❞ \"أرجوحتي•\"
إنها الوحدة قد تكون كالكابوس الحزين، أو الرعب المتسلل إلى الروح على أرجوحتي المهجورة، لم يكن لدي من يدفعني، كأنني معلَّقٌ بسلاسل الوحدة الثقيلة، أشعر وكأنها قيود العقاب، ربما كانوا يبتعدون عني؛ لأن البعد هشّم طفولتي البريئة، ولا يزال شبح الخوف والرعب من البقاء وحيدًا يطاردني ومع ذلك، فإن الرعب الأكبر يكمن في البقاء مع الناس، لا أدري من منهم يحبني حقًا، أو يكن لي الاحترام في النهاية، لا أرى على وجوههم سوى ابتساماتهم الزائفة، نظرات الشفقة تغلفهم، وشعور الانسحاب يتسلل منهم نحوي؛ لهذا أنا الوحيد، ليس لأنني اخترت الوحدة؛ بل لأن الحياة نبذتني، لم يحبوني كما أحببتهم، وحتى في غيابي لم يشتاقوا لي، لم يهتموا بي، لم أجد من يجلس بجانبي على أرجوحتي الباردة، أنظر إليه وأبتسم، إنه الدمار الداخلي الذي يتغلغل في أعماقي كالسم الزاحف، حتى أصبح الجلوس مع الناس ليس ونسًا، بل تعسًا مؤلمًا، لن ألومهم وأقول إن حالتي بسببهم، ربما هذا قدري المحتوم، ربما اختارت الحياة أن أكون نكرتها، اللا شيء في صفحاتها، بكيت يا وحدتي، ولم يسمعني سوى صدى.. ❝ ⏤Asmaamohamed Abdalrhem
❞ ˝أرجوحتي•˝
إنها الوحدة قد تكون كالكابوس الحزين، أو الرعب المتسلل إلى الروح على أرجوحتي المهجورة، لم يكن لدي من يدفعني، كأنني معلَّقٌ بسلاسل الوحدة الثقيلة، أشعر وكأنها قيود العقاب، ربما كانوا يبتعدون عني؛ لأن البعد هشّم طفولتي البريئة، ولا يزال شبح الخوف والرعب من البقاء وحيدًا يطاردني ومع ذلك، فإن الرعب الأكبر يكمن في البقاء مع الناس، لا أدري من منهم يحبني حقًا، أو يكن لي الاحترام في النهاية، لا أرى على وجوههم سوى ابتساماتهم الزائفة، نظرات الشفقة تغلفهم، وشعور الانسحاب يتسلل منهم نحوي؛ لهذا أنا الوحيد، ليس لأنني اخترت الوحدة؛ بل لأن الحياة نبذتني، لم يحبوني كما أحببتهم، وحتى في غيابي لم يشتاقوا لي، لم يهتموا بي، لم أجد من يجلس بجانبي على أرجوحتي الباردة، أنظر إليه وأبتسم، إنه الدمار الداخلي الذي يتغلغل في أعماقي كالسم الزاحف، حتى أصبح الجلوس مع الناس ليس ونسًا، بل تعسًا مؤلمًا، لن ألومهم وأقول إن حالتي بسببهم، ربما هذا قدري المحتوم، ربما اختارت الحياة أن أكون نكرتها، اللا شيء في صفحاتها، بكيت يا وحدتي، ولم يسمعني سوى صدى. ❝
❞ راجت تجارة عبد الغني رواجاً عظيماً بعد رحيل صديقه زكريا، كان يضع قبعته الإنجليزية - التي بقت معه من يوم توديعه في الميناء - على مكتبه، وإن تناسى الرجل عملياً، ويوماً جاءه بهاء الدين فقال بعد أن جلس وهو يلحظ مظاهر الازدهار التي بات ينعم بها المكان :
- مبارك لك،.. خير خلف لخير سلف ! إني أكاد أرى عز الدين مبتسماً في مثواه..
