█ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ولم يكن له كفوا أحد أي لم مثلا وفيه تقديم وتأخير ؛ تقديره : ولم فقدم خبر كان اسمها لينساق أواخر الآي نظم واحد وقرئ بضم الفاء وسكونها وقد تقدم ( البقرة ) أن كل اسم ثلاثة أحرف أوله مضموم فإنه يجوز عينه الضم والإسكان إلا قوله تعالى وجعلوا من عباده جزءا لعلة تقدمت وقرأ حفص غير مهموز وكلها لغات فصيحة القول الأحاديث الواردة فضل هذه السورة ثلاث مسائل : الأولى ثبت صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رجلا سمع يقرأ قل هو الله يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي صلى عليه وسلم فذكر ذلك وكان الرجل يتقالها فقال رسول والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن وعنه قال لأصحابه أيعجز أحدكم ليلة ؟ فشق عليهم وقالوا أينا يطيق يا الواحد الصمد خرجه مسلم حديث الدرداء بمعناه وخرج هريرة " احشدوا فإني سأقرأ عليكم فحشد حشد ثم خرج نبي فقرأ كتاب تفسير سورة الإخلاص مجاناً PDF اونلاين 2024 التفاسير عنوان الكتاب: الإخلاص المؤلف: أحمد بن عبد الحليم السلام تيمية الحراني أبو العباس تقي الدين المحقق: طه يوسف شاهين الناشر: دار الطباعة المحمدية تُسمى السُورة بِعدة أسماء ومِنها: سورة الإخلاص وهو أشهر الأسماء سُميت بذلك لأمرين الأمر الأول أخلصها لنفسه فليس فيها الكلام سبحانه وتعالى وصفاته والثاني أنها تُخلص قائلها الشرك إذا قرأها معتقداً ما دلت وأيضاً كونها مشتملة أنواع التوحيد الثلاثة وهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية والصفات سورة الصمد؛ لأنها مختصة بِذكر النجاة؛ تنجي التشبيه والكفر الدنيا وعن النار الآخرة الولاية؛ لأن صار أولياء الله؛ ولأن عرف هذا الوجه فقد والاه سورة الإخلاص الترتيب القرآن 112 عدد الآيات 4 عدد الكلمات 15 عدد الحروف 47 النزول مكية 2 عدد آياتها 4 آية 1 ) وهي مكية { } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ * الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ يُولَدْ يَكُنْ لَهُ } أي قولًا جازمًا به معتقدًا عارفًا أي: قد انحصرت فيه الأحدية فهو الأحد المنفرد بالكمال الذي الحسنى الكاملة العليا والأفعال المقدسة لا نظير ولا مثيل { المقصود جميع الحوائج فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار يسألونه حوائجهم ويرغبون مهماتهم لأنه الكامل أوصافه العليم كمل علمه حلمه الرحيم [كمل رحمته الذي] وسعت شيء وهكذا سائر ومن كماله أنه لكمال غناه أسمائه أفعاله تبارك فهذه
❞ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)
وروى الترمذي عن أبي بن كعب : أن المشركين قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : انسب لنا ربك ؛ فأنزل الله - عز وجل - : قل هو الله أحد الله الصمد . والصمد : الذي لم يلد ولم يولد ؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا سيورث ، وأن الله تعالى لا يموت ولا يورث . ولم يكن له كفوا أحد قال : لم يكن له شبيه ولا عدل ، وليس كمثله شيء . وروي عن أبي العالية : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر آلهتهم فقالوا : انسب لنا ربك . قال : فأتاه جبريل بهذه السورة قل هو الله أحد ، فذكر نحوه ، ولم يذكر فيه عن أبي بن كعب ، وهذا صحيح ؛ قاله الترمذي .
