و بقدر ما تمتد حياتك يوما بعد يوم.. بقدر ما تتمزق عن وجهك... 💬 أقوال مصطفى محمود 📖 كتاب القرآن كائن حي

- 📖 من ❞ كتاب القرآن كائن حي ❝ مصطفى محمود 📖

█ بقدر ما تمتد حياتك يوما بعد يوم تتمزق عن وجهك الأقنعة يظهر يفتضح أمرك ينتهك سرك و الله يعلم حقيقتك من البداية لكنك أنت لا تعلم تريد أن لأنك مدع كل منا كل يتصور أنه رجل طيب مستحق لكل خير حتى الجبارون الذين شنقوا سجنوا عذبوا شعوبهم تصوروا أنهم مصلحون كل جاء إلى الحياة معه دعوى عريضة مزعومة بأنه صالح لهذا اقتضى عدل يطلعنا حقائقنا تقوم أعذار حينما يبدأ تصنيف الناس الآخرة حسب درجاتهم يكون التصنيف الحقائق ليس المزاعم الدعاوى و خلق الدنيا خلقها لتنكشف هي عليه يعرف واحد نفسه مقدار خيره شره ثم ليعرف الأبرار خالقهم ربهم ليذوقوا رحمته قبل لقائه ثم فيها حقائق الربوبية عالم الملكوت الجبروت الغيب يخلق أي شيء إلا بالحق للحق لأنه سبحانه هو الحق (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ (85) )) [ الحجر ] (( وَالْأَرْضَ لَاعِبِينَ (38) الدخان مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ كتاب القرآن كائن حي مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف الدكتور مصطفى محمود تحدث فيه اللغة القرآنية التي تختلف لغتنا نكتب بها أو نتكلم أنها محكمة خطأ ولا نقص زيادة وقد كثر الكلام الآيات الكونية تحدثت النجوم ومساراتها والأرض وخلقها والحياة وبدايتها وكيف جاءت العلوم الحديثة بالجديد المبهر خلال مئات السنين أعقبت التنزيل القرآني فلم تخرق حرفاً قرآنياً واحداً ولم تنقض أية بل ترافقت جميعها مع كلام وزادته توكيداَ كما نظم الحكم وفي الاقتصاد الأخلاق حقوق الإنسان الأسرة الزواج والمرأة والشرائع بالكلمة النهائية الجامعة كما انفرد بذروة البلاغة وقمة البيان وجمال الأسلوب لم يطاوله أفاض القدماء هذا وأعزنا ويقول يظل هناك وجه معجز وجوه ربما كان أهم هذه الوجوه يحتاج دفعة طويلة وهو أسماه بالمسمار البنية الهندسية التركيب العضوي الترابط الحي بين الكلمة والكلمة ومن كتابه يسترسل الكاتب بيان توصل إليه لغة سهلة وأسلوب أدبي يمتاز بالدقة والرقة والشفافية والعلمية لذا يمكن القول بأن "القرآن حي" رائع يبحث كنز كنوز االقرآن فصول الكتاب: يتألف الكتاب 12 فصل وهم: القرآن حي النفس والروح لماذا خلقنا الله الصوفي والبحر من أنت أسلوب خطبة الجمعة إسرائيل تحرف الأناجيل العلوم الذرية والإسلام الإسلام والطب في مسألة المحير والمسير المكر الالهى عن الظاهر والباطن

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ و بقدر ما تمتد حياتك يوما بعد يوم.. بقدر ما تتمزق عن وجهك الأقنعة.. و يظهر و يفتضح أمرك و ينتهك سرك.

و الله يعلم حقيقتك و سرك من البداية.. و لكنك أنت لا تعلم و لا تريد أن تعلم.. لأنك مدع.. و كل منا مدع..

كل منا يتصور أنه رجل طيب و أنه مستحق لكل خير , حتى الجبارون الذين شنقوا و سجنوا , و عذبوا شعوبهم تصوروا أنهم مصلحون.



كل منا جاء إلى الحياة و معه دعوى عريضة مزعومة بأنه رجل صالح و طيب.