وقال عبد الغني في اعتزاز يواري خجلاً :
- لم يكن ليتم الأمر لولا مساعدتك الأولية..
وتساءل بهاء الدين وهو ينظر إلى القبعة :
- بربك.. ولمَ تضع هذه القبعة هنا؟!
وأجاب الشاب مرتبكاً بعض ارتباك :
- إنها لصديق كان قد رحل إلى بروكلين..
وقال بهاء الدين بعد أن مد ساقيه وأرخى كتفيه في مقعده :
- آه.. إنها قبعة الرجل اليهودي، لقد قصت عليَّ هدى قصته، ولا أفهم لمَ وكيف تتبرك بها؟!
وهنا ذكر بهاء الدين شيئاً عن فضل الشيخ محمد رفعت في حياته، وقال عبد الغني وهو يستحضر مشهد زكريا راحلاً فوق باخرة المسافرين :
- ليس التبرك، ولكنه وفاء الصداقة، كان زكريا مصرياً نقياً قبل كل شيء.. ثم ألم يحدث أن وقف النبي لجنازة رجل يهودي؟!
وساد صمت ارتفعت فيه صوت الأطفال يلعبون بكرة من غراء الكلة، وكان ذكر الأنبياء في الحي يقطع جهيزة قول كل خطيب لدى أهله الذين دأبوا على أن يستقوا آداب الحياة والسلوك من الموروث الديني، وإن عدمت ثقافتهم الشعبية من رافد آخر من روافد الثقافة، فقال بهاء الدين في سلام كالذي ينطق بأمر لا يثير عجباً :
- لقد استقلت من مجلس الأمة، كان الأمر برمته أشبه بمسرحية مملة وقد تملصت من دوري فيها في رمية واحدة، إنه ضجيج بلا طحين.. وسوف أعود إلى تجارة الأخشاب (وهنا بوغت عبد الغني بعض مباغتة..)، إنها (التجارة) قلقة غير أنها حقيقية ولا ذرة افتعال فيها، في السياسة يمسك الملك والإنجليز بأعنة الأمر، وأما التجارة فمتروكة لمنطق العرض والطلب، وقد يأسى المرء لخسارة المال ولكنه يقاسي عسفاً أمام قلة الحيلة.. أعني أني سأعود إلى ذاك الحانوت الذي كنت قد أوكلت بتجارته إليك !
وقال عبد الغني وهو يجفف عرقاً :
- كان الحانوت ملكاً لك دوماً، وقد عاد اليوم إلى صاحبه..
ومرت جنازة النيجرو فوقف بائعي الحوانيت على الجانبين يشيعون نعش الفتوة ذا المآثر الغابرة بقراءة الفاتحة، وكاد عبد الغني يقف مع الواقفين لولا أن بهاء الدين احتد عليه قائلاً :
- وهل يقف الحر كي يشيع جنازة قاتل؟!
وقال عبد الغني وهو يأخذ يجلس استجابة لعمه :
- أحبه الناس عدلاً أو ظلماً، (ثم وهو يعود يستقر في جلسته..) آه.. كم أدمى قلبي وفاة الحصان !
<a href=\"http://www.novels365.com\">روايات</a>. ❝ ⏤emad55713
❞ راجت تجارة عبد الغني رواجاً عظيماً بعد رحيل صديقه زكريا، كان يضع قبعته الإنجليزية - التي بقت معه من يوم توديعه في الميناء - على مكتبه، وإن تناسى الرجل عملياً، ويوماً جاءه بهاء الدين فقال بعد أن جلس وهو يلحظ مظاهر الازدهار التي بات ينعم بها المكان :
- مبارك لك،. خير خلف لخير سلف ! إني أكاد أرى عز الدين مبتسماً في مثواه.
وقال عبد الغني في اعتزاز يواري خجلاً :
- لم يكن ليتم الأمر لولا مساعدتك الأولية.
وتساءل بهاء الدين وهو ينظر إلى القبعة :
- بربك. ولمَ تضع هذه القبعة هنا؟!
وأجاب الشاب مرتبكاً بعض ارتباك :
- إنها لصديق كان قد رحل إلى بروكلين.
وقال بهاء الدين بعد أن مد ساقيه وأرخى كتفيه في مقعده :
- آه. إنها قبعة الرجل اليهودي، لقد قصت عليَّ هدى قصته، ولا أفهم لمَ وكيف تتبرك بها؟!
وهنا ذكر بهاء الدين شيئاً عن فضل الشيخ محمد رفعت في حياته، وقال عبد الغني وهو يستحضر مشهد زكريا راحلاً فوق باخرة المسافرين :
- ليس التبرك، ولكنه وفاء الصداقة، كان زكريا مصرياً نقياً قبل كل شيء. ثم ألم يحدث أن وقف النبي لجنازة رجل يهودي؟!
وساد صمت ارتفعت فيه صوت الأطفال يلعبون بكرة من غراء الكلة، وكان ذكر الأنبياء في الحي يقطع جهيزة قول كل خطيب لدى أهله الذين دأبوا على أن يستقوا آداب الحياة والسلوك من الموروث الديني، وإن عدمت ثقافتهم الشعبية من رافد آخر من روافد الثقافة، فقال بهاء الدين في سلام كالذي ينطق بأمر لا يثير عجباً :
- لقد استقلت من مجلس الأمة، كان الأمر برمته أشبه بمسرحية مملة وقد تملصت من دوري فيها في رمية واحدة، إنه ضجيج بلا طحين. وسوف أعود إلى تجارة الأخشاب (وهنا بوغت عبد الغني بعض مباغتة.)، إنها (التجارة) قلقة غير أنها حقيقية ولا ذرة افتعال فيها، في السياسة يمسك الملك والإنجليز بأعنة الأمر، وأما التجارة فمتروكة لمنطق العرض والطلب، وقد يأسى المرء لخسارة المال ولكنه يقاسي عسفاً أمام قلة الحيلة. أعني أني سأعود إلى ذاك الحانوت الذي كنت قد أوكلت بتجارته إليك !
وقال عبد الغني وهو يجفف عرقاً :
- كان الحانوت ملكاً لك دوماً، وقد عاد اليوم إلى صاحبه.
ومرت جنازة النيجرو فوقف بائعي الحوانيت على الجانبين يشيعون نعش الفتوة ذا المآثر الغابرة بقراءة الفاتحة، وكاد عبد الغني يقف مع الواقفين لولا أن بهاء الدين احتد عليه قائلاً :
- وهل يقف الحر كي يشيع جنازة قاتل؟!
وقال عبد الغني وهو يأخذ يجلس استجابة لعمه :
- أحبه الناس عدلاً أو ظلماً، (ثم وهو يعود يستقر في جلسته.) آه. كم أدمى قلبي وفاة الحصان !
❞ كُل ذي عاقةٍ جبار.
كانت هناك أسرة ثرية، تمتلك الثراء الفاحش، تعيش في إحدى محافظات الصعيد، ألا وهي في محافظة «بني سويف».
الأسرة مكونة من 10 أشخاص:
*الجد وهو حامد السيوفي لديه من العمر 70 عامًا وهو رجل صارم حاد الطباع يخاف على عائلته كثيرًا، ولكن سيتغير خوفه لظلم كبير.
*الابن الأكبر وهو عبد العزيز السيوفي لديه من العمر 50 عامًا وهو رجل جشع، يحب المال والسلطة وأفسد بين والده وأخيه الأصغر من أجل المال.
*زوجته وهي شهيرة المنياوي لديها من العمر 45 عامًا امرأة تحب المال والمظاهر فقط، تسهر كثيرًا وتملأ رأس زوجها، وتجعله يكره أخيه.
*أولادهم فراس وفارس السيوفي توأم متماثل لديهما من العمر 20 عامًا، ولكن يختلفان في الطباع فراس ذو شخصية طيبة وهادئ تمامًا بعكس أخيه فارس فدائمًا عصبي ويمتلك طباع جده حامد السيوفي.
* الابن الأصغر محمد السيوفي لديه من العمر 43 عامًا يحب أخيه كثيرًا.
* زوجته جميلة العرباوي لديها من العمر 40 عامًا حنونة على أولادها وأولاد العائلة.
*أولادهم آدم السيوفي لديه من العمر 17 عامًا طيب يحب عائلته كثيرًا وآسر السيوفي لديه من العمر 14 عامًا، مثل أخيه تمامًا طيب وحنون يشبهان والديهما تمامًا.
*ابنتهم حور السيوفي «وهي بطلتنا» لديها من العمر 10 سنوات فتاة مرحة للغاية ولكن سيتبدل حالها .
_____________________
في ليلة من ليالي الشتاء القارص داخل قصر حامد السيوفي، شجار دام بالساعات، بين حامد السيوفي وابنه الأصغر محمد السيوفي، انتهت بخروجه من القصر الكبير متجهًا إلى مصر؛ ليعيش بها هو وزوجته وأولاده.
كان في بداية الأمر يعيش هو وأسرته الصغيرة حياة هادئة؛ حتى حدث الغير متوقع وهو موت جميلة العرباوي، كان موتها صدمةً لأسرتها البسيطة، وبالأخص صدمة على بطلتنا؛ فهي كانت أختًا ورفيقةً ليست أمًا فقط، كانت حور لديها من العمر في ذلك الوقت 10 أعوام، لا تدرك معنى الفقد، ولكنها كانت تبكي كثيرًا؛ حتى دخلت فى غيبوبة لمدة عامين، دائمًا أبيها كان يجلس معها بالساعات ويتحدث معها لكن دون جدوى، حتى جاءت لها والدتها في خيالها، وهي نائمة وقالت لها: الموت أخذني؛ لأننا لم نجد مالًا؛ لنجلب علاجي، يحتاجونكي لكي تُعيني الفقير عند حاجته، اصنعي لكِ مستقبلًا واسمًا يخلد في التاريخ، وعند انتهاء هذا الحلم أصبحت الأجهزة تصدر صوتًا، وتفيق بطلتنا من الغيبوبة أخيرًا، ولكن مبدلةٌ تمامًا من فتاة مرحة إلى فتاة عابسة تجتهد وتجتهد من أجل حلمها فقط، وبعد مرور سبع سنوات أصبحت حور لديها 19 عامًا وتنتظر نتيجة الثانوية العامة، دقائق قليلة وأخوتها يبحثون عن النتائج، ينظرون لها وهي تبكي من الخوف، نعم، تبكي خوفًا على ضياع حلمها والحلم الذي قامت من الغيبوبة لأجله، سرعان ما تعالت الأصوات وأخواتها يهتفون 99,5%، سجدت باكية تشكر ربها على تحقيق حلمها، وضحكت كثيرًا، وكانت هذه المرة الأولى التي ضحكت بها منذ لحظة وفاة والدتها، وقالت: لقد حققت حلم أمي، في هذا الوقت كان أخوها آسر في آخر سنة من الهندسة، وآدم أكمل دراسة الأعمال وأكمل في الشركة الصغيرة التي أعدها والده بعد وفاة زوجته، قام آدم بافتتاح الكثير من الشركات، وأصبح أكثر ثراءً من جده حامد السيوفي، مرت السنوات وتخرجت حور من كلية الطب البشري، قسم جراحة قلب، وأصبحت طبيبة مشهورة، تُدعي بالطبيبة المعجزة، وفي ذلك الوقت في قرية بني سويف كان فارس وفراس لديهما من العمر 32 عامًا، وكان الجد حامد السيوفي مريضًا نائمًا على فراش الموت، يحتاج أن يخضع لعملية خطيرة في القلب، ولكن لم يجدوا الطبيب ذا المهارة الكافية، في ذلك الوقت كانا فارس وفراس يبحثان عن أطباء في جميع أنحاء العالم؛ لعلاج الجد، وبعض أصدقاءهما أخبرهما بالطبيبة المعجزة، ذهبوا لزيارتها، لتعالج جدهما، ولكن لا يعلمان من تكون، التقوا بها، وحددوا معها ميعادًا لجلب جدهم لها، وإلى الآن، لا يعلمان أنها ابنة عمهم الذي يبحثون عنه فى كل مكان، ووقت العملية جاء أبيها ليأخذها، لأنه هو وأخواتها كانوا يجهزون لها حفلة بمناسبة نجاحها، وعند رؤية أباه بكي صامتًا، وظل خائفًا حتي خرج من العمليات وأصبح بخير، وتم إنقاذ حياته بفضل الله ثم ابنة ابنه الذي طرده سابقًا، وهم الآن لا يحتاجون إلى أمواله وقاموا ببناء أنفسهم، وأصبحت لا تحتاج لأحد، بل العكس، والآن يمكننا قول كل عاقةٍ جبار.
