█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ } سورة الأنعام :101
هذه المعلومة التي يعطيها القرآن الكريم عن نشوء الكون تتوافق كلياً مع مكتشفات العلم الحديث. فقد توصل علماء الفيزياء الفلكية إلى نتيجة مفادها أن الكون بكل أبعاده المادية والزمنية نتج عما يسمى ب’’الانفجار العظيم’’ الذي حصل في وقت قصير جدا. وهذا الانفجار العظيم يثبت أن الكون خلق من العدم وأنه نتيجة انفجار نقطة واحدة. ودوائر العلم الحديث تتفق على أن الانفجار الكبير هو التفسير العقلاني الوحيد المقبول عن بداية الكون وكيف وجد. قبل الانفجار الكبير، لم يكن هناك شيء اسمه المادة، فالمادة والطاقة والزمن خلقت من حالة العدم التي لا يمكن تفسيرها إلا من خلال الغيبيات. وهذه الحقائق التي لم تكتشف إلا مؤخراً من خلال الفيزياء الحديثة أعلن عنها القرآن منذ 1400 عاماً . ❝
❞ {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍ لهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيم } يس:38
هذه الحقائق المذكورة في القرآن تم اكتشافها من خلال المراقبة الفلكية في عصرنا هذا. ووفقاً لخبراء الفلك فإن الشمس تجري بسرعة كبيرة تبلغ 720.000 كيلومتراً في الساعة باتجاه النجم فيغا في فلك معين يسمى رأس الشمس. وهذا يعني أن الشمس تقطع تقريبا 17.280.000 كيلومتراً في اليوم. ومع الشمس تجري أيضا كل الكواكب والأقمار الاصطناعية التي تقع في ضمن نظام الجاذبية الشمسي وتقطع نفس المسافة التي تقطعها الشمس. وبالإضافة إلى ذلك فإن كل النجوم في الكون تتحرك بطريقة مشابهة. وقد ذكر القرآن الكريم أن الكون كله مليء بالمدارات أو الأفلاك والممرات المشابهة للتي ذكرناها، وذلك في قوله تعالى:
{وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الحُبُكِ } الذاريات: 7 هناك ما يقارب المائتي بليون مجرة في الكون، تتألف كل منها مما يقارب المائتي بليون نجماً ومعظم هذه النجوم لها كواكب وفي كل كوكب هناك أقمار وكلها أجسام ثقيلة تتحرك ضمن مدارات محددة ومحسوبة بدقة. منذ ملايين السنين يسبح كل جرم من الأجرام السماوية في فلكه الخاص بانتظام وتناغم تامين مع الأجرام الأخرى. بالإضافة إلى ذلك فإن الكثير من المذنبات تتحرك أيضا في مدارات محددة لها. وليست الأفلاك في الكون مقتصرة على الأجرام السماوية بل إن المجرات أيضا تجري أيضا بسرعات عظيمة في مدارات محسوبة ومخططة. وخلال حركاتها لا تتقاطع هذه الأجرام السماوية مع الأجرام الخرى ولا تتقاطع معها أبدا. وبالتأكيد فأن القرآن نزل في وقت لم تكن فيه البشرية تمتلك التلسكوبات الموجودة في أيامنا هذه ولا تقنيات المراقبة الحديثة التي تتيح لنا الفرصة لمراقبة ملايين الكيلومترات من الفضاء، ولا كانت المعرفة الفلكية والفيزيائية متوفرة كما هي اليوم، ولذلك لم يكن من الممكن علمياً إثبات أن الفضاء مليء بالمسالك والمدارات أو الأفلاك التي عبرت عنها الآية الكريمة بلفظ الحبك. ومع ذلك فقد كان هذا الأمر معلنا لنا في القرآن الذي نزل في ذلك الوقت، وكيف لا والقرآن كلام الله؟ . ❝
❞ ومع أن الداروينيين بذلوا جهودا مضنية منذ منتصف القرن التاسع عشر للعثور على مثل هذه المتحجرات فلم يتم العثور على هذه الأشكال الانتقالية حتى الان. فكل المتحجرات التي تم العثور عليها دلت على عكس توقعات الداروينيين في كون الحياة قد ظهرت على الأرض وتكونت بشكل كامل بمحض الصدفة. ورغم كونه داروينياً يعترف العالم الانتروبولوجي البريطاني الشهير الدكتور ديريك ف. اجر بما يأتي: الأمر الذي يظهر إذا عاينا سجل المتحجرات بالتفصيل سواء على مستوى الرتب(orders) أو على مستوى الأنواع(species)، أننا نجد المرة تلو الأخرى عدم وجود التطور التدريجي وإنما الظهور الفجائي لمجموعة ما على حساب الأخرى .34 وهذا يعني أن سجل المتحجرات يثبت أن كل أجناس الكائنات الحية وأنواعها ظهرت فجأة