❞ *ميل بعض القوارير*
حَدَّثُونا ماضيًا؛ أن العلم دون أخلاق لن يكون، و أن الأخلاق دون الدين لن تدوم، واخبرونا ايضًا: أنه \"إذا غاب الحياء فعلت المرأة ما تشاء؛ دون حساب لِمَا هو آتْ\"، وأن الأخلاق تعني قيمة المرء حيثما كان، فسرنا على نهج القدماء، عبر كل العصورِ بين الناس عظماء، يُضرب بنا المثل في الأخلاق، حتى أتى عصرنا هذا المشؤوم بكل ما يحمله من فجور، غاب عنه الحياء، و كثر فيه اسواق الرقيق، دون اخلاق، تبيعُ فيه القارورة ذاتها دون حاكم، أو سلطان عكس ما كان زمان، كانت مغلوبة على أمرها لا عتاب عليها أو لوم، إنما الآن هي من تعرض بضاعتها، وهي ناسيه لرُقي قيمتها، لاهية عن أنها رابع سورةٍ في كتاب ربها، وفي النهاية تأتي شاكية باكية ممن فُتِنُ بها بسببها.....!؟
فيهن العيب، ويلومون عليهم
التساؤل هُنا ...
كيف لمن قال عنهن الحبيب صلى الله عليه وسلم: \"رفقًا بالقوارير\"أن تُباع في أسواق الرقيق بلا حياء، أو أخلاق!؟
لـ ندى ابراهيم شلبي. ❝ ⏤Nada Ibrahim
❞*ميل بعض القوارير*
حَدَّثُونا ماضيًا؛ أن العلم دون أخلاق لن يكون، و أن الأخلاق دون الدين لن تدوم، واخبرونا ايضًا: أنه ˝إذا غاب الحياء فعلت المرأة ما تشاء؛ دون حساب لِمَا هو آتْ˝، وأن الأخلاق تعني قيمة المرء حيثما كان، فسرنا على نهج القدماء، عبر كل العصورِ بين الناس عظماء، يُضرب بنا المثل في الأخلاق، حتى أتى عصرنا هذا المشؤوم بكل ما يحمله من فجور، غاب عنه الحياء، و كثر فيه اسواق الرقيق، دون اخلاق، تبيعُ فيه القارورة ذاتها دون حاكم، أو سلطان عكس ما كان زمان، كانت مغلوبة على أمرها لا عتاب عليها أو لوم، إنما الآن هي من تعرض بضاعتها، وهي ناسيه لرُقي قيمتها، لاهية عن أنها رابع سورةٍ في كتاب ربها، وفي النهاية تأتي شاكية باكية ممن فُتِنُ بها بسببها...!؟
فيهن العيب، ويلومون عليهم
التساؤل هُنا ..
كيف لمن قال عنهن الحبيب صلى الله عليه وسلم: ˝رفقًا بالقوارير˝أن تُباع في أسواق الرقيق بلا حياء، أو أخلاق!؟
❞ الزوج الصالح
مش معناها الملتحى اللى داخل طالع من المسجد اللى ماسك المصحف ليل نهار وبس
الزوج الصالح هو اللي يكون سند وصاحب في طاعة الله و حاجز بينك وبين معصية الخالق
هو اللى فاهم (استوصوا بالنساء خيرا)
لانك ببساطه كنتي التي تسره إذ نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره
هو اللى فاهم يعنى ايه الرسول صل الله عليه وسلم يشبه النساء بالقارورة
الزوج الصالح هو اللى تحسى معاه بالامان والسكينة حتى ف عز مشاكلكم
الزوج الصالح هو اللي فاهم حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:
(إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فم امرأتك “). رواه البخاري ومسلم
الزوج الصالح هو اللي هيعلمك الدين
هو اللى تلاقى نفسك مش قادرة تعيشى من غيره
هوالكريم ف. فلوسه معاكى واخلاقه معاكى واحترامه ليكى وحبه واحتوائه
هو مش ملاك نازل من السماء . لكن ليه أخطاء اللى ف اوقات كتير هتضايقك جدااااا
بس هتلاقى نفسك بتتجاوزيها او تتغافلى عنها مش علشان الحياه تمشى
لا علشانه هو وعلشان هو بجد ليكى زوج صالح
هو اللى بيحفظ زوجته وبيصونها ف تعاملاته مع باقى البنات وف نظرته ليهم
الزوج الصالح اللى هيصلح منك بلطفه ورحمته عليكى مش بعقابه ليكى
هو اللى فاهم ان ليكى عقل يوزن بلد بحالها ولازم يقدره
وهو اللى فاهم ان عندك عاطفه بتغلب عقلك ده ف اوقات كتير
من الاخر
الزوج الصالح هو راجل عنده عقل وشعور واخد الرسول صلي الله عليه وسلم قدوة ف تعاملاته قبل شكله
من الاخر يعنى الزوج الصالح ده نعمة من ربنا ملهاش شكل محدد. ❝ ⏤أحمد فوزي
❞ الزوج الصالح
مش معناها الملتحى اللى داخل طالع من المسجد اللى ماسك المصحف ليل نهار وبس
الزوج الصالح هو اللي يكون سند وصاحب في طاعة الله و حاجز بينك وبين معصية الخالق
هو اللى فاهم (استوصوا بالنساء خيرا)
لانك ببساطه كنتي التي تسره إذ نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره
هو اللى فاهم يعنى ايه الرسول صل الله عليه وسلم يشبه النساء بالقارورة
الزوج الصالح هو اللى تحسى معاه بالامان والسكينة حتى ف عز مشاكلكم
الزوج الصالح هو اللي فاهم حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:
(إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فم امرأتك “). رواه البخاري ومسلم
الزوج الصالح هو اللي هيعلمك الدين
هو اللى تلاقى نفسك مش قادرة تعيشى من غيره
هوالكريم ف. فلوسه معاكى واخلاقه معاكى واحترامه ليكى وحبه واحتوائه
هو مش ملاك نازل من السماء . لكن ليه أخطاء اللى ف اوقات كتير هتضايقك جدااااا
بس هتلاقى نفسك بتتجاوزيها او تتغافلى عنها مش علشان الحياه تمشى
لا علشانه هو وعلشان هو بجد ليكى زوج صالح
هو اللى بيحفظ زوجته وبيصونها ف تعاملاته مع باقى البنات وف نظرته ليهم
الزوج الصالح اللى هيصلح منك بلطفه ورحمته عليكى مش بعقابه ليكى
هو اللى فاهم ان ليكى عقل يوزن بلد بحالها ولازم يقدره
وهو اللى فاهم ان عندك عاطفه بتغلب عقلك ده ف اوقات كتير
من الاخر
الزوج الصالح هو راجل عنده عقل وشعور واخد الرسول صلي الله عليه وسلم قدوة ف تعاملاته قبل شكله
من الاخر يعنى الزوج الصالح ده نعمة من ربنا ملهاش شكل محدد. ❝
❞ نشرَت جريدة الصنداي تايمز، هذا النهار، خبر تسرب شعاع غامض من مدينة أدرنَّة التركية على الحدود اليونانية، وتكهّن مواطن يوناني الْتقتهُ مراسلة الصحيفة، بأنهم على الحدّ الفاصل لليونان، شاهدوا ليومين متتاليين، أشِعّة أرجوانية اللون، غامضة تومض لدقائق ثم تنْساب على مدَى الأفق وكأنها طيفٌ خيالي، تبعتها رياح مُغْبّرة، وما زادَ الأمر تعقيدًا، إصابة كلّ من صادف تواجدهُ تلك الساعة بالمنطقة، بحكّة جلْدية شرِسة، وتوَسّعت المراسلة الصحفية في الخبر، بالتحقيق مع سكان المنطقتين من كلا الجانبين، ما أفضى بالنهاية، لتوْقيفها من قبل السلطات التركية ومصادرة الكاميرا ولكنها تمكّنت من تسريب صور التحقيق...
لم يلفت ذلك الخبر نظر العالم الذي كان مشغولاً بأخبار الأمير هاري وميغان، وحتى خبر الصنداي حول الشعاع الأرجواني نُشر بصفحةٍ داخلية، وغطى عليه بذات اليوم، خبر اغتيال قاسم سليماني...وحدهُ القرمزي، الذي قرأ الجريدة في المساء، متأخرًا عن عادة قراءتها في الصباح، بينما كان يحتسي قهوته السوداء في رصيف مقهى ميدان الكاتدرائيّة...
