[مراجعات] 📘 ❞ معجم الصحابة مجلد 1موافقات ❝ كتاب ــ أبو القاسم البغوي اصدار 2000

التراجم والأعلام - 📖 فيديوهات كتاب ❞ معجم الصحابة مجلد 1موافقات ❝ ــ أبو القاسم البغوي 📖

█ _ أبو القاسم البغوي 2000 حصريا كتاب ❞ معجم الصحابة مجلد 1موافقات ❝ عن مكتبة دار البيان 2024 1موافقات: صَحَابَةُ النَّبِيّ مفرده صَحَابِيّ هو مصطلحٌ إسلامي يُطلقُ كُلّ من لقي النبي محمد وأسلم وبقي الإسلام حتى مات كما أنه قد يُقصَد بالصحابة حملة رسالة الأولين وأنصار بن عبد الله المدافعين عنه والذين صحبوه وآمنوا بدعوته وماتوا ذلك رافق رسول صلى عليه وسلم أغلب فترات حياته بعد الدعوة وساعدوه إيصال ودافعوا مرات عدة وبعد وفاة تولى الخلافة الفترة التي عرفت بعهد الخلفاء الراشدين وتفرقوا الأمصار لنشر تعاليم والجهاد وفتح المدن والدول وقاد العديد المعارك الإسلامية بلاد الشام وفارس ومصر وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر الصحابة لدى أهل السنة هم الذين عرفوا أحوال جعلهم يهرعون إليه ويضعون مقاليدهم بين يديه ينغمسون فيضه الذي بهر منهم الأبصار وأزال عنهم الأكدار وصيرهم أهلاً لمجالسته ومحادثته ومرافقته ومخالطته آثروه أنفسهم وأموالهم وأزواجهم وأولادهم وبلغ محبتهم له وإيثارهم الموت سبيل دعوته للإسلام أن هان عليهم اقتحام المنية كراهة يجدوه موقف مؤذ أوكربة يغض قدره وإن ذكرهم القرآن تحديدا سورة الفتح فقال: Ra bracket png مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا Aya 29 La الآية وذكر القرآن: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ 10 أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ 11 جَنَّاتِ النَّعِيمِ 12 ثُلَّةٌ الْأَوَّلِينَ 13 وَقَلِيلٌ الْآَخِرِينَ 14 الواقعة الآيات ثم ذكر أيضا: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً 35 فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا 36 عُرُبًا أَتْرَابًا 37 لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ 38 39 وَثُلَّةٌ 40 ويتضح السابقة وما يجرى فلكها درجات بعضها فوق بعض فالسابقون الأولون أسلموا وجوههم إلى ولبوا مناديه الإيمان وكل سطح هذه المعمورة مخالف لهم هم كبار اصطنعهم سيدهم بنفسه ورباهم تحت سمعه وبصره عبر ثلاث عشرة سنة قضاها مكة وقال فيهم ورحى الحرب دائرة بدر (اللهم إن تهلك العصابة لا تُعبد الأرض) وقال كذلك: (الله أصحابي فلوأن أحدكم تصدق بمثل أحد ذهباً ساوى مده ولا نصيفه) يلي هؤلاء السابقين المهاجرين السابقون الأنصار وهم بايعوا بيعة العقبة يمنعوه الأسود والأحمر والإنس والجن وجاء الْأَوَّلُونَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 100 التوبة وما سوى الكبار طبقات أفضل فالذين أنفقوا قبل وقاتلوا يقول وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا سَبِيلِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أَعْظَمُ دَرَجَةً أَنْفَقُوا بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ الحديد وواضح يشبهها جعل لأصحاب مقياساً تقاس به أقدارهم وميزانا توزن منازلهم ومراتبهم يسمو إليهم غيرهم ومن عداهم الكرام متفاوتون تبعاً لأعمالهم نصرة وجهادهم ألويته وراياته فأفضلهم شهدوا بدراً ودينه فيها ويليهم شهد غزوة وهكذا تبوك ثوابت الصحابة وهناك ثوابت عند مذهب السنة منها: 1 كلهم عدول يجوز تجريحهم تعديل البعض دون 2 لم يذكرهم إلا وأثنى وأجزل الأجر والمثوبة ولم يفرق فرد وفرد طائفة وطائفة وفيهم محمد: (خيرالقرون قرني ثم يلونهم يلونهم) Ra عدالة الصحابة إتفق جميع وهذه الخصيصة للصحابة بأسرهم يسأل عدالة بل أمر مفروغ منه لكونهم الإطلاق معدلين بتعديل وإخباره طهارتهم واختياره بنصوص القرآن: ذكر كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110 آل عمران واتفق المفسرون واردة أصحاب وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً هَدَى كَانَ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ 143 البقرة وفي نصوص الحديث الشاهدة بذلك كثيرة منها: حديث أبي سعيد المتفق صحته :أن قال: "الله تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أبغضهم فببغضي آذاهم فقد أذاني أذى آذى فيوشك يأخذه" فعلى أي حال قال ابن الصلاح: "ثم الأمة مجمعة لابس