█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ يجلس في القطار ويقرأ في الجريدة خبر عن داني هوكي الأمريكي الذي بدأ بريال في جيبه ومسحوق مبيد الصراصير يدور على سيدات البيوت، ويتطور إلى مصنع ثم سلسلة مصانع وأصبح صاحب مئات الملايين .. يجلس في القطار وهو الذي بدأ ليس بريال ولكن بمبلغ الف جنيه وفتح متجراً للزيت الذي فسد وأصبح مالديه هو ريال فقط .. يجد من حوله من الركاب كمشوهي الحرب . ❝
❞ كان ﷺ إذا خطب ، احمرت عيناه وعلا صوتُه واشتد غضبه حتى كأَنَّه منذرُ جيش ، يقول(صَبَّحَكُمْ ومساكم ) ويقول ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ ، وَيَقْرُنُ بَيْنَ أَصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى ) ويقول ( أَمَّا بَعْدُ ، فإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كِتَابُ الله ، وَخَيْرَ الهذي هَدْيُ مُحَمَّدٍ ، وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُها ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ ) ثم يقولُ ( أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ ، مَنْ تَرَكَ مَالاً فَلَأَهْلِهِ ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنَا أَوْ ضَيَاعاً ، فإليَّ وعلى) رواه مسلم. وفي لفظ : كانت خُطبة النبي ﷺ يَوْمَ الجُمُعَةِ ، يَحْمَدُ اللهِ ويُثْنِي عَلَيْهِ ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ وَقَدْ عَلَا صَوْتُهُ فَذَكَرُه . وفي لفظ : يَحْمَدُ الله وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُه ، ثُمَّ يَقُولُ ( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ ، فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ ، فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَخَيْرُ الحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ) . وفي لفظ للنسائي ، وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلِّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ . وكان يقول في خطبته بعد التحميد والثناء والتشهد ( أَمَّا بَعْدُ ) . وكان يُقصِّرُ الخُطبة ، ويُطيل الصلاة ، ويُكثر الذكر ، ويقصد الكلمات الجوامع ، وكان يقول ( إِنَّ طُولَ صَلاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ ، مَيْئَةٌ مِنْ فِقْهه) . وكان يُعَلِّمُ أصحابه في خُطبته قواعِدَ الإسلام ، وشرائعه ، ويأمرهم ، وينهاهم في خطبته إذا عَرَض له أمر أو نهي كما أمر الداخل وهو يخطب أن يصلي ركعتين ، ونهى المتخطي رقاب الناس عن ذلك ، وأمره بالجلوس ، وكان يقطع خطبته للحاجة تعْرِضُ ، أو السؤالِ مِنْ أَحَدٍ أصحابه فيجيبه ، ثم يعود إلى خُطبته فيتمها ، وكان ربما نزل عن المنبر للحاجة ، ثم يعودُ فَيُتِمُّها ، كما نزل لأخذ الحسن والحسين رضي الله عنهما فأخذهما ، ثم رَقِيَ بهما المنبر فأتم خطبته ، وكان يدعو الرجل في خطبته تعال يا فلان اجلس يا فلان صل يا فلان ، وكان يأمرهم بمقتضى الحال في خطبته ، فإذا رأى منهم ذا فاقة وحاجة ، أمرهم بالصدقة ، وحضهم عليها ، وكان يُشير بأصبعه السَّبَّابَة في خطبته عند ذكر الله تعالى ودعائه ، وكان يستسقي بهم إذا قَحَطَ المطرُ في خُطبته ، وكان يُمهِلُ يوم الجمعة حتى يجتمعَ الناسُ ، فإذا اجتمعوا ، خرج إليهم وحده من غير شاويش يصيح بين يديه ولا لبس طيلسان ، ولا طرحة ، ولا سواد ، فإذا دخل المسجد ، سلَّم عليهم ، فإذا صعد المنبر ، استقبل الناس بوجهه ، وسلَّم عليهم ، ولم يدع مستقبل القبلة ، ثم يجلس ويأخذ بلال في الأذان ، فإذا فرغ ، قام النبي ، فخطب من غير فصل بين الأذان والخطبة ، لا بإيراد خبر ولا منه ولا غيره ، ولم يكن يأخذ بيده سيفاً ولا غيره ، وإنما كان يعتمد على قوس أو عصاً قبل أن يتَّخذ المنبر ، وكان في الحرب يعتمد على قوس وفي الجمعة يعتمد على عصا . ❝
❞ شوقي الطالب بكلية الطب، زميل البطل، الناشط الثوري في الأربعينيات من القرن العشرين، الذي يتم القبض عليه ليخرج من المعتقل إنسانا آخر!انتشرت في هذه الفترة حكايات الذي كان يُعذب الشباب المعتقلين في السجن!بينما يجلس البطل مع صديقه شوقي في المستشفى يأتي إليهم ملف لشُرطي يُطلب منهم توقيع كشف القومسيون الطبي عليه!يحكي التمرجي عبد الله حكاية هذا الشرطي، عباس محمود الزنفلي، الذي انتشرت سمعته بين الناس.
