█ كتاب فهم القرآن الحكيم التفسير الواضح حسب النزول مجاناً PDF اونلاين 2024 يختتم المفكّر العربي الكبير الدكتور محمد عابد الجابري هذا الكتاب مشروع كتابه القرآني: ـ ترتيب يعكس العمل الضخم مجمله النتيجة العامة والعملية التي خرج بها المؤلّف من مصاحبة التفاسير الموجودة وهي أن المكتبة العربية الإسلامية تفتقر إلى تفسير يستفيد عملية «الفهم» جميع السابقة والمؤلِّف سبيل ذلك يقوم ببناء القرآني أساس ليس فقط مستوى مسار «الكون والتكوين» وما يمكن نعبّر عنه بـ «مسار التنزيل» بل أيضاً مسيرة الدعوة المحمدية والسيرة النبوية ويرى الكريم نزل منجّماً وخلال أزيد عشرين سنة وأن تسلسل سوره يباطنه منطقي وبالتالي فإن الرجوع وقائع السيرة جعلته يكتشف المنطق الذي يُباطن السور داخل كل مجموعة يتطابق مضمونه مع هذه الوقائع الشيء يتبين منه بوضوح التنزيل مساوق فعلاً لمسيرة ويسلك طريقة «الإفهام» ألصق بالطريقة تعتمد اليوم الكتابة إذ شكّل استعمال «علامات الإفهام» جزءاً أساسياً بسط الوضوح لهذا المشروع
❞ نعم يمكن أن نختلف مع ابن حزم أو ابن رشد أو الشاطبي أو ابن خلدون حول ما يقررونه من وجهات نظر في هذه المسألة أو تلك ، فهذا لا يهم ، ولا يهمنا نحن هنا بالذات ،
إن ما يهمنا هو طريقة التفكير والمفاهيم الموظفة وكيفية توظيفها. وفي هذا المجال ، وضمن هذا الإطار ، لا نملك إلا أن نصدع بالحقيقة التالية ، وهي أن ما ننشده اليوم من تحديث للعقل العربي وتجديد للفكر الإسلامي يتوقف ليس فقط علي مدي استيعابنا للمكتسبات العلمية والمنهجية المعاصرة ، مكتسبات القرن العشرين ما قبله وما بعده ،
بل أيضاً ولربما بالدرجة الأولي يتوقف علي مدي قدرتنا علي استعادة نقدية ابن حزم وعقلانية ابن رشد وأصولية الشاطبي وتاريخية ابن خلدون ، هذه النزوعات العقلية التي لابد منها إذا أردنا ان نعيد ترتيب علاقتنا بتراثنا بصورة تمكننا من الانتظام فيه انتظاما يفتح المجال للإبداع ، إبداع العقل العربي داخل الثقافة التي يتكون منها.
إنه بدون التعامل النقدي العقلاني مع تراثنا لن نتمكن قط من تعميم الممارسة العقلانية علي أوسع قطاعات فكرنا العربي المعاصر ، القطاع الذي ينعت بـ ((الأصولي)) حيناً وبـ ((السلفي)) حيناً آخر ، كما أنه بدون هذه الممارسة العقلانية علي معطيات تراثنا لن يكون في إمكاننا قط تأصيل العطاءات الفكرية التي قدمها ،
أو بالإمكان أن يقدمها قطاع آخر من فكرنا العربي المعاصر القطاع الذي يدعو إلي الحداثة والتجديد إنه باستعادة العقلانية النقدية التي دشنت خطابا جديدا في الأندلس والمغرب مع ابن حزم وابن رشد والشاطبي وابن خلدون ، وبها وحدها ، يمكن إعادة بنينة العقل العربي من داخل الثقافة التي ينتمي إليها ، مما يسمح بتوفير الشروط الضرورية لتدشين عصر تدوين جديد في هذه الثقافة . ❝