الفتن فكذلك بإجماع العلماء يعتد بهم الإجماع إحسانا للظن ونظرا تمهد المآثر وكأن سبحانه وتعالى أتاح نقلة الشريعة وجميع ذكرنا يقتضي القطع بتعديلهم يحتاجون مع ورسوله الناس" ونقل حجر الخطيب "الكفاية لولم يرد شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال كانوا عليها الهجرة ونصرة وبذل المهج والأموال وقتل الآباء والأبناء, والمناصحة الدين وقوة واليقين: والاعتقاد بنزاهتهم وأنهم كافة الخالفين بعدهم والمعدلين يجيئون ثم هذا يعتمد قوله وروى بسنده زرعة الرازي "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا فاعلم زنديق الرسول حق والقرآن جاء وإنما أدى إلينا كله وهؤلاء يريدون يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح أولى زنادقة" إنكار صحبة ثبتت صحبته بنص القرآن اتفق الفقهاء تكفير أنكر بكر للنبي الغار واختلفوا تذكر بالقرآن (حيث تكذيب آية هنا) ممن غيره كعمر, وعثمان, وعلي فنص الشافعية سائر غير يكفر بهذا وهو مفهوم المالكية, مقتضى قول الحنفية, الحنابلة: لتكذيبه صح ولأنه يعرفها العام والخاص وانعقد فنافي أحدهم أو مكذب لمحمد عند المذهب السني سبُّ واحد فسق ومعصية وعلامة نفاق لقول الله: "لا تسبُّوا أصحابي" ولقوله: "سباب المسلم فسوق" والصحابة خير أسلم وآمن فسبُّهم أشنع وصاحبه أفسق نسب يقدح عدالتهم دينهم بأن يصف بعضهم ببخل جبن قلة علم عدم الزهد ونحو فلا باتفاق ولكنه يعزَّر فسوقه إنما بتكفير ثبت إحسانهم فضلا إيمانهم كالخلفاء الأربعة العشرة المبشرين بالجنة الشجرة الرضوان نص فضله وإيمانه المؤمنين لأن ذلك: تكذيب لما ولأنه يلزم الطعن وصحة حيث طعن نقلوهما فالقرآن منقول طريقهم وكذلك وقد استنبط الأمام مالك حكم كفر سبَّهم وأبغضهم آخر "يعجب الزراع ليغيظ الكفار" غاظه فهو كافر من أهم الكتب صنّفها المتقدمون معرفة "معجم الصحابة" لأبي عبدالله (ت 317هـ) نفيس طارت شهرته الآفاق المعمّرين علت الأسانيد أدرك جماعة صغار التابعين وحدثوه واستفاد علماً كثيراً معدود المحدثين عصره أخذ العلم أبرزهم الإمام علي المديني(ت234هـ) والإمام الجعد البغدادي(ت235هـ) أحمد حنبل(ت241هـ) تلمذ كبيرة جداً امتداد عمره الطويل كتب الأجداد والأحفاد والآباء والأولاد والعلامة أَوْلَوا اهتمامهم رضوان ويذكر النديم 380هـ) كتابه "الفهرست" كتابين الصحابة: المعجم الكبير والمعجم الصغير وقد دلّ عمله هذين المصنّفين سعة حفظه وتبحره الأثر للبغوي يعتبر أجَلِّ أُلِّفَ حول أقبل قديماً وأكثروا النقل والاقتباس تراجمه والتوثيق خلال الأحكام الواردة فيه وممن بالغ الاهتمام وجدوا بغيتهم شحنه مؤلفه بالأسانيد العالية كان الإسناد شديدي الاعتناء بها اشتمل أقوال الجرح والتعديل منها نجده وهي صادرة أمثال يحيى معين(ت233هـ) وتتجلى فائدة احتفظ لنا مقتطفة يغيب عنا اليوم أثرها كتاب"أسماء للإمام البخاري 256هـ) واستفاد استفادة أيضاً مصادر أصيلة السيرة الأسف تصلنا العصر الحاضر مفرد مثل " المغازي" لسعيد الأُموي(ت249هـ) أفاد أسماء وكثيراً صرح المؤلف بالتحديث مباشرة الأموي يدل قرأ وتلقى روايات ربما كانت مدرجة "المغازي" التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين يتناول سير حياة الأعلام الناس العصور المختلفة دقيق يبحث الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية عندهم عهد بزمن يسير حرص حماية وصيانة المصدر الثاني التشريع النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: يأذن لحديثه ينظر يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة الرجال ناقلي بسبب النبوية وذلك ينبني المعرفة قبول والتعبد بما لله تعالى رد تلك والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون وقعت الفتنة قالوا سموا رجالكم فينظر فيؤخذ حديثهم وينظر البدع يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة وكان الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم سمع سِنِيِّ الشيوخ (من حدث سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ هي الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم متعلّقة الباب تفرّدته باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والضبط العلل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
معجم الصحابة مجلد 1موافقات
كتاب