لِ گ/إنجي محمد \"بنت الأزهر\". ❝ ⏤گ/انجى محمد \"أنجين\"
❞ كُل ذي عاقةٍ جبار.
كانت هناك أسرة ثرية، تمتلك الثراء الفاحش، تعيش في إحدى محافظات الصعيد، ألا وهي في محافظة «بني سويف».
الأسرة مكونة من 10 أشخاص:
الجد وهو حامد السيوفي لديه من العمر 70 عامًا وهو رجل صارم حاد الطباع يخاف على عائلته كثيرًا، ولكن سيتغير خوفه لظلم كبير.
الابن الأكبر وهو عبد العزيز السيوفي لديه من العمر 50 عامًا وهو رجل جشع، يحب المال والسلطة وأفسد بين والده وأخيه الأصغر من أجل المال.
زوجته وهي شهيرة المنياوي لديها من العمر 45 عامًا امرأة تحب المال والمظاهر فقط، تسهر كثيرًا وتملأ رأس زوجها، وتجعله يكره أخيه.
أولادهم فراس وفارس السيوفي توأم متماثل لديهما من العمر 20 عامًا، ولكن يختلفان في الطباع فراس ذو شخصية طيبة وهادئ تمامًا بعكس أخيه فارس فدائمًا عصبي ويمتلك طباع جده حامد السيوفي.
الابن الأصغر محمد السيوفي لديه من العمر 43 عامًا يحب أخيه كثيرًا.
زوجته جميلة العرباوي لديها من العمر 40 عامًا حنونة على أولادها وأولاد العائلة.
أولادهم آدم السيوفي لديه من العمر 17 عامًا طيب يحب عائلته كثيرًا وآسر السيوفي لديه من العمر 14 عامًا، مثل أخيه تمامًا طيب وحنون يشبهان والديهما تمامًا.
ابنتهم حور السيوفي «وهي بطلتنا» لديها من العمر 10 سنوات فتاة مرحة للغاية ولكن سيتبدل حالها .
____________________
في ليلة من ليالي الشتاء القارص داخل قصر حامد السيوفي، شجار دام بالساعات، بين حامد السيوفي وابنه الأصغر محمد السيوفي، انتهت بخروجه من القصر الكبير متجهًا إلى مصر؛ ليعيش بها هو وزوجته وأولاده.
