█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وقعتَ أمام عينيّ كنجمة لامعة في ليلة هادئة، تتلألأ ببريق ساحر يأسر الألباب. كانت لحظة اللقاء كفيلة بتغيير مسار حياتي، حيث انبعثت شهابات الحب من عينيك، تتسلل إلى قلبي كنسمة عليلة.
في تلك اللحظة الفارقة، انفتحت أمامي أفق جديد، مليء بألوان الأمل والشغف. كنت أتأمل في جمال وجهك كمن يغرق في فضاء لا ينتهي، وكأنك لوحة فنية نقشتها أنامل الخالق بعناية فائقة.
وكلما التقيت بنظراتك، كانت كلمات الصمت تتراقص في فضاء الحب، تحكي قصة عاطفية بلا حروف، وتنسج خيوط الوجدان بين قلبي وقلبك. وقعتُ في عمق تلك النظرات كمن يسقط في حفرة سحرية، مغمورًا في جاذبية أمواجك العاطفية.
رأيت في عينيك عالمًا آخر، حيث السعادة تتسلل إلى كل خلية في جسدي، والهمسات اللامعة تروي قصة عشق لا تنتهي. وكلما اختلطت أنفاسنا، كأننا أصبحنا أغنية حب تتراقص على لحن الحياة، وتتناغم أحاديث قلوبنا كموسيقى الكون.
وقعتُ بين يديك كورقة خريفية، ترقص على أنغام الرياح، مسكونة بسحر الفصول وجمال التغيير. وكلما استمعت إلى كلماتك، كأنني أنغامٌ في سمفونية العشق، تنساب بين الكلمات كنهر العاطفة يلتقي ببحر الإحساس.
وفي هذا الوقوع، تحولت لمختلف، أصبحت عالمًا آخر، حيث يلتقي الحلم بالواقع وتتداخل الأحاسيس مع الشوق. وإن كان هذا الوقوع من نظري، فليكن قلبي خاتمة القصة، حيث يكون الحب شمسًا تنير دروب الحياة، وأنا راكبٌ في سفينة العشق، متجهًا نحو مرفأ سعادتنا.
ل ک / مريم عبدالله . ❝
❞ قصة قصيرة
الشقة المسكونة
لا تتعجب من العنوان
بالفعل منزلنا مسكون بكل ماتحتويه الكلمه من معني
وقبل ان اقص عليكم تفاصيل قصتي، دعوني اسرد لكم عدة أحداث...
منزلنا في مجمع سكني راقي جدا قد انفق عليه والدي الذي يعمل بدولة من دول الخليج العربي، وقد كانت هذه الشقه شقة الاحلام بالنسبة لوالد ووالدتي لذا فلم يبخل عليها ابدا في التجهيز والتأسيس..
بينما والدتي سيده رقيقة جدا كانت صبوره جدا علي احلامها وقامت ببناء حياتنا مع والدي خطوة خطوة
الي ان اصبحنا من الاثرياء
وقد كنت الابن الوحيد لهما لذا فلم يبخلا علي في شئ أبدا...
حتي هذه اللحظة كان كل شئ علي ما يرام..
الي ان اتخذت والدتي قرارها في العمل وخصوصا لأنني وهي نعيش وحدنا لظروف سفر ابي وكانت تشعر بملل شديد وأنها بحاجه لملأ وقتها بشئ مفيد..
فقامت بتأسيس صيدليه كبيره وخصوصا لأنها من الاساس خريجة كلية الصيدلة ولكنها لم تتخذ هذه الخطوة الا الان
لسوء حظي فما حدث بعدها تقشعر له الأبدان كما يقولون
فمن وقت افتتاح الصيدلية واصبح الوقت الذي نقضيه سويا أنا وأمي يقل تدريجيا..
حتي أصبح سويعات قليلة من ضمنها ساعات النوم
مرت الأيام علي هذه الوتيره...
وفي يوم كنت وحدي كما اعتدت اجلس امام التلفاز اشاهد احد برامجي المفضلة علي قناة سبيس تون...
وفجأة شعرت بحركة مريبه في الشقة وكأن أحد معي
اعتقدت ان امي قد عادت فبدأت بالنداء عليها فلم ترد
قمت من مكاني لأتجول بالشقة بحثا عن أمي لعلها تمزح معي كعادتها ومختبئة بأحد الاماكن
ولكن لم أجدها....
مهلا....
ماهذا؟؟
من هؤلاء؟؟!
هل ما اراه حقيقي؟!
طفل صغير ورجل وسيده!!
