حوار صحفي مع الكاتب المبدع محمد تامر

- حوار صحفي مع الكاتب المبدع محمد تامر

يمكننا البدء بالتعريف بك للجمهور. - من هو محمد تامر؟ وكيف كانت بدايتك مع الكتابة؟- محمد تامر هو ببساطة أنا - كما يبدو - لا كثير لأقوله عن نفسي سوى معلوماتي الشخصية؛ وهي أنني أدين بالإسلام، ومن جمهورية مصر العربية، وأبلغ من العمر واحداً وعشرين عاماً، وأدرس بكلية التربية. تتنوع مواهبي كالكتابة وصناعة الموسيقى الإلكترونية والتصميم الجرافيكي | لا أزال مبتدئاً | والحديث الإذاعي والتصوير الفوتوغرافي، وتتعدد اهتماماتي كالقراءة والسينما والألعاب الإلكترونية، وغيرهم. كانت بدايتي مع الكتابة تحديداً في الصف الثالث الابتدائي؛ جربت كتابة قصة قصيرة في ورقة واحدة - ولست فخوراً جداً بها - ومن هنا قلت لنفسي: "رائع، إنني أستطيع أن أكتب!" وعلى مدار سنوات وبعد أن توسعت قراءاتي؛ زاد إنتاجي الأدبي وتحسن، ولا يزال إلى اليوم يتحسن ويتبلور. -ما هي اللحظة التي شعرت فيها أن الكتابة قد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتك؟- ليست هنالك لحظة محددة شعرت فيها بهذا، لكن دعوني أقول أنني على مدار سنوات عمري منذ بدأت الكتابة حتى الآن شعرت أن الكتابة هي أكبر محدد لهويتي، وأعظم فرصة أجد بها ذاتي وأحققها، وأفرغ بها ثرثرة عقلي، وببلاغة أكثر (أترجم نفسي على الورق)! -ما هو مصدر إلهامك الأساسي في كتابة أعمالك؟ وهل هناك أشخاص أو تجارب معينة تركت أثرًا كبيرًا في أدبك؟- مصدر إلهامي هو اهتماماتي؛ القراءات والأفلام والمسلسلات والألعاب الإلكترونية. د.نبيل فاروق ود.أحمد خالد توفيق ألهماني بجعل رواياتي شيقة وممتعة بعيدة عن الإطالة والحشو، ومناسبة لأن يقرأها شاب يحيا في عصر السرعة، وديستوفيسكي؛ الروائي الروسي الغني عن التعريف، ألهمني بأعماله المتكاملة ألا أضيع جانب الغوص في نفوس أبطالي مع كل رواية أكتبها، والمخرج الرائع كريستوفر نولان علمني كيف أوجد أفكاراً أصيلة وإبداعية، وأصنع لكل رواية عالماً خاصاً بها بتفاصيله وأحداثه وتاريخه وإسقاطاته وشخصياته، والألعاب الإلكترونية ألهمتني جداً بأفكار لحبكات متنوعة وأبنية شخصيات دقيقة وقوية، وتحديداً سأقول أن الألعاب القصصية أو ذات التوجه الفني قد تصنع منك كاتباً أو صاحب أفكار روائية في أقل من أسبوع إن أردت فعلاً أن تكون واحداً! بالنسبة للتجارب المميزة التي أثرت في؛ فأولها سلسلة رجل المستحيل لد.نبيل فاروق؛ والتي علمتني كيف أدرج الأكشن والإثارة في رواياتي كما تمنيت أن أفعل دائماً، وثلاثية أفلام The dark knight لمخرجها كريستوفر نولان؛ التي لم تعمق بداخلي حب الشخصية الخيالية "باتمان" وحسب بل علمتني حقاً كيف أوظف الخيال العلمي وعناصر الإثارة لأقدم حبكات رواياتي وإسقاطاتها على الواقع، ولا أنسى ذكر سلسلة ألعابي الإلكترونية المفضلة Assassin"s creed التي كانت تلهمني في كل جزء لها تقريباً بفكرة حبكة أو تفاصيل عالم أو حوار فلسفي ما. -كيف تختار موضوعات رواياتك أو كتبك؟ هل تبدأ بفكرة عامة أم بمشهد معين يتطور إلى عمل كامل؟