❞ اقتباس من الرواية
وفَجْأة انتشر ضباب حولي وملأ المكان، وشعرت أن روحي انفصلت عن جسدي ورأيت شخصا شبهي، وهو قريني ينظر إلي ويقول:
- أفق لا تستمع لظلال الكاذب، أنت لا تنتمي لهنا، أفق أنت لديك قوة عظيمة، هم يهابونك من أجلها ويريدون تحطيمك، أفق وافتح عينيك وانظر إلى حقيقتك وقوتك، أفق ولا تخف من النار إنها مصدر قوتك، أفق لا تخف من النار.
وفجأة شعرت أن روحي ردت إلى جسدي مرة ثانية وبدأت أردد الطلاسم بصوت عال وبقوة، وردتها مرات متتالية: (إلى نجمة الشمال، إلى أقصى البلاد، سيأتي الموعود الذي يهاب منه الظالم ويشفق عليه المظلوم ويحرر الأرواح السبع المقيدة بأغلال الحاكم الظالم وبطلاسم نجمة داود التي ملكت القوه إلى وريثه، الظلم الذي سوف يحررها ويكسر أغلال الخوف)
وبدأ البيت يهتز بشكل مخيف مثل الزلزال والسلسال بدأ ينير إضاءة عالية ويطير لأعلى، وشعرت بسخونة عالية، وفجأة فتح باب ونار بدأت تخرج منه وتسحب الأرواح والأشباح الشريرة التي تسكن المنزل، وصوت صراخ عال يخرج، ومنهم أيضا ظلال بدأ يتحول لرماد ويقول: ˝كيف ذلك؟ لم يكن هذا اتفاقنا أن أدخل باب الجحيم، لن أتركك يا غالية أبدا˝، ثم ظهر ضوء أبيض يضيء المكان وأرواح تصعد لأعلى في سعادة وكانت شيماء بينهم وقالت: ˝شكرا لك لقد لبيت ما أتيت إليه˝، وبعد ذلك عاد المنزل في هدوء تام وبدأ ضوء الشمس يتغلغل فيه وأنا كنت في حالة من الضياع والتشتت لا أعرف من الصادق، من أنا؟
#أسماء_يمانى
#السلسال_الملعون. ❝ ⏤أسماء يماني
❞ اقتباس من الرواية
وفَجْأة انتشر ضباب حولي وملأ المكان، وشعرت أن روحي انفصلت عن جسدي ورأيت شخصا شبهي، وهو قريني ينظر إلي ويقول:
- أفق لا تستمع لظلال الكاذب، أنت لا تنتمي لهنا، أفق أنت لديك قوة عظيمة، هم يهابونك من أجلها ويريدون تحطيمك، أفق وافتح عينيك وانظر إلى حقيقتك وقوتك، أفق ولا تخف من النار إنها مصدر قوتك، أفق لا تخف من النار.
