█ إنّ نفسي عميقة واسعة أو لعلّي أراها لطول ما أحدّق فيها وأتأمّل جوانبها فتخيفني بسعتها وعمقها ويرمضني أنه لا يملؤها شيء مهما كان كبيراً وهذا العالم ضيق أراه ضيقاً لاشتغالي عنه بنفسي وشعوري فأراه يخنقني بضيقه إني أجمع كله فكرة واحدة أرميها زاوية من زوايا نقطة صغيرة هذا الفضاء الرحيب ثم أعيش وحدة مرعبة أنظر يملأ كتاب حديث النفس مجاناً PDF اونلاين 2024 نصف مقالات الكتاب كتبها صاحبها عقد الثلاثينيات وقد نُشرت أقدمها عام 1931 ونحن نجده تلك المرحلة حياته توثب يفتُرُ وهمّةٍ تنِي وإن المشاعر لتضطرم نفسه حتى يطيق حملها فيبثّها ثنايا الصفحات وينشرها عبر سطور المقالات ها هو ذا يعرض 1933 شهادته الجامعية للبيع: " فيا أيها القراء الكرام إني أعرض شهادتي ولقبي الكريم للبيع برأس المال (الرسوم والأقساط) أما فوسفور دماغي وأيام عمري فلا أريد لشيء منه بديلاً وأجري الله فمَن يشتري؟ شهادة بيضاء ناصعة كبيرة خطها جميل ذات إطار بديع جديدة (طازة)! مَن يشتري؟!" وها ينعى عيده مقالة "عيدي الذي فقدته" فيقول: "يا آنسين بالعيد يا فرحين به! تسمعون رجل أضاع كانت لكم أعياد؟ أم يؤذيكم طيف الشجى إذ يمرّ بأحلام أفراحكم الضاحكة؟" وفي "زفرة مصدور": "ما أضْيَعَ أيامي مدرسة الحياة إن كلَّ تعلمت منها ثلاثين سنة! اللهمّ قد نفضت يدي الناس وإني أسألك أمراً واحداً؛ ألاّ تقطعني عنك وأن تدلّني عليك أجد بمراقبتك أنس الدنيا وسعادة الآخرة" أخرى": ولكني كرهت أن أتوكأ سيري إلى غايتي غير أدبي ونزّهت عن أجعل عمادي ورقة صار يحملها الغبي والعيي والجاهل واللص يسرق مباحث ويسطو آثارهم لقد صرت كالعجوز حَطَمه الدهر وفجعه أولاده فسيّره مواكب وداعهم الباكية وما أولادي إلا أمانيَّ قبور الأماني القلوب اليائسة رحمة الأماني!"
❞ وقعدت أرى الناس ، وأسأل نفسي : عَلامَّ يركضون ؟ وإلامَّ يسعون ؟ وما ثم إلا السراب ، هل تعرفون السراب ؟ إن الذي يسلك الصحراء يراه من بعيد كأنه عين ماء زلال ، فإذا كدَّ الرِكاب ليبلغه لم يلقى إلا التراب ، هذه هي ملذات الحياة ، إنها لا تَلِذُّ إلا من بعيد . ❝
❞ لقد أذّنَ الفجر وأنا ساهر، وأضيئت منارات دمشق التي لا يحصيها عدّ، ورنّ صوت المؤذّنين في أرجاء الوجود صافياً عذباً الله أكبر ... الله أكبر.
الله أكبر من كل شيء، اللهم إني أرفع إليك شكاتي . ❝
❞ مساكين الأدباء، يجلبون فلذات قلوبهم بدموع عيونهم ليقيموا منها تماثيل الأدب، فيأخذها الناس عابثين، وينظرون إليها لاهين، ويعيبونها ظالمين، ثم يملّونها كما يملُّ الصبي لعبته فيرمونها فَيحْطِمونها ويفتّشون عن لعبة جديدة مساكين الأدباء . ❝