من اين أتوا وكيف دخلوا الي شقتنا؟!
في بداية الأمر توقعت بأنهم لصوص..
ولكن اي عصابة تلك التي تتكون من اسرة كامله
هكذا قلت لنفسي ناعتا نفسي بالغباء علي هذا التوقع
ظللت مختبئا لمدة قليله اتابع تحركات هؤلاء الناس والرعب يملأني فتعجبت من امرهم فهم يمارسون حياتهم وكأنهم اصحاب المنزل وليس جمع الاغراض الثمينة او السرقه ويتحركون باريحيه شديده حتي ان الرجل قد تمدد بفراش ابي وامي تاركا السيدة في المطبخ يبدوا انها تجهز الطعام؟!
لا تتعجب ياصديقي فأنا لازلت طفلا وليس لدي الشجاعة لمواجهة هؤلاء...
ولكن تحينت هذه اللحظة القيمة حيث ان طفلهم الان وحيدا سأظهر من مخبأي الأن لأعاقب هذا الشقي علي دخول منزلنا و........
لحظة ماهذا؟
كيف لم اتوقع ذلك كل هذا الوقت؟
هؤلاء اكيد اش.. ب... اااح..
يالغبائي المعتاد كيف نسيت ان والدتي تغلق باب الشقة علي بالمفتاح
اشعر بنبضات قلبي تتسارع الان ودموعي تنهمر...
وللأسف ليست دموعي فقط التي تنهمر الان من الرعب
ماذا افعل الان فأنا لست خبيرا بهذه الامور!!
هل اخرج كما خططت لمواجهة الشبح الصغير؟!
استجمعت شجاعتي لتلك المواجهة مع الشبح الصغير فلا يوجد مجال للتراجع الان...
وبالفعل خرجت من مخبئي ووقفت امام الشبح الصغير..
ولكن ماهذا؟!
انه يتجاهلني تماما وكأنه لا يراني!!!
لقد اغضبني كثيرا هذا الاسلوب فهو لم يكفيه اقتحام منزلي فقط بل يتعامل معي بتجاهل!!
موقف غريب ياصديقي..
فبدلا من ان يتملكني الرعب اشعر بالغضب كثيرا..
وألعن حظي السئ فقد سمعت دوما ان هناك بعض الناس يشكو من رؤية شبح او مضايقات شبح ولكن انا يظهر لي عائله من الأشباح.. اي حظ عاثر هذا الذي اوقعني في هذا الموقف؟؟!
بدأت اتحرك امام الشبح الصغير ولازال يتجاهلني!
بدأت اتكلم معه.. لازال يلعب معي لعبة التجاهل فلا اعتقد ان الاشباح ايضا من الممكن ان يكون منهم الصم والبكم
استشطت غضبا فقمت بركل لعبة كان يلعب بها
حينها فقط انتبه لذلك وقام من مكانه وهو يبكي يتخبط ويسقط وهو يهرول الي امه الشبح
مهلا...
يبدوا انني قد اكتشفت اكتشاف جديد الان سيسجل بإسمي فيما بعد
يبدوا ان هناك اشباح كفيفه
يبدوا انني قد ظلمت هذا الشبح الصغير واعتقدت انه يتجاهلني بينما هو كفيف
استجمعت مشاعري الجياشه التي اشفقت علي الشبح الصغير ومشيت بهدوء متجها الي المطبخ لأسمع مايقوله الشبح الصغير لأمه الشبح...
انه يشكوا لها وهو يبكي ان لعبته تحركت حتي ارتطمت بالحائط دون ان يمسها!!!
هذا الشقي يبكي ويشكوا لأمه و........
مهلا!!
كيف يقول ان اللعبة تحركت دون ان يمسها أحد؟!
اذن فهو ليس كفيف كما توقعت!!
ولكن كيف لا يراني بالمرة؟
استشاط غضبي كثيرا وتملكني الفضول لأعرف ماذا يحدث!!
فخرجت من مخبأي وانا اصرخ غاضبا وأقول: انا من ركل لعبتك ايها الكاذب، من انتم ايها اللصوص، تدخلون منزلي وتتحركون فيه وكأنكم ملاكه، هيا اجيبوني الان!!!!
ولكن لا حياة لمن تنادي، لم يرد علي احد منهما بل وتجاهلوني تماما وكأنني غير موجود!!
ماهذا؟ وماذا يحدث؟ ...
انا لا افهم شئ هل الاشباح هي التي لا تري الانسان ام العكس؟
وهل هؤلاء اشباح فعلا؟ فأنا وحتي هذه اللحظة لم اجدهم يقومون بشئ مرعب او حتي اشكالهم ليست مرعبة...