- في الواقع، أحياناً ما أسمع كلمة واحدة من شخص فأجدها قد تحولت بقدرة الله في ذهني إلي قصة كاملة بعالم وشخصيات وأحداث، وهذا من فضل الله وحده لأنه أمر أعجز أنا شخصياً عن تفسيره، لكن الحق أن ذهني مولد خصب لأفكار الحبكات والقصص؛ ولذا فإن الأفكار العامة أو المشاهد أو غيرهم تتطور في ذهني كلها إلى أعمال كاملة. هل لديك طقوس معينة تتبعها أثناء الكتابة؟ ومتى تشعر أن الإبداع يتدفق بسهولة أكبر؟ لا قاعدة محددة لهذا الأمر عندي، هنالك فصول من رواياتي أكتبها في محاضرات الكلية، وأحياناً في طريقي إلى مكان ما وأنا في سيارة أو باص، وأذكر أيضاً أنني كتبت نصفاً كاملاً من فصل رواية وأنا على السرير أحاول النوم...الأمر عبثي بصراحة، لكن الأمر الأكيد أن درجة إبداعي تتناسب طردياً مع وجود الموسيقى المناسبة! -حدثنا عن عملك الأخير. ما هي القصة أو الفكرة التي أردت إيصالها من خلاله؟- -ما هي أصعب التحديات التي واجهتها أثناء كتابة هذا العمل؟ وكيف تغلبت عليها؟- ملي الفردي الأخير هو نوفيلا "رجل الخطايا الصعبة"، أردت أن أركز في هذه الرواية القصيرة على فكرة الفساد السياسي، وتأليه الحكام لأنفسهم، وأمور شائكة كتلك! خلال كتابتي لهذا العمل كانت المشكلة الأكبر هي أنني بدأتها ولم أعلم وقتئذ كيف أنهيها، ووضعت لها عدة هوامش وسيناريوهات استبعدت أغلبها، وكدت ألغيها تماماً في لحظة ما لكنني تعلمت من هذه التجربة ألا أوقف العمل على رواية ما أبداً، ربما أؤجلها لكن لا أوقف العمل عليها؛ فأنا بطبعي أتعلم وأحصل على خبرات جديدة بمرور الوقت، وربما أصل في المستقبل إلى مرحلة أجد فيها لدي من الخبرة والذكاء ما يجعلني أستطيع خلق نهاية أو ختام مناسب للحبكة، وهذا ما حدث لأنني بدأت الرواية في فترة كانت نفسي مرهقة فيها، وكان ذهني ينزف دماً إن جاز التعبير، فعندما وجدتني لا أركز جيداً في الكتابة أوقفت العمل على الرواية لبعض الوقت إلى أن عدت لطبيعتي - نوعاً ما - وعاد إلي هدوئي ووقاري؛ فعدت أتابع الكتابة فيها، ووجدتني بحمد الله وتوفيقه أسد فراغاتها بشكل مقبول، وتابعت إلى أن أنهيتها. -كيف ترى تطورك ككاتب بين أول أعمالك وكتاباتك الحالية؟- شتان ما بين الثرى والثريا طبعاً! تطورت أفكاري، وتطورت لغتي، وتطورت بلاغتي ومعرفتي النحوية، وتطورت تقنياتي الأدبية، وهذا كله يرجع لتوفيق الله والخبرة والقراءة المستمرة، والاستلهام. -كيف تتعامل مع النقد، سواء كان إيجابيًا أم سلبيًا؟ وهل هناك نقد أثر في طريقة كتابتك؟- النقد الإيجابي المهذب أعامل صاحبه بود ولطف وأشكره عليه، وأستخلص منه ما أجده لي نافعاً ومعيناً على أن أحسن مستواي، أما عن النقد السلبي فحتى لو كان أسلوب صاحبه جارحاً لكنه قد ينطوي بالفعل على فوائد أكثر من النقد الإيجابي حتى؛ لذا فإنني أكظم غيظي وأحاول التعامل بأسلوب هادئ واحترافي، وألا أثير أية مشكلة بقدر الإمكان؛ فما يهمني إلا الفائدة من النقد وليس صاحب النقد. أذكر أن أحدهم - وهو شخص أحترمه - نقد لي ذات مرة رواية نقداً لاذعاً، لكن بأدب، والحق أن هذا النقد قد يكون صاحب نسبة خمسين بالمائة من تطوري ومستواي الكتابي الحالي! -هل تتواصل مع قرائك؟ وكيف يؤثر رأي الجمهور على أعمالك القادمة؟- نعم، لا أمتنع عن التواصل معهم ودائماً ما آخذ بآرائهم؛ فلهم حق التعليق بالطبع طالما أنني وجهت ما أكتب إليهم؛ ولذا فإن رأيهم بالفعل يؤثر - حتى وإن لم يكن تأثيراً ضخماً - وقد أغير أموراً في حبكاتي استجابة لآرائهم. -برأيك، ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الكتابة في تغيير المجتمعات أو التأثير على الفكر العام؟- ما سأقوله ليس رأياً بل حقيقة أثبتها التاريخ: الكتابة والأدب من محركات وعي الشعوب، ودعونا نتذكر الثورات والتغيرات المختلفة التي حدثت في المجتمعات بسبب أفكار الأدباء أو مقالات صحفية لمناضلين شرفاء! -ما هي الرسائل التي تحرص على إيصالها من خلال أدبك؟- أحب الفلسفة جداً؛ ولذا فإن أغلب رسائلي في رواياتي يمكن صياغتها في أسئلة وعبارات فلسفية أو وجودية بحتة، لكن باختصار دعوني أقول أن الإنسان وقضية وجوده هما أكثر ما أكتب عنه في أدبي، وأيضاً هنالك فكرة دائماً ما تجدونها ملازمة لي فيما أكتب وهي قيمة الإنسان وأفعاله، ومحاولة الإنسان تطهيره لذاته بالتضحية...أمور عميقة وحزينة وسادية لا يحبها أحد! -كيف ترى مستقبل الكتابة الأدبية في ظل التغيرات التكنولوجية وسرعة الإعلام الرقمي؟- إنه للأسف مظلم كون كل شيء قد حل محل الأدب تقريباً، وهو أمر محزن لكن ربما هنالك بصيص من الأمل، وربما تعود للكتابة مكانتها ووقارها إن توقف الكتاب عن اعتبارها وسيلة كسب مال وحسب، واحترموا عقول القراء بدل الهراء الذي يكتبونه لنا، والذي جعل الكتابة والقراءة بقيمة الفول السوداني وأكياس المقرمشات: تسلية رخيصة نضيع بها الوقت دون فائدة حقيقية مرجوة! -ما هو الكتاب أو الكاتب الذي ترك فيك أثرًا عميقًا، سواء كقارئ أو ككاتب؟- كل كتاب قرأته وكل كاتب قرأت له ترك فيّ أكبر الأثر، لكن ربما أقول أن رواية "الغريب" لألبير كامي أثرت في لوقت لا بأس به، وجعلتني أتساءل عن جوهر وجودي أنا شخصياً في هذه الحياة، وألهمتني بثروة فكرية فلسفية ضخمة لا زلت أفرغها على الأوراق حتى اليوم! -إذا أتيحت لك الفرصة للتعاون مع كاتب آخر، من ستختار ولماذا؟- أتيحت بالفعل وحدثت بحمد الله، وعلى العموم فإني سأحب بلا شك أن أتعاون مع الكتاب الذين أعرفهم من رفاقي المقربين؛ أمثال ميمونة أحمد وأدهم نصار وعمر داهش، وغيرهم ممن لا يتسع المقام لذكرهم، وأظنني منفتحاً على التعاون مع أي مبتدئ عنده فكرة جيدة ويود أن يخوض تجربة يستخلص منها خبرة كتابية تساعده. -ما هي نصيحتك للمبتدئين في مجال الكتابة الذين يطمحون لنشر أعمالهم؟- هي نصيحة واحدة: احترموا عقل القارئ، وتتفرع منها نصيحة هامة أخرى: لا تعتبروا الكتابة وسيلة كسب مادي وحسب، هي أعظم قدراً من ذلك، أنتم أصحاب رسالة ومفاتح وعي المجتمعات يفترض أنها بين أيديكم... يفترض! -كلمة أخيرة تود توجيهها إلى جمهورك أو إلى عشاق الأدب بشكل عام؟- أقول لهم شكراً؛ لأنهم لا يجعلون أمثالنا من الكتاب يشعرون أنهم غرباء في العالم، أو كائنات فضائية مثلاً! ، دليل وجدول مواعيد معارض الكتب في الوطن العربي ، وتقويم للفعاليات والاحداث الخاصة بالكتب والمؤلفين والندوات والمؤتمرات الثقافية