مكتملة التكوين بدون أشكال وسيطة بينها، وهذا ليس سوى نقيض ما يفترضه داروين. كما أن ذلك يشكل دليلاً قوياً على أن الكائنات الحية مخلوقة. والتفسير الوحيد للظهور المفاجئ للكائنات الحية وهي كاملة التكوين بكل تفاصيلها دون وجود سلف منظور هو أن هذه الأجناس مخلوقة. وهذه الحقيقة اعترف بها أيضا عالم البيولوجيا الدارويني الشهير دوغلاس فوتوياما الذي يقول:’’ بين الخلق والتطور تتعب التفسيرات الممكنة لأصل الكائنات الحية. فالكائنات الحية إما أن تكون قد ظهرت على الأرض وهي تامة التكوين أو لا. فإن لم تكن قد ظهرت على هذه الحال فمن الضروري أنها تكونت من أجناس قد وجدت قبلها من خلال عملية تطور ما. وإذا كانت قد ظهرت مكتملة التكوين فإنها فعلا تكون قد خلقت بواسطة ذكاء كلي القدرة’’ .35 وقد أظهرت المتحجرات أن الكائنات الحية ظهرت على الأرض كاملة التكوين وبأحسن حال. وهذا يعني أن أصل الأنواع، على عكس ما يفترضه داروين، هو الخلق وليس التطور . ❝
❞ {هُوَ الَذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلىَ السَّمَآءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِ شَيءٍ عَلِيمٌ } البقرة: 29
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ.. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ في يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَآءٍ أمْرَهَا وَزَيَّنّا السَّمَآءَ الدُنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العليم } فصلت: 11-12
وكلمة السماوات التي تظهر في آيات كثيرة من القرآن الكريم تستعمل للإشارة إلى السماء فوق الدنيا، كما تستعمل للدلالة على الكون بأكمله. ومع الأخذ بالدلالة الأولى للكلمة يمكن أن نرى أن الغلاف الجوي يتكون من سبع طبقات. وبالفعل فإنه من المعروف اليوم أن الغلاف الجوي يتكون من طبقات مختلفة تقع فوق بعضها البعض.
وبالإضافة إلى ذلك فإن لغلاف الجوي يتكون، تماماً كما يصف القرآن الكريم، من سبع طبقات بالتحديد. ويمكن وصفه من الناحية العلمية بما يلي: ‘’وجد العلماء أن الغلاف الجوي يتكون من عدة طبقات. وهذه الطبقات تختلف في خصائصها الفيزيائية وفي ضغطها وأنواع الغازات الموجودة فيها. الطبقة الأقرب إلى الأرض تسمى التروبوسفير وتضم 90% من حجم الغلاف الجوي. الطبقة التي فوق التروبوسفير تسمى الستراتوسفير. أما طبقة الأوزون فهي ذلك الجزء من الستراتوسفير الذي يمتص الأشعة فوق البنفسجية. والطبقة التي وفق استراتوسفير تسمى الميسوسفي. أما الثيرموسفير فإنها تقع فوق الميزوسفير، وتسمى الغازات الأيونية في طبقة الثيرموسفير بالإينوسفير. أما الطبقة الخارجية من غلاف الأرض الجوي فإنها تمتد من 480 إلى 960كلمتراً وتسمى الإكسوسفير.2 إذا أحصينا عدد الطبقات المذكورة في المرجع السابق نرى أن الغلاف الجوي يتكون تحديدا من سبع طبقات، تماما كما هو مذكور في الآية. التروبوسفير الستراتوسفير الميسوسفير الثيرموسفير الإيكسوسفير الأيونوسفير المانيتوسفير وهناك إعجاز آخر اشتملت عليه الآية 12 من سورة فصلت، وهو قوله تعالى: ‘’وأوحى في كل سماء أمرها’’. وبكلمات أخرى فإن الله جعل لك سماء مهمة. وهذا صحيح كما رأينا في الفصل السابق، فإن لكل واحد من هذه الطبقات وظائف حيوية لخير البشرية ولكل الكائنات الحية التي تعيش على الأرض. كل طبقة لها وظيفة معينة تتراوح بين تكوين المطر إلى الحماية من الإشعاعات الضارة وعكس موجات الراديو وحماية الأرض من آثار النيازك الضارة. وعلى سبيل المثال فإن واحدة من هذه الوظائف مذكورة في أحد المراجع العلمية كما يأتي: غلاف الأرض الجوي له سبع طبقات الطبقة السفلى تسمى التروبوسفير، وتكوين المطر والرياح والثلوج يقتصر عليها.3 إنها معجزة عظيمة أن تكون هذه الحقائق التي لم يكن من الممكن اكتشافها دون تقنيات القرن العشرين مذكورة في القرآن الكريم بدقة منذ 1400 عاماً . ❝