دليل الكتب والمؤلفين ودور النشر والفعاليات الثقافيّة ، اقتباسات و مقتطفات من الكتب ، أقوال المؤلفين ، اقتباسات ومقاطع من الكتب مصنّفة حسب التخصص ، نصيّة وصور من الكتب ، وملخصات للكتب فيديو ومراجعات وتقييمات 2024
❞ وفي صُبحٍ وَقفتُ أمامَ مِرآتِي وقد بَانَت على وَجهيّ خَسَاراتِي أرى شَخصًا على المِرآةِ يَكرَهُني ومَا أقسَاهُ كُره الذاتُ للذاتِ.
نظرت إلى عينيها تحديدًا، وقلت لها وهي نفسي، اهلا بكِ مع انكسار ذاتي مرحبا بكِ بين خذلان روحي، ووقفت انظر ليَّ بكل ضعفٍ أضيف خيبة آمالٍ آخرى لصحيفة حياتي.
#نسمـة_محمود
#أقلامـي_مڪسورة. ❝ ⏤نـسمـة مـحمـود
❞ وفي صُبحٍ وَقفتُ أمامَ مِرآتِي وقد بَانَت على وَجهيّ خَسَاراتِي أرى شَخصًا على المِرآةِ يَكرَهُني ومَا أقسَاهُ كُره الذاتُ للذاتِ.
نظرت إلى عينيها تحديدًا، وقلت لها وهي نفسي، اهلا بكِ مع انكسار ذاتي مرحبا بكِ بين خذلان روحي، ووقفت انظر ليَّ بكل ضعفٍ أضيف خيبة آمالٍ آخرى لصحيفة حياتي.
❞ ملامح الاغتراب في رواية "وشمس أطلت على ديارنا الغريبة" للكاتبة يارا وهبي
بدأت الرواية هادرة في حزنها، تقيم حراكها الصاخب في الأعماق لأول وهلة تجول به عين القارئ بعد إطالة نظره في العنوان، حيث الاغتراب الذي يلف الشمس أول بزوغها لتصادف المتاعب والأهوال في ظل بلاد أقام فيها شبح الاستبداد واتكأ على كرسي البؤس فوق جماجم حلمت بالوثوب وانتفضت حتى وجدت نفسها في نهاية المطاف بهيئة تلك ص10 :" مشت ومشت دون أن تدرك أنها تدوس على الجثث، ثم هبت رياح قوية فرفعتها عالياً إلى السماء، فرأت الشاطئ والبحر وحتى السماء مملوءة بالجثث، جثث شكلت الخريطة وما الخريطة إلا سوريا."
: تحول أهل الوطن الغريب إلى لاجئين وشرذمة متفرقة متعبة ومنهكة في البلد الجديد والكاتبة حولت روحها حبراً يستصرخ الكون الذي ألقى بها كرواية، فترويها ببطء الذي يتنفس بالكاد وقد خرج من غرق محتم، من خلال الرواية أمكن للقارئ الولوج لمعاناة الجماعة عبر بوصلة الفرد، والعلاقة بين الفرد والمجتمع توأمية تتسم بتعقدها ورحابتها بخاصة إذا لمسنا من الفرد المرهف ذلك الانفتاح الرحب على محيطه، طفولته ونشأته ، احتكاكه بالأخرين وتطوره العضوي والنفسي في ظل التنقلات والرواية تجعلنا نتعلم عندما تشعرنا بالألم عبر سماعنا لآلام الغير،حيث تنشغل الروائية يارا وهبي بالتفاصيل المتعلقة بنفسية الشخصيات وانطباعاتها والحنين الذي تشبعت به، كذلك صلة المهاجر الجديد بأبناء البلد الجديد الذي وفد إليه، تعرفه على تاريخهم ، حروبهم وقضاياهم، هذا الاندماج وضعه أمام عالم آخر رحل إليه هرباً بل تهرباً أحياناً من عالمه الموحش المقفر.
ما يؤرق الكاتبة هو مد الجسور بين الثقافات وتجارب الشعوب على مبدأ شعبي بسيط التعرف على مصائب الغير تجعل مصيبتك تهون في نظرك، ص 24 : " تركت جدتي المنزل وانطلقت عابرة الشارع إلى محل الألبان القديم، المحل الذي كافح زوجها للإبقاء عليه واضطر من أجل ذلك إلى إثبات آريته بكل الوسائل للمخابرات الألمانية قبل الحرب."