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
حوار صحفي
حوار صحفي مع الكاتب المبدع محمد تامر

حوار صحفي مع الكاتب المبدع محمد تامر

24 نوفمبر الأحد 2024
25 نوفمبر الإثنين 2024
يمكننا البدء بالتعريف بك للجمهور.

- من هو محمد تامر؟ وكيف كانت بدايتك مع الكتابة؟-

محمد تامر هو ببساطة أنا - كما يبدو - لا كثير لأقوله عن نفسي سوى معلوماتي الشخصية؛ وهي أنني أدين بالإسلام، ومن جمهورية مصر العربية، وأبلغ من العمر واحداً وعشرين عاماً، وأدرس بكلية التربية.
تتنوع مواهبي كالكتابة وصناعة الموسيقى الإلكترونية والتصميم الجرافيكي | لا أزال مبتدئاً | والحديث الإذاعي والتصوير الفوتوغرافي، وتتعدد اهتماماتي كالقراءة والسينما والألعاب الإلكترونية، وغيرهم.

كانت بدايتي مع الكتابة تحديداً في الصف الثالث الابتدائي؛ جربت كتابة قصة قصيرة في ورقة واحدة - ولست فخوراً جداً بها - ومن هنا قلت لنفسي: ˝رائع، إنني أستطيع أن أكتب!˝
وعلى مدار سنوات وبعد أن توسعت قراءاتي؛ زاد إنتاجي الأدبي وتحسن، ولا يزال إلى اليوم يتحسن ويتبلور.

- ما هي اللحظة التي شعرت فيها أن الكتابة قد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتك؟-

ليست هنالك لحظة محددة شعرت فيها بهذا، لكن دعوني أقول أنني على مدار سنوات عمري منذ بدأت الكتابة حتى الآن شعرت أن الكتابة هي أكبر محدد لهويتي، وأعظم فرصة أجد بها ذاتي وأحققها، وأفرغ بها ثرثرة عقلي، وببلاغة أكثر (أترجم نفسي على الورق)!

- ما هو مصدر إلهامك الأساسي في كتابة أعمالك؟ وهل هناك أشخاص أو تجارب معينة تركت أثرًا كبيرًا في أدبك؟-

مصدر إلهامي هو اهتماماتي؛ القراءات والأفلام والمسلسلات والألعاب الإلكترونية.

د.نبيل فاروق ود.أحمد خالد توفيق ألهماني بجعل رواياتي شيقة وممتعة بعيدة عن الإطالة والحشو، ومناسبة لأن يقرأها شاب يحيا في عصر السرعة، وديستوفيسكي؛ الروائي الروسي الغني عن التعريف، ألهمني بأعماله المتكاملة ألا أضيع جانب الغوص في نفوس أبطالي مع كل رواية أكتبها، والمخرج الرائع كريستوفر نولان علمني كيف أوجد أفكاراً أصيلة وإبداعية، وأصنع لكل رواية عالماً خاصاً بها بتفاصيله وأحداثه وتاريخه وإسقاطاته وشخصياته، والألعاب الإلكترونية ألهمتني جداً بأفكار لحبكات متنوعة وأبنية شخصيات دقيقة وقوية، وتحديداً سأقول أن الألعاب القصصية أو ذات التوجه الفني قد تصنع منك كاتباً أو صاحب أفكار روائية في أقل من أسبوع إن أردت فعلاً أن تكون واحداً!

بالنسبة للتجارب المميزة التي أثرت في؛ فأولها سلسلة رجل المستحيل لد.نبيل فاروق؛ والتي علمتني كيف أدرج الأكشن والإثارة في رواياتي كما تمنيت أن أفعل دائماً، وثلاثية أفلام The dark knight لمخرجها كريستوفر نولان؛ التي لم تعمق بداخلي حب الشخصية الخيالية ˝باتمان˝ وحسب بل علمتني حقاً كيف أوظف الخيال العلمي وعناصر الإثارة لأقدم حبكات رواياتي وإسقاطاتها على الواقع، ولا أنسى ذكر سلسلة ألعابي الإلكترونية المفضلة Assassin˝s creed التي كانت تلهمني في كل جزء لها تقريباً بفكرة حبكة أو تفاصيل عالم أو حوار فلسفي ما.

