تـأسـسـت الـدار عـام خـمـس وأربـعمائـة وألـف مـن هـجـرة الـمـصطـفى صـلى الله عـلـيه وسـلـم وهي تهدف إلى: · نشر نفائس الكتب والمراجع الإسلامية وإخراج الجديد من كتب أهل العلم والفضل والتحـقيق من التراث العلمي لسلفنا الصالح ومن سار على دربهم. · تقديم المنهج الإسلامي الصحيح والنقي من الشوائب في الاعتقاد والعبادة والمعاملات، وتطهير وتزكية النفوس والقلوب وإحياء المعاني الإيمانية. · نشر العلم وإشاعة المعرفة وبث الوعي والإسهام في نشر وإحياء التراث الإسلامي. · السعي لإحياء التراث الإسلامي وتقريب العلوم الإسلامية وتيسير الاستفادة منها. · احترام وتقدير لحقوق التأليف والابتكار وعدم الاعتداء عليها. · نشر الرسائل الجامعية النافعة والمفيدة. · العناية بالمادة العلمية والتحقيق العلمي. · الإخراج الفني الراقي الذي يليق بالكتاب الإسلامي. · المشاركة في المعارض الدولية والمحلية المتخصصة . ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الرحيق المختوم ❝ ❞ روضة المحبين ونزهة المشتاقين ❝ ❞ دليل السالك شرح ألفية ابن مالك ❝ ❞ شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية ❝ ❞ تيسير الرحمن في تجويد القرآن ❝ ❞ مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالأدلة الشرعية ❝ ❞ التجديد في الفكر الإسلامي ❝ ❞ خواص القرآن الكريم - دراسة نظرية تطبيقية (دكتوراه) ❝ ❞ أسماء سور القرآن وفضائلها ❝ ❞ إعلام الموقعين عن رب العالمين / ج1 ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمد بن صالح العثيمين ❝ ❞ محمد ابن قيم الجوزية ❝ ❞ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ❝ ❞ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ❝ ❞ صالح بن فوزان الفوزان ❝ ❞ شمس الدين الذهبي ❝ ❞ أبو زكريا يحي بن شرف النووي ❝ ❞ صفي الرحمن المباركفوري ❝ ❞ عبد الله محمد عبيد البغدادي أبو بكر ابن أبي الدنيا ❝ ❞ أحمد بن علي بن ثابت ❝ ❞ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ❝ ❞ محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم ❝ ❞ الامام احمد ابن حنبل ❝ ❞ محمد بن علي الشوكاني ❝ ❞ بكر أبو زيد ❝ ❞ ابن حزم الظاهري الأندلسي ❝ ❞ عبدالرحمن منصور ❝ ❞ محمد عبد الله دراز ❝ ❞ خالد بن عبد الكريم اللاحم ❝ ❞ سعاد عبد الحميد ❝ ❞ ابن تيمية عبد الرحمن بن ناصر السعدي ❝ ❞ عبدالرحمن بن ناصر السعدي ❝ ❞ د. مساعد بن سليمان الطيار ❝ ❞ محمد بن حسين الجيزاني ❝ ❞ مصطفي حلمي ❝ ❞ محمد أحمد إسماعيل المقدم ❝ ❞ أبو بكر ابن العربي المالكي ❝ ❞ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي ❝ ❞ عبد الرحمن بن شهاب الدين زين الدين أبو الفرج ابن رجب الحنبلي عثمان الخميس مريم الخراز منى الطيار ❝ ❞ د.