❞ ليس لدينا إمام أكبر عند أهل السنة
فإمامنا هو خليل الرحمن إبراهيم
بقلم د محمد عمر
أيها الأخوة الأحباب
لابد أن يعلم أن الإمامة عندنا معاشر أهل السنة هي إمامة دنيا وليس إمامة الدين بمعني أن الإمام عندنا هو ولي أمر المسلمين وقائدهم الذي ولاه الله أمرهم وفق مراده الكوني قال تعالي (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) آل عمران
وهذه الإمامة ليست دليل صلاح ولا دليل أفضلية علي بقية الرعية فإن أهل السنة يجيزون ولاية المفضول علي الفاضل والدليل إنما هو ولاية سيدنا معاوية علي سيدنا الحسن فالراسخ عندنا أن منزلة سيدنا الحسن ابن علي أفضل من منزلة سيدنا معاوية وكلاهما صحابي ومع هذا فقد تنازل سيدنا الحسن لسيدنا معاوية عن الخلافة طواعية و استدل بها أهل العلم علي جواز ولاية المفضول
وهذه في حق الولاية العامة للمسلمين فتجد أهل السنة جميعهم يؤمنون بأن الولاية العامة إنما كانت خلافة راشدة ثم صارت إلي ملك عضود لا يؤخذ إلا بحد السيف والغلبة والقوة ولا شك أن هذا لا علاقة له بالإيمان والتقوي وهذا أيضا ينطبق علي الإمامات الفرعية مثل إمام الناس في الصلاة فإن الإمام الراتب في المساجد المعين من قبل ولي الأمر هو من يؤم الناس في الصلاة حتي وإن وجد من بين المصلين من هو أكثر منه علما
أما عن التقوي فمحلها القلب وعلمها عند الخالق سبحانه وتعالي.
كذلك كل الإمامات الدنيوية مثل الوزارات والإدارات والمحافظات ورؤساء الوحدات وكبراء المنظمات والهيئات فجميعها إمامات دنيوية مردها إلي الإمامة العامة ولا علاقة لها بالتقوي ولا الإيمان ولا الصلاح ولا الفساد وإن كان ينبغي علي الإمام العام أن يجتهد في اختيار الأصلح دينا وخلقا للإمامات الفرعية.
لكن يبقي الأصل قائما أن جميع الإمامات عند أهل السنة إنما تقع وفق مراد الله الكوني ولا علاقة لها بالدين ولا بالصلاح وليست دليل كثرة علم ولا إيمان ولا تقوي فإن الله عز وجل أخفي الإيمان في قلوب العباد.
أما عن إمامة الدين فليس لدينا إماما في الدين إلا خليل الرحمن إبراهيم الذي ابتلاه ربه بكلمات فأتمهن فجعله الله عز وجل إماما للمتقين ونفي الإمامة عن نسله من الكفرين قال تعالي( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )
هذه إمامة الدين التي أعطاها الله لإبراهيم وجعلها في ذريته من الأنبياء والمرسلين حتي كان آخرهم خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
قال تعالي( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)
هذه الإمامة الدينية التي هي إمامة التوحيد المؤيدة بوحي السماء عن طريق أمين الوحي جبريل تلك الإمامة التي انقطعت بوفاة النبي بعد أن أكمل الله عز وجل للناس دينهم وأتم عليهم النعمة ورضي له الإسلام دينا
قال تعالي ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا.. )
هذا الدين الذي اكتمل بوفاة النبي فلم يعد بحاجة إلي مزيد من وحي السماء فصار لا حاجة لأهل السنة بإمام لهم في الدين فإمامهم خليل الرحمن إبراهيم حامل لواء التوحيد الذي خلفه في أبناءه حتي آخرهم سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وصار دور علماء السنة الموحدين ليس استحداث أحكام في الدين إنما تعليم الناس هدي الأنبياء والمرسلين الذي جمعه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
فالإمامة الدينية يشترط لها العصمة من الخطأ والوحي السماوي وهذا لا يتوفر إلا في الأنبياء والمرسلين من أجل ذلك جعل ربنا الرسل هم الحجة علي البشر وليس أهل العلم الغير معصومين قال تعالي ( رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)
ولما كان أهل العلم غير معصومين إنما يجتهدون فيصيبون ويخطئون فهم ليسوا حجة علي الناس إنما الحجة في النبي وحده ومن سبقه من المرسلين وهذه هي نقطة الخلاف بيننا معاشر أهل السنة وبين المبتدعة والمنحرفين
فإن الإمامة عند الشيعة الإمامية الاثنا عشرية جعلت اثنا عشر إماما بعد رسول الله كلهم معصومين لا ينبغي في حقهم الخطأ ويأتيهم خبر السماء شأنهم شأن الأنبياء والمرسلين وهذا يفتح لهم باب الوحي بعد رسول الله وهذا يعد من الزندقة نعوذ بالله أن نقول بمثل هذا فنكون من الهالكين.
فعندهم المرشد العام الشيعي مبلغ عن الإمام الاثنا عشر المختفي في سرداب ساموراء بالعراق والذي يبلغ ما يأتيه من وحي السماء للمرشد فيقوم بتبليغه للناس أجمعين
فصار عند الشيعة المرشد العام كأنه إمام لدين الناس وقائم بدور الأنبياء في العصمة والتشريع
وهذه الإمامة الشيعية اقتبسها حسن البنا الماسوني عند تأسيسه لجماعة الخوارج في القرن العشرين حيث نصب نفسه مرشدا عاما وإماما للجماعة وجعل لنفسه العصمة ومنح نفسه حق التشريع وإن خالف كلامه كلام النبي فقد نصب نفسه علي الناس إماما في الدين ولم تأته الشجاعة أن يقول أنا إمام دنيا وهو يعيش تحت إمرة الرؤساء والسلاطين فتعمد أن يتخفي تحت لفظ المرشد العام أو الإمام ليضلل الناس ويسير علي طريقة الشيعة المضللين فلا فارق بين مرشد الشيعة المجوس وبين مرشد الخوارج المارقين وبين إمامة الشيعة المجوسية وبين إمامة الخوارج المارقين
ثم الإمامة عند الفرق القبورية المتعددة التي نصبت شيخا لكل طريقة لا تدري أهو إمام دنيا أم إمام في الدين فإن قالوا إمام دنيا نقول لهم كذبتم فأين هو من الرؤساء والسلاطين وإن قالوا إمام دين فقد زعموا فيه العصمة وأعطوه منزلة الوحي والتشريع التي تخص الأنبياء والمرسلين
بل غلو في كبراءهم حتي جعلوهم عارفين بالله وأقطاب وأوتاد وأبدال ولا ندري أيضا أهي منزلة دنيا أم منزلة دين
حتي المؤسسات الدينية مثل مؤسسة الحرمين والأزهر ومنظمة العالم الإسلامي ودار الفتوي التي يقوم عليها أفراد بمثابة شيخ أو قائد أو إمام وهي وظائف دنيوية ليس أكثر وليس هناك دليل علي صلاح أهلها أو فسادهم إنما هي مناصب لإدارة هذه المؤسسات ليس أكثر فأصحابها بشر يصيبون ويخطئون وليسوا أصحاب عصمة ولا يأتيهم وحي من السماء إنما هم مجرد مديرين لتلك المؤسسات
لكن الناس من جهلهم نصبوهم أئمة في الدين
فإن أخطأوا إنما اتخذهم الناس حجة وراحوا يحتجون بهم في خطأهم كأنهم أنبياء معصومين وهذا هو عين الضلال الذي نحذركم منه
فإن جميع البشر بعد الأنبياء ليسوا بمعصومين ولا يأتيهم وحي السماء وإنما هم يجتهدون فمن اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطأ فله أجر الاجتهاد وهذا ينطبق علي أهل العلم الربانيين أما رؤوس الخوارج وأهل البدع المضللين
فأولئك أدعياء سوء من ثبت عليه التضليل منهم فلا ينظر إلي وظيفته أو منصبه إنما يترك كلامه بالكلية فهو ليس عندنا من الرسل المعصومين لكن هذه الحيلة الماكرة استغلها المنحلين والمنحرفين للتدليس علي شريعة الأنبياء والمرسلين فقد تخرج فتاوي شاذة ومضللة من هيئات ومؤسسات كبري تعارض صريح الشرع والدين وهم ينسبونها إلي أسماء مؤسسات مثل دار الفتوي أو المجمع الفقهي أو هيئة كبار العلماء المسلمين أو رابطة العالم الإسلامي أو حتي علي لسان الأزهريين
ويريد أهلها ومروجيها أن يكسبوها قداسة ليضللو بها المسلمين ونحن نقول لهم كذبتم فقد خالف كلامكم كلام الشرع والدين وأنتم بالنسبة لنا مجرد دعاة فإن أصبتم الحق فهذا كلام الشرع والدين وإن انحرفتم تبغون إضلال الناس فكلامكم ليس حجة لنا فحجتنا هو سيد المرسلين
انتهي......... ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞ ليس لدينا إمام أكبر عند أهل السنة
فإمامنا هو خليل الرحمن إبراهيم
بقلم د محمد عمر
أيها الأخوة الأحباب
لابد أن يعلم أن الإمامة عندنا معاشر أهل السنة هي إمامة دنيا وليس إمامة الدين بمعني أن الإمام عندنا هو ولي أمر المسلمين وقائدهم الذي ولاه الله أمرهم وفق مراده الكوني قال تعالي (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) آل عمران
وهذه الإمامة ليست دليل صلاح ولا دليل أفضلية علي بقية الرعية فإن أهل السنة يجيزون ولاية المفضول علي الفاضل والدليل إنما هو ولاية سيدنا معاوية علي سيدنا الحسن فالراسخ عندنا أن منزلة سيدنا الحسن ابن علي أفضل من منزلة سيدنا معاوية وكلاهما صحابي ومع هذا فقد تنازل سيدنا الحسن لسيدنا معاوية عن الخلافة طواعية و استدل بها أهل العلم علي جواز ولاية المفضول
وهذه في حق الولاية العامة للمسلمين فتجد أهل السنة جميعهم يؤمنون بأن الولاية العامة إنما كانت خلافة راشدة ثم صارت إلي ملك عضود لا يؤخذ إلا بحد السيف والغلبة والقوة ولا شك أن هذا لا علاقة له بالإيمان والتقوي وهذا أيضا ينطبق علي الإمامات الفرعية مثل إمام الناس في الصلاة فإن الإمام الراتب في المساجد المعين من قبل ولي الأمر هو من يؤم الناس في الصلاة حتي وإن وجد من بين المصلين من هو أكثر منه علما
أما عن التقوي فمحلها القلب وعلمها عند الخالق سبحانه وتعالي.
كذلك كل الإمامات الدنيوية مثل الوزارات والإدارات والمحافظات ورؤساء الوحدات وكبراء المنظمات والهيئات فجميعها إمامات دنيوية مردها إلي الإمامة العامة ولا علاقة لها بالتقوي ولا الإيمان ولا الصلاح ولا الفساد وإن كان ينبغي علي الإمام العام أن يجتهد في اختيار الأصلح دينا وخلقا للإمامات الفرعية.
لكن يبقي الأصل قائما أن جميع الإمامات عند أهل السنة إنما تقع وفق مراد الله الكوني ولا علاقة لها بالدين ولا بالصلاح وليست دليل كثرة علم ولا إيمان ولا تقوي فإن الله عز وجل أخفي الإيمان في قلوب العباد.
أما عن إمامة الدين فليس لدينا إماما في الدين إلا خليل الرحمن إبراهيم الذي ابتلاه ربه بكلمات فأتمهن فجعله الله عز وجل إماما للمتقين ونفي الإمامة عن نسله من الكفرين قال تعالي( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )
هذه إمامة الدين التي أعطاها الله لإبراهيم وجعلها في ذريته من الأنبياء والمرسلين حتي كان آخرهم خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
قال تعالي( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)
هذه الإمامة الدينية التي هي إمامة التوحيد المؤيدة بوحي السماء عن طريق أمين الوحي جبريل تلك الإمامة التي انقطعت بوفاة النبي بعد أن أكمل الله عز وجل للناس دينهم وأتم عليهم النعمة ورضي له الإسلام دينا
قال تعالي ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا. )
هذا الدين الذي اكتمل بوفاة النبي فلم يعد بحاجة إلي مزيد من وحي السماء فصار لا حاجة لأهل السنة بإمام لهم في الدين فإمامهم خليل الرحمن إبراهيم حامل لواء التوحيد الذي خلفه في أبناءه حتي آخرهم سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وصار دور علماء السنة الموحدين ليس استحداث أحكام في الدين إنما تعليم الناس هدي الأنبياء والمرسلين الذي جمعه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
فالإمامة الدينية يشترط لها العصمة من الخطأ والوحي السماوي وهذا لا يتوفر إلا في الأنبياء والمرسلين من أجل ذلك جعل ربنا الرسل هم الحجة علي البشر وليس أهل العلم الغير معصومين قال تعالي ( رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)
ولما كان أهل العلم غير معصومين إنما يجتهدون فيصيبون ويخطئون فهم ليسوا حجة علي الناس إنما الحجة في النبي وحده ومن سبقه من المرسلين وهذه هي نقطة الخلاف بيننا معاشر أهل السنة وبين المبتدعة والمنحرفين
فإن الإمامة عند الشيعة الإمامية الاثنا عشرية جعلت اثنا عشر إماما بعد رسول الله كلهم معصومين لا ينبغي في حقهم الخطأ ويأتيهم خبر السماء شأنهم شأن الأنبياء والمرسلين وهذا يفتح لهم باب الوحي بعد رسول الله وهذا يعد من الزندقة نعوذ بالله أن نقول بمثل هذا فنكون من الهالكين.
