█ قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) * سَبَبُ النُّزُولِ: أخرج البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رَضِيَ عَنْهُ قال: أبو جهل: فنزلت: (وَمَا الْحَرَامِ) * دِرَاسَةُ السَّبَبِ: هكذا جاء سبب نزول هذه الآية الكريمة وقد أورد جمهور المفسرين هذا الحديث لكنهم مع ذلك مختلفون فيه فمنهم من يذكر كتاب المحرر أسباب القرآن خلال الكتب التسعة دراسة الأسباب رواية ودراية مجاناً PDF اونلاين 2024 هذه دراسةٌ اعتنى فيها الباحثُ بجمع النزول المشهور وهي: (موطأ ومسند أحمد وسنن الدارمي وصحيح مسلم أبي داود وجامع الترمذي النسائي ابن ماجه) وقد قسَّم دراسته إلى قسمين: القسم الأول: تحدَّث مكانة وأهميتها وفوائد معرفتها والقواعد والأصول وضوابط الترجيح القسم الثاني: تناول الواردة آنفة الذكر وهو أو الآيات النازلة والسبب التي نزلت بشأنها ثم تفسيريًّا وحديثيًّا إن عَزَّ وَجَلَّ بعلمه وحكمته اختار لصحبة نبيه صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبر الناس قلوباً وأصدقهم ألسناً وأوعاهم حفظًا وفهماً فشاهدوا التنزيل وفقهوا التأويل ووقفوا ما لم يقف عليه غيرهم طبقات الأمة وكان أكبر همهم ومنتهى سعيهم أن يفهموا خطاب لعباده ويعرفوا مراده كتابه فبذلك حازوا أفضل العلوم واكتسبوا خلاصة الفهوم ولم تزل تغترف بحر علمهم وفقههم لا تتجاوز حد فهمهم برأي قياس سيما إذا كان الأمر يتعلق بكتاب حتى محمد سيرين: سألت عَبيدة آية فقال: اتق وقل سداداً ذهب الذين يعلمون فيما أُنزل يعني الصحابة كفى سلف العلماء الأعلام والرواة الأثبات بعدهم مؤنة جمع العلم وتبويبه وفقهه ودرايته اجتمع للمتأخرين قدر كبير المرويات كل باب أبواب وجملةٌ الشروحات والتعليقات بحسب آتاهم الفهم والاستنباط وصارت مهمة الباحثين المعاصرين النظر والتأمل التراث الضخم والتدقيق والترجيح والتفنن العرض والتأليف لجمع الشوارد وتقريب البعيد ولَمِّ الأشباه والنظائر والمقارنة والموازنة للوصول أقرب النتائج للصواب وأسعدها بالدليل حظي (علم النزول) بعناية قديماً وحديثاً ولا غرو فرغبت بالمشاركة الفن الشريف والاشتغال بشعبة منه دراستي لنيل درجة (الدكتوراه) واخترت لذلك الموضوع التالي: أسباب النزول من جمعاً ودراسة وأعني بها موطأ النَّسَائِي ماجه [* أهمية الموضوع] تكمن البحث أمور عديدة أهمها: أولاً: شرف بأسباب لشرف وشرف مبني المعلوم شيء أشرف وأجل مما تكلم به سبحانه أعني كلامه الذي (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) فخير بذلت الجهود وصرفت الأعمار الاشتغال بكتابه العزيز وفهمه وتدبره ثانياً: فائدة الجليل تفسير والكشف وجوه الحِكَم والأحكام تدرك إلا بالوقوف الواحدي النزول: (إذ هي أوفى يجب الوقوف عليها وأولى تصرف العناية إليها لامتناع معرفة وقصد سبيلها دون قصتها وبيان نزولها) وقال دقيق العيد: (بيان طريق قوي فهم معاني القرآن) شيخ الإسلام تيمية: (معرفة يعين فإن بالسبب يورث بالمسبب) بالإضافة يتبع تخصيص عام دفع إيهام ونحوه اختيار الموضوع:] أولاً: مصادرها الأصلية مقرونة بدراسة وافية بين دفتي وجاء اختياري للكتب لتكون مصادر لأسباب لجلالة مؤلفيها وعلو إسنادها وتلقي للصحيحين منها بالقبول تكاد تستوعب سواها دواوين السنة ولهذا اقتصرت ورد حاجة المكتبة القرآنية قديمًا وحديثًا مؤلف مفرد يجمع ويقدم لها متكاملةً كي يسهل القارئ والباحث مقارنة الروايات مقام واحد ويلقي الضوء أوجه بينها ثالثاً: الحاجة تحقيق ودراستها نقدية الناحيتين التفسيرية والحديثية بسبب تعدد الواقعة الواحدة وتعارضها أحيانًا أصلها أجزائها وفشو الضعيفة كتب التفسير والسنة وشيوعُها فكان بد عمل علمي يستنبط الحقيقة المضيئة عتامة المظلمة ويستخرج الرواية النقية النبع الصافي كدرته الدلاء الدخيلة رابعاً: افتقار المؤلفات المعنية بهذا التحرير حيث يلحظ وبلا تكلف عناية المؤلفين لهذه بجانب السرد التدقيق والتمحيص واختيار السبب الصحيح وهذا سيضيفه خامساً: قصور بعض استيعاب جميع خصوصًا المذكورة سادساً: حرصي يكون موضوع أطروحتي الدكتوراه ذا علمية لي أولاً لأهل التخصص وعامة المسلمين ثانيًا
❞ قال الله تعالى: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)
* سَبَبُ النُّزُولِ:
1 - أخرج النَّسَائِي عن ابن عبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قال: لما انصرف المشركون عن أُحد وبلغوا. الروحاء قالوا لا محمدًا قتلتموه ولا الكواعب أردفتم وبئس ما صنعتم ارجعوا، فبلغ ذلك رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فندب الناس، فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد وبئر أبي عتبة فأنزل اللَّه تعالى: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ) وقد كان أبو سفيان قال للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأخذ أَهُبَّةَ القتال والتجارة فلم يجدوا بها أحدًا وتسوقوا فأنزل اللَّه تعالى: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) . ❝
❞ قال الله تعالى: (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)
* سَبَبُ النُّزُولِ:
أخرج النَّسَائِي وأحمد عن ابن عبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قال: كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالشرك ثم ندم فأرسل إلى قومه: سلوا رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هل لي من توبة؟ فجاء قومه إلى رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالوا: إن فلانًا قد ندم، دانه قد أمرنا أن نسألك: هل له من توبة؟ فنزلت: (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ) إلى (غَفُورٌ رَحِيمٌ) فأرسل إليه فأسلم . ❝
❞ قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5)
* سَبَبُ النُّزُولِ:
1 - أخرج مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي والنَّسَائِي عن سعد بن أبي وقاص - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: نزلت فيَّ أربع آيات. أصبت سيفًا فأتى به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فقال: يا رسول اللَّه نفِّلنيه. فقال: (ضعه ثم قام فقال له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ضعه من حيث أخذتَه). ثم قام فقال: نفلنيه يا رسول اللَّه فقال: (ضعه) فقام. فقال: يا رسول اللَّه نفلنيه. أَأُجعل كمن لا غناء له؟ فقال له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ضعه من حيث أخدْته) قال: فنزلت هذه الآية: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) . ❝