❞ #يقول الشيخ الغزالي (رحمه الله):
#سألني سائل: هل الإنسان مسيَّر أم مخيَّر؟
#فنظرت إليه في ضيق شديد، وقررت أن ألتوي معه في الإجابة كما التوى هو مع فطرته في هذا التساؤل، وقلت له: الإنسان نوعان؛ نوع يعيش في الشرق ونوع يعيش في الغرب، والأول مسيّر والآخر مخيّر!
ففغر الرجل فاه عن ابتسامة هي بالضبط نصف تثاؤب الكسالى و العجزة والثرثارين الذين ينتشرون في بلادنا.
#ثم قال: ما هذا الكلام؟ إنني أسألك هل للإنسان إرادة حرة وقدرة مستقلة يفعل بهما ما يفعل ويترك ما يترك أم هو مجبور!
#فقلت له: قد أجبتك، الإنسان في الغرب مستقل وفي الشرق مستعمر هناك له إرادة وقدرة، وهنا لا شيء له!!
#فضحك أحد الظرفاء وقال: هذه إجابة سياسية. فقلت وإنها لدينية كذلك..
#يا رجل إن القوم في الغرب شعروا بأن لهم عقولا ففكروا بها حتى كشفوا المساتير من بدائع الكون وشعروا بأن لهم إرادة فصمموا بها حتى التقت في أيديهم مصاير الأمم وأزمة السياسات
وشعروا بأنه لهم قدرة، فجابوا المشارق والمغارب، وصنعوا الروائع والعجائب.
#أما نحن...فهذا رجل من ألوف الألوف التي تزحم البلاد يأتي ليستفتي في هذه المعضلة التي غاب عنه حلها، #ألَه حقا عقل حرّ يستطيع أن يفكر به؟ ألَه إرادة يستطيع أن يعزم بها؟ ألَه قوة يستطيع أن يتحرك بها؟
#وإلى أن نثبت له نحن ذلك! سوف يبدأ فيفكر ثم يعزم ثم يعمل. أما الآن فهو -فعلا- مسيَّر من ذلك الرجل المخير في الغرب... ما أبعد البَوْن بين الشخصين!
الرجل في الغرب ألقي به في تيار الحياة، فعلم أن له أعضاء يستطيع أن يعوم بها فظلّ يسبح مع التيار تارة وضده تارك أخرى، حتى وصل إلى الشاطئ!!
#أما هنا، فلما ألقي بالرجل في معترك الأمواج، بدأ يسأل نفسه: هل أنا حيّ حقا أم أنا جثة هامدة؟
#أو بتعبير المتفيقهين: هل أنا حرّ أم أعضائي مقيدة؟
#ولكن التيار الجارف لا ينتظر نتائج هذه السفسطة، فلا يلبث أن يطويه اليمّ مع الهالكين. وليس يغني في عزائه قول الشاعر السفيه:
ألقاه في اليمّ مكتوفا وقال له
إياك إياك أن تبتلّ بالماء..
#اعمل أيها الرجل ولا تقل: هل أنا مسيّر أم مخيّر، واستغل المواهب التي آتاك الله واشعر بأن لك في الحياة حقوقا وعليك للحياة واجبات.
وكفى كذبا على الدين والدنيا!
......
#كتاب (عقيدة المسلم). ❝ ⏤محمد الغزالى السقا
❞
#يقول الشيخ الغزالي (رحمه الله):
#سألني سائل: هل الإنسان مسيَّر أم مخيَّر؟
#فنظرت إليه في ضيق شديد، وقررت أن ألتوي معه في الإجابة كما التوى هو مع فطرته في هذا التساؤل، وقلت له: الإنسان نوعان؛ نوع يعيش في الشرق ونوع يعيش في الغرب، والأول مسيّر والآخر مخيّر!
ففغر الرجل فاه عن ابتسامة هي بالضبط نصف تثاؤب الكسالى و العجزة والثرثارين الذين ينتشرون في بلادنا.
#ثم قال: ما هذا الكلام؟ إنني أسألك هل للإنسان إرادة حرة وقدرة مستقلة يفعل بهما ما يفعل ويترك ما يترك أم هو مجبور!