معجم الصحابة مجلد 1موافقات

ــ أبو القاسم البغوي

صدر 2000م عن مكتبة دار البيان
معجم الصحابة مجلد 1موافقات
كتاب

معجم الصحابة مجلد 1موافقات

ــ أبو القاسم البغوي

صدر 2000م عن مكتبة دار البيان
عن كتاب معجم الصحابة مجلد 1موافقات:
صَحَابَةُ النَّبِيّ مفرده صَحَابِيّ هو مصطلحٌ إسلامي يُطلقُ على كُلّ من لقي النبي محمد وأسلم وبقي على الإسلام حتى مات. كما أنه قد يُقصَد بالصحابة حملة رسالة الإسلام الأولين، وأنصار النبي محمد بن عبد الله المدافعين عنه، والذين صحبوه وآمنوا بدعوته وماتوا على ذلك. رافق الصحابة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعدوه على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة. وبعد وفاة رسول الله محمد بن عبد الله تولى الصحابة الخلافة في الفترة التي عرفت بعهد الخلفاء الراشدين، وتفرقوا في الأمصار لنشر تعاليم الإسلام والجهاد وفتح المدن والدول. وقاد الصحابة العديد من المعارك الإسلامية في بلاد الشام وفارس ومصر وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر.

الصحابة لدى أهل السنة
هم الذين عرفوا من أحوال رسول الله محمد بن عبد الله ما جعلهم يهرعون إليه ويضعون مقاليدهم بين يديه ينغمسون في فيضه الذي بهر منهم الأبصار وأزال عنهم الأكدار، وصيرهم أهلاً لمجالسته ومحادثته ومرافقته ومخالطته، حتى آثروه على أنفسهم وأموالهم وأزواجهم وأولادهم، وبلغ من محبتهم له وإيثارهم الموت في سبيل دعوته للإسلام أن هان عليهم اقتحام المنية كراهة أن يجدوه في موقف مؤذ أوكربة يغض من قدره.

وإن الله ذكرهم في القرآن تحديدا سورة الفتح فقال: Ra bracket.png مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا Aya-29.png La bracket.png سورة الفتح، الآية 29.
وذكر القرآن: Ra bracket.png وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ Aya-10.png أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ Aya-11.png فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ Aya-12.png ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ Aya-13.png وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ Aya-14.png La bracket.png سورة الواقعة، الآيات 10-14.
ثم ذكر القرآن في سورة الواقعة أيضا: Ra bracket.png إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً Aya-35.png فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا Aya-36.png عُرُبًا أَتْرَابًا Aya-37.png لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ Aya-38.png ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ Aya-39.png وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ Aya-40.png La bracket.png سورة الواقعة، الآيات 35-40.
ويتضح من الآيات السابقة، وما يجرى في فلكها، أن الصحابة درجات بعضها فوق بعض، فالسابقون الأولون الذين أسلموا وجوههم إلى الله، ولبوا مناديه إلى الإيمان، وكل من على سطح هذه المعمورة مخالف لهم هم كبار الصحابة الذين اصطنعهم سيدهم بنفسه، ورباهم تحت سمعه وبصره عبر ثلاث عشرة سنة قضاها رسول الله محمد بن عبد الله في مكة، وقال فيهم ورحى الحرب دائرة في بدر (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد في الأرض).