فعندهم المرشد العام الشيعي مبلغ عن الإمام الاثنا عشر المختفي في سرداب ساموراء بالعراق والذي يبلغ ما يأتيه من وحي السماء للمرشد فيقوم بتبليغه للناس أجمعين
فصار عند الشيعة المرشد العام كأنه إمام لدين الناس وقائم بدور الأنبياء في العصمة والتشريع
وهذه الإمامة الشيعية اقتبسها حسن البنا الماسوني عند تأسيسه لجماعة الخوارج في القرن العشرين حيث نصب نفسه مرشدا عاما وإماما للجماعة وجعل لنفسه العصمة ومنح نفسه حق التشريع وإن خالف كلامه كلام النبي فقد نصب نفسه علي الناس إماما في الدين ولم تأته الشجاعة أن يقول أنا إمام دنيا وهو يعيش تحت إمرة الرؤساء والسلاطين فتعمد أن يتخفي تحت لفظ المرشد العام أو الإمام ليضلل الناس ويسير علي طريقة الشيعة المضللين فلا فارق بين مرشد الشيعة المجوس وبين مرشد الخوارج المارقين وبين إمامة الشيعة المجوسية وبين إمامة الخوارج المارقين
ثم الإمامة عند الفرق القبورية المتعددة التي نصبت شيخا لكل طريقة لا تدري أهو إمام دنيا أم إمام في الدين فإن قالوا إمام دنيا نقول لهم كذبتم فأين هو من الرؤساء والسلاطين وإن قالوا إمام دين فقد زعموا فيه العصمة وأعطوه منزلة الوحي والتشريع التي تخص الأنبياء والمرسلين
بل غلو في كبراءهم حتي جعلوهم عارفين بالله وأقطاب وأوتاد وأبدال ولا ندري أيضا أهي منزلة دنيا أم منزلة دين
حتي المؤسسات الدينية مثل مؤسسة الحرمين والأزهر ومنظمة العالم الإسلامي ودار الفتوي التي يقوم عليها أفراد بمثابة شيخ أو قائد أو إمام وهي وظائف دنيوية ليس أكثر وليس هناك دليل علي صلاح أهلها أو فسادهم إنما هي مناصب لإدارة هذه المؤسسات ليس أكثر فأصحابها بشر يصيبون ويخطئون وليسوا أصحاب عصمة ولا يأتيهم وحي من السماء إنما هم مجرد مديرين لتلك المؤسسات
لكن الناس من جهلهم نصبوهم أئمة في الدين
فإن أخطأوا إنما اتخذهم الناس حجة وراحوا يحتجون بهم في خطأهم كأنهم أنبياء معصومين وهذا هو عين الضلال الذي نحذركم منه
فإن جميع البشر بعد الأنبياء ليسوا بمعصومين ولا يأتيهم وحي السماء وإنما هم يجتهدون فمن اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطأ فله أجر الاجتهاد وهذا ينطبق علي أهل العلم الربانيين أما رؤوس الخوارج وأهل البدع المضللين
فأولئك أدعياء سوء من ثبت عليه التضليل منهم فلا ينظر إلي وظيفته أو منصبه إنما يترك كلامه بالكلية فهو ليس عندنا من الرسل المعصومين لكن هذه الحيلة الماكرة استغلها المنحلين والمنحرفين للتدليس علي شريعة الأنبياء والمرسلين فقد تخرج فتاوي شاذة ومضللة من هيئات ومؤسسات كبري تعارض صريح الشرع والدين وهم ينسبونها إلي أسماء مؤسسات مثل دار الفتوي أو المجمع الفقهي أو هيئة كبار العلماء المسلمين أو رابطة العالم الإسلامي أو حتي علي لسان الأزهريين
ويريد أهلها ومروجيها أن يكسبوها قداسة ليضللو بها المسلمين ونحن نقول لهم كذبتم فقد خالف كلامكم كلام الشرع والدين وأنتم بالنسبة لنا مجرد دعاة فإن أصبتم الحق فهذا كلام الشرع والدين وإن انحرفتم تبغون إضلال الناس فكلامكم ليس حجة لنا فحجتنا هو سيد المرسلين
انتهي. ❝