وفجأة شعرت أن روحي ردت إلى جسدي مرة ثانية وبدأت أردد الطلاسم بصوت عال وبقوة، وردتها مرات متتالية: (إلى نجمة الشمال، إلى أقصى البلاد، سيأتي الموعود الذي يهاب منه الظالم ويشفق عليه المظلوم ويحرر الأرواح السبع المقيدة بأغلال الحاكم الظالم وبطلاسم نجمة داود التي ملكت القوه إلى وريثه، الظلم الذي سوف يحررها ويكسر أغلال الخوف)
وبدأ البيت يهتز بشكل مخيف مثل الزلزال والسلسال بدأ ينير إضاءة عالية ويطير لأعلى، وشعرت بسخونة عالية، وفجأة فتح باب ونار بدأت تخرج منه وتسحب الأرواح والأشباح الشريرة التي تسكن المنزل، وصوت صراخ عال يخرج، ومنهم أيضا ظلال بدأ يتحول لرماد ويقول: ˝كيف ذلك؟ لم يكن هذا اتفاقنا أن أدخل باب الجحيم، لن أتركك يا غالية أبدا˝، ثم ظهر ضوء أبيض يضيء المكان وأرواح تصعد لأعلى في سعادة وكانت شيماء بينهم وقالت: ˝شكرا لك لقد لبيت ما أتيت إليه˝، وبعد ذلك عاد المنزل في هدوء تام وبدأ ضوء الشمس يتغلغل فيه وأنا كنت في حالة من الضياع والتشتت لا أعرف من الصادق، من أنا؟
#أسماء_يمانى #السلسال_الملعون. ❝
❞ المقامة في اللغة كالمقام موضع القيام كمكانة ومكان: استعملت في المجلس، ثم في الجماعة الجالسين، ثم سميت الأحدوثة من الكلام مقامة، كأنها تذكر في مجلس واحد تجتمع فيه الجماعة لسماعها. وأما عن نشأة المقامة في الأدب، فقد جاءت ثمرة تيارين في الأدب العربي: تيار أدب الحرمان والتسول الذي انتشر في القرن الرابع للهجرة. وتيار أدب الصنعة الذي بلغ به المترسلون مبلغاً بعيداً من التأنق والتعقيد. وأما هدف المقامة فقد كان تعليمياً، وقد انحصر هذا التعليم في اللغة والبيان أولاً ثم تناول شتى المعارف الشائعة في كل عصر. والمقامة في النثر أشبه شيء بالمنظومات الشعرية التي كانت تنظم قديماً في موضوعات النحو والعروض والبيان والمنطق تسهيلاً للحفظ، وقد أجريت على أسلوب السجع الموسيقي لهذه الغاية نفسها، وهي وإن كانت ذات غاية تعليمية، فقد أصبحت شيئاً فشيئاً ميداناً واسعاً لإظهار البراعة، وبسط المعرفة، والتباهي بالمحصول العلمي ولا سيما اللفظي، وهي وإن غلب على موضوعها تصوير الكدية والمكدين (أي الشحاذة والشحاذين) فقد جمعت موضوعات أخرى كالمديح، والوصف، والنقد والوعظ، والفكاهة، وغيرها.
والقارئ في هذا الكتاب مع مقامات القرني، هو مقيم بجسمه، مسافر بروحه، ينتقل من بلد إلى بلد، ومن روح إلى روح. سفر ماتع، ومتنقل رائع فبينما هو محلق في أجواء اليمن، إذا به هابطاً في دمشق، وبينما هو يتلقى الإشارات من مدرجات القاهرة، إذا به يتجول في متاحف الأندلس، وبينما هو على شاطئ دجلة أو الفرات، إذا به يشرب من زمزم، وبينما هو يعيش في كنف نبي مرسل، إذا به يتنقل إلى شاعر ملهم... كمٌّ هائل من المعرفة وأنهار متدفقة من العلم وجداول رقراقة من الأدب، وحدائق غنّاء من الشعر، ووميض بناء من الطهر أثارت لدى عائض القرني سحابامن الفكر، فساقها المؤلف مقامات. ❝ ⏤عائض القرني
❞ المقامة في اللغة كالمقام موضع القيام كمكانة ومكان: استعملت في المجلس، ثم في الجماعة الجالسين، ثم سميت الأحدوثة من الكلام مقامة، كأنها تذكر في مجلس واحد تجتمع فيه الجماعة لسماعها. وأما عن نشأة المقامة في الأدب، فقد جاءت ثمرة تيارين في الأدب العربي: تيار أدب الحرمان والتسول الذي انتشر في القرن الرابع للهجرة. وتيار أدب الصنعة الذي بلغ به المترسلون مبلغاً بعيداً من التأنق والتعقيد. وأما هدف المقامة فقد كان تعليمياً، وقد انحصر هذا التعليم في اللغة والبيان أولاً ثم تناول شتى المعارف الشائعة في كل عصر. والمقامة في النثر أشبه شيء بالمنظومات الشعرية التي كانت تنظم قديماً في موضوعات النحو والعروض والبيان والمنطق تسهيلاً للحفظ، وقد أجريت على أسلوب السجع الموسيقي لهذه الغاية نفسها، وهي وإن كانت ذات غاية تعليمية، فقد أصبحت شيئاً فشيئاً ميداناً واسعاً لإظهار البراعة، وبسط المعرفة، والتباهي بالمحصول العلمي ولا سيما اللفظي، وهي وإن غلب على موضوعها تصوير الكدية والمكدين (أي الشحاذة والشحاذين) فقد جمعت موضوعات أخرى كالمديح، والوصف، والنقد والوعظ، والفكاهة، وغيرها.