كان في بداية الأمر يعيش هو وأسرته الصغيرة حياة هادئة؛ حتى حدث الغير متوقع وهو موت جميلة العرباوي، كان موتها صدمةً لأسرتها البسيطة، وبالأخص صدمة على بطلتنا؛ فهي كانت أختًا ورفيقةً ليست أمًا فقط، كانت حور لديها من العمر في ذلك الوقت 10 أعوام، لا تدرك معنى الفقد، ولكنها كانت تبكي كثيرًا؛ حتى دخلت فى غيبوبة لمدة عامين، دائمًا أبيها كان يجلس معها بالساعات ويتحدث معها لكن دون جدوى، حتى جاءت لها والدتها في خيالها، وهي نائمة وقالت لها: الموت أخذني؛ لأننا لم نجد مالًا؛ لنجلب علاجي، يحتاجونكي لكي تُعيني الفقير عند حاجته، اصنعي لكِ مستقبلًا واسمًا يخلد في التاريخ، وعند انتهاء هذا الحلم أصبحت الأجهزة تصدر صوتًا، وتفيق بطلتنا من الغيبوبة أخيرًا، ولكن مبدلةٌ تمامًا من فتاة مرحة إلى فتاة عابسة تجتهد وتجتهد من أجل حلمها فقط، وبعد مرور سبع سنوات أصبحت حور لديها 19 عامًا وتنتظر نتيجة الثانوية العامة، دقائق قليلة وأخوتها يبحثون عن النتائج، ينظرون لها وهي تبكي من الخوف، نعم، تبكي خوفًا على ضياع حلمها والحلم الذي قامت من الغيبوبة لأجله، سرعان ما تعالت الأصوات وأخواتها يهتفون 99,5%، سجدت باكية تشكر ربها على تحقيق حلمها، وضحكت كثيرًا، وكانت هذه المرة الأولى التي ضحكت بها منذ لحظة وفاة والدتها، وقالت: لقد حققت حلم أمي، في هذا الوقت كان أخوها آسر في آخر سنة من الهندسة، وآدم أكمل دراسة الأعمال وأكمل في الشركة الصغيرة التي أعدها والده بعد وفاة زوجته، قام آدم بافتتاح الكثير من الشركات، وأصبح أكثر ثراءً من جده حامد السيوفي، مرت السنوات وتخرجت حور من كلية الطب البشري، قسم جراحة قلب، وأصبحت طبيبة مشهورة، تُدعي بالطبيبة المعجزة، وفي ذلك الوقت في قرية بني سويف كان فارس وفراس لديهما من العمر 32 عامًا، وكان الجد حامد السيوفي مريضًا نائمًا على فراش الموت، يحتاج أن يخضع لعملية خطيرة في القلب، ولكن لم يجدوا الطبيب ذا المهارة الكافية، في ذلك الوقت كانا فارس وفراس يبحثان عن أطباء في جميع أنحاء العالم؛ لعلاج الجد، وبعض أصدقاءهما أخبرهما بالطبيبة المعجزة، ذهبوا لزيارتها، لتعالج جدهما، ولكن لا يعلمان من تكون، التقوا بها، وحددوا معها ميعادًا لجلب جدهم لها، وإلى الآن، لا يعلمان أنها ابنة عمهم الذي يبحثون عنه فى كل مكان، ووقت العملية جاء أبيها ليأخذها، لأنه هو وأخواتها كانوا يجهزون لها حفلة بمناسبة نجاحها، وعند رؤية أباه بكي صامتًا، وظل خائفًا حتي خرج من العمليات وأصبح بخير، وتم إنقاذ حياته بفضل الله ثم ابنة ابنه الذي طرده سابقًا، وهم الآن لا يحتاجون إلى أمواله وقاموا ببناء أنفسهم، وأصبحت لا تحتاج لأحد، بل العكس، والآن يمكننا قول كل عاقةٍ جبار.
❞ لم يترك بيتا لم يدخله
ولم يترك طفلا لم يلعب معه
ولم يترك حديقة لم يجلس تحت أشجارها ,
ولم يترك عاشقا الا احتضنه ،
ولا عاشقة الا أهداها ديوانا من شعره ... وعلمها كيف تكتشف الأنوثة .
الشاعرة سعاد الصباح.. ❝ ⏤Citizen A
❞ لم يترك بيتا لم يدخله
ولم يترك طفلا لم يلعب معه
ولم يترك حديقة لم يجلس تحت أشجارها ,
ولم يترك عاشقا الا احتضنه ،
ولا عاشقة الا أهداها ديوانا من شعره .. وعلمها كيف تكتشف الأنوثة .
الشاعرة سعاد الصباح. ❝