فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا... 💬 أقوال محمد بن صالح العثيمين 📖 كتاب تفسير القرآن الكريم - سورة الكهف

- 📖 من ❞ كتاب تفسير القرآن الكريم - سورة الكهف ❝ محمد بن صالح العثيمين 📖

█ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (62) فلما جاوزا يعني الحوت هناك منسيا أي متروكا فلما سأل موسى الغداء نسب الفتى النسيان إلى نفسه عند المخاطبة وإنما ذكر الله نسيانهما بلوغ مجمع البحرين وهو الصخرة فقد كان شريكا ; لأن التأخير من ذلك قولهم الدعاء : أنسأ أجلك مضيا أخرا حوتهما عن حمله فلم يحمله واحد منهما فجاز أن ينسب إليهما لأنهما وتركا قوله تعالى آتنا غداءنا فيه مسألة واحدة : وهو اتخاذ الزاد الأسفار رد الصوفية الجهلة الأغمار الذين يقتحمون المهامة والقفار زعما منهم هو التوكل الواحد القهار هذا نبي وكليمه أهل الأرض قد اتخذ مع معرفته بربه وتوكله رب العباد وفي صحيح البخاري ( إن ناسا اليمن كانوا يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا سألوا الناس فأنزل وتزودوا ) وقد مضى البقرة واختلف زاد فقال ابن عباس حوتا مملوحا زنبيل وكانا يصيبان منه غداء وعشاء انتهيا ساحل البحر وضع فتاه المكتل فأصاب جري فتحرك كتاب تفسير القرآن الكريم سورة الكهف مجاناً PDF اونلاين 2024 هي سورةٌ مكيةٌ رقمها 18 تسبق مريم وتلحق الإسراء ترتيب سور عدد آياتها 110 آية وهي السور المكية المتأخرة النزول إذ نزولها 69 تتوسط السورة فهي تقع الجزئين الخامس عشر والسادس 8 صفحات نهاية الجزء و3 بداية السادس تتناول عدة مواضيع تدور حول التحذير الفتن والتبشير والإنذار وذكر بعض المشاهد يوم القيامة كما تناولت قصص كقصة أصحاب سُميّت لذكر قصتهم فيها سورة ذوات الفضل وذكرت أحاديث كثيرة ومن أهم فضائلها ما قراءتها الجمعة نورٌ بين الجمعتين إن سبب نزول ذكره مفسرين كابن كثير وغيره: فعن قال: «بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة أبي معيط أحبار يهود بالمدينة فقالوا لهم: سلوهم محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله فإنهم الكتاب الأول وعندهم علم ليس عندنا الأنبياء فخرجا حتى قدما المدينة فسألوا رسول ﷺ ووصفوا أمره وبعض قوله وقالا: إنكم التوراة جئناكم لتخبرونا صاحبنا قال فقالت سلوه ثلاث نأمركم بهن فإن أخبركم فهو مرسل وإن لم يفعل فالرجل متقول فروا رأيكم سلوه فتية ذهبوا الدهر أمرهم شأن عجيب وسلوه رجل طواف بلغ مشارق ومغاربها نبؤه؟ الروح هو؟ بذلك فاتبعوه يخبركم فإنه فاصنعوا بدا لكم فأقبل فقالا: يا معشر بفصل بينكم وبين أمرنا نسأله أمور فأخبروهم بها فجاءوا فقالوا: أخبرنا فسألوه عما أمروهم به ﷺ: غدا سألتم عنه ولم يستثن فانصرفوا ومكث خمس عشرة ليلة لا يحدث له وحيا يأتيه جبريل عليه الصلاة والسلام أرجف مكة وقالوا: وعدنا واليوم أصبحنا يخبرنا بشيء سألناه وحتى أحزن مكث الوحي وشق يتكلم ثم جاءه عز وجل بسورة معاتبته إياه حزنه عليهم وخبر سألوه أمر الفتية والرجل الطواف وقول وجل: ﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ﴾ [الكهف:83]» الأصل دروس ألقاها فضيلة الشيخ عثيمين رحمه الدورة العلمية التي عقدها شهر ربيع عام 1419هـ بالجامع الكبير مدينة عنيزة والتي فسر آيات

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (62)

فلما جاوزا يعني الحوت هناك منسيا - أي متروكا - فلما سأل موسى الغداء نسب الفتى النسيان إلى نفسه عند المخاطبة , وإنما ذكر الله نسيانهما عند بلوغ مجمع البحرين وهو الصخرة , فقد كان موسى شريكا في النسيان ; لأن النسيان التأخير ; من ذلك قولهم في الدعاء : أنسأ الله في أجلك . فلما مضيا من الصخرة أخرا حوتهما عن حمله فلم يحمله واحد منهما فجاز أن ينسب إليهما لأنهما مضيا وتركا الحوت .

قوله تعالى : آتنا غداءنا فيه مسألة واحدة :

وهو اتخاذ الزاد في الأسفار , وهو رد على الصوفية الجهلة الأغمار , الذين يقتحمون المهامة والقفار , زعما منهم أن ذلك هو التوكل على الله الواحد القهار ; هذا موسى نبي الله وكليمه من أهل الأرض قد اتخذ الزاد مع معرفته بربه , وتوكله على رب العباد . وفي صحيح البخاري : ( إن ناسا من أهل اليمن كانوا يحجون ولا يتزودون , ويقولون : نحن المتوكلون , فإذا قدموا سألوا الناس , فأنزل الله - تعالى - وتزودوا ) وقد مضى هذا في " البقرة " . واختلف في زاد موسى ; فقال ابن عباس : كان حوتا مملوحا في زنبيل , وكانا يصيبان منه غداء وعشاء , فلما انتهيا إلى الصخرة على ساحل البحر , وضع فتاه المكتل , فأصاب الحوت جري البحر فتحرك الحوت في المكتل , فقلب المكتل وانسرب الحوت , ونسي الفتى أن يذكر قصة الحوت لموسى . وقيل : إنما كان الحوت دليلا على موضع الخضر لقوله في الحديث : احمل معك حوتا في مكتل فحيث فقدت الحوت فهو ثم على هذا فيكون تزودا شيئا آخر غير الحوت , وهذا ذكره شيخنا الإمام أبو العباس واختاره . وقال ابن عطية : قال أبي - رضي الله عنه - , سمعت أبا الفضل الجوهري يقول في وعظه : مشى موسى إلى المناجاة فبقي أربعين يوما لم يحتج إلى طعام , ولما مشى إلى بشر لحقه الجوع في بعض يوم .

نصبا أي تعبا , والنصب التعب والمشقة . وقيل : عنى به هنا الجوع , وفي هذا دليل على جواز الإخبار بما يجده الإنسان من الألم والأمراض , وأن ذلك لا يقدح في الرضا , ولا في التسليم للقضاء لكن إذا لم يصدر ذلك عن ضجر ولا سخط .. ❝

محمد بن صالح العثيمين

منذ 2 سنوات ، مساهمة من: Asmaa
2
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث