█ كما يُحْكَى أنَّ شحاذًا مقطوع الساق قد وضع مكانها أخرى من الخشب تَقَابَل مع آخر كفيف البصر فتنافسا مصيبتيهما أيتهما أقذى للأعين وأوقع النفس وأجلب للرحمة فقال الأول للثاني: «لقد وهبك الله نعمة العَمَى ومنحك بِسَلْبِ ناظريك أفضلَ حبالةٍ لاصطياد القلوب واستفراغ الجيوب » له صاحبه: «وأين يبلغ العمى هذه الرجل الضخمة الثقيلة التي تجلب كل عامٍ وزنها ذهبًا؟!» كتاب النظرات مجاناً PDF اونلاين 2024 مجموعة المقالات الاجتماعية والسياسية والدينية حرص «المنفلوطي» خلالها معالجة شئون المجتمع فعلى الصعيد الاجتماعي — الذي استأثر بالقسم الأكبر كتاباته دعى للإصلاح والتهذيب الخلقي والتحلِّي بالفضائل والذود عن الدين والوطن ونادى بضرورة التحرر الخرافات والجهل والخمول والكسل كما خصَّ المرأة بمقالتين؛ أكد فيهما مكانتها وأهمية دورها الحياة وفي المجال الديني؛ رثى لبُعد المسلمين دينهم وعزا ضعفهم إلى البعد عنه ثار ابتدعها المسلمون؛ مثل: تقديم النذور للأولياء وبناء الأضرحة القبور وغيرها الأمور ما أنزل بها سلطان وسياسيًّا تحدث القضية المصرية ووصف حال الأمة المنقسمة آنذاك أشاد بالزعيم الوطني «سعد زغلول» واصفًا إياه بأنه «منقذ الأمة»
❞ مُحال أن يهدم بناء الباطل فرد واحد في عصر واحد، وإنّما يهدمه أفراد متعددون في عصور متعددة، فيهزه الأول هزة تباعد ما بين أحجاره ثم ينقض الثاني حجرًا منه، والثالث آخر وهكذا حتى لا يبقى منه على حجر . ❝
❞ “قلت للقيصر: «أيها الملك، إنك صنيعة الشعب وأجيره لا إلهه وربه، وإنك في مقعدك فوق عرشك لا فرق بينك وبين ذلك الأكَّار في المزرعة، وذلك العامل في المصنع، كلاكما مأجورٌ على عملٍ يعمله فيسدده، وكلاكما مأخوذٌ بتبعة زَﻟَﻠـﻪ وسَقَطه، فكما أنَّ صاحب المصنع يسأل العامل هل وفَّى عمله ليمنحه أجره، كذلك يسألك الشعب هل قمت بحماية القانون الذي وكل إليك حراسته فأنفذته كما هو من غير تبديلٍ ولا تأويل؟ وهل عدلت بين الناس، فآسيت بين قويهم وضعيفهم، وغنيهم وفقيرهم، وقريبهم وبعيدهم؟ وهل استطعت أن تستخلص عقلك من يدي هواك فلم تدع للحب ولا للبغض سلطانًا على نفسك يعدل بك عن منهج العدل ومَحجَّته؟ وهل أصممت أذنك عن سماع الملَق والدهان، والمدح والثناء، فلم تفسد على الناس فضائلهم، ولم تقتل عزة نفوسهم، ولم يذهب بهم الخوف من ظلمك أو الطمع في غفلتك مذهب التوسل إليك بالكذب والنميمة والتجسس وذلة الأعناق وضرع الخدود؟ فإن وجدك الشعب عند ظنه، ورآك أمينًا على العهد الذي عهد به إليك أبقى عليك، وأبقى لك سلطانك، وعرف لك يدك عنده، وأحسن إليك كما أحسنت إليه، أوْ لا، كان له معك شأنٌ غير ذلك الشأن، ورأي غير ذلك الرأي . ❝