الاغتراب السوري يعبّر عن نفسه على هيئة مجتمعات منقسمة عانت الأمرين تحت ضغط تعاقب النظم الديكتاتورية القومية عليها فجعلت أفرادها، شرائحها ومكوناتها متباعدة متنافرة كالخرزات المتناثرة، لهذا تأخذنا الرواية إلى محطة من محطات ذلك الاغتراب الذي يلخص غربة الفرد داخل مجتمع مغترب نفسياً وجسدياً، من تجلياته رغبة أبو جابر بأسلمة توماس الألماني المتعاطف مع تلك العائلة السورية، ص58 : "فاللمرة الأولى قرر توماس أن يصوم رمضان مستأنساً بالمسلم الوحيد الذي يعرفه وقد خصص لهذا الرمضان الأول واجباً مقدساً وهو حفظ القرأن بين يديه، بينما يجلس توماس أمامه مغمضاً عينيه مردداً ما حفظ وفي كل مرة كان يحدث هذا كان توماس ينتظر أبا جابر كي يصحح له أخطائه في طريقة التلاوة أو تشكيل الحروف."
الإبنة تقول في سرها: " ليتنا مثل الألمان، يصادق الأب ابنته دون حرج أو عيب، كنت سأتجرأ على إخباره بما يسبب لي الحجاب من معاناة وألم."
هنا تنتقل يارا وهبي لموضوع الاندماج والتأثر بالمحيط الذي تحاول الإبنة أن تجاهر به لأبيها، الحالة التي تعتري ديالا الواقعة في غرام الشاب الألماني، أما أم جابر ص62 : " قررت أم جابر مغادرة المدينة الصغيرة بعد أن اعتادت ما يقدم لهم بالمجان، ولم تلفتها نظافة الطرق ولا انضباط الألمان."
تعاني الشخصيات من حالة الصراع الداخلي الذي يتجلى بشكل أو بآخر في الاحتكاك بالبعض أو الآخرين، ذلك التأثر والتأثير بات سجالاً عاماً إذ يتغير المجتمع الأصلي بوفود الآخرين على الهاربين من الحروب ومشاكل بلادهم الداخلية، ذلك جعل وسائل الإعلام الأوروبية وكذلك الساسة في حالة من تنافر أو انسجام بين من يرى الاندماج قوة للبلد أو خطراً على ثقافتها، حتى ذلك الوافد بات يخشى على أولاده ومحيطه الأسري من الضياع والانصهار والابتعاد عن الموروث الجمعي، مجتمع الحرب يعيش آثار القصف والدمار من خلال التفكك الأسري وتباعد الرجل والمرأة عن بعضيهما، ذلك التفكك قوبل بالمزيد من العنف والاحتقان، ناهيك عن ذلك التفكك السياسي وأزمات الاندماج التي يعانيها الوافد والمستقبل على حد سواء، تفصح الرواية عن تلك الأورام الاجتماعية وعدم التكيف والتأقلم بخاصة فئات كبار السن، الحوار في الرواية أخذ منحى درامياً عميقاً يغوص في النفسية التي تتم معالجتها من خلال جلسات طويلة يتخللها ذلك الحوار: ص107 : " بلى سنسرق لها ظلها كما سرقنا لك ظلك، فأجابه: لن تستطيع ، ظل حنين داكن وقوي."
إن عالم الرواية بالمجمل غائص في الدراما الإنسانية المشغولة بسبر الطبائع من وجهة نظر نفسية دون الدخول لأي حدث متعلق بالتشويق والإثارة وإنما بشخوص وفدوا إلى عالم مختلف وهم يعانون من تبعات الحرب الداخلية السورية وحالة الاحتراب والتنازع المزمنتين واللتين خلقتا شرخاً كبيراً من الصعب أن يلتئم، ص159 : "الشرق هو الشرق حروب ونزاع طوائف وديكتاتوريات."
-خلاصة:
رواية تخوض في الحياة من خلال نظرة اغترابية تتوسط السوداوية والأمل في حياة بديلة، إنها تلخص اغتراب كل مكونات بلد منكوب، انسلخ فيه إنسانه قسراً من منبته، حيث تنتقل يارا وهبي من اغتراب لآخر باحثة عن ذاتها الأساسية في خضم محيط مكتظ بالأحداث والأهوال والبؤس وسوء الطالع، لسان حالها حال كل الذين يحاولون جمع ما تكسر فيهم عنوة، هذا التكيف الذي ينشده الوافدون الجدد محفوف بالعثرات والمصاعب، وكلا الطرفين الوافد والمستقبل يتخوفان من عودة التنازع والقوموية اليمينية بمعناها الرافض للديمقراطية والحياة التشاركية.
