ملخص كتاب " هل يقتلك العمل؟ " وصفة طبية لمعالجة التوتر الناتج من مكان العمل.
منقول من x.com ، مساهمة من: حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ يمتلئ هذا الكتاب بالقصص وفروع العلم وإستراتيجيات النجاح. وتوجد فيه مقتطفات من علوم الفسيولوجيا وعلم النفس والفلسفة والتكنولوجيا والاقتصاد والقصص الملهمة، كما أنني وضعت فيه من الفكاهة بقدر ما أمكنني لتخفيف حدة مادة الكتاب المهمة والثقيلة، لكنه كذلك عملي وواقعي. ويحتوي على حلول مختبرة ميدانيا أثبتت فاعليتها معي في الحياة وفي حياة الكثير من مرضاي وفي العديد من المؤسسات التي قامت فعليا بتبنيها.
1- ما توتر العمل؟
التوتر يُعرَّف كاستجابة غير محددة من الجسم لأي طلب يُلقى عليه، ويظهر في أربعة أنواع من الأعراض: البدنية مثل الصداع وآلام الرقبة، الذهنية كصعوبة التركيز، العاطفية كالقلق، والسلوكية كعدم القدرة على الاسترخاء. التوتر المزمن هو الأخطر، إذ يفرز الجسم "الكورتيزول"
الذي يُضعف وظائف المخ ويؤثر سلبًا على الذاكرة والإنتاجية. الشركات التي تعتمد ساعات العمل الطويلة تؤدي إلى تراجع الإنتاجية، كما أن التوتر بين الموظفين يكون مُعديًا، ويؤثر سلبًا في المعنويات، مما يتسبب في تأثير مضاعف يصل إلى المجتمع والاقتصاد العالمي.
2- العوامل التي تسهم في زيادة حمل العمل
زيادة الحمل تحدث عندما يكون هناك الكثير من العمل مع عدم وجود وقت كافٍ لإنجازه، مما يؤدي إلى ضغط هائل على الموظفين، فيُصيبهم بالإنهاك أو الانهيار. هذه الظاهرة تعود لعدة أسباب، منها البريد الإلكتروني المتزايد، والمواعيد النهائية الصارمة،
والسمات الشخصية مثل الإدمان على العمل أو عدم القدرة على رفض المهام الإضافية. خلال الأزمات الاقتصادية، ظهرت سياسة تقليل العمالة وزيادة المهام، لكنها أثبتت فشلها، حيث إن العمل الإضافي بلا إدارة سليمة للطاقة يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية.
يجب على الشركات تحمل مسؤولية الضغوط التي تخلقها، والتخلي عن مفاهيم الحضور الشخصي والمزيد من العمل الذي يؤثر سلبًا على الصحة والإنتاجية.
3- الانطفاء الوظيفي
الانطفاء، والمعروف بداء أصحاب الإنجازات الكبيرة، هو حالة من نفاد الطاقة والإنهاك تحدث عندما يصل الشخص إلى ذروة التوتر والإعياء، فيشعر بالفراغ الداخلي وعدم القدرة على الاستمرار في العمل. يبدأ الانطفاء غالبًا بتطلعات كبيرة ومثل عليا،
ولكن إذا استمر لفترة طويلة، تظهر علامات الإنهاك والإعياء. المرحلة الثانية هي الإنكار، حيث يرفض الشخص الاعتراف بالتوتر أو الفشل في تحقيق الأهداف، مما يؤدي إلى استنزاف أكبر للطاقة. الوقاية من الانطفاء تتطلب الوعي بالمشكلة، اتخاذ خطوات لاستعادة الجانب الصحي،
والتعديل من التطلعات غير الواقعية لتجنب استنزاف الطاقة بالكامل.
4- كيف تصمد في بيئة عمل ذات وتيرة سريعة ؟
تمامًا كما لا يمكن للعدّاء الركض بأقصى سرعة طوال الماراثون، لا يمكن للموظفين الحفاظ على وتيرة عمل سريعة جدًا دون أن ينهاروا.
الرياضيون يعرفون كيف يوزعون جهدهم، وهذا ينطبق على العمل أيضًا، حيث يجب على الموظفين ضبط وتيرة محددة تُجنبهم الإرهاق. التكنولوجيا، التي كان يفترض بها تسهيل حياتنا، أضافت بدلاً من ذلك ضغوطًا زائدة. لذا، من الضروري أن نحترم حاجاتنا الفسيولوجية كالنوم والراحة،
وأن ندرك أن الحفاظ على توازن بين السرعة والإنتاجية يؤدي إلى نتائج أفضل. فترات الراحة مهمة لتجديد النشاط وتحفيز الإبداع، ويجب ترويض التكنولوجيا بحيث لا تسيطر على وقتنا الشخصي.
5- كيف تكون قائداً أو موظفاً فعالاً ؟
في بيئات العمل المليئة بالتوتر وسوء المعاملة من قبل بعض الرؤساء أو الزملاء، من المهم وضع حد لهذه السلوكيات. يتطلب الأمر تدخلًا من القادة لتحديد الأشخاص الذين يثيرون المشكلات والعمل على إصلاحهم من خلال العلاج أو الاستشارة.
إذا لم يحدث تغيير، فإن إنهاء خدماتهم قد يكون الحل الأمثل. لكل موظف الحق في مواجهة التنمر والإبلاغ عن السلوك السيئ، وعلى القادة الفاعلين أن يوفروا بيئة عمل عادلة ومنصفة تركز على تحسين الأداء وتقليل التوتر. الاهتمام بالموظفين ومعرفة نقاط قوتهم،
وتحفيزهم بمهام تحفزهم على الإبداع والتركيز، يساعد في الوصول إلى حالة التدفق التي تجمع بين الإنتاجية العالية والشعور بالمتعة.
6- طرق التخلص من الضغوط والتوتر
لحماية القارب من الغرق بسبب تسرب المياه، يُعتبر أفضل حل هو إغلاق الثقب وإزاحة المياه معًا. ينطبق هذا المبدأ على إدارة التوترات في بيئة العمل، حيث يجب أولاً الاعتراف بوجود مشكلة الضغوط وتفهم تأثيرها على الإنتاجية.
ن الضروري إدارة حجم أعباء العمل، مثل تقليلها أو توفير دعم إضافي للموظفين، بالإضافة إلى تخصيص الموارد اللازمة لهم. ينبغي أن تتبنى الشركات سياسات استباقية للتعامل مع الضغوط، بدلاً من الانتظار حتى يصاب الموظفون بالإرهاق. في عصر المعلومات واقتصاد المعرفة،