المقدمه
في بيت كثرت فيه الأسرار والخفايا .يوجد صغير تحمل مالا يقدر عليه الكبير.يعيش أيامه في رعب وخوف من أقرب الناس إليه.يجلس في غرفته الصغيره والحزن يكسوا ملامحه والوجع يفيض من قلبه وعيناه صغيرتان شديده الإحمرار من كثرت بكاء . كان ينظر لم في يديه ويبكي.عيناه لا تتوقف.مسحها بكفيه الصغير وهو يرتجف .
أخفها على الفور عندما سمع صوت الباب ينفتح بشده. وتدخل منه ووجها لا يوحى بالخير .ينتشر الشر من عينيها والغضب الذى يملئ صوتها وهى تقول:
انتا بتعمل اى عندك ، يلا اقوم، وقفل الزفت دا، اخلص"
نطق بصوت متقطع بصاحب بالبكاء
آسر
" حاضر يا نانا"
نانا:
قوم اعمل واجب مدرستك، بلاش ارف، أنا عارفه مامتش انت كمان ليه، أوف"
تخرجت الجدة و تغلق الباب بقوه،
يفتح الصغير الدرج.ويأخد الصورة مجدداً
ويتحدث إليها:
"و حشتوني أوى، ليه سبتونى هنا، مافيش حد بيحبنى، ليه روحتوا وفضلت هنا لوحدى "
عيناه لم تتوقف عن البكاء، وصوت شهقاته يعلوا ، وضع يده على فمه ليمنع اظهار صوته،
لكى لا تعلم جدته ما يفعله، استمر على هذا لوقت ليس بقليل ، أخذ نفس عميقاً وتحدث لصورة والده.
"وحشتني أوى يا بابا، نفسى أنام فى حضنك زى زمان ، وماما تعملي فشار، ونسهر سوا نلعب "
أخف وجهه بين يده ليمنع عيناه من البكاء .
أزاح دموعه وأمسك بصورته مع والدته .
تنفس بعمق وهو ينظر لها ويحادثها.
"وحشتيني اوى يا ماما، يارب تكوني كويسة، أنا عارف انتوا عند ربنا ، بتمنى أجي عندكم قريب ، بدعي ربنا كل يوم نكون مع بعض في الجنة"
يتكلم ودموعه تعرف طريقها جيداً على خده الصغير ، لو نظرت إليه ترى الحزن يغطي وجهه البرئ ،أكمل حديثه وهو ممسك الصوره بيده الصغيره.
"أنا بسمع كلام نانا ، بس هي مش بتحبني، و دايما تضربني، و تقولي موت زى أمك، هى السبب في موت ابنى، هي مش بتحبني يا بابا"
ينفتح الباب بقوه وتدخل جدته
نانا:
"إنتا لسا قاعد"
آسر:
"لا يا نانا أنا بعمل الواجب"
نانا "
"اى اللى في إيدك دا"
آسر:
"ما فيش صورة بابا "
نانا:
"يلا خلص ونام"
آسر "
"حاضر "
خرجت نانا ، وأنا كمان عملت الواجب عندي مدرسة الصبح، ولازم أنام بدري، علشان نانا لو دخلت تاني هتعاقبني زى كل يوم.
بذاكر وأنا حاضن صورة بابا وماما؛
خلصت الواجب و قفلت الكتاب، ورتب حجاتي في شنطه المدرسة، غيرت هدومى واخذت صورة بابا وماما في حضني؛ ونمت على السرير .
دى حياتي بعد موت بابا وماما ؛ انا إللى بعمل كل حاجه لنفسي، حتى انا إللى بطبطب على حالي ، كلهم راحوا وفضلت لوحدي.
( أعرفكم بنفسي و احكي ليكم قصتي)
&أنا آسر عندى 7سنين ، في تانية ابتدائي،
بابا كان ضابط في الجيش، بس هو دلوقتى عند ربنا ، وماما كانت دكتورة صيدلية ،
ماما ماتت ف نفس اليوم اللى بابا مات فيه .