يوسف الشبيلي ❝ ❞ سليم بن عيد الهلالي أبو أسامة ❝ ❞ رياض بن محمد المسيميري محمد بن عبد الله الهبدان ❝ ❞ مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري أبو الحسين ❝ ❞ أبو الحسن الدارقطني ❝ ❞ فهد بن يحيى العماري ❝ ❞ أحمد بن عبد الرحمن القاضي ❝ ❞ صالح بن عبد الله الدرويش ❝ ❞ عبد المحسن بن عبد الله الزامل ❝ ❞ سعد بن محمد المهنا ❝ ❞ إبراهيم بن محمد ❝ ❞ عبد الله محمد البغدادي ❝ ❞ محمد سعد بن أحمد بن مسعود اليوبي ❝ ❞ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي أبو الفضل ❝ ❞ عبدالله بن محمد الغنيمان ❝ ❞ منيرة محمد ناصر الدوسري ❝ ❞ تركي بن سعد بن فهيد الهويمل ❝ ❞ مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن عبد الكريم بن الأثير ❝ ❞ محمد بن علي بن آدم الإتيوبي ❝ ❞ أحمد بن ناصر الطيار ❝ ❞ سعد بن تركي الخثلان ❝ ❞ عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن ❝ ❞ خالد بن أحمد الزهراني ❝ ❞ يحيى بن عبد العزيز اليحيى ❝ ❞ عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين أبو حفص ❝ ❞ ابن الزبير الغرناطي ❝ ❞ احمد محمد الخليل ❝ ❞ عبد الله الفوزان ❝ ❞ ناصر بن محمد بن مشري الغامدي ❝ ❞ النسائي ❝ ❞ علي بن المديني أبو الحسن ❝ ❞ الشريف حاتم بن عارف العوني ❝ ❞ خالد بن سليمان المزيني ❝ ❞ محمد بن عبد الله الهبدان ❝ ❞ أحمد بن عبد العزيز القصير ❝ ❞ محمد بن الوليد الطرطوشي أبو بكر ❝ ❞ محمد بن أبي بكر بن رشيد البغدادي مجد الدين جمال الإسلام ❝ ❞ علي عبد الله شديد الصياح ❝ ❞ أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن الأعرابي ❝ ❞ حسن بن محمد بن حيدر الوائلي ❝ ❞ عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي المصري ❝ ❞ أبو الخطاب الكلوذاني ❝ ❞ محمد أمين شحادة ❝ ❞ عبدالله بن حمد المنصور ❝ ❞ حسان بن إبراهيم بن محمد السيف ❝ ❞ أحمد بن عبدالرحمن الزومان ❝ ❞ عدنان محمد أمامة ❝ ❞ طاهر محمود محمد يعقوب ❝ ❞ صالح بن عبد الله اللاحم ❝ ❞ محمد بن عبد الله بن عايض بن عوض الغبان ❝ ❞ الجالية الفلسطينية - جامعة اليرموك ❝ ❞ شرف الدين الحجاوي ❝ ❞ عابد بن عبد الله الثبيتي ❝ ❞ سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان ❝ ❞ إبراهيم بن علي بن عبيد العبيد ❝ ❞ مزيد بن ابراهيم بن صالح المزيد ❝ ❞ إسماعيل مرحبا ❝ ❞ علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي ❝ ❞ د. حامد صادق قنيبي د. محمد عريف الحرباوي ❝ ❞ عيسى بن عبد الله السعدي الغامدي ❝ ❞ حكمت بشير ياسين-محمد العاني ❝ ❞ أحمد بن محمد بن حاسن القرشي ❝ ❞ عبد الرحيم بن إبراهيم بن عبد الرحمن السيد الهاشم ❝ ❞ عبد الرحمن بن محمد بن علي الهرفي ❝ ❞ عبد الرحمن بن إبراهيم السيد الهاشم ❝ ❞ سليم بن عيد الهلالي محمد بن موسى آل نصر ❝ ❞ محمد صالح محمد سليمان ❝ ❞ عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد