█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ القلب امير الجسد وملك الاعضاء فهو راعيها الوحيد وقائدها وانما الجوارح والحواس تبع له وآلات تصدع بما تؤمر فلا تصدر افعالها الا عن امره ولا يستعملها في غير مايريد فهي تحت سيطرته وقهره ومنه تكتسب الاستقامة او الزيغ وبين القلب والاعضاء صلة عجيبة وتوافق غريب بحيث تسري مخالفة كل منها فورا الى الاخر فإذا زاغ البصر فلأنه مأمور واذا كذب اللسان فما هو غير عبد مقهور واذا سعت القدم الى الحرام فسعي القلب اسبق لهذا قيل عن المصلي العابث في صلاته.
˝لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه˝.
وقال (صلى الله عليه وسلم):˝لمن يؤمن من المصلين:˝استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم˝
فأعمال الجوارح ثمرة لاعمال القلوب . ❝
❞ قال فخر الدين الرازي: في تفسير قوله تعالى: ﴿لعلكم تتقون﴾: أنه سبحانه بين بهذا الكلام أن الصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، فإنه يردع عن الأشر والبطر والفواحش، ويهون لذات الدنيا ورياستها، وذلك؛ لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر: المرء يسعى لغاريه بطنه وفرجه، فمن أكثر الصوم هان عليه أمر هذين وخفت عليه مؤنتهما، فكان ذلك رادعا له عن ارتكاب المحارم والفواحش، ومهونا عليه أمر الرياسة في الدنيا، وذلك جامع لأسباب التقوى فيكون معنى الآية فرضت عليكم الصيام لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي، وأعلمت أن هذا الكتاب هدى لهم، ولما اختص الصوم بهذه الخاصية حسن منه تعالى أن يقول عند إيجابها: ﴿لعلكم تتقون﴾ منها بذلك على وجه وجوبه؛ لأن ما يمنع النفس عن المعاصي لا بد وأن يكون واجبا . ❝