بل علي النقيض فهم اشكالهم عاديه جدا!!!
اذن فماذا يكونون؟ ولماذا لا يرونني هذا ما يشعرني بالحيرة والجنون في نفس الوقت!!
لكم تمنيت ان تكون امي موجوده معي الان فهي من المؤكد عندها اجابه وحل لكل مشكلة وأي مشكلة..
ولكن اين هي الان ولما تأخرت علي غير عادتها؟! استيقظ الشبح الرجل، لا ادري اي شبح هذا الذي يحتاج الي النوم ويقوم مرتديا لسروال قصير ويمشي في المنزل ببطنه الكبير العاري
لقد اضاع بمظهره هيبة الاشباح والعفاريت علي مر السنين...
صاح مع الشبح السيدة علي الازعاج والصوت العالي الذي لم يستطع ان ينال قسط من الراحة بسببه، ثم سألها عن الطعام هل هو جاهز ام لا؟
لما يصمم ذلك الشبح علي ان يكون اضحوكة طوال الوقت؟!
سأصدقك القول ياصديقي ...
في الحقيقة اشعر بتضارب كبير في المشاعر فأنا اشعر بالخوف والغضب والضحك في نفس الوقت
ولا اعرف كيف يكون هؤلاء اشباح؟!
قد اكون لست خبيرا بهذه الامور، ولكن علي الاقل فلابد ان أشعر بأنني اموت رعبا الان....
وفجأة فكرت بأنه لما لا اجرب ان اتحدث مع الشبح الرجل ما الذي سيحدث لي مع هذا البطن الكبير
حتي وان حدث فماذا سيحدث اكثر من اقتحام منزلي من مجموعة اشباح؟!
وبالفعل بدأت اخرج من مخبأي لمواجهة الشبح الرجل
وفجأة.....
بدء الرجل الشبح في الصراخ موبخا السيدة الشبح علي عدم تجهيز الطعام بينما هي ترد عليه الصراخ ايضا
وانا اقف محتارا من هذا الذي يحدث!!
اي اشباح هؤلاء ولماذا حظي العاثر دوما مع كل ماهو غريب؟
حتي مع الاشباح حظي اوقعني غالبا مع اقل الاشباح رعبا واقلهم هيبه
وبعد قليل واثناء متابعتي لشجارهما دق جرس الباب..
شعرت بالسعادة فأخيرا شئ واقعي يحدث وقد تكون امي اخيرا قد عادت..
ولكن لما ستدق امي جرس الباب وهي معها المفتاح وقد اغلقته علي بنفسها قبل خروجها؟!!
اتجه الرجل الشبح الي الباب ليفتحه وانا متعجب من هذا الشبح الجرئ الذي لا يبالي ان يفتح الباب ولكنني لن اقف متعجبا من هذا فكل مايحدث وحدث قد قتل في شعور التعجب من الاساس
فتح الباب...
مهلا!!!
ان الباب يفتح!!، كيف وامي قد اغلقته قبل ان تخرج و...
ما هذا؟ عمو سعيد جارنا العزيز...
انه هو من كان يطرق الباب
خرجت من مخبأي بسرعه لاستنجد به من عائلة الأشباح
ولكنه تجاهلني ايضا
ما هذا؟، لما الجميع يتعامل معي بهذه الطريقة ؟
وهل اصبح عمو سعيد شبح ايضا؟!
دخل عمو سعيد الي الشقة ليهدئ الرجل والسيدة!!
لا ادري ماذا يحدث بالضبط؟ هل هو حلم اعيشه الان ام ماذا لما كل ماهو غريب يحدث لي؟
كل مابحدث الان لا يقبله منطق ولا عقل
هل اصبح كل من اعرفهم اشباح؟
واين امي الان لما كل هذا التأخير؟!
تكلمت السيدة الشبح وهي تشكو لعمو سعيد ان زوجها دائم العصبيه وانها قالت له انها لا تشعر بالراحة في هذه الشقه؟!
ماهذا هل اصبح عمو سعيد مصلحا اجتماعيا للاشباح الان؟!
وعن اي شقه تتحدث هذه السيدة؟! هل اصبح منزلي ملكا لها الان؟!
اكملت السيدة حديثها وهي تقول انها تلاحظ حركة غير طبيعية في المنزل حتي ان طفلها لاحظ ذلك وهي تخشي علي طفلها وعلي نفسها من هذا المكان!!
لا ادري هل اضحك ام ابكي؟!
