاره الأساسية التغيير ينشده وإن أصله مأخوذاً كتابه ظلال القرآن طبعته الثانية وفي أجزائه الأخيرة الأولى الكتاب قد طبع منه عدد محدود نشرتها "مكتبة وهبة" ولكن حكم بإعدام أصبح يطبع العالم بالآلاف محتوى الكتاب: المقدمة «أن قيادة الرجل الغربي للبشرية أوشكت الزوال الحضارة الغربية أفلست ماديًا ضعفت ناحية القوة الاقتصادية والعسكرية النظام انتهى دوره يعد يملك رصيداً " القيم يسمح بالقيادة لابد تملك إبقاء وتنمية المادية وصلت إليها البشرية عن طريق العبقرية الأوروبية الإبداع المادي وتزود بقيم جديدة جدَّة كاملة بالقياس ما عرفته – وبمنهج أصيل وإيجابي وواقعي الوقت ذاته والإسلام هو تلك وهذا المنهج » مقدمة الطريق جيل قرآني فريد وضع المعالم اللازمة لاستعادة الحاكمية ويركز بشكل عام مفهوم جميع كتاباته يبدأ بموضع جيل قراني فريد الصحابة ويتساءل عدم تكرار الجيل ويبين فهم للقران الكريم بنقطتين: أخذوا كنبع وحيد دون دخول أي معتقدات تعطل صفاء النبع ويضع مثالاً انزعاج الرسول رأى عمر بن الخطاب يقرأ صحيفة التوراة يرى تعاملوا مع باعتباره تكاليف وأوامر مباشرة يجب تنفيذها بسرعة ويضرب عليها قول مسعود: «كنا نتجاوز العشر الآيات حتى نحفظها ونعمل » طبيعة القرآني ينتقل طبيعة القرآني يعالج القضية والقضية الكبرى الدين الجديد قضية ممثلة قاعدتها الرئيسية الألوهية والعبودية وما بينهما علاقة لقـد المكي يفسر للإنسان سر وجوده ووجود الكون حوله يقول له: ؟ أين جاء ولماذا وإلى يذهب نهاية المطاف لقد شاءت حكمة تكون تتصدى لها منذ اليوم الأول للرسالة وأن أولى خطواته بدعوة يشهدوا: اله يمضي دعوته يعرف بربهم الحق ويُعَبِّدَهم سواه ولم تكن ظاهر الأمر نظرة العقل البشري المحجوب أيسر السبل قلوب فلقد كانوا يعرفون لغتهم معنى ومعنى: تعني العليا وكانوا توحيد وإفراد معناه نزع يزاوله الكهان ومشيخة القبائل والأمراء والحكام وردّه الضمائر والسلطان الشعائر واقعيات الحياة المال القضاء الأرواح والأبدان كانوا يعلمون ثورة الأرضي يغتصب خصائص وثورة الأوضاع تقوم قاعدة الاغتصاب وخروج السلطات تحكم بشريعة عندها يأذن ولم يكن يغيب وهم جيداً ويعرفون المدلول الحقيقي لدعوة ماذا بالنسبة لأوضاعهم ورياساتهم وسلطانهم ثم استقبلوا الثورة الاستقبال العنيف وحاربوها الحرب يعرفها الخاص والعام فلم كانت نقطة البدء اقتضت تبدأ بكل العناء نشأة المجتمع المسلم الفصل الثالث نَشأَة المُجتَمع المُسْلِم وَخَصَائِصُه الإسلامي مجتمعاً مبنياً رابطة أناس فرس وعرب وروم وعرقيات مختلفة وحدتها الإسلامية وذابت كل الفروق والاختلافات وكان سواسية كأسنان المشط
❞ ولكن ما هو المجتمع الجاهلي ؟ وما هو منهج الإسلام في مواجهته ؟
إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم ! وإذا أردنا التحديد الموضوعي قلنا : إنه هو كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده . . متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي ، وفي الشعائر التعبدية ، وفي الشرائع القانونية . .
وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار ˝ المجتمع الجاهلي ˝ جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلا! . ❝
❞ ويضج الباطل ويصخب ، ويرفع صوته وينفش ريشه ، وتحيط به الهالات المصطنعة التي تغشي على الأبصار والبصائر ، فلا ترى ما وراء الهالات من قبح شائه دميم ، وفجر كالح لئيم . . وينظر المؤمن من عل إلى الباطل المنتفش ، وإلى الجموع المخدوعة ، فلا يهن ولا يحزن ، ولا ينقص إصراره على الحق الذي معه ، وثباته على المنهج الذي يتبعه ، ولا تضعف رغبته كذلك في هداية الضالين والمخدوعين . ❝
❞ إن الهدف الظاهر من قيام شريعة الله في الأرض ليس مجرد العمل للآخرة، فالدنيا والآخرة معا مرحلتان متكاملتان، وشريعة الله هي التي تنسق بين المرحلتين في حياة هذا الإنسان، تنسق الحياة كلها مع الناموس الإلهي العام.
والتناسق مع الناموس لا يؤجل سعادة الناس إلى الآخرة، بل يجعلها واقعة ومتحققة في المرحلة الأولى كذلك، ثم تتم تمامها وتبلغ كمالها في الدار الآخرة . ❝