الزريراني الحنبلي ❝ ❞ حافظ بن محمد الحكمي ❝ ❞ محمد محمد شريف ❝ ❞ علي حسن عبد الحميد الحلبي الأثري ❝ ❞ صالح بن عبد العزيز آل منصور ❝ ❞ ناصر بن عبد الله الميمان ❝ ❞ عبد الرحيم بن عبد الرحمن الهاشم ❝ ❞ فهد بن عبد الرحمن اليحيى طارق بن محمد الخضر ❝ ❞ علي حسن عبد الحميد الحلبي ❝ ❞ أحمد بن محمد الخليل ❝ ❞ متعب بن عبد الله القحطاني ❝ ❞ عبد الله بن محمد الشمراني ❝ ❞ هاشم بن محمد بن حسين ناقور ❝ ❞ ناصر بن محمد مشري الغامدي ❝ ❞ محمد بن سليمان بن عبد العزيز آل بسام ❝ ❞ جلال اعويطا ❝ ❞ عبد الله بن محمد رميان الرميان ❝ ❞ صالح بن محمد بن سليمان السلطان ❝ ❞ أبو بكر بن عبد العزيز البغدادي ❝ ❞ محمد شهيد علم ❝ ❞ حسان محمود عرار ❝ ❞ أبو عبد الملك خالد بن عبد الرحمن الحسينان ❝ ❞ مصطفي هندي ❝
تـأسـسـت الـدار عـام خـمـس وأربـعمائـة وألـف مـن هـجـرة الـمـصطـفى صـلى الله عـلـيه وسـلـم وهي تهدف إلى: · نشر نفائس الكتب والمراجع الإسلامية وإخراج الجديد من كتب أهل العلم والفضل والتحـقيق من التراث العلمي لسلفنا الصالح ومن سار على دربهم. · تقديم المنهج الإسلامي الصحيح والنقي من الشوائب في الاعتقاد والعبادة والمعاملات، وتطهير وتزكية النفوس والقلوب وإحياء المعاني الإيمانية. · نشر العلم وإشاعة المعرفة وبث الوعي والإسهام في نشر وإحياء التراث الإسلامي. · السعي لإحياء التراث الإسلامي وتقريب العلوم الإسلامية وتيسير الاستفادة منها. · احترام وتقدير لحقوق التأليف والابتكار وعدم الاعتداء عليها. · نشر الرسائل الجامعية النافعة والمفيدة. · العناية بالمادة العلمية والتحقيق العلمي. · الإخراج الفني الراقي الذي يليق بالكتاب الإسلامي. · المشاركة في المعارض الدولية والمحلية المتخصصة .
إنستغرام هي منصة تواصل اجتماعي تأسست في عام 2010، وتملكها شركة فيسبوك بدءًا من عام 2012. تميزت إنستغرام بتركيزها على مشاركة الصور ومقاطع الفيديو، حيث يمكن للمستخدمين إنشاء حسابات شخصية تشمل ملفاتهم الشخصية والمحتوى الذي يشاركونه.
الميزة البارزة في إنستغرام هي استخدام "الصور" و "القصص"، حيث يمكن للمستخدمين نشر صور ومقاطع فيديو عالية الجودة ومشاركتها مع متابعيهم. يمكن أيضًا إضافة تأثيرات وتعديلات على الصور باستخدام مجموعة متنوعة من الفلاتر والأدوات الإبداعية.
ميزة القصص تسمح للمستخدمين بنشر محتوى يظهر لمدة محددة (عادة 24 ساعة)، ويمكن إضافة نصوص وملصقات وملحقات تفاعلية. إنستغرام أيضًا توفر خدمات إعلانية للأفراد والشركات للترويج للمنتجات والخدمات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدمين متابعة حسابات أصدقائهم، والتفاعل مع منشوراتهم من خلال الإعجاب والتعليقات، ويمكنهم أيضًا الانضمام إلى مجموعات ومتابعة حسابات أشخاص مشهورين أو علامات تجارية أو مصورين.
❞❝ يسعدنا أن نتيح لكم الفرصة للتواصل المباشر مع الكيانات ودور النشر المؤثرة في مجال المطابع عبر المنصات الاجتماعية. تابعوا آخر المحتويات والتحديثات لتظلوا على اطلاع دائم مع هذه الكيانات، استكشفوا عوالمهم الإبداعية وتمتعوا برؤى فريدة.
go more
❞❝ يسعدنا أن نتيح لكم الفرصة للتواصل المباشر مع الكيانات ودور النشر المؤثرة في مجال مؤسسات التوزيع عبر المنصات الاجتماعية. تابعوا آخر المحتويات والتحديثات لتظلوا على اطلاع دائم مع هذه الكيانات، استكشفوا عوالمهم الإبداعية وتمتعوا برؤى فريدة.
go more
❞❝ يسعدنا أن نتيح لكم الفرصة للتواصل المباشر مع الكيانات ودور النشر المؤثرة في مجال دور النشر عبر المنصات الاجتماعية. تابعوا آخر المحتويات والتحديثات لتظلوا على اطلاع دائم مع هذه الكيانات، استكشفوا عوالمهم الإبداعية وتمتعوا برؤى فريدة.
❞ ۞ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) قوله تعالى : واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا قوله تعالى : واضرب لهم مثلا رجلين هذا مثل لمن يتعزز بالدنيا ويستنكف عن مجالسة المؤمنين ، وهو متصل بقوله واصبر نفسك . واختلف في اسم هذين الرجلين وتعيينهما ; فقال الكلبي : نزلت في أخوين من أهل مكة مخزوميين ، أحدهما مؤمن وهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، زوج أم سلمة قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - . والآخر كافر وهو الأسود بن عبد الأسد ، وهما الأخوان المذكوران في سورة " الصافات " في قوله قال قائل منهم إني كان لي قرين ، ورث كل واحد منهما أربعة آلاف دينار ، فأنفق أحدهما ماله في سبيل الله وطلب من أخيه شيئا فقال ما قال . . . ; ذكره الثعلبي والقشيري . وقيل : نزلت في النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل مكة . وقيل : هو مثل لجميع من آمن بالله وجميع من كفر . وقيل : هو مثل لعيينة بن حصن وأصحابه مع سلمان وصهيب وأصحابه ; شبههم الله برجلين من بني إسرائيل أخوين أحدهما مؤمن واسمه يهوذا ; في قول ابن عباس . وقال مقاتل : اسمه تمليخا . والآخر كافر واسمه قرطوش . وهما اللذان وصفهما الله - تعالى - في سورة الصافات . وكذا ذكر محمد بن الحسن المقرئ قال : اسم الخير منهما تمليخا ، والآخر قرطوش ، وأنهما كانا شريكين ثم اقتسما المال فصار لكل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار ، فاشترى المؤمن منهما عبيدا بألف وأعتقهم ، وبالألف الثانية ثيابا فكسا العراة ، وبالألف الثالثة طعاما فأطعم الجوع ، وبنى أيضا مساجد ، وفعل خيرا . وأما الآخر فنكح بماله نساء ذوات يسار ، واشترى دواب وبقرا فاستنتجها فنمت له نماء مفرطا ، واتجر بباقيها فربح حتى فاق أهل زمانه غنى ; وأدركت الأول الحاجة ، فأراد أن يستخدم نفسه في جنة يخدمها فقال : لو ذهبت لشريكي وصاحبي فسألته أن يستخدمني في بعض جناته رجوت أن يكون ذلك أصلح بي ، فجاءه فلم يكد يصل إليه من غلظ الحجاب ، فلما دخل عليه وعرفه وسأله حاجته قال له : ألم أكن قاسمتك المال نصفين فما صنعت بمالك ؟ . قال : اشتريت به من الله - تعالى - ما هو خير منه وأبقى . فقال : أئنك لمن المصدقين ، ما أظن الساعة قائمة وما أراك إلا سفيها ، وما جزاؤك عندي على سفاهتك إلا الحرمان ، أوما ترى ما صنعت أنا بمالي حتى آل إلى ما تراه من الثروة وحسن الحال ، وذلك أني كسبت وسفهت أنت ، اخرج عني . ثم كان من قصة هذا الغني ما ذكره الله - تعالى - في القرآن من الإحاطة بثمره وذهابها أصلا بما أرسل عليها من السماء من الحسبان . وقد ذكر الثعلبي هذه القصة بلفظ آخر ، والمعنى متقارب . قال عطاء : كانا شريكين لهما ثمانية آلاف دينار . وقيل : ورثاه من أبيهما وكانا أخوين فاقتسماها ، فاشترى أحدهما أرضا بألف دينار ، فقال صاحبه : اللهم إن فلانا قد اشترى أرضا بألف دينار وإني اشتريت منك أرضا في الجنة بألف دينار فتصدق بها ، ثم إن صاحبه بنى دارا بألف دينار فقال : اللهم إن فلانا بنى دارا بألف دينار وإني أشتري منك دارا في الجنة بألف دينار ، فتصدق بها ، ثم تزوج امرأة فأنفق عليها ألف دينار ، فقال : اللهم إن فلانا تزوج امرأة بألف دينار وإني أخطب إليك من نساء الجنة بألف دينار ، فتصدق بألف دينار . ثم اشترى خدما ومتاعا بألف دينار ، وإني أشتري منك خدما ومتاعا من الجنة بألف دينار ، فتصدق بألف دينار . ثم أصابته حاجة شديدة فقال : لعل صاحبي ينالني معروفه فأتاه فقال : ما فعل مالك ؟ فأخبره قصته فقال : وإنك لمن المصدقين بهذا الحديث والله لا أعطيك شيئا ثم قال له : أنت تعبد إله السماء ، وأنا لا أعبد إلا صنما ; فقال صاحبه : والله لأعظنه ، فوعظه وذكره وخوفه . فقال : سر بنا نصطد السمك ، فمن صاد أكثر فهو على حق ; فقال له : يا أخي إن الدنيا أحقر عند الله من أن يجعلها ثوابا لمحسن أو عقابا لكافر . قال : فأكرهه على الخروج معه ، فابتلاهما الله ، فجعل الكافر يرمي شبكته ويسمي باسم صنمه ، فتطلع متدفقة سمكا . وجعل المؤمن يرمي شبكته ويسمي باسم الله فلا يطلع له فيها شيء ; فقال له : كيف ترى أنا أكثر منك في الدنيا نصيبا ومنزلة ونفرا ، كذلك أكون أفضل منك في الآخرة إن كان ما تقول بزعمك حقا . قال : فضج الملك الموكل بهما ، فأمر الله - تعالى - جبريل أن يأخذه فيذهب به إلى الجنان فيريه منازل المؤمن فيها ، فلما رأى ما أعد الله له قال : وعزتك لا يضره ما ناله من الدنيا بعد ما يكون مصيره إلى هذا ; وأراه منازل الكافر في جهنم فقال : وعزتك لا ينفعه ما أصابه من الدنيا بعد أن يكون مصيره إلى هذا . ثم إن الله - تعالى - توفى المؤمن وأهلك الكافر بعذاب من عنده ، فلما استقر المؤمن في الجنة ورأى ما أعد الله له أقبل هو وأصحابه يتساءلون ، فقال : إني كان لي قرين يقول أإنك لمن المصدقين الآية ; فنادى مناد : يا أهل الجنة هل أنتم مطلعون فاطلع إلى جهنم فرآه في سواء الجحيم ; فنزلت واضرب لهم مثلا . بين الله - تعالى - حال الأخوين في الدنيا في هذه السورة ، وبين حالهما في الآخرة في سورة " الصافات في قوله إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين - إلى قوله - لمثل هذا فليعمل العاملون . قال ابن عطية : وذكر إبراهيم بن القاسم الكاتب في كتابه في عجائب البلاد أن بحيرة تنيس كانت هاتين الجنتين ، وكانتا لأخوين فباع أحدهما نصيبه من الآخر فأنفق في طاعة الله حتى عيره الآخر ، وجرت بينهما المحاورة فغرقها الله - تعالى - في ليلة ، وإياها عنى بهذه الآية . وقد قيل : إن هذا مثل ضربه الله - تعالى - لهذه الأمة ، وليس بخبر عن حال متقدمة ، لتزهد في الدنيا وترغب في الآخرة ، وجعله زجرا وإنذارا ; ذكره الماوردي . وسياق الآية يدل على خلاف هذا ، والله أعلم . قوله تعالى : وحففناهما بنخل أي أطفناهما من جوانبهما بنخل . والحفاف الجانب ، وجمعه أحفة ; ويقال : حف القوم بفلان يحفون حفا ، أي طافوا به ; ومنه حافين من حول العرش . وجعلنا بينهما زرعا أي جعلنا حول الأعناب النخل ، ووسط الأعناب الزرع .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ ۞ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) قوله تعالى : واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا قوله تعالى : واضرب لهم مثلا رجلين هذا مثل لمن يتعزز بالدنيا ويستنكف عن مجالسة المؤمنين ، وهو متصل بقوله واصبر نفسك . واختلف في اسم هذين الرجلين وتعيينهما ; فقال الكلبي : نزلت في أخوين من أهل مكة مخزوميين ، أحدهما مؤمن وهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، زوج أم سلمة قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - . والآخر كافر وهو الأسود بن عبد الأسد ، وهما الأخوان المذكوران في سورة " الصافات " في قوله قال قائل منهم إني كان لي قرين ، ورث كل واحد منهما أربعة آلاف دينار ، فأنفق أحدهما ماله في سبيل الله وطلب من أخيه شيئا فقال ما قال . . . ; ذكره الثعلبي والقشيري . وقيل : نزلت في النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل مكة . وقيل : هو مثل لجميع من آمن بالله وجميع من كفر . وقيل : هو مثل لعيينة بن حصن وأصحابه مع سلمان وصهيب وأصحابه ; شبههم الله برجلين من بني إسرائيل أخوين أحدهما مؤمن واسمه يهوذا ; في قول ابن عباس . وقال مقاتل : اسمه تمليخا . والآخر كافر واسمه قرطوش . وهما اللذان وصفهما الله - تعالى - في سورة الصافات . وكذا ذكر محمد بن الحسن المقرئ قال : اسم الخير منهما تمليخا ، والآخر قرطوش ، وأنهما كانا شريكين ثم اقتسما المال فصار لكل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار ، فاشترى المؤمن منهما عبيدا بألف وأعتقهم ، وبالألف الثانية ثيابا فكسا العراة ، وبالألف الثالثة طعاما فأطعم الجوع ، وبنى أيضا مساجد ، وفعل خيرا . وأما الآخر فنكح بماله نساء ذوات يسار ، واشترى دواب وبقرا فاستنتجها فنمت له نماء مفرطا ، واتجر بباقيها فربح حتى فاق أهل زمانه غنى ; وأدركت الأول الحاجة ، فأراد أن يستخدم نفسه في جنة يخدمها فقال : لو ذهبت لشريكي وصاحبي فسألته أن يستخدمني في بعض جناته رجوت أن يكون ذلك أصلح بي ، فجاءه فلم يكد يصل إليه من غلظ الحجاب ، فلما دخل عليه وعرفه وسأله حاجته قال له : ألم أكن قاسمتك المال نصفين فما صنعت بمالك ؟ . قال : اشتريت به من الله - تعالى - ما هو خير منه وأبقى . فقال : أئنك لمن المصدقين ، ما أظن الساعة قائمة وما أراك إلا سفيها ، وما جزاؤك عندي على سفاهتك إلا الحرمان ، أوما ترى ما صنعت أنا بمالي حتى آل إلى ما تراه من الثروة وحسن الحال ، وذلك أني كسبت وسفهت أنت ، اخرج عني . ثم كان من قصة هذا الغني ما ذكره الله - تعالى - في القرآن من الإحاطة بثمره وذهابها أصلا بما أرسل عليها من السماء من الحسبان . وقد ذكر الثعلبي هذه القصة بلفظ آخر ، والمعنى متقارب . قال عطاء : كانا شريكين لهما ثمانية آلاف دينار . وقيل : ورثاه من أبيهما وكانا أخوين فاقتسماها ، فاشترى أحدهما أرضا بألف دينار ، فقال صاحبه : اللهم إن فلانا قد اشترى أرضا بألف دينار وإني اشتريت منك أرضا في الجنة بألف دينار فتصدق بها ، ثم إن صاحبه بنى دارا بألف دينار فقال : اللهم إن فلانا بنى دارا بألف دينار وإني أشتري منك دارا في الجنة بألف دينار ، فتصدق بها ، ثم تزوج امرأة فأنفق عليها ألف دينار ، فقال : اللهم إن فلانا تزوج امرأة بألف دينار وإني أخطب إليك من نساء الجنة بألف دينار ، فتصدق بألف دينار . ثم اشترى خدما ومتاعا بألف دينار ، وإني أشتري منك خدما ومتاعا من الجنة بألف دينار ، فتصدق بألف دينار . ثم أصابته حاجة شديدة فقال : لعل صاحبي ينالني معروفه فأتاه فقال : ما فعل مالك ؟ فأخبره قصته فقال : وإنك لمن المصدقين بهذا الحديث والله لا أعطيك شيئا ثم قال له : أنت تعبد إله السماء ، وأنا لا أعبد إلا صنما ; فقال صاحبه : والله لأعظنه ، فوعظه وذكره وخوفه . فقال : سر بنا نصطد السمك ، فمن صاد أكثر فهو على حق ; فقال له : يا أخي إن الدنيا أحقر عند الله من أن يجعلها ثوابا لمحسن أو عقابا لكافر . قال : فأكرهه على الخروج معه ، فابتلاهما الله ، فجعل الكافر يرمي شبكته ويسمي باسم صنمه ، فتطلع متدفقة سمكا . وجعل المؤمن يرمي شبكته ويسمي باسم الله فلا يطلع له فيها شيء ; فقال له : كيف ترى أنا أكثر منك في الدنيا نصيبا ومنزلة ونفرا ، كذلك أكون أفضل منك في الآخرة إن كان ما تقول بزعمك حقا . قال : فضج الملك الموكل بهما ، فأمر الله - تعالى - جبريل أن يأخذه فيذهب به إلى الجنان فيريه منازل المؤمن فيها ، فلما رأى ما أعد الله له قال : وعزتك لا يضره ما ناله من الدنيا بعد ما يكون مصيره إلى هذا ; وأراه منازل الكافر في جهنم فقال : وعزتك لا ينفعه ما أصابه من الدنيا بعد أن يكون مصيره إلى هذا . ثم إن الله - تعالى - توفى المؤمن وأهلك الكافر بعذاب من عنده ، فلما استقر المؤمن في الجنة ورأى ما أعد الله له أقبل هو وأصحابه يتساءلون ، فقال : إني كان لي قرين يقول أإنك لمن المصدقين الآية ; فنادى مناد : يا أهل الجنة هل أنتم مطلعون فاطلع إلى جهنم فرآه في سواء الجحيم ; فنزلت واضرب لهم مثلا . بين الله - تعالى - حال الأخوين في الدنيا في هذه السورة ، وبين حالهما في الآخرة في سورة " الصافات في قوله إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين - إلى قوله - لمثل هذا فليعمل العاملون . قال ابن عطية : وذكر إبراهيم بن القاسم الكاتب في كتابه في عجائب البلاد أن بحيرة تنيس كانت هاتين الجنتين ، وكانتا لأخوين فباع أحدهما نصيبه من الآخر فأنفق في طاعة الله حتى عيره الآخر ، وجرت بينهما المحاورة فغرقها الله - تعالى - في ليلة ، وإياها عنى بهذه الآية . وقد قيل : إن هذا مثل ضربه الله - تعالى - لهذه الأمة ، وليس بخبر عن حال متقدمة ، لتزهد في الدنيا وترغب في الآخرة ، وجعله زجرا وإنذارا ; ذكره الماوردي . وسياق الآية يدل على خلاف هذا ، والله أعلم . قوله تعالى : وحففناهما بنخل أي أطفناهما من جوانبهما بنخل . والحفاف الجانب ، وجمعه أحفة ; ويقال : حف القوم بفلان يحفون حفا ، أي طافوا به ; ومنه حافين من حول العرش . وجعلنا بينهما زرعا أي جعلنا حول الأعناب النخل ، ووسط الأعناب الزرع. ❝
❞ فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) قوله تعالى : فوجدا عبدا من عبادنا العبد هو الخضر - عليه السلام - في قول الجمهور ، وبمقتضى الأحاديث الثابتة . وخالف من لا يعتد بقوله ، فقال : ليس صاحب موسى بالخضر بل هو عالم آخر وحكى أيضا هذا القول القشيري ، قال : وقال قوم هو عبد صالح ، والصحيح أنه كان الخضر ; بذلك ورد الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقال مجاهد : سمي الخضر لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله ، وروى الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - : إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء هذا حديث صحيح غريب . الفروة هنا وجه الأرض ; قاله الخطابي وغيره . والخضر نبي عند الجمهور . وقيل : هو عبد صالح غير نبي ، والآية تشهد بنبوته لأن بواطن أفعاله لا تكون إلا بوحي . وأيضا فإن الإنسان لا يتعلم ولا يتبع إلا من فوقه ، وليس يجوز أن يكون فوق النبي من ليس نبي وقيل : كان ملكا أمر الله موسى أن يأخذ عنه مما حمله من علم الباطن . والأول الصحيح ; والله أعلم . قوله تعالى : آتيناه رحمة من عندنا الرحمة في هذه الآية النبوة وقيل : النعمة . وعلمناه من لدنا علما أي علم الغيب ، ابن عطية : كان علم الخضر علم معرفة بواطن قد أوحيت إليه ، لا تعطي ظواهر الأحكام أفعاله بحسبها ; وكان علم موسى علم الأحكام والفتيا بظاهر أقوال الناس وأفعالهم .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) قوله تعالى : فوجدا عبدا من عبادنا العبد هو الخضر - عليه السلام - في قول الجمهور ، وبمقتضى الأحاديث الثابتة . وخالف من لا يعتد بقوله ، فقال : ليس صاحب موسى بالخضر بل هو عالم آخر وحكى أيضا هذا القول القشيري ، قال : وقال قوم هو عبد صالح ، والصحيح أنه كان الخضر ; بذلك ورد الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقال مجاهد : سمي الخضر لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله ، وروى الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - : إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء هذا حديث صحيح غريب . الفروة هنا وجه الأرض ; قاله الخطابي وغيره . والخضر نبي عند الجمهور . وقيل : هو عبد صالح غير نبي ، والآية تشهد بنبوته لأن بواطن أفعاله لا تكون إلا بوحي . وأيضا فإن الإنسان لا يتعلم ولا يتبع إلا من فوقه ، وليس يجوز أن يكون فوق النبي من ليس نبي وقيل : كان ملكا أمر الله موسى أن يأخذ عنه مما حمله من علم الباطن . والأول الصحيح ; والله أعلم . قوله تعالى : آتيناه رحمة من عندنا الرحمة في هذه الآية النبوة وقيل : النعمة . وعلمناه من لدنا علما أي علم الغيب ، ابن عطية : كان علم الخضر علم معرفة بواطن قد أوحيت إليه ، لا تعطي ظواهر الأحكام أفعاله بحسبها ; وكان علم موسى علم الأحكام والفتيا بظاهر أقوال الناس وأفعالهم. ❝