و لهذا اقتضى عدل الله أن يطلعنا على حقائقنا , حتى لا تقوم أعذار حينما يبدأ تصنيف الناس في الآخرة حسب درجاتهم.. و حتى يكون التصنيف على حسب الحقائق , و ليس على حسب المزاعم و الدعاوى.



و لهذا خلق الله الدنيا.

خلقها لتنكشف الحقائق على ما هي عليه.. و يعرف كل واحد نفسه و يعرف مقدار خيره و شره.. ثم ليعرف الأبرار خالقهم و ربهم , و ليذوقوا رحمته قبل لقائه.

ثم خلق الآخرة لتنكشف فيها حقائق الربوبية , و عالم الملكوت و الجبروت و الغيب.

و الله لا يخلق أي شيء إلا بالحق و للحق , لأنه سبحانه هو الحق.



(( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ (85) )) [ الحجر ]

(( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) )) [ الدخان ]

(( مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) )) [ الدخان ]

(( مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ (5) )) [ يونس ]

(( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) )) [ النحل ]

(( مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى (8) )) [ الروم ]

(( وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ (22) )) [ الجاثية ]

(( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ (3) )) [ التغابن ]

(( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (2) )) [ الملك ]

(( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ (191) )) [ آل عمران ]

(( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) )) [ المؤمنون ]



لا عبثية و لا عبث...



و ما نرى حولنا من تداول الأحوال على الناس من فقر إلى غنى , إلى مرض إلى عز إلى ذل , إلى حوادث مفاجئة إلى مصائب إلى كوارث إلى نجاح إلى فشل , ليست أمورا عبثية و لا مصادفات عشوائية , إما هي ملابسات محكمة من تدبير المدبر الحكيم الذي يريد أن يفض مكنون النفوس و يخرج مكتومها.

(( وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72) )) [ البقرة ]



إننا جميعا شجعان حتى يدعو داعي الحرب , فيبدي كل واحد عذرا و يختلق كل واحد ظروفا تمنعه و لا يثبت ساعة الضرب إلا القليل.

و لولا محنة القتال ما انكشفت النفوس على حقيقتها , و نحن جميعا كرماء حتى يدعو داعي البذل , فتنكمش الأيدي التي كانت ممدودة بدعوى السخاء , و لا تنبسط بالكرم إلا أكف معدودة.

و كما قال المتنبي:



لولا المشقة ساد الناس كلهم

الجود يفقر و الإقدام قتّال



فالمشقة هي التي كشفت النفوس و فضحت دعاويها , و من هنا جاءت ضرورتها.



و ما كنا لنعرف صلابة الصلب لولا اختباره.

و لهذا خلق الله الدنيا ليعرف الضعيف ضعفه , و ليعرف القوي قوته , و لتفتضح الدعاوى الكاذبة , و يتم العدل باقتناع كل نفس باستحقاقها , و بعدالة مصيرها النهائي في أعلى عليين أو أسفل سافلين.



خلق الله الدنيا ليحق الحق و يبطل الباطل.

و يصدق أيضا الكلام الذي يقول.. إن الله خلقنا ليعطينا.. فهو كلام يؤدي بنا إلى نفس المعنى.

فهل يصح عطاء إلا بمعرفة الاستحقاقات أولا ليكون العطاء حقا.



إن معرفتنا لأنفسنا أيضا مطلوبة , لتكون قناعة كل واحد بعطائه قناعة حقيقية.. و لينتفي الإعتراض.

فمعرفة النفوس لحقائقها.. و معرفة الإنسان لخالقه.. هي الحكمة من خلق الدنيا.

(( خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (2) )) [ الملك ]



و ما كانت هذه المعرفة لتتم إلا بالدم و الدموع , لأن النفوس ما كانت لتبوح بأسرارها و حقائقها إلا بالدم و الدموع.

و لأن كلا منا يخفي حقيقته وراء أقنعة غليظة من الشعارات و الأكاذيب , و يسدل على وجهه حجابا من الافتعال و التمثيل و بسمات النفاق و الملاطفة و المجاملة.