وقال كذلك: (الله الله في أصحابي، فلوأن أحدكم تصدق بمثل أحد ذهباً ما ساوى مده ولا نصيفه).

يلي هؤلاء السابقين من المهاجرين، السابقون من الأنصار وهم الذين بايعوا رسول الله محمد بن عبد الله بيعة العقبة على أن يمنعوه من الأسود والأحمر، والإنس والجن.

وجاء في القرآن: Ra bracket.png وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ Aya-100.png La bracket.png سورة التوبة، الآية 100.

وما سوى الصحابة الكبار طبقات بعضها أفضل من بعض، فالذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا أفضل من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، يقول القرآن Ra bracket.png وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ Aya-10.png La bracket.png سورة الحديد، الآية 10. وواضح من الآية السابقة وما يشبهها أن الله قد جعل لأصحاب النبي محمد مقياساً تقاس به أقدارهم وميزانا توزن به منازلهم ومراتبهم، فالسابقون الأولون من المهاجرين هم الكبار الذين لا يسمو إليهم غيرهم، ومن عداهم من الصحابة الكرام متفاوتون تبعاً لأعمالهم في نصرة الإسلام، وجهادهم تحت ألويته وراياته، فأفضلهم الذين شهدوا بدراً ودافعوا عن النبي محمد ودينه فيها. ويليهم من شهد غزوة أحد وهكذا حتى غزوة تبوك.

ثوابت عن الصحابة
وهناك عدة ثوابت عند مذهب أهل السنة عن الصحابة، منها:

1- الصحابة كلهم عدول، لا يجوز تجريحهم ولا تعديل البعض منهم دون البعض.
2- الصحابة لم يذكرهم الله في القرآن إلا وأثنى عليهم وأجزل الأجر والمثوبة لهم، ولم يفرق بين فرد منهم وفرد ولا بين طائفة وطائفة. وفيهم يقول النبي محمد: (خيرالقرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم).
Ra bracket.png وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ Aya-100.png La bracket.png سورة التوبة، الآية 100.

عدالة الصحابة
إتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول، وهذه الخصيصة للصحابة بأسرهم، ولا يسأل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه، لكونهم على الإطلاق معدلين بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم بنصوص القرآن:

ذكر القرآن: Ra bracket.png كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ Aya-110.png La bracket.png سورة آل عمران، الآية 110، واتفق المفسرون السنة على أن الآية واردة في أصحاب محمد.
وذكر القرآن كذلك: Ra bracket.png وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ Aya-143.png La bracket.png سورة البقرة، الآية 143.
وذكر القرآن: Ra bracket.png مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا Aya-29.png La bracket.png سورة الفتح، الآية 29.
وفي نصوص الحديث الشاهدة بذلك كثيرة، منها:

حديث أبي سعيد المتفق على صحته :أن رسول الله قال: "الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد أذاني، ومن أذاني فقد أذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه".
فعلى أي حال قال ابن الصلاح: "ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، ومن لابس الفتن منهم فكذلك، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع، إحسانا للظن بهم، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة، وجميع ما ذكرنا يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاجون مع تعديل الله ورسوله لهم إلى تعديل أحد من الناس".

ونقل ابن حجر عن الخطيب في "الكفاية، أنه لولم يرد من الله ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد، ونصرة الإسلام، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء، والأبناء, والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين: القطع بتعديلهم، والاعتقاد بنزاهتهم، وأنهم كافة أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم.

ثم قال هذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتمد قوله، وروى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب محمد فاعلم أنه زنديق، ذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة".

إنكار صحبة من ثبتت صحبته بنص القرآن
اتفق الفقهاء السنة على تكفير من أنكر صحبة أبي بكر للنبي محمد في الغار. واختلفوا في تكفير من لم تذكر صحبته بالقرآن (حيث لا يرد تكذيب آية من القرآن هنا) ممن أنكر صحبة غيره من الخلفاء الراشدين عند السنة، كعمر, وعثمان, وعلي، فنص الشافعية على أن من أنكر صحبة سائر الصحابة غير أبي بكر لا يكفر بهذا، وهو مفهوم مذهب المالكية, وهو مقتضى قول الحنفية, وقال الحنابلة: يكفر لتكذيبه ما صح عن محمد ولأنه يعرفها العام والخاص وانعقد الإجماع على ذلك فنافي صحبة أحدهم أو كلهم مكذب لمحمد.