#فقلت له: قد أجبتك، الإنسان في الغرب مستقل وفي الشرق مستعمر هناك له إرادة وقدرة، وهنا لا شيء له!!
#فضحك أحد الظرفاء وقال: هذه إجابة سياسية. فقلت وإنها لدينية كذلك.
#يا رجل إن القوم في الغرب شعروا بأن لهم عقولا ففكروا بها حتى كشفوا المساتير من بدائع الكون وشعروا بأن لهم إرادة فصمموا بها حتى التقت في أيديهم مصاير الأمم وأزمة السياسات
وشعروا بأنه لهم قدرة، فجابوا المشارق والمغارب، وصنعوا الروائع والعجائب.
#أما نحن..فهذا رجل من ألوف الألوف التي تزحم البلاد يأتي ليستفتي في هذه المعضلة التي غاب عنه حلها، #ألَه حقا عقل حرّ يستطيع أن يفكر به؟ ألَه إرادة يستطيع أن يعزم بها؟ ألَه قوة يستطيع أن يتحرك بها؟
#وإلى أن نثبت له نحن ذلك! سوف يبدأ فيفكر ثم يعزم ثم يعمل. أما الآن فهو -فعلا- مسيَّر من ذلك الرجل المخير في الغرب.. ما أبعد البَوْن بين الشخصين!
الرجل في الغرب ألقي به في تيار الحياة، فعلم أن له أعضاء يستطيع أن يعوم بها فظلّ يسبح مع التيار تارة وضده تارك أخرى، حتى وصل إلى الشاطئ!!
#أما هنا، فلما ألقي بالرجل في معترك الأمواج، بدأ يسأل نفسه: هل أنا حيّ حقا أم أنا جثة هامدة؟
#أو بتعبير المتفيقهين: هل أنا حرّ أم أعضائي مقيدة؟
#ولكن التيار الجارف لا ينتظر نتائج هذه السفسطة، فلا يلبث أن يطويه اليمّ مع الهالكين. وليس يغني في عزائه قول الشاعر السفيه:
ألقاه في اليمّ مكتوفا وقال له
إياك إياك أن تبتلّ بالماء.
#اعمل أيها الرجل ولا تقل: هل أنا مسيّر أم مخيّر، واستغل المواهب التي آتاك الله واشعر بأن لك في الحياة حقوقا وعليك للحياة واجبات.
❞ رشا بخيت ابراهيم
رواية (قُبور الأحياء)
عنوانها سلب فضولي للغوص في أعماقها، والتعرف على كوامن أحداثها، جال بِخاطري لوهلة سماع الاسم ماذا يُقصد به؟ ومَن وما نهاية أحياء تلك القبور؟..
أجادت الكاتبة في عَنونة مؤلفها، وإثارة التساؤلات التي قفزت بنا إلى نهايتها.
_ إن دَل الغلاف فعلى محتواه أحرى، قِيل: كل شيء يُقرأ من عنوانه وهيئته، ولكن تلك المرة مع رواية(قبور الأحياء) لم يروِ نُثار غلافها ولا عنوانها ظمأ الفضول، وذلك شيء تُحمد عليه عنان السماء؛ لتحفيزنا على الغوص في دُرر ومكنونات أحداثها.
_ السرد كان من دافعي الخُطى لإكمال القراءة، تُحاكي أمور شائكة أقرب لِقلوبنا منها واقعنا المعيش، أسلوبها يكاد يخطف الأذهان لروعته، وترابط معانيه، وزاد ثنائه جمال الوصف، وقدرة الكاتبة على دمج خيال القارئ وإمتاعه بِالقراءة، والأشخاص من حماس الوصف كادت تُصبح محور الرواية بأكملها، ونهاية المواقف تضعك على بداية أخر، وأنت عازم على معرفة عواقبها.
همسات عنوان القصص تجعل الحماس يستعمر قواك، وما ندمت قط على القراءة، بُورك سرد الكاتبة، وحسها المرهف، وتعبيرها الموجز الذي يحمل بين طيَّاته الكثير.