إنها الرواية الأولى للكاتبة ولابد من تتمة لهذا الوجع الذي يلخص حال المجتمع المنقسم على نفسه والمتشظي في البلاد الجديدة، فأوروبا الحلم ليست كما ينشدها البعض على الواقع، حيث ذلك التغيير الديمغرافي خلق نمطاً جديداً من الحياة على وقع آثار الحروب والنزاعات المتفاقمة من بلد إلى بلد وهنا تقف الرواية بالمنتصف من كل شيء لتعاين تلك الحياة على طريقتها.
. ❝ ⏤Rêber Hebûn ريبر هبون
ملامح الاغتراب في رواية "وشمس أطلت على ديارنا الغريبة" للكاتبة يارا وهبي
بدأت الرواية هادرة في حزنها، تقيم حراكها الصاخب في الأعماق لأول وهلة تجول به عين القارئ بعد إطالة نظره في العنوان، حيث الاغتراب الذي يلف الشمس أول بزوغها لتصادف المتاعب والأهوال في ظل بلاد أقام فيها شبح الاستبداد واتكأ على كرسي البؤس فوق جماجم حلمت بالوثوب وانتفضت حتى وجدت نفسها في نهاية المطاف بهيئة تلك ص10 :" مشت ومشت دون أن تدرك أنها تدوس على الجثث، ثم هبت رياح قوية فرفعتها عالياً إلى السماء، فرأت الشاطئ والبحر وحتى السماء مملوءة بالجثث، جثث شكلت الخريطة وما الخريطة إلا سوريا."
تحول أهل الوطن الغريب إلى لاجئين وشرذمة متفرقة متعبة ومنهكة في البلد الجديد والكاتبة حولت روحها حبراً يستصرخ الكون الذي ألقى بها كرواية، فترويها ببطء الذي يتنفس بالكاد وقد خرج من غرق محتم، من خلال الرواية أمكن للقارئ الولوج لمعاناة الجماعة عبر بوصلة الفرد، والعلاقة بين الفرد والمجتمع توأمية تتسم بتعقدها ورحابتها بخاصة إذا لمسنا من الفرد المرهف ذلك الانفتاح الرحب على محيطه، طفولته ونشأته ، احتكاكه بالأخرين وتطوره العضوي والنفسي في ظل التنقلات والرواية تجعلنا نتعلم عندما تشعرنا بالألم عبر سماعنا لآلام الغير،حيث تنشغل الروائية يارا وهبي بالتفاصيل المتعلقة بنفسية الشخصيات وانطباعاتها والحنين الذي تشبعت به، كذلك صلة المهاجر الجديد بأبناء البلد الجديد الذي وفد إليه، تعرفه على تاريخهم ، حروبهم وقضاياهم، هذا الاندماج وضعه أمام عالم آخر رحل إليه هرباً بل تهرباً أحياناً من عالمه الموحش المقفر.
ما يؤرق الكاتبة هو مد الجسور بين الثقافات وتجارب الشعوب على مبدأ شعبي بسيط التعرف على مصائب الغير تجعل مصيبتك تهون في نظرك، ص 24 : " تركت جدتي المنزل ....... [المزيد]
❞ الفن وسنينه ( 3)
ما بين عامي 1993 و 1998 كنت شبه مقيم في مدينة أسيوط نظرا لالتحاقي بكلية الطب البيطري بجامعة أسيوط والتي تعد اول جامعة إقليمية بعد جامعة الملك فؤاد الاول ( جامعة القاهرة حاليا . وسميت أسيوط تحريفا لكلمة سوت وباللغة الهيروغليفية حارس أي حارس الصعيد . وكنت أذهب الي مدينتي طهطا بمحافظة سوهاج كل يوم خميس عقب اليوم الدراسي وارجع الي اسيوط محملا بالمؤن يوم الجمعة ليلا في قطار الساعة العاشرة مساءا . وكانت عادتي الاسبوعية انزل من المحطة الي بائع الجرائد امام مكتب بريد اسيوط ( البوسطة ) لا شتري بع الجرائد وبعض الكتب الصادرة عن هيئة قصور الثقافة ثم اعرج علي محل حلويات لاشتري بعض من البسبوسة التي أعشقها منذ الصغر . وأدلف الي سكني ولا انم الا بعد القضاء علي البسبوسة وتصفح عناوين الجرائد وقراءة احد الكتب التي معي . وعند الثانية ليلا أخلد الي النوم . ولكن لم تكن كل تلك القراءات تشبع شغفي بالثقافة العامة فكنت كل شهر أذهب الي السينما وهذا هو عشقي الاكبر منذ الصغر . وفي مدينة أسيوط يوجد دورين