شبح يخاف من البشر!!!
اكاد اجزم انني احلم الان صار كل شئ مقلوبا
ما الذي يحدث بالضبط؟!
فرد عمو سعيد قائلا: لا عليك يا سيدتي انا اعلم جيدا ما يمر بكما فانا اعلم جيدا ماذا يحدث!!
حينها تفاجأت مما قاله عمو سعيد وبدأت انصت لما يقول يبدوا وكأن لديه اجابات عما يحدث هنا!
فنظر له الرجل الشبح قائلا: حتي انت يا سعيد ستشارك هذه المخبوله في الخزعبلات تلك؟
فرد عمو سعيد قائلا: ما سأقوله حقيقي وليس خزعبلات ياصديقي فقبل مجيئكم بعدة أشهر حدثت في هذه الشقه حادثة تدمي القلوب..
حينها بدأ قلبي يدق كدقات طبول الحرب وكأنني سأستمع لشئ مرعب...
لا ادري لما اشعر بالرعب الان!!!
فقال الرجل الشبح: حادثة؟ اي حادثة؟!
فقال عمو سعيد: قبل عدة اشهر كان لنا جارة عزيزة زوجها مسافر للعمل خارج مصر وكان لها ابن صغير يدعي سليم في يوم ما تركته لتذهب الي عملها واغلقت عليه باب الشقة كعادتها ويبدوا انها كانت تقوم بعمل شئ علي موقد الغاز بالمطبخ وعندما انتهت تركت الغاز مفتوحا دون قصد وخرجت ويبدوا ان الصغير كان نائم حينها...
ثم ذرفت عيون عمو سعيد الدموع واكمل حديثه قائلا:
ومات الطفل مختنقا وهو نائم بسبب الغاز ولم يشعر به احد الا بعد ساعات بعد ان اشتممنا رائحة الغاز فطرقت الباب لم يفتح احد فقمت بكسر الباب لأطمئن علي اهل البيت فلم اجد الا الطفل طلبت الاسعاف فورا ولكن للأسف بعد فوات الأوان كان الطفل قد فارق الحياة وبعدها جائت الأم فوجدت الأسعاف والشرطة اسفل المبني هرولت سريعا الي شقتها فوجدت ما كان يخشاه قلبها باب الشقه مفتوح والشقة ممتلئة لأخرها بالبشر هرولت لغرفة ابنها فوجدته جثة هامدة فسقطت مغشيا عليها ومن وقتها وهي نزيلة بمستشفي الأمراض العقلية بعد صدمتها من موت طفلها بينما عاد زوجها من السفر بشكل نهائي ليراعي زوجته وقلبه مكسور من فقدانه لطفله الوحيد وفقدانه ايضا لزوجته...
فباع شقته بكل ما فيها حتي لا يتذكر اي شئ مما حدث ولا احد يعرف اين مكانه الأن...
وبعد الحادثة بأسبوع بدأنا نشعر بحركة في الشقة اعتقدنا في اول الأمر انها قطة او فأر في الشقة ولكن بعدها بدأنا نسمع صوت بكاء طفل تاره وضحكاته تاره اخري..
ومرات نسمع صوت سليم وهو ينادي أمه
فعرفنا حينها ان الشقة اصبحت مسكونة بشبح سليم الطفل الصغير....
كانت السيدة تبكي وهي تضم ابنها متأثرة بما قاله عمو سعيد....
بينما قرر الرجل ان يلملم اغراضهم ليغادروا الشقة....
نسيت ان اعرفكم بنفسي..
انا سليم ويبدوا انني قد نسيت ما حدث لي قبل شهور
ومن الواضح ايضا انه انا الشبح وليس هم لذلك كنت انا من اراهم وهم لا يستطيعوا رؤيتي
لكم تمنيت الا تكون هذه الحقيقة والاجابة التي كنت ابحث عنها...
ولكنه القدر ...
لم اكن اعلم!! وقد يكون ذاكرة الاشباح لا تحتفظ بالأحداث الأخيرة لحياتهم...
