من أجمل الأغلفة التّي أحببتها عن دار اسكرايب، ووجدّته معبّرا جدّا عن المحتوى.
- الفكرة : #الفكرة *لا أصعب من الغربة! والغربة هنا لا أقصد بها المفهوم المتعارف عليه للكلمة ولكن يمكن للإنسان أن يجد نفسه في بيئة لا تشبهه، بيئة لا ترضى طباعه أو قناعاته فيحصل ذلك التصادم الذي يخلق بالوقت غربة بينه وبين المكان الذي يعيش فيه.. هذه الغربة التي تفضي في كثير من الأحيان إلى التمرد.. تمرّد مشروع حسب ظنّي فكلّ ما تمنته بطلتنا هو أن تستكمل تعليمها في بلدة لا يؤمنون أفرادها بتعليم الأنثى ويعتبرون إنجاب البنت في حد ذاته خزي وعار، فما بالك إن كان هذا الذي رزق بالبنت عمدة البلدة في حد ذاته؟ ! تكبر شمس ويكتب عليها أن تنعت ب"الملعونة" ، فما كانت الصبيّ الذي تمناه العمدة السيد فاروق ولا زوجته عظيمة، خصوصا أنها ما كانت كشقيقاتها راضية بعشيتها، ترى كل حياتها مرهونة بين المطبخ والزواج. فقد كانت تطمح لكي تكون محامية، هذا الطموح الذي يتعارض مع عادات الصعيد وأعرافهم وبالتالي حاوطتها بالنظرات العدائية ابتداءً من عائلتها إلى المحيط العام ككلّ لكنها تنجح في النهاية في إقناع والدها بذلك... وتسافر من الصعيد إلى القاهرة هناك لتجد العثرات في استقبالها، وتكون.... المزيد.
- الحبكة : *الحبكة؛ نجحت الكاتبة في رسم حبكة متينة لعملها.
- القضايا المطروحة: . *القضايا المطروحة: بحكم البيئة المحتضنة للحكاية (صعيد مصر)، سلطت الكاتبة الضوء على جملة من القضايا أذكر منها: *تفضيل الولد على البنت واعتبار انجابها نوعا من العار *حرمان البنات من حقهن في التعليم أو استكماله *زواج الأقارب وما ينتج عنه من تشوه للأجنة *ختان البنات. *الأخذ بالثأر كل هذه القضايا وأكثر جعلتني أرى الحياة في قرى الصعيد صعبة بالنسبة للفتاة أرجو أن يكون الوضع قد تحسّن عمّا لامسته في الرواية.
*الاسلوب: تميز الأسلوب بالسلاسة ونجح في جعل التشويق مستمرا لآخر صفحة
- السرد : *السرد والوصف الحوار: رغم قصر الرواية نجحت الكاتبة في الموازنة بين السرد والجمل الحوارية والوصف. تكمنت الكاتبة من رسم حدود شخصياتها بشكل يحسب لها. استعملت في الحوار الفصحى والعامية. *تميز أغلب شخصيات الرواية بالقوة والسطوة والصلابة.. فمثلت الأغلبية منها شخصيات معرقلة مما زاد بشكل وبآخر في تنمية شعور العناد في شخصية البطلة شمس *الراوي: تفردت به بطلتنا شمس إذ كانت الراوي الوحيد للرواية.
- ملاحظاتي : ملاحظاتي البسيطة عن الرواية: -حجة أم إسماعيل بأن كبرها في السن كان وراء صعوبة تمييزها لجنس المولود لم أجده منطقيا بشكل كاف. نهاية العمل يستحق القراءة وتستحق صاحبته كل الإشادة. وهذه بعض الاقتباسات التي أحببتها بشدة: "طالما كانت التجربة الأولى لها مذاقا خاصا وقد تكون نهايتها وخيمة، ولكننا لا نعي ذلك إلا بعد أن نتذوق الكأس كاملة لنرى في النهاية سوء خيارنا" "نحن نولد في الحياة مرة واحدة، ولكنّنا نموت فيها أكثر من مرة" "الخوف من الحب أسوأ من الحبّ نفسه فهو يجعلنا عبيدا له.