رحلة في عالم الكتابة .. حوار مع الكاتبه (رضا محسن) لكل كاتب قصة بدأت بحروف بسيطة تحولت مع الوقت إلىٰ عالم متكامل من الأفكار والمشاعر. البعض يكتب ليعبر عن نفسه، والبعض الآخر ليشارك رؤيته مع العالم، لكن في النهاية، تظل الكتابة فنًا يحتاج إلىٰ شغف وصبر. في هذا الحوار، نقترب أكثر من عالم الكاتبة رضا محسن، لنتعرف على رحلتها، مصادر إلهامها، والتحديات التي واجهتها في مسيرتها الأدبية. أجرت الحوار: الكاتبة والصحفية منـه محمد العجمي "أسيرة الظلام" الحوار 1- في البداية، كيف بدأت رحلتك مع الكتابة؟ بدأت رحلتي عندما كتبت أول رواية لي على منصة "واتباد"، لكنها لم تحظَ بأي اهتمام، مما دفعني إلى حذفها. بعد ذلك، انضممت إلى أول كيان أدبي يحمل اسم "كيان إيلاف"، حيث كان الجميع متعاونين ويدعمون الكُتّاب المبتدئين. تعلمت الكثير من خلاله، وشاركت بخاطرة في كتاب إلكتروني كان تحت إشراف الكيان ومؤسسته ندى السرساوي، والتي كانت شخصية لطيفة للغاية. حزنت كثيرًا عندما أُغلق الكيان، لكنني واصلت الكتابة وبدأت في كتابة روايتي الثانية، ثم توقفت عنها وشرعت في كتابة رواية أخرى، وهي الآن على وشك الانتهاء. روايتي "ملكتي المنتقبة" حظيت بمشاهدات كثيرة، وأتمنى أن تكون قد نالت إعجاب القُرّاء. 2- ما الدافع الذي يجعلك تستمرين في الكتابة رغم التحديات التي تواجهينها؟ حبي الشديد للكتابة والقراءة هو ما يدفعني للاستمرار، رغم أنني أحيانًا أشعر بالملل والضجر، بل ويتملكني اليأس في بعض الأحيان. لكنني أحاول دائمًا ألا أنجرف مع التيار، وأكتب بعيدًا عن أي مؤثرات سلبية حتى أتمكن من دعم الكيانات الأدبية التي لا تزال في بداياتها. 3- كيف تختارين موضوعات أعمالك الأدبية؟ هل تعتمدين على تجارب شخصية أم تفضلين الخيال؟ أحب أن أكتب عن موضوعات تتعلق بترابط الأسرة، والثقة، والحب، والانتماء، والتضحية. هذه القيم الأساسية هي ما أسعى إلى إيصالها للقراء، حيث أريدهم أن يدركوا المعنى الحقيقي للأسرة، وأن الثقة لا تُمنح بسهولة، وأن الحب كنز ثمين لا يستحقه إلا من يقدّره، بينما يرتبط الانتماء والتضحية ببعضهما البعض. فإذا لم يكن هناك انتماء، فلن تكون هناك تضحية. أما بالنسبة لشخصياتي، فهي وليدة خيالي بالكامل. 4- شخصيات الرواية جزء أساسي من نجاحها، هل تستوحين شخصياتك من الواقع أم أنها من وحي خيالك تمامًا؟ شخصياتي خيالية تمامًا، لكنني أتمنى لو أن مثل هذه الشخصيات كانت موجودة في الواقع. 5- خلال رحلتك الأدبية، لا بد أنك واجهتِ صعوبات، ما أصعب موقف تعرضتِ له ككاتبة، وكيف تغلبتِ عليه؟ أكبر صعوبة واجهتها كانت الشعور باليأس والتوقف عن إكمال روايتي. لكن بفضل بعض المتابعين الذين كانوا يشجعونني من خلال تعليقاتهم، استطعت استعادة حماسي للكتابة. هؤلاء الأشخاص، رغم قلّتهم، كانوا مصدر دعم كبير لي، وأنا ممتنة لهم من أعماق قلبي. 6- بعض الكُتّاب يجدون صعوبة في تقبل النقد، كيف تتعاملين مع نقد القرّاء أو الآراء السلبية حول أعمالك؟ لا أرفض النقد إطلاقًا، حتى لو كان قاسيًا. بل على العكس، أقبل به وأناقش الناقد لمعرفة وجهة نظره ومحاولة إيصال فكرتي إليه، طالما أنني مقتنعة بصحتها. 7- هل هناك كتاب أو رواية معينة أثرت فيكِ وغيرت نظرتكِ للكتابة أو ساعدتكِ في تطوير أسلوبك؟ بالتأكيد، فأنا من عشاق كتابات رحمة نبيل، وهي قدوتي في مجال الكتابة. أحاول دائمًا تطوير أسلوبي وتحسين طريقة السرد والتعبير لديّ بفضل التأثر بكتاباتها. 8- برأيكِ، هل الكتابة موهبة فطرية فقط أم يمكن لأي شخص أن يتعلمها ويتقنها بالممارسة؟ أرى أن الكتابة ليست مقتصرة على الموهبة الفطرية فقط، بل يمكن لأي شخص أن يتعلمها ويتقنها بالممارسة والتدريب المستمر، لأنها تنبع من داخل الإنسان وتعكس مشاعره وأفكاره. 9- في ظل تطور التكنولوجيا وظهور الكتب الرقمية، كيف ترين مستقبل الأدب والكتابة؟ مع الأسف، هناك الكثير من الأشخاص لا يحبون القراءة. لكن ظهور الكتب الرقمية كان فرصة رائعة لمن لا يستطيعون شراء الكتب الورقية بسبب ظروفهم المادية، مما يساعدهم على متابعة أعمال الكُتّاب المفضلين لديهم. كما أن هذه التقنية قد تشجع البعض على اقتناء الكتب الورقية بعد أن يعتادوا على القراءة الإلكترونية. 10- عندما يكتب الكاتب، يكون هناك دائمًا صراع بين ما يريده لنفسه وما يطلبه الجمهور. هل تكتبين لنفسك أم للقرّاء؟ وما الشيء الذي ترفضين تغييره في كتاباتك حتى لو طالبك الجمهور بذلك؟ أكتب لنفسي وللقُرّاء في آنٍ واحد، وأحاول دائمًا تحقيق التوازن بين ما أريده وبين ما يريده الجمهور. لكن إن كان هناك شيء لا يتناسب مع قناعاتي أو لا أحبه، فلن أكتبه مهما كان طلب القُرّاء. 11- لو اضطررتِ إلى إعادة كتابة أول عمل لكِ الآن، ما الشيء الذي ستغيرينه تمامًا؟ ولماذا؟ أنا بالفعل أقوم حاليًا بإعادة كتابة أول عمل لي، حيث أعمل على تحسين طريقة السرد، وإضافة مشاهد جديدة، لأنني شعرت أنني ظلمت بعض الشخصيات في الرواية. كما أنني أحاول تطوير بعض الأحداث وجعلها أكثر تشويقًا. 12- أخيرًا، ما النصيحة التي تقدمينها لمن يرغب في أن يصبح كاتبًا ناجحًا؟ أنصح كل من يرغب في أن يصبح كاتبًا ألا يستسلم لليأس أو التأثر بالانتقادات السلبية. يجب أن يكون الشخص هو أكبر داعم لنفسه، لأن الدعم الخارجي قد لا يكون متوفرًا دائمًا. لذلك، على الكاتب أن يؤمن بموهبته، ويعمل على تطويرها، ويبحث عن الفرص المناسبة للانطلاق دون تردد. الكتابة ليست مجرد مهنة أو هواية، بل هي عالم متكامل يعيشه الكاتب ويمنح من خلاله القرّاء نافذة إلى أفكاره وأحلامه. خلال هذا الحوار، اكتشفنا جانبًا من رحلة الكاتبة (رضا محسن)، وتعرفنا على أسرار نجاحها وأفكارها حول الكتابة ومستقبلها. نترككم مع كلماتها الأخيرة التي قد تكون بداية حلم جديد لكاتب قادم. أجرت الحوار: الكاتبة والصحفية منـه محمد العجمي "أسيرة الظلام" ، دليل وجدول مواعيد معارض الكتب في الوطن العربي ، وتقويم للفعاليات والاحداث الخاصة بالكتب والمؤلفين والندوات والمؤتمرات الثقافية