█ وكذلكـ يعبث الدهر بالانسان ما ويذيقه يذيقه من صنوف الشقاء وألوان الآلام حتى اذا علم انه قد أوحشه وأرابه وملأ قلبه غيظا وحنقا أطلع له تلكـ السماء المظلمة المدلهمه بارقة واحدة بوارق الأمل الكاذب فاسترده بها إلى حظيرته راضيا مغتبطاً كما تقاد السائمة (( الماشية المتروكة المرعى )) البلهاء بأعواد الكلأ مصرعها فما أسعد وما أشقى الانسان به كتاب العبرات مجاناً PDF اونلاين 2024 مجموعة القصص التراجيدية أثار «المنفلوطي» مشاعر الأسى والحزن؛ فلا تكاد تنتقل قصة تكون الأخرى أشد حزنًا وأكثر شقاءً والمجموعة كلها عبارة عن مأساة تشترك أغلبها بلوعة المحبين وشقاء المساكين وحسرة المظلومين وعذاب المفجوعين؛ إنها بالفعل عبرات تذرفها أثناء قراءة كل فترى «اليتيم» أن الحياة ضنت الحبيبين بالاجتماع؛ فكان الموت أكثر رحمة بهما وفي «الحجاب» يدعو عدم الانجذاب نحو التقاليد الغربية وإلى «غرناطة» حيث يحاول المسلمون الحفاظ دينهم بعدما فقدوا أرضهم ويوضِّحَ أثر الإدمان الفرد وكيف يؤدى السقوط «الهاوية» ويصل قمة التراجيديا ويجعلنا نذرف بقلوبنا حينما نقرأ «الضحية» و«مذكرات مرغريت» و«بقية المذكرات»؛ فتشعر وكأن بؤس الدنيا وُضع تلك المسكينة «مرغريت»
❞ «وقلتُم لها: إنَّا لا نتزوجُ النساء العَاهِرَات، كأنكم لا تُبالون أن يكون نساءُ الأُمَّةِ جميعًا ساقطاتٍ إذا سَلِمَتْ لكم نِسَاؤُكُم، فرجعت أَدْرَاجَهَا خائبةً مُنْكَسِرَةً وقد أَباهَا الخَلِيُع، وتَرَفَّعَ عنها المحتشمُ، فلم تجد بين يديها غيرَ بابِ السُّقُوطِ فَسَقَطَتْ . ❝
❞ «وقلتم لها: نحن لا نتزوجُ من النساء إلَّا من نحبها ونرضاها، ويُلائم ذوقها ذوقنا، وشعورها شعورنا فَرَأَتْ أن لابُدَّ لها أن تعرف مواقع أهوائكم، ومباهج أنظاركم لِتَتَجَمَّلَ لكم بما تُحبون، فراجعتِ فِهْرَسَ حياتكم صفحة صفحة فلم تَر فيه غَيْرَ أسماءِ فيه أسماءِ الخَليعاتِ المُسْتَهْتِرَات، والضُّحَكَاتِ اللَّاعِبَاتِ والإعجاب بهن والثناء على ذكائِهِنَّ وفطنتهن؛ فَتَخَلَّعتْ واستُهْتِرَت لِتَبْلُغَ رضاكم، وتنزلَ عند محبتكم. ثم مَشَتْ إليكم بهذا الثوبِ الرقيق الشَّفَّافِ تعرض نفسها عليكم عَرْضًا، كما تعرض الأَمَةُ نفسها في سُوقِ الرقيقَ، فأعرضتُم عنها ونَبَوْتُمْ بها» . ❝