للسينما أحدهما يسمي الصيفي أو سينما خشبة وخشبة عائلة كبيرة في أسيوط منها مستشارين وضباط ومنها لاعب الكرة المشهور في وقته هادي خشبة . وكانت بدون سقف لذا سميت بالصيفي , والسينما الأخرى تدعي السينما الشتوي لانها ذات سقف وكراسي وثيرة تدفئك في ليالي الشتاء وأنت تشاهد الافلام العربي والاجنبي وكانت الحفلة تضم فيلم عربي وأخر اجنبي واحيانا ثلاثة أفلام . واتذكر انني كنت مداوم علي هذا المنوال كل شهر حتي وقت الامتحانات كنت اخرج من الامتحان علي السينما كانت شيء مقدس بالنسبة لي ليست كوسيلة ترفيهية فقط ولكن تثقيفية بصرية . من ضمن الافلام التي شاهدتها وتركت علامة في ذهني فيلم ( خمسة باب ) والذى كان ممنوعا من العرض لأسباب أخلاقية وكان وزير الثقافة آنذاك سنة 1983 الوزير عبد الحميد رضوان ابن محافظة سوهاج . وتم رفع قضية من المنتج محمد مختار وكسبها بعد ثماني اعوام في المحاكم وصدر الحكم بعرض الفيلم مرة اخرى . وبغض النظر ان الفيلم يؤرخ لفترة واقعية تاريخية في المجتمع المصري وقت الاحتلال الانجليزي وكانت هناك بيوت للدعارة مرخصة وكان يتم الكشف علي السيدات العاملة في مهنة الدعارة وهي اقدم مهنة في التاريخ . كان يتم الكشف عليهم في مستشفي تدعي الحوض المرصود بحي الدرب الاحمر وموجودة الي الان للكشف عن الامراض الجلدية والتناسلية . وكانت التي يثبت اصابتها بأحد الامراض التناسلية مثل الزهري والسيلان تسحب منها الرخصة ويتم حجزها للعلاج وذلك حرصا علي العملاء من اصابتهم بأحد الامراض الجنسية . ولكن كل هذا لم يعنيني
يعنيني قصة الحب التي نشبت بين البطلة العاملة في الدعارة والتي تقوم بدورها نادية الجندي وبين عسكري الدورية عادل امام والذي اخذ علي عاتقه حمايتها والصرف عليها حتي تمتنع من ممارسة مهنة البغاء ورغم المشقة والمعاناة التي واجهها من اجل ذلك الا انه اصر حتي النهاية الوقوف بجانب محبوبته .
ونترك تلك المعمعة الفنية ونتجه الي بطل اخر وفيلم أخر وهو فيلم
(الرقص مع الشيطان ) للفنان محمد جابر والمشهور فنيا باسم نور الشريف الفيلم من انتاج يوليو 1993 ميلادية والذي تدور قصته من خلال اطار درامي خيال علمي . حيث عالم مصري يعود من بعثته في موسكو حاملا معه شهادة الدكتوراه والقي خلف ظهره كل المعتقدات الدينية ومتشبع بالعلوم الدنيوية شبه الملحدة ودخل في تجارب لاستخدام عقارا طبيا يجعله يسافر عبر الزمن ويقابل اجداده وتظهر مفارقات غريبة وعجيبة من خلال احداث الفيلم ويعتبر هذا الفيلم اول فيلم خيال علمي يحتك مباشرة في فكرة السفر عبر الزمن والتي كنت قد قرأتها في عدة كتب وروايات وهنا يلتقي امامي الادب القصصي بالفن السينمائي في تلك النقطة التي كانت تستهويني . وحتي انتهيت من دراستي الجامعية بأسيوط لا يمر شهر الا واكون قد شاهدت احدي الحفلات السينمائية في اسيوط. ❝ ⏤أحمد أبو تليح
❞ الفن وسنينه ( 3)
ما بين عامي 1993 و 1998 كنت شبه مقيم في مدينة أسيوط نظرا لالتحاقي بكلية الطب البيطري بجامعة أسيوط والتي تعد اول جامعة إقليمية بعد جامعة الملك فؤاد الاول ( جامعة القاهرة حاليا . وسميت أسيوط تحريفا لكلمة سوت وباللغة الهيروغليفية حارس أي حارس الصعيد . وكنت أذهب الي مدينتي طهطا بمحافظة سوهاج كل يوم خميس عقب اليوم الدراسي وارجع الي اسيوط محملا بالمؤن يوم الجمعة ليلا في قطار الساعة العاشرة مساءا . وكانت عادتي الاسبوعية انزل من