قلت : ففي هذا الحديث إثبات لفظ قل هو الله أحد وتفسير الصمد ، وقد تقدم . وعن عكرمة نحوه . وقال ابن عباس : لم يلد كما ولدت مريم ، ولم يولد كما ولد عيسى وعزير . وهو رد على النصارى ، وعلى من قال : عزير ابن الله . ❝
❞ اللَّهُ الصَّمَدُ (2)
الله الصمد أي الذي يصمد إليه في الحاجات . كذا روى الضحاك عن ابن عباس ، قال : الذي يصمد إليه في الحاجات ؛ كما قال - عز وجل - : ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون . قال أهل اللغة : الصمد : السيد الذي يصمد إليه في النوازل والحوائج . قال :
ألا بكر الناعي بخير بني أسد بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
وقال قوم : الصمد : الدائم الباقي ، الذي لم يزل ولا يزال . وقيل : تفسيره ما بعده لم يلد ولم يولد . قال أبي بن كعب : الصمد : الذي لا يلد ولا يولد ؛ لأنه ليس شيء إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا يورث . وقال علي وابن عباس أيضا وأبو وائل شقيق بن سلمة وسفيان : الصمد : هو السيد الذي قد انتهى سؤدده في أنواع الشرف والسؤدد ؛ ومنه قول الشاعر :
علوته بحسام ثم قلت له خذها حذيف فأنت السيد الصمد
وقال أبو هريرة : إنه المستغني عن كل أحد ، والمحتاج إليه كل أحد . وقال السدي : إنه : المقصود في الرغائب ، والمستعان به في المصائب . وقال الحسين بن الفضل : إنه : الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد . وقال مقاتل : إنه : الكامل الذي لا عيب فيه ؛ ومنه قول الزبرقان :
سيروا جميعا بنصف الليل واعتمدوا ولا رهينة إلا سيد صمد
وقال الحسن وعكرمة والضحاك وابن جبير : الصمد : المصمت الذي لا جوف له ؛ قال الشاعر :
شهاب حروب لا تزال جياده عوابس يعلكن الشكيم المصمدا
قلت : قد أتينا على هذه الأقوال مبينة في الصمد ، في ( كتاب الأسنى ) وأن الصحيح منها . ما شهد له الاشتقاق ؛ وهو القول الأول ، ذكره الخطابي . وقد أسقط من هذه السورة من أبعده الله وأخزاه ، وجعل النار مقامه ومثواه ، وقرأ الله الواحد الصمد في الصلاة ، والناس يستمعون ، فأسقط : قل هو ، وزعم أنه ليس من القرآن . وغير لفظ أحد ، وادعى أن هذا هو الصواب ، والذي عليه الناس هو الباطل والمحال ، فأبطل معنى الآية ؛ لأن أهل التفسير قالوا : نزلت الآية جوابا لأهل الشرك لما قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : صف لنا ربك ، أمن ذهب هو أم من نحاس أم من صفر ؟ فقال الله - عز وجل - ردا عليهم : قل هو الله أحد ففي ( هو ) دلالة على موضع الرد ، ومكان الجواب ؛ فإذا سقط بطل معنى الآية ، وصح الافتراء على الله - عز وجل - ، والتكذيب لرسوله - صلى الله عليه وسلم - . ❝
❞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)
سورة الإخلاص
وهي أربع آيات
مكية في قول ابن مسعود والحسن وعطاء وعكرمة وجابر
ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله أحد
قوله تعالى : قل هو الله أحد أي الواحد الوتر ، الذي لا شبيه له ، ولا نظير ولا صاحبة ، ولا ولد ولا شريك . وأصل أحد : وحد ؛ قلبت الواو همزة . ومنه قول النابغة :
كأن رحلي وقد زال النهار بنا بذي الجليل على مستأنس وحد
وقد تقدم في سورة ( البقرة ) الفرق بين واحد وأحد ، وفي كتاب ( الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ) أيضا مستوفى والحمد لله وأحد مرفوع ، على معنى : هو أحد . وقيل : المعنى : قل : الأمر والشأن : الله أحد . وقيل : أحد بدل من قوله : الله . وقرأ جماعة أحد الله بلا تنوين ، طلبا للخفة ، وفرارا من التقاء الساكنين ؛ ومنه قول الشاعر [ أبو الأسود الدؤلي ] :
فألفيته غير مستعتب ولا ذاكر الله إلا قليلا . ❝