█ مَلِكِ النَّاسِ (2) وإنما قال : ملك الناس إله لأن ملوكا يذكر أنه ملكهم وفي من يعبد غيره فذكر إلههم ومعبودهم وأنه الذي يجب أن يستعاذ به ويلجأ إليه دون الملوك والعظماء كتاب تفسير سورة مجاناً PDF اونلاين 2024 هي مكية وقيل مدنية المفصل آياتها 6 ترتيبها 114 والأخيرة بين سور المصحف الجزء الثلاثين بدأت بفعل أمر نزلت بعد الفلق وتقع ترتيب السور أيضًا ويطلق عليها وعلى اسم المعوذتين هي السورة الحادية والعشرين حيث النزول (عند يرجح أنها مكية) تتحدث عن الله للنبي محمد بأن يتعوذ بالله ربه شر الوسواس وورد العديد الأحاديث النبوية فضلها فكان النبي يقرأ هاتين إذا آوى إلى فراشه وينفث يديه ويمسح بهما ما أقبل وأدبر بدنه ويأمر بقراءتهما دبر كل صلاة كما حث قراءتهما ثلاثًا الصباح والمساء مع الإخلاص وأن قراءتهم تكفي المرء شيء سمى النّاس بـ "قلْ أعوذ بربّ النّاس" وهي وسورة تسمّيان «الْمعوّذتيْن» ذلك لأنهما تبتدئان بعبارة ﴿قُلْ اَعوذُ﴾ فقد روى أبو داود والترمذي وأحمد بن حنبل عقبة عامر قال: أمرني رسول أقرأ بالمعوذات أي: آيات السورتين رواية بالمعوذتين ولم أحد المفسرين الواحدة منهما تسمى المعوذة بالإفراد وسماها ابن عطية الأندلسي «المحرر الوجيز الكتاب العزيز» «سورة الْمعوّذة الثّانية» وعنْونهما عيسى الترمذي سننه وعنْونها إسماعيل البخاري «صحيحه» قلْ النّاس» وتسميتها المصاحف وكتب التفسير «سُورَةَ النَّاسِ» كما تُسمى «المشقشقتين» بتقْديم الشينين الْقافيْن كقولهم خطيب مُشَقشق أي مسترسل القول تشبيهًا له بالفَحل الكريم الإِبل يَهْدِر بشِقْشَقَةٍ كاللحم يبرز فيه غضب وذكر الزمخشري والقرطبي أنّهما تسميان «المقشقشين» الشّينيْن تبرئان النفاق والمُقَشْقِشَتان: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ لأَنهما كَانَا يُبْرَأُ بِهِمَا مِنَ النِّفَاقِ إِبراءَ المريضِ مِنْ علَّته؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَمَا يُقَشْقِشُ الهِنَاءُ الجرَبَ فيُبْرِئُه وَقِيلَ: هُمَا: يَا أَيُّهَا الْكافِرُونَ وقال الطيبي: فيكون المقشقشة مشتركًا أربع هذه براءة وسورة وهذا مختصر ماتع اختصار الإمام الشيخ عبد الوهاب لسورة القيم رحمهما تعالى وليس هو بالطويل المُمل ولا بالقصير المُخِلّ هذه ثلاث صفات الرب عز وجل الربوبية والملك والإلهية ؛ فهو رب ومليكه وإلهه فجميع الأشياء مخلوقة مملوكة عبيد فأمر المستعيذ بالمتصف بهذه الصفات الخناس وهو الشيطان الموكل بالإنسان فإنه بني آدم إلا وله قرين يزين الفواحش يألوه جهدا الخبال والمعصوم عصم وقد ثبت الصحيح " منكم قد وكل قرينة قالوا وأنت يا ؟ نعم أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني بخير وثبت أنس قصة زيارة صفية صلى وسلم معتكف وخروجه معها ليلا ليردها منزلها فلقيه رجلان الأنصار فلما رأيا أسرعا فقال رسلكما إنها بنت حيي فقالا سبحان إن يجري مجرى الدم وإني خشيت يقذف قلوبكما شيئا أو شرا
❞ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)
قوله تعالى : من شر الوسواس الخناس
يعني : من شر الشيطان . والمعنى : من شر ذي الوسواس ؛ فحذف المضاف ؛ قاله الفراء : وهو ( بفتح الواو ) بمعنى الاسم ؛ أي الموسوس . و ( بكسر الواو ) المصدر ؛ يعني الوسوسة . وكذا الزلزال والزلزال . والوسوسة : حديث النفس . يقال : وسوست إليهم نفسه وسوسة ووسوسة ( بكسر الواو ) . ويقال لهمس الصائد والكلاب وأصوات الحلي : وسواس . وقال ذو الرمة :
فبات يشئزه ثأد ويسهره تذوب الريح والوسواس والهضب
وقال الأعشى :
تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت كما استعان بريح عشرق زجل
وقيل : إن الوسواس الخناس ابن لإبليس ، جاء به إلى حواء ، ووضعه بين يديها وقال : اكفليه . فجاء آدم - عليه السلام - فقال : ما هذا يا حواء ؟ قالت : جاء عدونا بهذا وقال لي : اكفليه . فقال : ألم أقل لك لا تطيعيه في شيء ، هو الذي غرنا حتى وقعنا في المعصية ؟ وعمد إلى الولد فقطعه أربعة أرباع ، وعلق كل ربع على شجرة ، غيظا له ؛ فجاء إبليس فقال : يا حواء ، أين ابني ؟ فأخبرته بما صنع به آدم - عليه السلام - فقال : يا خناس ، فحيي فأجابه . فجاء به إلى حواء وقال : اكفليه ؛ فجاء آدم - عليه السلام - فحرقه بالنار ، وذر رماده في البحر ؛ فجاء إبليس عليه اللعنة فقال : يا حواء ، أين ابني ؟ فأخبرته بفعل آدم إياه ؛ فذهب إلى البحر ، فقال : يا خناس ، فحيي فأجابه . فجاء به إلى حواء الثالثة ، وقال : اكفليه . فنظر إليه آدم ، فذبحه وشواه ، وأكلاه جميعا . فجاء إبليس فسألها فأخبرته حواء . فقال : يا خناس ، فحيي فأجابه فجاء به من جوف آدم وحواء . فقال إبليس : هذا الذي أردت ، وهذا مسكنك في صدر ولد آدم ؛ فهو ملتقم قلب آدم ما دام غافلا يوسوس ، فإذا ذكر الله لفظ قلبه وانخنس . ذكر هذا الخبر الترمذي الحكيم في نوادر الأصول بإسناد عن وهب بن منبه . وما أظنه يصح ، والله تعالى أعلم .