يصطحب شوقي البطل والتمرجي عبد الله معه لتوقيع القومسيون الطبي على الزنفلي، يقابلون زوجته الكتب، يدخلون بعد معاناة حجرته، فيجدونه يعوي كالذئاب والكلاب من الألم وينهش لحم جسده، يتشفى شوقي فيمن عذبه يوما وأهان إنسانيته. إن تعذيب الإنسان أخيه الإنسان لهو أحقر شئ يحدث على ظهر هذه الأرض!.
انتشرت في هذه الفترة حكايات الذي كان يُعذب الشباب المعتقلين في السجن! بينما يجلس البطل مع صديقه شوقي في المستشفى يأتي إليهم ملف لشُرطي يُطلب منهم توقيع كشف القومسيون الطبي عليه!يحكي التمرجي عبد الله حكاية هذا الشرطي، عباس محمود الزنفلي، الذي انتشرت سمعته بين الناس. يصطحب شوقي البطل والتمرجي عبد الله معه لتوقيع القومسيون الطبي على الزنفلي، يقابلون زوجته الكتب، يدخلون بعد معاناة حجرته، فيجدونه يعوي كالذئاب والكلاب من الألم وينهش لحم جسده، يتشفى شوقي فيمن عذبه يوما وأهان إنسانيته.
كان عسكرياً في القسم الطبي بالجيش ، وحين دخل البوليس جعلوه مراسلاً للمكتب الطبي ولكنهم وجدوه أكثر لحلحة وذكاء من التومرجي الاصلي ، أعطوه دوره وأصبح بجلبابة ˝ الدمور ˝ الميري وطاقيته ذات الحائط العالى وجبهته العريضة اللامعة المائلة في خجل خبيث دائم علامة من علامات المكتب الرئيسية ، كما أصبحت وقفته امام باب الحكيمباشي نصف المغلق وشخطه في الرواد القادمين متأخرين والتحايل لابعادهم ، علامة رئيسية من علامات جلستي مع شوقي . ❝
❞ *خدينُ الوحدة على الشاطئ*
كنت جالسة على شاطئ البحر باسترخاء تام، حتى نظرت يمني، حُدقت بورتي عندما رأيت ذلك الكلب الذي كان جالسًا غير مهتم بالزحامِ من حوله، صِرت أنظر هنا وهناك؛ لأعلم ما سبب الثقة التي بُثت بداخله؟
وجدت خلفه رجل يجلس تحت مظلةٍ، ينظر إليه بكل حبٍ وتوددٍ، شعرت وكأنه ينظر إلى طفلهِ، ولكنني نظرت خلف ذلك الرجل، رأيت منظرًا خلابًا أسر عينايَ، نظرتُ ببهجةٍ، ووقفت مسرعةً؛ كي أصل إلى ذلك المكان الجذاب، نافورة تذرف الماء في كل مكانٍ، والأطفال تركض هنا وهناك، والبهجة مسيطرة على المكان بأكمله، تمنيت أن أكون طفلة؛ لأحظى باللهو معهم، نظرت إليهم مرارًا وتكرارًا، تجتاحني الفرحة التى لم أجدها من قبل، عُدتُ بنظري إلى ذلك الرجل الذي كان ينظر لكلبهِ منذ قليل؛ فالآن وجدته يقرأ في كتابهِ مستمتعًا بالهواء الطليق، ذلك الهواء الذي يُداعب وجنتي، والبحر الذي يتميز بصفاء مائه، شعرت وكأن الكلب خدين لذلك الرجل الوحيد، ظللتُ اختلس النظرات واحدةً تلو الأخرى؛ لأرى حب ذلك الرجل للكلبِ، حينها ذرفت دمعة من عيني، مُتسائلة كيف له أن يتصف بكل هذه الرحمة؟
كيف له أن يجد الصداقة التي لم نجدها في البشرِ؟
وجدت أنه يستأنس بالكلبِ في وحدته؛ فيجلس معه على شاطئ بحرٍ، يقرأ الروايات بالساعاتِ بدون مللٍ، يختلس النظرات إلى خدينه، ويطمئن بنباحه، وهنا فهمت معني الوفاء والصداقة حقًا؛ فليس كل ما تتمناه تجده في البشرِ.
گ/إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