- كيف تختار موضوعات رواياتك أو كتبك؟ هل تبدأ بفكرة عامة أم بمشهد معين يتطور إلى عمل كامل؟-

في الواقع، أحياناً ما أسمع كلمة واحدة من شخص فأجدها قد تحولت بقدرة الله في ذهني إلي قصة كاملة بعالم وشخصيات وأحداث، وهذا من فضل الله وحده لأنه أمر أعجز أنا شخصياً عن تفسيره، لكن الحق أن ذهني مولد خصب لأفكار الحبكات والقصص؛ ولذا فإن الأفكار العامة أو المشاهد أو غيرهم تتطور في ذهني كلها إلى أعمال كاملة.

هل لديك طقوس معينة تتبعها أثناء الكتابة؟ ومتى تشعر أن الإبداع يتدفق بسهولة أكبر؟

لا قاعدة محددة لهذا الأمر عندي، هنالك فصول من رواياتي أكتبها في محاضرات الكلية، وأحياناً في طريقي إلى مكان ما وأنا في سيارة أو باص، وأذكر أيضاً أنني كتبت نصفاً كاملاً من فصل رواية وأنا على السرير أحاول النوم..الأمر عبثي بصراحة، لكن الأمر الأكيد أن درجة إبداعي تتناسب طردياً مع وجود الموسيقى المناسبة!

- حدثنا عن عملك الأخير. ما هي القصة أو الفكرة التي أردت إيصالها من خلاله؟-
- ما هي أصعب التحديات التي واجهتها أثناء كتابة هذا العمل؟ وكيف تغلبت عليها؟-

ملي الفردي الأخير هو نوفيلا ˝رجل الخطايا الصعبة˝، أردت أن أركز في هذه الرواية القصيرة على فكرة الفساد السياسي، وتأليه الحكام لأنفسهم، وأمور شائكة كتلك!

خلال كتابتي لهذا العمل كانت المشكلة الأكبر هي أنني بدأتها ولم أعلم وقتئذ كيف أنهيها، ووضعت لها عدة هوامش وسيناريوهات استبعدت أغلبها، وكدت ألغيها تماماً في لحظة ما لكنني تعلمت من هذه التجربة ألا أوقف العمل على رواية ما أبداً، ربما أؤجلها لكن لا أوقف العمل عليها؛ فأنا بطبعي أتعلم وأحصل على خبرات جديدة بمرور الوقت، وربما أصل في المستقبل إلى مرحلة أجد فيها لدي من الخبرة والذكاء ما يجعلني أستطيع خلق نهاية أو ختام مناسب للحبكة، وهذا ما حدث لأنني بدأت الرواية في فترة كانت نفسي مرهقة فيها، وكان ذهني ينزف دماً إن جاز التعبير، فعندما وجدتني لا أركز جيداً في الكتابة أوقفت العمل على الرواية لبعض الوقت إلى أن عدت لطبيعتي - نوعاً ما - وعاد إلي هدوئي ووقاري؛ فعدت أتابع الكتابة فيها، ووجدتني بحمد الله وتوفيقه أسد فراغاتها بشكل مقبول، وتابعت إلى أن أنهيتها.

- كيف ترى تطورك ككاتب بين أول أعمالك وكتاباتك الحالية؟-

شتان ما بين الثرى والثريا طبعاً!

تطورت أفكاري، وتطورت لغتي، وتطورت بلاغتي ومعرفتي النحوية، وتطورت تقنياتي الأدبية، وهذا كله يرجع لتوفيق الله والخبرة والقراءة المستمرة، والاستلهام.

- كيف تتعامل مع النقد، سواء كان إيجابيًا أم سلبيًا؟ وهل هناك نقد أثر في طريقة كتابتك؟-

النقد الإيجابي المهذب أعامل صاحبه بود ولطف وأشكره عليه، وأستخلص منه ما أجده لي نافعاً ومعيناً على أن أحسن مستواي، أما عن النقد السلبي فحتى لو كان أسلوب صاحبه جارحاً لكنه قد ينطوي بالفعل على فوائد أكثر من النقد الإيجابي حتى؛ لذا فإنني أكظم غيظي وأحاول التعامل بأسلوب هادئ واحترافي، وألا أثير أية مشكلة بقدر الإمكان؛ فما يهمني إلا الفائدة من النقد وليس صاحب النقد.

أذكر أن أحدهم - وهو شخص أحترمه - نقد لي ذات مرة رواية نقداً لاذعاً، لكن بأدب، والحق أن هذا النقد قد يكون صاحب نسبة خمسين بالمائة من تطوري ومستواي الكتابي الحالي!