_ فاكر اليوم دا كويس وكل حاجه حصلت فيه (كنا عائلة جميله أنا وبابا وماما ورد الياسمين)
دول اصحاب ماما ، حياتنا كانت هاديه وجميلة،
بس مش على طول اكيد، لما نانا كانت بتيجى، اليوم ما بيكونش جميل خالص .
كان عندى 5سنين ؛ كنت لسه راجع من تمرين الكاراتيه أنا وماما دخلنا بيتنا.
***فلاش باك**
ماما:
"يلا يا حبيبى، غير هدومك
يكون جهزت الغداء وعملت تورته
الشكولاته "
آسر :
"هاى تحيا ماما "
أردف بها بسعادة شديده كانت ظاهره في بنبرة صوته وحركاته؛ لم تتمالك الأم وضحكت بقوة على تصرف ابنها الطفولي، تقترب منه وتميل برأسها قليلا لكي تلاعب أنفها بأنفه، وتقبل جبهته وتحدثه بحنانها.
الأم:
"يلا يا حبيبي بسرعه، بابا هينزل اجازة انهارده ، اجهز يلا يشقى، عاوزه أنا كمان اخلص، ولبس حبيبي راجع "
آسر:
"أنا بس اللى حبيبك"
نطق بها بغيره واضحه من أبيه الحبيب،ترسم ابتسامه صافيه على وجهها الأبيض المستدير بخدود تشبه الفراولة ، حتي ظهرت غمازت خدها الأيمن، لتزينه وتزيدها جمال.
الأم:
"انتا و أحمد أحلى حاجه في دنيتي"
آسر:
" ماشى يا إيماني"
الأم:
"حبيب إيمان يا ناس"
تتمسك بخديه وتلاعبه مع انتشار القبلات عليه،تحرك الصغير متجه لغرفته وترك أمه في المطبخ تعد الطعام،وفي أثناء تحركه راى هاتف أمه يضيئ وصوته يعلن عن اتصال، امسكه بيده وهو ينادي عليها ليخبرها.
آسر:
"ماما التلفون بيرن، دا رقم بابا"
أدبر بها وهو يعود إليها ويعطيها الهاتف في يدها.
الأم:
"شكرا يا روحى روح انتا اجهز "
الأم:
" الو ازيك حبيبي ،
اى انتا مين "
المجهول:
"انتى الدكتور إيمان زوجت المقدم أحمد صلاح "
إيمان:
" ايوه أنا انتا مين "
المجهول:
"أنا زميل أحمد في الشغل( الرائد عماد)"
إيمان :
"خير في اى انتا بتتكلم من تلفون أحمد ليه"
القلق زاد داخلها عندما عرفت هويه المتصل وانه صديق زوجها .
الرائد عماد :
"أنا آسف يا فندم المقدم أحمد استشهد، احنا في المستشفي الجيش في رفع "
الرائد عماد :
"الو الو يا دكتورة انتى معايا الو"
لم تستطيع الرد بعدما سمعت خبر استشهاد زوجها، الصدمه كانت شديد عليها لم تتحمل ، وقعت على الأرض، وهى لا تدرى باى شئ حولها، ولا بصغيرها الذى كان يبكى بشده ، ولكنها استجابت للغمامه السوداء ، وغابت عن الوعي،يجلس بجانبها وهو يصرخ باسمها
آسر :
"ماما ماما فوقى يا ماما ماما "
كان يبكى بشده ، ويصرخ فى أمه لكى تفيق ، لكن لا يوجد استجابه ، التفت الى الهاتف الذى سقط من أمه ، و أمسكه بيد مرتعشة بشده، وتكلم بصوت مختنق من البكاء .
آسر:
"الو، الو"
الرائد عماد :
"الو الو يا دكتورة "
اسر:
"ماما مش بترد عليا، ماما "
الرائد عماد :
"اهدي يا حبيبى أنا هتصرف"