ولكن بالأخير ما حدث فقد حدث
وبالفعل كانت الشقة مسكونة، ولكنها مسكونة بشبح صغير يدعي سليم.... أنا
أحمد عصام أبوقايد . ❝
❞ ˝ذكريات كاذبة˝
الطيور تحلق في السماء بكل خفة، تنطلق بخفة متحررة من كل آلامها وأحزانها، ومن كل ما يقيد حريتها، لتحلق عاليًا بحثًا عن سلامها وأمانها، تختار كيف تعيش، ولا تجعل من شيء أن يظل عالقًا في في ثنايا روحها سوى أن تكون حرة طليقة من أي ذكريات وألم، مبتعدة عن أولئك البشر الذين يتخذون من الضعفاء رهينة لهم ليحبوسنهم في أقفاص من حديد، لتسلبهم تلك الحرية التي يأملون بها، ولن يستطيع التحرر منهم سوى من تمكن الإيمان من قلبه والعزيمة من روحه ليفتح تلك الأقفاص على مصرعيها بكل قوة ويحلق مبتعدًا عن كل ألم ألمَّ به من البشر.
هكذا نحن مثل تلك الطيور التي تُأْسَرُ وتُسْلب حريتها بكل قوة من بعض البشر الذين أمتلئت قلوبهم بالتملك والأنانية ليَسْلِبوا الأشخاص حريتهم، قد نصبح أسرى لأشخاص وأماكن، قد نظل أسرى لآلام أو ذكريات لا تنفك على تقييدنا بقوة، بعضنا يحارب ذلك الظل الذي يلاحقه بإستمرار ليَسْلب منه حريته كما العصفور، لا يستطيع الحراك كيفما يشاء.
ذكريات تجعل من قلوبنا قلوب لاذعة لا تستطيع العيش أو التعايش مع أي شخص، أشخاص أطيافهم تُلاحقنا بقسوة، لتمنع قلوبنا من السير بحرية و أغلالهم تظل تحيط بأرواحنا ولا تنفك عن تقييدها، دوامات من الحزن لا تنتهي نظل عالقين بداخل أقفاصِها لأننا لا نملك القدرة على فتحها، رغم أننا نملك المفتاح بين أيدينا.
كل ما نمتلكه تلك الذاكرة التي تقطن بداخل عقولنا، آلام وندبات لجروح مضت، وشروخ لزجاج قد انكسر، نتذكر كيف تصدعت قلوبنا ولم نعد نقوى على ترميمها، وننتظر أن يأتي أحد ويخرجنا من كل ذلك، وكأنك إذا لم تستطع انت أن تمنح نفسك الحرية، سيمنحها لك شخصٌ آخر.
لما لا تنظر لتلك المرآة التي تتوسط ذلك الحائط؟ سأخبرك إذا نظرت لها لن تجد سوى شخص باهت لا يعد لحضوره جمال، شخص استسلم و وضع نفسه داخل أقفاص ليمنعها من التحليق بكلِّ حرية وهو يمتلك مفتاحه بين يديه، أتدري أنك لا تنظر إليها لأنها ستظهر لك حقيقة الأمر، ستظهر لك مدى استسلامك وضعفك وخوفك من فتح ذلك القفص والتحليق، وأنك تخشى أن تتعلم كيف تحلق من جديد.
استعد ذكرياتك لذلك اليوم الذي سقطت فيه وأنت تتعلم التحليق ثم سقطت ولكنك لم تستلم وحاولت مجددًا ثم سقطت وحاولت إلى أن فعلتها، تذكر تصفيق من حولك لك يومها، رغم أنهم كانوا أول من أخبروك أنك لم تفعلها، ابتسم وأنت تتذكر كل جميل حدث لك، أنظر لنصف الكوب الممتلئ، واملئ أنت النصف الفارغ لا تنتظر أن يملؤه من أجلك أحد، قم وانفض الغبار من عليك وأمسك بذلك المفتاح، وافتح ذلك القفص لتخرج وتنعم بالحرية التي حرمت نفسك منها، تعلم التحليق من جديد وحاول وأن سقطت قم من جديد وأفعلها ولا تستسلم، أجعل يقينك بالله أقوى وتذكر قول الله عزوجل˝ وأنْ لَيْسَ للْإنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى*وأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى˝.
تحلق العصافير في رحاب الله بحريةٍ، تعيش حرة، وتموت إذا سُلبت منها تلك الحرية، تأبى أن تظل بداخل أقفاصِها، تحاول مرارًا وتكرارًا أن تخرج نفسها من داخل تلك الأقفاص التي سلبتها التحليق والتناغم مع الحياة، أمًا أنت فتملك مفتاحك وتأبى الخروج والتحليق، اكسر أغلال قلبك وأخرج وانعم بالتحليق في رحاب الله، وتعلم كيف تكون لنفسك داعمّا وسندًا، وانظر لما ملكت من أشياءٍ جيدة، فكلِّ إنسان إيجابي يرى الأمور من الجانب المشرق لها.
تغريد النجار . ❝