- هل تتواصل مع قرائك؟ وكيف يؤثر رأي الجمهور على أعمالك القادمة؟-

نعم، لا أمتنع عن التواصل معهم ودائماً ما آخذ بآرائهم؛ فلهم حق التعليق بالطبع طالما أنني وجهت ما أكتب إليهم؛ ولذا فإن رأيهم بالفعل يؤثر - حتى وإن لم يكن تأثيراً ضخماً - وقد أغير أموراً في حبكاتي استجابة لآرائهم.

- برأيك، ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الكتابة في تغيير المجتمعات أو التأثير على الفكر العام؟-

ما سأقوله ليس رأياً بل حقيقة أثبتها التاريخ: الكتابة والأدب من محركات وعي الشعوب، ودعونا نتذكر الثورات والتغيرات المختلفة التي حدثت في المجتمعات بسبب أفكار الأدباء أو مقالات صحفية لمناضلين شرفاء!

- ما هي الرسائل التي تحرص على إيصالها من خلال أدبك؟-

أحب الفلسفة جداً؛ ولذا فإن أغلب رسائلي في رواياتي يمكن صياغتها في أسئلة وعبارات فلسفية أو وجودية بحتة، لكن باختصار دعوني أقول أن الإنسان وقضية وجوده هما أكثر ما أكتب عنه في أدبي، وأيضاً هنالك فكرة دائماً ما تجدونها ملازمة لي فيما أكتب وهي قيمة الإنسان وأفعاله، ومحاولة الإنسان تطهيره لذاته بالتضحية..أمور عميقة وحزينة وسادية لا يحبها أحد!

- كيف ترى مستقبل الكتابة الأدبية في ظل التغيرات التكنولوجية وسرعة الإعلام الرقمي؟-

إنه للأسف مظلم كون كل شيء قد حل محل الأدب تقريباً، وهو أمر محزن لكن ربما هنالك بصيص من الأمل، وربما تعود للكتابة مكانتها ووقارها إن توقف الكتاب عن اعتبارها وسيلة كسب مال وحسب، واحترموا عقول القراء بدل الهراء الذي يكتبونه لنا، والذي جعل الكتابة والقراءة بقيمة الفول السوداني وأكياس المقرمشات: تسلية رخيصة نضيع بها الوقت دون فائدة حقيقية مرجوة!

- ما هو الكتاب أو الكاتب الذي ترك فيك أثرًا عميقًا، سواء كقارئ أو ككاتب؟-

كل كتاب قرأته وكل كاتب قرأت له ترك فيّ أكبر الأثر، لكن ربما أقول أن رواية ˝الغريب˝ لألبير كامي أثرت في لوقت لا بأس به، وجعلتني أتساءل عن جوهر وجودي أنا شخصياً في هذه الحياة، وألهمتني بثروة فكرية فلسفية ضخمة لا زلت أفرغها على الأوراق حتى اليوم!

- إذا أتيحت لك الفرصة للتعاون مع كاتب آخر، من ستختار ولماذا؟-

أتيحت بالفعل وحدثت بحمد الله، وعلى العموم فإني سأحب بلا شك أن أتعاون مع الكتاب الذين أعرفهم من رفاقي المقربين؛ أمثال ميمونة أحمد وأدهم نصار وعمر داهش، وغيرهم ممن لا يتسع المقام لذكرهم، وأظنني منفتحاً على التعاون مع أي مبتدئ عنده فكرة جيدة ويود أن يخوض تجربة يستخلص منها خبرة كتابية تساعده.

- ما هي نصيحتك للمبتدئين في مجال الكتابة الذين يطمحون لنشر أعمالهم؟-

هي نصيحة واحدة: احترموا عقل القارئ، وتتفرع منها نصيحة هامة أخرى: لا تعتبروا الكتابة وسيلة كسب مادي وحسب، هي أعظم قدراً من ذلك، أنتم أصحاب رسالة ومفاتح وعي المجتمعات يفترض أنها بين أيديكم..
يفترض!

