█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إن شعار المربين عندنا يدور في معظمه حول عبارة "كن.. ولا تكن" فهم يقولون للطفل "أنت لا تشابه أولاد الناس.. فاجتهد حتى تكون مثلهم". وهذه طريقة تؤدي إلى الضرر من ناحيتين فهي تغرز في مخيلة الطفل صورة متشائمة عن نفسه من ناحية، وهي تحرضه على إرادة النجاح من الناحية الأخرى وهو يصبح إذن ضحية من ضحايا قانون الجهد المعكوس - يريد النجاح في عقله الواعي بينما هو يريد الفشل في عقله الباطن . ❝
❞ عبر أصابعي تتضاعفُ المعجزة؛ يحدثُ ذلك حين توغِلُ مخيلتي وتبلغُ مخيلةَ فنانٍ يكون قد جسدها في صورةِ هيئةٍ منحوتة. رغم ذلك، فلدى مقارنة الوجه الحَي الدافئ الحافِل بالحركة لأحد الأصدقاء، يكون الوجه المرمري باردًا، لا نبضَ فيه، غير متجاوِب- رغم كونه جميلًا بالنسبة إلى يدي. فتضاريسه المنسابة وانثناءاته تكون مصدرَ متعةٍ حقيقةٍ بالنسبة إلي، ما يعوِزه فقط هو النفَس، بيد أنه، بتأثيرٍ من تعويذة الخيال، تنتفضُ قطعة المرمر بالحياة، وتصيرُ البرهان الإلهي على ما هو مثالي. ففي كل خَط وفي كل تعريجة، تدُس المخيلةُ عاطفةً ما، فيكون التمثال حال لمسي إياه الإلهة بذاتها عيانًا، تتنفس وتتحرك، وتمارسُ فِتنتها . ❝
❞ البرهان المنطقي لا يتعدى تأثيره في الغالب حدود العقل الواعي ولذا فهو لا يؤثر في المخيلة إلا قليلاً. أما الكلمات التي نرسلها على البديهة فهي تنغرز بعد تكرارها في اللاشعور وتصبح قوية الأثر في مصيرنا من حيث لا ندري . ❝
❞ “ماذا تعني الترجمة؟
الإجابة الأولى التي تتبادر إلى الذهن هي : أن نقول الشيء نفسه بلغة أخرى، لكن، هل يمكن أن نحصر الترجمة، وخصوصاً الأدبية و الشعرية منها، في هذا المعنى الضيق؟ ألا توازي الترجمة على الأرجح إعادة الخلق أو الاختراع؟ أليست عملية استنباط خلاقة للغة جديدة داخل اللغة وتشييداً لجسر رابط بين اللغات المختلفة؟ بلى. فالنص المترجم شبيه بجنين يولد مرتين، ولكل ولادة بروقها وصعقاتها. إنهما هويتان للوطن ذاته، بل أكاد أقول: شقيقان توأمان من أم واحدة، مخيلة الكاتب وتجربته وأفكاره، ولكن من رحمين - لغتين مختلفتين، وكانتا لتكونا منفصلتين تماماً لولا حبل السرة- نار المعنى الرابطة بينهما.” . ❝