المحطة الي بائع الجرائد امام مكتب بريد اسيوط ( البوسطة ) لا شتري بع الجرائد وبعض الكتب الصادرة عن هيئة قصور الثقافة ثم اعرج علي محل حلويات لاشتري بعض من البسبوسة التي أعشقها منذ الصغر . وأدلف الي سكني ولا انم الا بعد القضاء علي البسبوسة وتصفح عناوين الجرائد وقراءة احد الكتب التي معي . وعند الثانية ليلا أخلد الي النوم . ولكن لم تكن كل تلك القراءات تشبع شغفي بالثقافة العامة فكنت كل شهر أذهب الي السينما وهذا هو عشقي الاكبر منذ الصغر . وفي مدينة أسيوط يوجد دورين للسينما أحدهما يسمي الصيفي أو سينما خشبة وخشبة عائلة كبيرة في أسيوط منها مستشارين وضباط ومنها لاعب الكرة المشهور في وقته هادي خشبة . وكانت بدون سقف لذا سميت بالصيفي , والسينما الأخرى تدعي السينما الشتوي لانها ذات سقف وكراسي وثيرة تدفئك في ليالي الشتاء وأنت تشاهد الافلام العربي والاجنبي وكانت الحفلة تضم فيلم عربي وأخر اجنبي واحيانا ثلاثة أفلام . واتذكر انني كنت مداوم علي هذا المنوال كل شهر حتي وقت الامتحانات كنت اخرج من الامتحان علي السينما كانت شيء مقدس بالنسبة لي ليست كوسيلة ترفيهية فقط ولكن تثقيفية بصرية . من ضمن الافلام التي شاهدتها وتركت علامة في ذهني فيلم ( خمسة باب ) والذى كان ممنوعا من العرض لأسباب أخلاقية وكان وزير الثقافة آنذاك سنة 1983 الوزير عبد الحميد رضوان ابن محافظة سوهاج . وتم رفع قضية من المنتج محمد مختار وكسبها بعد ثماني اعوام في المحاكم وصدر الحكم بعرض الفيلم مرة اخرى . وبغض النظر ان الفيلم يؤرخ لفترة واقعية تاريخية في المجتمع المصري وقت الاحتلال الانجليزي وكانت هناك بيوت للدعارة مرخصة وكان يتم الكشف علي السيدات العاملة في مهنة الدعارة وهي اقدم مهنة في التاريخ . كان يتم الكشف عليهم في مستشفي تدعي الحوض المرصود بحي الدرب الاحمر وموجودة الي الان للكشف عن الامراض الجلدية والتناسلية . وكانت التي يثبت اصابتها بأحد الامراض التناسلية مثل الزهري والسيلان تسحب منها الرخصة ويتم حجزها للعلاج وذلك حرصا علي العملاء من اصابتهم بأحد الامراض الجنسية . ولكن كل هذا لم يعنيني
يعنيني قصة الحب التي نشبت بين البطلة العاملة في الدعارة والتي تقوم بدورها نادية الجندي وبين عسكري الدورية عادل امام والذي اخذ علي عاتقه حمايتها والصرف عليها حتي تمتنع من ممارسة مهنة البغاء ورغم المشقة والمعاناة التي واجهها من اجل ذلك الا انه اصر حتي النهاية الوقوف بجانب محبوبته .
ونترك تلك المعمعة الفنية ونتجه الي بطل اخر وفيلم أخر وهو فيلم
(الرقص مع الشيطان ) للفنان محمد جابر والمشهور فنيا باسم نور الشريف الفيلم من انتاج يوليو 1993 ميلادية والذي تدور قصته من خلال اطار درامي خيال علمي . حيث عالم مصري يعود من بعثته في موسكو حاملا معه شهادة الدكتوراه والقي خلف ظهره كل المعتقدات الدينية ومتشبع بالعلوم الدنيوية شبه الملحدة ودخل في تجارب لاستخدام عقارا طبيا يجعله يسافر عبر الزمن ويقابل اجداده وتظهر مفارقات غريبة وعجيبة من خلال احداث الفيلم ويعتبر هذا الفيلم اول فيلم خيال علمي يحتك مباشرة في فكرة السفر عبر الزمن والتي كنت قد قرأتها في عدة كتب وروايات وهنا يلتقي امامي الادب القصصي بالفن السينمائي في تلك النقطة التي كانت تستهويني . وحتي انتهيت من دراستي الجامعية بأسيوط لا يمر شهر الا واكون قد شاهدت احدي الحفلات السينمائية في اسيوط . ❝