- كلمة أخيرة تود توجيهها إلى جمهورك أو إلى عشاق الأدب بشكل عام؟-

أقول لهم شكراً؛ لأنهم لا يجعلون أمثالنا من الكتاب يشعرون أنهم غرباء في العالم، أو كائنات فضائية مثلاً!.
ميمونة أحمد الخولي
محمد تامر
معلومات
مناقشات
المزيد من الحوارات الصحفيّة
📢 فعاليات وأخبار ذات صلة
24 نوفمبر الأحد 2024
25 نوفمبر الإثنين 2024

حوار صحفي مع الكاتب المبدع محمد تامر

  أونلاين - مصر
tt
حوار صحفي مع الكاتب المبدع محمد تامر
إحصائيات:

#29

0 مشاهدة هذا اليوم

#71

9 مشاهدة هذا الشهر

#428

243 إجمالي المشاهدات

قامت بالاعلان عنه:
ميمونة أحمد الخُولِيّ
ملاحظات ونقاشات القرّاء حول حوار صحفي مع الكاتب المبدع محمد تامر
📢 فعاليات وأخبار ذات صلة: إضافة إعلان
حوار صحفي
22 فبراير السبت 2025
23 فبراير الأحد 2025
سوريا
tt
حوار صحفي مع الكاتب المميز وسيم القزق
حوار صحفي مع الكاتب المميز وسيم القزق
خبر
22 نوفمبر الجمعة 2024
24 نوفمبر الأحد 2024
مصر
tt
دمج دار بوڤار ودار فصحى: خطوة نحو الريادة في النشر الإلكتروني
دمج دار بوڤار ودار فصحى: خطوة نحو الريادة في النشر الإلكتروني
حوار صحفي
24 نوفمبر الأحد 2024
25 نوفمبر الإثنين 2024
مصر
tt
حوار صحفي مع الكاتب أحمد إبراهيم الشيخ
حوار صحفي مع الكاتب أحمد إبراهيم الشيخ
خبر
25 نوفمبر الإثنين 2024
27 نوفمبر الأربعاء 2024
مصر
tt
وداعًا أم لقاء؟.. رواية جديدة تُشعل أروقة معرض الكتاب!
وداعًا أم لقاء؟.. رواية جديدة تُشعل أروقة معرض الكتاب!
حوار صحفي
23 نوفمبر السبت 2024
24 نوفمبر الأحد 2024
مصر
tt
حوار صحفي مع الكاتبة ميمونة أحمد
حوار صحفي مع الكاتبة ميمونة أحمد
حوار صحفي
25 نوفمبر الإثنين 2024
26 نوفمبر الثلاثاء 2024
مصر
tt
حوار صحفي مع الكاتبة المتميزة
حوار صحفي مع الكاتبة المتميزة
روابط التواصل:
أخبار وفعاليات أخرى:
معرض كتاب
7 سبتمبر الأحد 2025
17 سبتمبر الأربعاء 2025
رام الله - فلسطين
tt
معرض فلسطين الدولي للكتاب 2025
معرض فلسطين الدولي للكتاب 2025
معرض كتاب
21 سبتمبر الأحد 2025
30 سبتمبر الثلاثاء 2025
عمّان - الأردن
tt
معرض عمّان الدولي للكتاب 2025
معرض عمّان الدولي للكتاب 2025
معرض كتاب
30 أكتوبر الخميس 2025
9 ديسمبر الإثنين 2024
مدينة الجزائر - الجزائر
tt
الصالون الدولي للكتاب بالجزائر 2025
الصالون الدولي للكتاب بالجزائر 2025
معرض كتاب
16 نوفمبر الأحد 2025
2 ديسمبر الثلاثاء 2025
مشرف - الكويت
tt
معرض الكويت الدولي للكتاب2025
معرض الكويت الدولي للكتاب2025
6 أغسطس الأربعاء
سعد مكاوي ذكرى ميلاد سعد مكاوي 1916م - 1985م
هبه خالد الفطاطري ذكرى ميلاد هبه خالد الفطاطري 2005م
رجائي عطية ذكرى ميلاد رجائي عطية 1938م
عبد الله مكاوي البطران ذكرى ميلاد عبد الله مكاوي البطران 1967م
أحمد عبدالموجود الشيخ ذكرى ميلاد أحمد عبدالموجود الشيخ 1988م
7 أغسطس الخميس
ريموندا راغب ذكرى ميلاد ريموندا راغب 1996م
محمد سعيد غازي ذكرى ميلاد محمد سعيد غازي 1977م
عزة صالح زكي محمد ذكرى ميلاد عزة صالح زكي محمد 2003م
