قراء في مجموعة “طرح الخيال”
" أن تملك الخيال، هذا كل شيء.
أن تملك ناصية العلم، هذا لا شيء على الإطلاق.."
-أناتول فرانس-
لذا، وعليه، نحسب أننا نتناول هنا حديثا بالعلم عن المجموعة القصصية "طرح الخيال" للكاتب أحمد سمير سعد، والتي صدرت عن دار روافد للنشر والتوزيع في 2016، فنبحث في عنوان المجموعة ابتداء، وكيف كانت لفظة "طرح" مراوغة للغاية، فالطرح كمصدر في قواميس اللغة قد يعني زيادة، عندما نتحدث عن طرح النهر الذي يتكون على ضفافه من طمي وعوالق، وفي ذات الوقت يعني نقصان، وذلك عندما نتحدث عن عملية حسابية أو كمية بطرح أصغر مما هو أكبر منه، وقد يكون الطرح مجرد عملية إلقاء وعرض، عرض لحالة الخيال كما هو بين أيدينا في هذه المجموعة، في حالته الأصلية والأولية، مادة هيولية تنمكمش وتنبسط، أو لنكن أكثر دقة فنقول نهرا يفيض وينحسر، وفي أثناء هذه الحركة تحديدا، وتحت تأثيرات قصصية عدة، تظهر جزر من اليابسة، نفترض هنا أنها قصص هذه المجموعة، تفصلها فواصل نصية اختارها الكاتب بعناية بين قصصه كأنما هي من ماء، يفصل ويصل، ف "طرح الخيال" قصص، كما جاء الرسم على الغلاف الخارجي للكتاب، كما أنه مجموعة قصصية، كما نص الغلاف الداخلي، هذا حتى نصل للنص الأخير، "من طرح لم يشكل يابسة"، القصص العالقة في بحيرة الخيال التي لم تتخذ أشكالا قصصية يابسة بعد، لكنها معروضة للخائض والسابح بجمالها الأولي تحت ضوء من الشمس.