والقارئ في هذا الكتاب مع مقامات القرني، هو مقيم بجسمه، مسافر بروحه، ينتقل من بلد إلى بلد، ومن روح إلى روح. سفر ماتع، ومتنقل رائع فبينما هو محلق في أجواء اليمن، إذا به هابطاً في دمشق، وبينما هو يتلقى الإشارات من مدرجات القاهرة، إذا به يتجول في متاحف الأندلس، وبينما هو على شاطئ دجلة أو الفرات، إذا به يشرب من زمزم، وبينما هو يعيش في كنف نبي مرسل، إذا به يتنقل إلى شاعر ملهم.. كمٌّ هائل من المعرفة وأنهار متدفقة من العلم وجداول رقراقة من الأدب، وحدائق غنّاء من الشعر، ووميض بناء من الطهر أثارت لدى عائض القرني سحابامن الفكر، فساقها المؤلف مقامات. ❝
❞ أصبحّت مصر (باللاتينية: Aegyptus، باليونانية العامية المختلطة: Αἴγυπτος، وتنطق: إيجبتوس) مقاطعة رومانية في 30 ق.م. بعد أن هَزَمّ أوكتافيوس (الإمبراطور الروماني المستقبلي باسم أغسطس) خصمه مارك أنطوني وأطاح بعرش الملكة الفرعونية كليوباترا وضم المملكة البطلمية إلى الإمبراطورية الرومانية. شملت المقاطعة معظم مناطق مصر الحديثة باستثناء شبه جزيرة سيناء، التي غزاها تراجان لاحقاً. كانت مقاطعة كريت وبرقة تحد إيجبتوس غرباً ويهودا (العربية البترائية لاحقاً) شرقاً.
أصبحت المقاطعة بمثابة منتج رئيسي للحبوب للإمبراطورية وامتلكت اقتصاداً حضرياً متطوراً للغاية. كانت إيجبتوس إلى حد كبير أغنى المقاطعات الرومانية الشرقية وإلى حد بعيد أغنى مقاطعة رومانية خارج إيطاليا. لم يُعرف عدد سكان مصر الرومانية؛ على الرغم من أن التقديرات تتراوح من 4 إلى 8 ملايين. كانت الإسكندرية، عاصمتها، تمتلك أكبر ميناء واعتُبرّت ثاني أكبر مدينة في الإمبراطورية الرومانية.
بعد اغتيال يوليوس قيصر في 44 ق.م.، انحازت المملكة البطلمية (حكمت من 305-30 ق.م.)، التي حكمت مصر منذ أن قضت حروب الإسكندر الأكبر على مصر الأخمينية (الأسرة الحادية والثلاثون)، إلى مارك أنطوني في الحرب النهائية للجمهورية الرومانية، ضد المنتصر النهائي أوكتافيوس، الذي بصفته أغسطس أصبح أول إمبراطور روماني في 27 ق.م.، بعد أن هزم مارك أنطوني والملكة الفرعونية كليوباترا السابعة، في معركة أكتيوم البحرية. بعد وفاة أنطوني وكليوباترا، ضَمّت الجمهورية الرومانية مملكة مصر البطلمية. حكم أوغسطس والعديد من الأباطرة اللاحقين مصر كفراعنة رومان. تفككت المؤسسات البطلمية، على الرغم من الحفاظ على بعض العناصر البيروقراطية، حيث أُصلحّت الإدارة الحكومية بالكامل جنباً إلى جنب مع الهيكل الاجتماعي. استمر استخدام النظام القانوني الإغريقي-المصري للفترة الهلنستية، لكن ضمن حدود القانون الروماني. كما ظلّت التترادراخما المسكوكة في العاصمة البطلمية بالإسكندرية عملة لاقتصاد نقدي متزايد، إلا أن قيمتها أصبحت معادلة للدينار الروماني. احتفظ كهنة المعبودات المصرية القديمة والديانات الهلنستية في مصر بمعظم معابدهم وامتيازاتهم وخدموا بدورهم عبادة الأباطرة الرومان المؤلَّهين بجانب عائلاتهم.