آلاء إسماعيل حنفي ذكرى ميلاد آلاء إسماعيل حنفي 2005م
مهرائيل هاني ذكرى ميلاد مهرائيل هاني 2007م
8 أغسطس الجمعة
علي عزت بيجوفيتش ذكرى ميلاد علي عزت بيجوفيتش 1925م - 2003م
إد تيتل ذكرى ميلاد إد تيتل 1952م
إسراء السيد البرعي ذكرى ميلاد إسراء السيد البرعي 1999م
علي السيد محمد حزين ذكرى ميلاد علي السيد محمد حزين 1968م
ليلى البنا ذكرى ميلاد ليلى البنا 2008م
ثريا محمود فوزي ذكرى ميلاد ثريا محمود فوزي 1985م
دنيا مجدي عطية السنهوري ذكرى ميلاد دنيا مجدي عطية السنهوري 2001م
9 أغسطس السبت
لاسي كوسكيلا ذكرى ميلاد لاسي كوسكيلا 1955م
محمد بن مبارك عبيدون ذكرى ميلاد محمد بن مبارك عبيدون 1997م
10 أغسطس الأحد
سوزان كولنز ذكرى ميلاد سوزان كولنز 1962م
جورجي أمادو ذكرى ميلاد جورجي أمادو 1912م - 2001م
عيسى بن عبد الله الغيث ذكرى ميلاد عيسى بن عبد الله الغيث 1972م
برنارد ج. وايس ذكرى ميلاد برنارد ج. وايس 1933م - 2018م
مريم أحمد علي ذكرى ميلاد مريم أحمد علي 1996م
أسماء الزغاوي ذكرى ميلاد أسماء الزغاوي 2004م
نيڤين محمد عبدالمجيد، ذكرى ميلاد نيڤين محمد عبدالمجيد، 2001م
ضحى بوعياد ذكرى ميلاد ضحى بوعياد 2003م
11 أغسطس الإثنين
كيفين هوجان ذكرى ميلاد كيفين هوجان 1963م
 عبد الرزاق السنهوري ذكرى ميلاد عبد الرزاق السنهوري 1895م - 1971م
دومينيك هاوزر ذكرى ميلاد دومينيك هاوزر 1965م
كينت بيك ذكرى ميلاد كينت بيك 1961م
إنيد بليتون ذكرى ميلاد إنيد بليتون 1897م - 1968م
محمد جميل ذكرى ميلاد محمد جميل 1995م
12 أغسطس الثلاثاء
مارتن سليجمان ذكرى ميلاد مارتن سليجمان 1942م
إروين شرودنغر ذكرى ميلاد إروين شرودنغر 1887م - 1961م
محمد الجلالي ذكرى ميلاد محمد الجلالي 2003م
ديف توماس ذكرى ميلاد ديف توماس 1956م
عمار كمال ذكرى ميلاد عمار كمال
هدير القصاص ذكرى ميلاد هدير القصاص 1990م
إبراهيم عادل ذكرى ميلاد إبراهيم عادل 1985م
منة الله عبد الرحمن ذكرى ميلاد منة الله عبد الرحمن 2006م
منة آدم ذكرى ميلاد منة آدم 2006م
 سيريل متشينسون جود ذكرى ميلاد سيريل متشينسون جود 1891م - 1953م
إعلانات وأخبار:
إعلان
الغربية - مصر
tt
هل تحتاج إلى مساعدة في دراستك العليا؟
هل تحتاج إلى مساعدة في دراستك العليا؟
إعلان
مصر
tt
مؤسسة الهُداة للخدمات البحثية في المجال الأكاديمي والفكري
مؤسسة الهُداة للخدمات البحثية في المجال الأكاديمي والفكري
محفل ثقافي
1 أغسطس الجمعة 2025
9 أغسطس السبت 2025
مصر
tt
حفل القمة في ساقية الصاوي 2025
حفل القمة في ساقية الصاوي 2025
خبر
2 أغسطس السبت 2025
31 أغسطس الأحد 2025
مصر
tt
بروتوكول تعاون بين دار نبض القمة المصرية للنشر والتوزيع ودار المعلم الجزائرية للنشر والتوزيع
بروتوكول تعاون بين دار نبض القمة المصرية للنشر والتوزيع ودار المعلم الجزائرية للنشر والتوزيع
خبر
2 أغسطس السبت 2025
31 أغسطس الأحد 2025
مصر
tt
بروتوكول تعاون بين دار نبض القمة المصرية للنشر والتوزيع ودار رواق المغربية للنشر والتوزيع
بروتوكول تعاون بين دار نبض القمة المصرية للنشر والتوزيع ودار رواق المغربية للنشر والتوزيع