ووصف بالخناس لأنه كثير الاختفاء ؛ ومنه قول الله تعالى : فلا أقسم بالخنس يعني النجوم ، لاختفائها بعد ظهورها . وقيل : لأنه يخنس إذا ذكر العبد الله ؛ أي يتأخر . وفي الخبر ˝ إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا غفل وسوس ، وإذا ذكر الله خنس ˝ أي تأخر وأقصر . وقال قتادة : الخناس الشيطان له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان ، فإذا غفل الإنسان وسوس له ، وإذا ذكر العبد ربه خنس . يقال : خنسته فخنس ؛ أي أخرته فتأخر . وأخنسته أيضا . ومنه قول أبي العلاء الحضرمي - أنشد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
وإن دحسوا بالشر فاعف تكرما وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل
الدحس : الإفساد . وعن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم ، فإذا ذكر الله خنس ، وإذا نسي الله التقم قلبه فوسوس . وقال ابن عباس : إذا ذكر الله العبد خنس من قلبه فذهب ، وإذا غفل التقم قلبه فحدثه ومناه . وقال إبراهيم التيمي : أول ما يبدو الوسواس من قبل الوضوء . وقيل : سمي خناسا لأنه يرجع إذا غفل العبد عن ذكر الله . والخنس : الرجوع . وقال الراجز :
وصاحب يمتعس امتعاسا يزداد إن حييته خناسا
وقد روى ابن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى : الوسواس الخناس وجهين : أحدهما : أنه الراجع بالوسوسة عن الهدى . الثاني : أنه الخارج بالوسوسة من اليقين . ❝
❞ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
قوله تعالى : من الجنة والناس أخبر أن الموسوس قد يكون من الناس . قال الحسن : هما شيطانان ؛ أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية . وقال قتادة : إن من الجن شياطين ، وإن من الإنس شياطين ؛ فتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن .
وروي عن أبي ذر أنه قال لرجل : هل تعوذت بالله من شياطين الإنس ؟ فقال : أومن الإنس شياطين ؟ قال : نعم ؛ لقوله تعالى : وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن . . . الآية . وذهب قوم إلى أن الناس هنا يراد به الجن . سموا ناسا كما سموا رجلا في قوله : وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن - وقوما ونفرا . فعلى هذا يكون ( والناس ) عطفا على الجنة ، ويكون التكرير لاختلاف اللفظين . وذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث : جاء قوم من الجن فوقفوا . فقيل : من أنتم ؟ فقالوا : ناس من الجن . وهو معنى قول الفراء . وقيل : الوسواس هو الشيطان . وقوله : من الجنة بيان أنه من الجن والناس معطوف على الوسواس . والمعنى : قل أعوذ برب الناس من شر الوسواس ، الذي هو من الجنة ، ومن شر الناس . فعلى هذا أمر بأن يستعيذ من شر الإنس والجن . والجنة : جمع جني ؛ كما يقال : إنس وإنسي . والهاء لتأنيث الجماعة . وقيل : إن إبليس يوسوس في صدور الجن ، كما يوسوس في صدور الناس . فعلى هذا يكون في صدور الناس عاما في الجميع . و من الجنة والناس بيان لما يوسوس في صدره . وقيل : معنى من شر الوسواس أي الوسوسة التي تكون من الجنة والناس ، وهو حديث النفس . وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إن الله - عز وجل - تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به . رواه أبو هريرة ، أخرجه مسلم . فالله تعالى أعلم بالمراد من ذلك . ❝
❞ إِلَٰهِ النَّاسِ (3)
وإنما قال : ملك الناس إله الناس لأن في الناس ملوكا يذكر أنه ملكهم . وفي الناس من يعبد غيره ، فذكر أنه إلههم ومعبودهم ، وأنه الذي يجب أن يستعاذ به ويلجأ إليه ، دون الملوك والعظماء . ❝