منذ القرن الأول قبل الميلاد، كان الإمبراطور صاحب تعيين الحاكم الروماني على مصر لولاية متعددة السنوات مع منحه رتبة بريفيكتوس. كان كل من الحاكم وكبار المسؤولين من رتبة الفرسان (عوضاً عن رتبة مجلس الشيوخ). تمركزت ثلاثة فيالق رومانية في مصر خلال أوائل عصر الإمبراطورية الرومانية، مع تخفيض الحامية لاحقاً إلى فيلقين، جنباً إلى جنب مع احتياطي الجيش الروماني. أدخل أغسطس إصلاحات زراعية مكنّت من استحقاق أوسع للملكية الخاصة للأراضي (كان ذلك نادراً في السابق في ظل نظام الاستيطان البطلمي للمخصصات بموجب الحيازة المِلْكِيَّة) وتحولّت الإدارة المحلية لتصبح نظاماً ليتورجياً (خدمياً) رومانياً، حيث كان ملاك الأراضي مُطالبين بالخدمة في الحكومة المحلية. زادت مكانة المدن المصرية، لا سيما المدن الرئيسية في كل نوم (منطقة إدارية)، والمعروفة باسم ميتروبوليس (باليونانية العامية: μητρόπολις، أي "المدينة الأم"). كان يحكم مدن الميتروبوليس قضاة مستقدمين من النظام الليتورجي. مارس هؤلاء القضاة، كما هو الحال في المدن الرومانية الأخرى، سياسة (توزيع جزء من ثروتهم على المجتمع) وشيدوا المباني العامة. في عام 200/201، سمح الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس (حكم من 193 إلى 211) لكل ميتروبوليس ولمدينة الإسكندرية بتشكيل بويل (مجلس مدينة هلنستي).
ضرب الطاعون الأنطوني مصر الرومانية في القرن الثاني الميلادي، لكنها تعافت بحلول القرن الثالث. بعدما فلتت بمقدار كبير من أزمة القرن الثالث، سقطت مصر الرومانية تحت سيطرة مملكة تدمر المنشقة بعد غزو زنوبيا لمصر في 269. نجح الإمبراطور أوريليان (حكم من 270 إلى 275) في حصار الإسكندرية واستعادة مصر، كما فعل دقلديانوس (حكم من 284-305) في حملته (297-298) ضد المغتصبين دوميتيوس دوميتيانوس وأخيليوس.
