█ وباستقراء البيان القرآني استعمال القسم يدلنا أنه يعتبر بحال المقسم عند عقد اليمين فيخص بمن كان صادقا عقده لليمين حتى ولو خالف ذلك الحق وجانب الصدق واقع الأمر وإنما هو اعتقاده الجازم ونظرته المخلصة نظر نفسه أو الأقل إيهام له بذلك ومن هنا يمكن أن نفهم إشارة القرآن الكريم المتكررة إلى الجهد المبذول من قبل بعض الكفار والمشركين مما يوحي بصدقهم وإخلاصهم اعتقادهم وإن لم يكن فقد ذكر الله سبحانه وتعالى إقسامهم بالله جهد أيمانهم خمسة مواضع ليوحي اجتهادهم غاية هذه الأيمان فيها تبين فيما بعد بخلاف نرى يرد عاما وعلى لسان المسلمين والمنافقين والكفار ويكون آيات مكية ومدنية وغالبا ما يكون بارا كذلك فعلى وحسب كتاب أسلوب الظاهر بلاغته وأغراضه مجاناً PDF اونلاين 2024 افتتح كثيرا السور القرآنية بالقسم وأورد أقساما ثنايا عدد غير قليل منها وأسلوب اللغة العربية المؤكدات المشهورة التي تمكن الشيئ النفس وتقويه وقد نزل للناس كافة ووقف الناس منه مواقف متباينة فمنهم الشاك ومنهم المنكر الخصم الألد فجاء لإزالة الشكوك وإحباط الشبهات وإقامة الحجة وتوكيد الأخبار لتطمئن نفس المخاطب الخبر لا سيما الأمور العظيمة أقسم عليها لقد بمخلوقاته مع نهيه عن بغيره للأشارة المخلوقات هي إلا يستنير بها أولوا الألباب مناهج الاستدلال وجود الصانع الحكيم ولتصحيح العقائد الباطلة فالقسم بالنجم إذا هوى وأمثال فيه رد اعتقدوا ألوهية الكواكب وللفت الأنظار الكون وما يحويه حقائق وأسرار ونظام بديع محكم ولتقرير الكتاب الذي جاء به رسول صلى عليه وسلم منزل وأن تكفل بحفظه التبديل والتحريف والنقص والزيادة وأنه هداية ينير البصائر والأبصار لتهتدي أقوم طريق أسلوب بلاغته تمهيد: طرق توكيد الكلام وإبراز معانيه ومقاصده النحو يريده المتكلم إذ يؤتى لدفع إنكار المنكرين إزالة شك الشاكين والقسم ومعلوم بلغة العرب كلامهم ومناحي خطابهم وكان عادتهم أنهم قصدوا وتقريرها جاءوا هذا جاءت أقسام متنوعة مواضيع شتى لتوكيد يحتاج التوكيد والأقسام ضربين : الضرب الأول ورد الحكاية ضمن قصه قصص المخلوقين كقوله تعالى حكاية لقول إبراهيم – السلام لقومه ( تالله لأكيدن أصنامكم تولوا مدبرين ) (1) وكقوله مخبرا عما يقوله كفار مكة بعثة المصطفى الصلاة والسلام وأقسموا لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى إحدى الأمم (2) وهذا الضرب كثير وليس غرضي أخوض البحث الثاني وهذا نوعين النوع المضمر وهو المحذوف المدلول بجوابه المقرون باللام كقوله لتبلون أموالكم ولتسمعن الذين أوتوا قبلكم أشركوا أذى (3) تقديره والله بدلالة الجواب أو بالمعنى والسياق منكم واردها ربك حتما مقضيا أي كافر وارد النار المعنى لأن الآية مؤكدات الملفوظ قوله فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا لننزعن كل شيعة أيهم أشد الرحمن عتيا لنحن أعلم بالذين هم أولى صليا فدل الملحوظ النوع خارج نطاق سيكون مدار وقد اشتمل تمهيد وسبعة مباحث وخاتمة بينت المبحث الأصل الإشتقاقي لألفاظ وبينت أركان وفي الثالث حققت القول المبدوء بأداة النفي الرابع بينت أنواع نوعان إقسامه بذاته وصفاته الخامس وضحت أغراض وأهدافه السادس وجعلت السابع لبيان بلاغة الخاتمة استعرضت أهم النتائج والله أسأل اكون قد وفقت العرض لهذا الموضوع والحمد لله الأولى والآخرة
❞ تقاسم يقال تقاسم القوم ، أي تحالفوا ، ومنه قوله تعالى – (قالوا تقاسموا بالله) (6) ، فهي بمعنى التحالف ، أو طلب بعضهم القسم من بعض . ❝
❞ كتب المعاجم ترى أن ( الحلف والقسم ) لفظان مترادفان يؤديان معنى واحدا من غير فرق أو تمييز بينهما ، وتفسر أحدهما بالآخر ، ولكن حين نستقرئ استعمال الكلمتين ، وأصل اشتقاقهما لنتعرف على الفرق بينهما ، نجد أن العرب يقولون ( حلفة فاجر ، وأحلوفة كاذبة ) ، ولم يرد مثل هذا مع القسم . ❝
❞ تقول بنت الشاطئ في تفسير سورة البلد : [ فقد يبدو من السهل أن نفسر ( أقسم ) بلفظ ( أحلف ) ، وليس في استعمال العرب لهما ما يمنع من تفسير أحدهما بالآخر ، لكن استقراء الكلمتين في القرآن يمنع هذا الترادف ... ... إلى أن تقول : وأمام هذا الاستعمال القرآني ، لا يهون أن نفسر القسم بالحلف ، وصنيع القرآن فيهما يلفت إلى فرق دقيق بين اللفظين المقول بترادفهما ، فرق يؤيده فقه العربية ، فاختلاف مادتي اللفظين يؤذن باختلاف مدلول كل منهما ، وبين حلف وحنث من القرب ، ما ليس بين حلف وقسم ، مما يبعد أن يكونا سواء ) ] . وهذا فرق كبير واضح ، يكفي لنفي ترادف الكلمتين . ❝