عند المذهب السني سبُّ الصحابة أو واحد منهم فسق ومعصية وعلامة نفاق، لقول رسول الله: "لا تسبُّوا أصحابي"، ولقوله: "سباب المسلم فسوق"، والصحابة هم خير من أسلم وآمن فسبُّهم أشنع وصاحبه أفسق، هذا إن نسب إليهم ما لا يقدح في عدالتهم أو في دينهم بأن يصف بعضهم ببخل أو جبن أو قلة علم أو عدم الزهد ونحو ذلك، فلا يكفر باتفاق الفقهاء، ولكنه يعزَّر على فسوقه.

إنما يكفر بتكفير جميع الصحابة أو من ثبت إحسانهم فضلا عن إيمانهم كالخلفاء الأربعة أو العشرة المبشرين بالجنة أو أهل بدر أو أصحاب الشجرة من أهل بيعة الرضوان، وكل من نص النبي على فضله وإيمانه من المؤمنين لأن ذلك:

تكذيب لما نص عليه القرآن، والسنة.
ولأنه يلزم منه الطعن في صحته وصحة السنة حيث طعن في الذين نقلوهما إلينا فالقرآن منقول إلينا عن طريقهم وكذلك السنة.
وقد استنبط الأمام مالك حكم كفر من سبَّهم وأبغضهم من قول الله في آخر سورة الفتح "يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار" حيث قال: فمن غاظه أمر الصحابة فهو كافر..

من أهم الكتب التي صنّفها المتقدمون في معرفة الصحابة، كتاب "معجم الصحابة" لأبي القاسم عبدالله بن محمد البغوي (ت 317هـ)، وهو كتاب نفيس طارت شهرته في الآفاق، وصاحبه أحد العلماء المعمّرين الذين علت بهم الأسانيد. أدرك جماعة من صغار التابعين وحدثوه واستفاد منهم علماً كثيراً. وهو معدود من المحدثين الكبار في عصره، أخذ العلم عن كبار المحدثين، أبرزهم الإمام علي بن المديني(ت234هـ)، والإمام محمد بن الجعد البغدادي(ت235هـ)، والإمام أحمد بن حنبل(ت241هـ) ، كما تلمذ له جماعة كبيرة جداً من العلماء على امتداد عمره الطويل، فقد كتب عنه الأجداد والأحفاد والآباء والأولاد.

والعلامة أبو القاسم البغوي من العلماء الذين أَوْلَوا اهتمامهم بالصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ويذكر له ابن النديم (ت 380هـ) في كتابه "الفهرست" كتابين في الصحابة: المعجم الكبير، والمعجم الصغير ، وقد دلّ عمله في هذين المصنّفين على سعة حفظه وتبحره في علم الأثر.

إن كتاب معجم الصحابة للبغوي يعتبر من أجَلِّ ما أُلِّفَ حول الصحابة رضوان الله عنهم، وقد أقبل على هذا الكتاب العلماء قديماً وأكثروا النقل منه والاقتباس من تراجمه، والتوثيق من خلال الأحكام الواردة فيه، وممن بالغ في الاهتمام بهذا الكتاب طائفة المحدثين الذين وجدوا فيه بغيتهم، وقد شحنه مؤلفه بالأسانيد العالية التي كان أهل الإسناد شديدي الاعتناء بها، كما اشتمل على نصوص كثيرة من أقوال الجرح والتعديل، منها ما لا نجده إلا في هذا الكتاب، وهي صادرة عن كبار العلماء من أمثال يحيى بن معين(ت233هـ).

وتتجلى فائدة معجم الصحابة أنه احتفظ لنا بنصوص مقتطفة من كتب يغيب عنا اليوم أثرها، أمثال كتاب"أسماء الصحابة" للإمام البخاري (ت 256هـ).

واستفاد البغوي استفادة كبيرة أيضاً من مصادر أصيلة في السيرة، وهي مع الأسف لم تصلنا في العصر الحاضر في كتاب مفرد، مثل كتاب " المغازي" لسعيد الأُموي(ت249هـ) الذي أفاد منه البغوي في معرفة أسماء من شهد غزوة بدر، وكثيراً ما صرح المؤلف بالتحديث مباشرة من الأموي مما يدل أنه قرأ عليه، وتلقى عنه روايات كثيرة ربما كانت غير مدرجة في كتابه "المغازي".
الترتيب:

#11K

1 مشاهدة هذا اليوم

#50K

7 مشاهدة هذا الشهر

#32K

8K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 587.
المتجر أماكن الشراء
أبو القاسم البغوي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
مكتبة دار البيان 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية