❞❝
❞ إنتهى به المطاف في السجن في إنتظار المحاكمة بعد شهر , وضع عزيز في سجن جلبوع
...سجن جلبوع هو من أكثر السجون أمنا وتحصينا ، في زنزانة بها تسعة سجناء وضع
هذا الأخير ليكون هو عاشرهم . ❝
❞ أو خمسة أيام من بعد , سافرات اإلنذار تدوي في كامل أرجاء المدينة، هلع وخوف من
المتساكنين، سماع دوي إنفجارات في كل مكان، إنها الحرب .....إسرائيل تقصف غزة
وكتائب القسام ترد .الشوارع خالية وال وجود لبشر غير عزيز يتسكع في الشوارع غير مبال
بما يحدث بل أيضا هو يشعر بشيء من السخرية بينه وبين نفسه من هذا الشعب الذي يهتز
كيانه ويرتعب قلبه من بعض الصواريخ التي نسبة عبورها للقبة الحديدية ضعيفة وضعيفة
جدا . ❝
❞ غادرت روحي هذا البيت بلا وداع أما جسدي فلم أرضى أن يغادره كذلك. ستعود روحي
وتتجول في األرجاء لكن مصير جسدي هو الفناء، سيختفي تماما من هذا العالم ولن يكون له
وجود إلا تحت التراب .هذه رسالة وداع لكنها أيضا رسالة شكر وإعتذار ....شكرا أمي ،
شكرا أبي على كل تلك األيام الجميلة التي عشتها معكم وعلى كل تلك المحبة التي وهبتماني
إياها، لطالما كنت فخورة بأنكما والداي .أعتذر , أعتذر بشدة على هذه الفترة األخيرة، على
هذه الفترة الصعبة التي إحترقت فيها قلوبكم وإحتارت فيها عقولكم ...ما الذي دهاني؟ لماذا
تعكرت حالتي فجأة بعد أن كانت ضحكتي تملئ الدار ، ماذا حدث لي ولما صرت أرفض
الذهاب إلى المعهد أو حتى مغادرة غرفتي وما سبب تلك النوبات، نوبات البكاء التي تأتني
فجأة ليال نهارا .لم ينجح أطباء النفس ولا الراقين ولا العرافين ولا الدجالين من تشخيص
حالتي ولم يتمكن أحدهم من معرفة ما الذي جعلني هكذا .اليوم قررت بيع جسدي من أجل ما
هو أغلى فلكل شيئ ثمن ولكل ثمن تضحية، الوداع ... الوداع أمي، الوداع أبي.
كانت هذه كلمات الرسالة التي وجدتتها السيدة سهام معلقة على المرآة بجانب جثة إبنتها
المتدلية من السقف منذ عشر سنوات تقريبا . ❝