قُسمّ سكان مصر الرومانية حسب الطبقة الاجتماعية على أُسُس عرقية وثقافية. أُعفيّ المواطنين الرومان ومواطني الإسكندرية من ضريبة الرؤوس التي يدفعها السكان الآخرون، "المصريون"، وكان لهم تمييزات قانونية أخرى محددة. دفع المصريون المقيمون قانونياً في حواضر المقاطعات ضريبة رؤوس مخفضة وكان لديهم امتيازات أكثر من المصريين الآخرين وفي داخل هذه المدينة، وُجدّت النخبة الاجتماعية والسياسية الهيلينية، التي هيمنت على مصر باعتبارها أرستقراطية حضرية مالكة للأراضي بحلول القرن الثاني وخلال القرن الثالث من خلال عقاراتهم الخاصة الكبيرة. كان معظم السكان من الفلاحين وعمل العديد منهم كمزارعين مستأجرين مقابل إيجارات عينية عالية وذلك بزراعة الأراضي المقدسة المملوكة للمعابد أو الأراضي العامة التي كانت مملوكة للنظام الملكي المصري سابقاً. كان الانقسام بين الحياة الريفية في القرى، حيث تستعمل اللغة المصرية وبين الحياة الحضرية، حيث كان المواطنون يتحدثون اليونانية العامية المختلطة ويترددون على ساحات الجيمناسيون الهلنستية، أبرز انقسام ثقافي في مصر الرومانية ولم يحله المرسوم الأنطوني عام 212، الذي جعل كل المصريين الأحرار مواطنين رومانيين. ومع ذلك، كان هناك حراك اجتماعي كبير، مصاحباً لتوسع حضري وانتشرت مشاركة السكان الفلاحين في الاقتصاد النقدي وتعلم القراءة والكتابة باليونانية.. ❝ ⏤هشام الجبالي
❞ أصبحّت مصر (باللاتينية: Aegyptus، باليونانية العامية المختلطة: Αἴγυπτος، وتنطق: إيجبتوس) مقاطعة رومانية في 30 ق.م. بعد أن هَزَمّ أوكتافيوس (الإمبراطور الروماني المستقبلي باسم أغسطس) خصمه مارك أنطوني وأطاح بعرش الملكة الفرعونية كليوباترا وضم المملكة البطلمية إلى الإمبراطورية الرومانية. شملت المقاطعة معظم مناطق مصر الحديثة باستثناء شبه جزيرة سيناء، التي غزاها تراجان لاحقاً. كانت مقاطعة كريت وبرقة تحد إيجبتوس غرباً ويهودا (العربية البترائية لاحقاً) شرقاً.
أصبحت المقاطعة بمثابة منتج رئيسي للحبوب للإمبراطورية وامتلكت اقتصاداً حضرياً متطوراً للغاية. كانت إيجبتوس إلى حد كبير أغنى المقاطعات الرومانية الشرقية وإلى حد بعيد أغنى مقاطعة رومانية خارج إيطاليا. لم يُعرف عدد سكان مصر الرومانية؛ على الرغم من أن التقديرات تتراوح من 4 إلى 8 ملايين. كانت الإسكندرية، عاصمتها، تمتلك أكبر ميناء واعتُبرّت ثاني أكبر مدينة في الإمبراطورية الرومانية.
بعد اغتيال يوليوس قيصر في 44 ق.م.، انحازت المملكة البطلمية (حكمت من 305-30 ق.م.)، التي حكمت مصر منذ أن قضت حروب الإسكندر الأكبر على مصر الأخمينية (الأسرة الحادية والثلاثون)، إلى مارك أنطوني في الحرب النهائية للجمهورية الرومانية، ضد المنتصر النهائي أوكتافيوس، الذي بصفته أغسطس أصبح أول إمبراطور روماني في 27 ق.م.، بعد أن هزم مارك أنطوني والملكة الفرعونية كليوباترا السابعة، في معركة أكتيوم البحرية. بعد وفاة أنطوني وكليوباترا، ضَمّت الجمهورية الرومانية مملكة مصر البطلمية. حكم أوغسطس والعديد من الأباطرة اللاحقين مصر كفراعنة رومان. تفككت المؤسسات البطلمية، على الرغم من الحفاظ على بعض العناصر البيروقراطية، حيث أُصلحّت الإدارة الحكومية بالكامل جنباً إلى جنب مع الهيكل الاجتماعي. استمر استخدام النظام القانوني الإغريقي-المصري للفترة الهلنستية، لكن ضمن حدود القانون الروماني. كما ظلّت التترادراخما المسكوكة في العاصمة البطلمية بالإسكندرية عملة لاقتصاد نقدي متزايد، إلا أن قيمتها أصبحت معادلة للدينار الروماني. احتفظ كهنة المعبودات المصرية القديمة والديانات الهلنستية في مصر بمعظم معابدهم وامتيازاتهم وخدموا بدورهم عبادة الأباطرة الرومان المؤلَّهين بجانب عائلاتهم.