معاناة صاحبة القصة، وعصف تقلبات الدَّهر معها جعلت من ناظري رفيقًا يحنو عليها، يود لو يقاسمها بؤسها أو يهون عليها عِجاف أيامها، ويزهر وحدتها، وسرد الأحداث وتعاظم مشاكلها يجعل منك شخصًا تُفكر بل وتدبر الأمر في خيالك للخروج من ذلك المأزق.
_الحبكة موزونة، والشخصيات تُحاكيها ، تكاد تأخذك إلى عالم أخر، يكشف لك أشياء غافل عنها، مغزى الرواية أثره أبقى في الذاكرة، وأدوم حضورًا.
_النقد: لا أجد شيئًا يُنقد بالمعنى الجوهري، ولكن جذب إنتباهي سيطرة النظرة السوداوية على الكاتبة، ورؤية الحياة من ناظر البؤس فَحسب، لربما يكون إنعكاس لما أوقعتها به خطوب الدَّهر، ولكن أمتعتنا بالقراءة وأثرت فكرنا بالكثير.
الإقتباس: الرواية بها الكثير من الروائع ولكن أجلَّها فائدة وأدومها بالذهن:
\" الإنسان يبني البيوت لا العكس\"
\"لا شيء يسير عشوائي في هذه الدنيا، وكل شيء يسير بأمر واحد أحد\".. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ رشا بخيت ابراهيم
رواية (قُبور الأحياء)
عنوانها سلب فضولي للغوص في أعماقها، والتعرف على كوامن أحداثها، جال بِخاطري لوهلة سماع الاسم ماذا يُقصد به؟ ومَن وما نهاية أحياء تلك القبور؟.
أجادت الكاتبة في عَنونة مؤلفها، وإثارة التساؤلات التي قفزت بنا إلى نهايتها.
_ إن دَل الغلاف فعلى محتواه أحرى، قِيل: كل شيء يُقرأ من عنوانه وهيئته، ولكن تلك المرة مع رواية(قبور الأحياء) لم يروِ نُثار غلافها ولا عنوانها ظمأ الفضول، وذلك شيء تُحمد عليه عنان السماء؛ لتحفيزنا على الغوص في دُرر ومكنونات أحداثها.
_ السرد كان من دافعي الخُطى لإكمال القراءة، تُحاكي أمور شائكة أقرب لِقلوبنا منها واقعنا المعيش، أسلوبها يكاد يخطف الأذهان لروعته، وترابط معانيه، وزاد ثنائه جمال الوصف، وقدرة الكاتبة على دمج خيال القارئ وإمتاعه بِالقراءة، والأشخاص من حماس الوصف كادت تُصبح محور الرواية بأكملها، ونهاية المواقف تضعك على بداية أخر، وأنت عازم على معرفة عواقبها.
همسات عنوان القصص تجعل الحماس يستعمر قواك، وما ندمت قط على القراءة، بُورك سرد الكاتبة، وحسها المرهف، وتعبيرها الموجز الذي يحمل بين طيَّاته الكثير.
معاناة صاحبة القصة، وعصف تقلبات الدَّهر معها جعلت من ناظري رفيقًا يحنو عليها، يود لو يقاسمها بؤسها أو يهون عليها عِجاف أيامها، ويزهر وحدتها، وسرد الأحداث وتعاظم مشاكلها يجعل منك شخصًا تُفكر بل وتدبر الأمر في خيالك للخروج من ذلك المأزق.
_الحبكة موزونة، والشخصيات تُحاكيها ، تكاد تأخذك إلى عالم أخر، يكشف لك أشياء غافل عنها، مغزى الرواية أثره أبقى في الذاكرة، وأدوم حضورًا.
_النقد: لا أجد شيئًا يُنقد بالمعنى الجوهري، ولكن جذب إنتباهي سيطرة النظرة السوداوية على الكاتبة، ورؤية الحياة من ناظر البؤس فَحسب، لربما يكون إنعكاس لما أوقعتها به خطوب الدَّهر، ولكن أمتعتنا بالقراءة وأثرت فكرنا بالكثير.
الإقتباس: الرواية بها الكثير من الروائع ولكن أجلَّها فائدة وأدومها بالذهن:
˝ الإنسان يبني البيوت لا العكس˝
˝لا شيء يسير عشوائي في هذه الدنيا، وكل شيء يسير بأمر واحد أحد. ❝