❞ كتبت علا سمير
تحوّلت مشاجرة عابرة بين سائقي ميكروباص على خط الرّودة – الأحمدية إلى مأساة إنسانية هزّت قلوب الأهالي، بعدما أصيبت سيدة بجروح خطيرة ونزيف حاد في الوجه والعين، إثر اعتداءات وعنف متلاحق على الطريق انتهى في مستشفى المنصورة الجامعي.
القصة بدأت حين نشبت مشادة كلامية بين سائق ميكروباص وسائق آخر في منطقة الرّودة بسبب خلاف على أولوية المرور. الخلاف تطوّر إلى اشتباك بالأيدي، واستمر الطريق مشتعلاً حتى وصلا إلى الأحمدية، حيث تجمع عدد من الأشخاص واعتدوا بالضرب المبرّح على أحد السائقين.
زوج السيدة المصابة حاول التدخل لإنقاذ السائق الشاب من أيدي المعتدين بدافع الشفقة، لكن ما حدث بعد ذلك كان كابوسًا حقيقيًا؛ فبينما كان يحاول تهدئة الموقف، فرّ السائق المصاب بعربته ومعه السيدة المصابة ورجل مُسن وطفل صغير، تاركًا الزوج ملقى على الأرض وسط الفوضى.
لكن المشهد لم ينتهِ هنا… إذ استنجد المعتدي الأول بـبلطجية من مقهى أمام مدرسة الأحمدية، الذين لاحقوا الميكروباص على دراجات نارية، وانهالوا على السيارة بالضرب والتكسير.
داخل الميكروباص كانت السيدة تستغيث قائلة: “كفاية بقى… حرام عليكم!”، لكن أحد المعتدين وجّه ضربة قوية ناحية السيارة أصابتها في وجهها مباشرة بين الأحمدية والعزيزة.
ضربة واحدة كانت كفيلة بأن تُغرقها في دمائها… نزيف من الرأس والعين والأنف والفم، ونزيف داخلي وخارجي متواصل، بينما السائق استمر في القيادة غير مبالٍ بأن خلفه امرأة تموت ببطء في صمت، كانت أصلًا متجهة إلى الطبيب للعلاج.
واصل طريقه حتى المنزلة، وهناك أنزلها وتركها تنزف على الرصيف تستغيث بالمارة ليأخذوها إلى المستشفى، لكن الجميع تجاهلها.
كانت تبكي وتقول بصوت مبحوح: “يا ناس حد يودّيني المستشفى… مش شايفة حاجة”.
حتى لمحها أحد السائقين، اقترب منها وسألها عن هويتها، فأخبرته بأنها زوجة فلان الفلاني، فاصطحبها سريعًا إلى مستشفى المنزلة العام، ومنه إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة، بعد أكثر من 12 ساعة نزيف متواصل.
الفحوصات أظهرت كسرًا فوق الحاجب، وتهتكًا في الأنف، وتمزقًا في جفن العين العلوي والسفلي، ونزيفًا داخليًا حادًا.
خضعت السيدة لعملية جراحية استمرت ساعة ونصف لوقف النزيف، بينما لا يزال مستقبل عينها مجهولًا حتى اللحظة، إذ أكّد الأطباء أنها لا ترى بعينها المصابة ولم تعد قادرة على فتحها.
وبحسب المصادر، فإن المعتدي الرئيسي يُدعى
(أ.ع.م)، وقد قدّمت أسرة السيدة شكوى رسمية من خلال محامٍ خاص، وتنتظر تحرك الجهات المعنية للقبض عليه في أقرب وقت ممكن، وسط حالة من الغضب والمطالبة بالعدالة بعد الجريمة التي هزّت الرأي العام في المنطقة
حادثة الأحمدية ليست مجرد خبر عابر في شريط الأخبار…
بل درس مؤلم عن كيف يمكن لحظة غضب واحدة أن تخلق حياة محطمة، وأن يتحول الطريق من وسيلة سفر إلى ساحة دم وصرخة وجع تبحث عن العدالة. ❝