نبذة من الكتاب :

يعيش جزء كبير من سكان العالم٠في المناطق الساحلية، وفي الغالب يتركزون بالمراكز الحضرية الرئيسية. حيث يؤدي استمرار النمو السكاني والنمو الاقتصادي إلى زيادة الطلب على موارد المياه المُستنزفة أصلاً، ومنها تُعرِّض خزّانات المياه الجوفية الساحلية لخطر تسرب مياه البحر. كما وتتسبب كثافة استخراج المياه الجوفية في تمّلح المياه الجوفية بالمناطق الساحلية وذلك في جميع أنحاء العالم.

ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع في مستويات سطح البحر وازدياد هبوب العواصف بسبب التغير المناخي وكذلك إنخساف سطح الأرض إلى تفاقم المشكلة على مدى العقود القادمة. وفي سياق الطلب المتزايد على المياه وتناقص الموارد، تعد كفاءة استخدام المياه وتنويع المصادر من المكونات الرئيسية لإمدادات المياه الآمنة. وبما أنّ المياه الجوفية تلعب دورًا حيويا في ذلك، وحيث انّ الكميات المتاحة ومعدلات التجديد تختلف من منطقة ساحلية إلى أخرى، فإن الإدارة المستدامة لموارد المياه ستكون ممكنة فقط في حال فهم نظام المياه الجوفية بشكل كامل، الأمر الذي يتطلب شبكة مراقبة جيدة التصميم. وفي حين أن البيانات هي الشرط الأول للإدارة فإن الحوكمة الجيدة هي شرط مسبق آخر لا يقل أهمية. لذا لا يمكن لأي سياسة إدارة أن تكون فعالة بدون فهم واضح لدور المياه الجوفية في التنمية الاقتصادية للمنطقة، والتنسيق عبر القطاعات والإنفاذ التشريعي.

يقدم هذا الكتيب لمحة عامة عن المخاطر والأخطار على المياه الجوفية الساحلية ويناقش مبادئ الإدارة الجيدة للمياه الجوفية وحوكمتها. كما يقدم مجموعة مختارة من الأمثلة على الاستراتيجيات التي أثبتت جدواها لحماية موارد المياه الجوفية العذبة من خلال إدارة السحب، وخفض الطلب، وتحسين إعادة تغذية المياه العذبة، وإجراءات هندسية لمنع تسرب مياه البحر. ونظرًا لأن كل منطقة ساحلية تتمّز بمزيج من الظروف الهيدروجيولوجية والاجتماعية-الاقتصادية، فإنّ هناك حاجة إلى مجموعة مختلفة من التدابير لكل منطقة. وعليه آمل أن يساعدك ويلهمك هذا الكتيب في تحديد وتطبيق أفضل الحلول للمنطقة الساحلية التي تعمل فيها.