منذ القرن الأول قبل الميلاد، كان الإمبراطور صاحب تعيين الحاكم الروماني على مصر لولاية متعددة السنوات مع منحه رتبة بريفيكتوس. كان كل من الحاكم وكبار المسؤولين من رتبة الفرسان (عوضاً عن رتبة مجلس الشيوخ). تمركزت ثلاثة فيالق رومانية في مصر خلال أوائل عصر الإمبراطورية الرومانية، مع تخفيض الحامية لاحقاً إلى فيلقين، جنباً إلى جنب مع احتياطي الجيش الروماني. أدخل أغسطس إصلاحات زراعية مكنّت من استحقاق أوسع للملكية الخاصة للأراضي (كان ذلك نادراً في السابق في ظل نظام الاستيطان البطلمي للمخصصات بموجب الحيازة المِلْكِيَّة) وتحولّت الإدارة المحلية لتصبح نظاماً ليتورجياً (خدمياً) رومانياً، حيث كان ملاك الأراضي مُطالبين بالخدمة في الحكومة المحلية. زادت مكانة المدن المصرية، لا سيما المدن الرئيسية في كل نوم (منطقة إدارية)، والمعروفة باسم ميتروبوليس (باليونانية العامية: μητρόπολις، أي ˝المدينة الأم˝). كان يحكم مدن الميتروبوليس قضاة مستقدمين من النظام الليتورجي. مارس هؤلاء القضاة، كما هو الحال في المدن الرومانية الأخرى، سياسة (توزيع جزء من ثروتهم على المجتمع) وشيدوا المباني العامة. في عام 200/201، سمح الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس (حكم من 193 إلى 211) لكل ميتروبوليس ولمدينة الإسكندرية بتشكيل بويل (مجلس مدينة هلنستي).
ضرب الطاعون الأنطوني مصر الرومانية في القرن الثاني الميلادي، لكنها تعافت بحلول القرن الثالث. بعدما فلتت بمقدار كبير من أزمة القرن الثالث، سقطت مصر الرومانية تحت سيطرة مملكة تدمر المنشقة بعد غزو زنوبيا لمصر في 269. نجح الإمبراطور أوريليان (حكم من 270 إلى 275) في حصار الإسكندرية واستعادة مصر، كما فعل دقلديانوس (حكم من 284-305) في حملته (297-298) ضد المغتصبين دوميتيوس دوميتيانوس وأخيليوس.
قُسمّ سكان مصر الرومانية حسب الطبقة الاجتماعية على أُسُس عرقية وثقافية. أُعفيّ المواطنين الرومان ومواطني الإسكندرية من ضريبة الرؤوس التي يدفعها السكان الآخرون، ˝المصريون˝، وكان لهم تمييزات قانونية أخرى محددة. دفع المصريون المقيمون قانونياً في حواضر المقاطعات ضريبة رؤوس مخفضة وكان لديهم امتيازات أكثر من المصريين الآخرين وفي داخل هذه المدينة، وُجدّت النخبة الاجتماعية والسياسية الهيلينية، التي هيمنت على مصر باعتبارها أرستقراطية حضرية مالكة للأراضي بحلول القرن الثاني وخلال القرن الثالث من خلال عقاراتهم الخاصة الكبيرة. كان معظم السكان من الفلاحين وعمل العديد منهم كمزارعين مستأجرين مقابل إيجارات عينية عالية وذلك بزراعة الأراضي المقدسة المملوكة للمعابد أو الأراضي العامة التي كانت مملوكة للنظام الملكي المصري سابقاً. كان الانقسام بين الحياة الريفية في القرى، حيث تستعمل اللغة المصرية وبين الحياة الحضرية، حيث كان المواطنون يتحدثون اليونانية العامية المختلطة ويترددون على ساحات الجيمناسيون الهلنستية، أبرز انقسام ثقافي في مصر الرومانية ولم يحله المرسوم الأنطوني عام 212، الذي جعل كل المصريين الأحرار مواطنين رومانيين. ومع ذلك، كان هناك حراك اجتماعي كبير، مصاحباً لتوسع حضري وانتشرت مشاركة السكان الفلاحين في الاقتصاد النقدي وتعلم القراءة والكتابة باليونانية. ❝