فكان لابد من حادث عنيف ليخترق هذه الحجب.

و الدنيا كانت ذلك الحادث.



لقد أخرجنا الله من العدم و كان كل منا حقيقة مكنونة , و أعطى كلا منا اليد و القدم ليضر و ينفع.

فأما الذين تحروا النفع و البر و الخير فهم أهله.. و مأواهم إلى ظله يوم لا ظل إلا ظله.

و أما أهل الضرر و الأذى و الظلم فهم المبعدون عنه و عن رحمته.. و البعد عن الله نار.. لأن كل ما سوى الله نار..



و علامة أهل الله هي عرفانهم لربهم من قبل لقائه.. أن يعرفوه في هذه الدنيا.. و أن يشهدوا الدنيا دالة عليه.

و كلام القرآن بأن الله خلقنا لنعبده هو كلام يشتمل على كل هذه المعاني السالفة في باطنه.

و حينما تقول الآيات.

(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )) [ الذاريات ]

فإنها تعني بداهة.

( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعرفون ).

لأنه لا عبادة بلا معرفة.



و المعنى أنه خلقنا لنعرفه , فإذا عرفناه عبدناه.. و إذا عبدناه تفاضلت عباداتنا , و تفاضل إيماننا و إنكارنا , و تفاضلت منازلنا.. و بالتالي تفاضلت استحقاقاتنا حسب ما نتعرض له من امتحانات في الدنيا.. و بالتالي تفاضل العطاء من المعطي.

و عطاء الله مبذول للكل.

(( كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) )) [ الإسراء ]

فالله خلق ليعطي.. و كلنا مستحقون للعطاء بحكم رتبة العبودية , و كل هذه المعاني باطنة في كلمة (( ليعبدون )).

(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )) [ الذاريات ]



أما الذي يقول: إن الله خلقنا لأنه خالق و لابد للخالق أن يخلق , فقد أوجب على الله أن يخلق هذا أو يخلق ذاك..

و لا حق لأحد أن يوجب على الله شيئا.

و لا يوجد قانون يوجب على الله شيئا.

لأنه لا توجد سلطة أو حكم خارج عن الله أصلا , و إنما الله يخلق ما يشاء.

و مشيئة الله لا تحدها قوانين.. لأنه سبحانه مصدر جميع القوانين.

و المشيئة مردودة إلى الله , و بالتالي ليست مسببة بحيث يمكن أن نسأل: و لماذا خلق الله هذا و لم يخلق ذاك؟



إن (( لماذا )) هنا لا مكان لها بتاتا و لا يصح أن توجه إليه سبحانه

(( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) )) [ الأنبياء ]



و كنه المراد لا يعلمه أحد.

و السؤال يقال بوجه إجمال.

و مجال التأمل هو في الحكمة العامة للخلق و للدنيا.

أما السؤال تفصيلا عن خلق هذا و خلق ذاك , فهو أمر غيبي.. و هو في العمى لا يعلمه أحد.



يقول الصوفي ابن عربي: إن الله خلق هذا و خلق ذاك لأنهما سألاه في العدم أن يرحمهما بإيجادهما فأوجدهما.. و أن الله لا يأتي بأحد إلى الدنيا كرها.. و إنما كل ما جاء إلى الدنيا بطلبه.



و هو كلام غيبي.

و هو كلام يستتبع أنه كان لنا وجود في العدم.. و أن العدم غير معدوم.

و هو كلام يجرنا مرة أخرى إلى المعضلة التي أثرتها في كتابي (( الوجود و العدم )).

و لمن يريد أن يغوص وراء الأسرار أكثر أن يعود إلى الكتاب.

و حسب المؤمن الذي يريد أن يقف عند بر الأمان , و لا يلقي بنفسه في وادي العماء.. أن يقول:



آمنت بكلمات الله على مراد الله.

و ما خفى عني فالله به أعلم.



د مصطفى محمود

من كتاب : القرآن كائن حي. ❝