قربّ السفارة البحرينية في لندن نهار اليوم التالي، كان ثمّة بضعة عشرات من متظاهرين احتشدوا تحت رذاذ المطر، حملوا يافطات ورقية هزيلة مسَحَت قطرات المطر حِبرها، مطالبين بديمقراطية، بينمّا كان واحدٌ منهم يحمل صورة القتيل قاسم سليماني...كانت فجْوَة غير مُنصفة تلك اللحظة التي ضاع فيها خبر الصنداي، وعلى الضفة الأخرى من الشارع، تدخل البوليس لتفريق مجموعة مُتعرّية، حملت شعاراتٍ بيئية، كان الطقس ضبابيًا وحركة السير مرتبكة...
\"لا أستطيع دخول السفارة هذا اليوم، سوف الْفتُ الأنظار، وأخشى لو سلَمت الجواز لتجديده، تتم مصادرته، ما رأيكِ أوليفيا؟ هل استمر؟\"
وقف ناصر رجب، مرتديًا بدلة سوداء فضفاضة، متخفيًا بجهٍةٍ من الشارع، بجانب ثلاثة أجانب رجل وامرأتين يحاولون جرّ أحد الكلاب، قاوم رغبتهم في السير...كان يتحدّث في الهاتف ويحاول جاهدًا استراق النظر نحو ما يجري قربّ السفارة...
كانت أوليفيا روي على الطرفِ الآخر، من الهاتف تقبع بركنٍ من مطعم صغير، يطلّ على ساحل بُحَيرة، تحتجز بطرفِها عدّة قواربّ صغيرة، بعضها شراعي، وثمّة زبائن آخرين يحلِّقون على موائد الرصيف، وكان هنالك نباح كلب يأتي من مسافة...كانت تتحدّث بالهاتف وسرعان ما أنْهَت المكالمة لدي دخول بسام داوود الأسود...كان يحمل معه حقيبة رجل أعمال ويرتدي قميصًا أبيض ومعطفًا كحلي، مع سروال أسود، أبقى نظارته السوداء رغم الطقس الغائم...جلس مقابلاً لها، وعلت وجههُ ابتسامة صفراء...
\"أوليفيا\"
قال ذلك وهو يشير لنادل صغير السِنّ، أمْهَق البشرة، ضيق العينين، أقتربّ منه حالمّا لمح إشارته...
\"متى وصَلت َلوغانو؟\"
سألته المرأة السويسرية، وهي تُشير للنادل أن ينتظر لحظة...
\"الآن\"
أجابها وعادَ للنادل، طلب نبيذًا أحمر، التفتَ للمرأة يسألها بحِيرةٍ بدت على وجهه.
\"ماذا تأكلين؟\"
\"بيتزا\"
أجابتهُ.
عادَ للنادل وقال وهو يحُكّ ذقنه مفكرًا...
\"لا شيء، فقط نبيذ احمر\"
\"كنت على الهاتف منذ لحظة مع ناصر رجب، يواجه مشكلة انتهاء صلاحية جواز سفره، لهذا تأخر بالمجيء إلى ميلانو\"
بدت عليه العصبية، زفَر بحدّة وقال بنبرةٍ يائِسة...
\"هذا الأحمق لا يعرف كيف يتدَبر أمره بتاتًا، كيف تمكّن من الإثراء؟!
تنهّد ثانية واستدرك وهو ينظر لسيدة مُسِنّة دخلت المطعم وهي تواجه صعوبة في إغلاق مظلة المطر...
\"كيف تثقين به؟ ألا تخشين أن يورّطكِ؟\"
قطع تركيزه اصطدام إحدى النادلات بأحد الزبائن قادم من جهة الحمام كما يبدو، تصاعدَت رائحة شواء من الداخل، نظر الأسود إلى حقيبته بجانبه قربّ عمود الطاولة ثم التفت وراءه، وعاد ينظر للمرأة، كانت تحدّق بكوب القهوة أمامها...
\"أُفضل أن تسوي القضية معهم خارج المحكمة، مُجرّد ذهابكَ للمحاكمة سيشوِّش عليك، أنت تحت الأنظار منذ قضية الورق. اشْتر بعض المساهمين، وأضْمَن أنك ستكْسب أضعافًا لأنّني سأكون حرّة في عقد صفقات خارجية، دون إثارة الرأي العام في بلدك...\"
ارْجَع ظهره للوراء، قهقه بازدراءٍ وقال بنبرةِ مقت...
\"هؤلاء جشعون، لن يرضوا بالقليل، مع أنهم مفلسون ولا أصدق تعنتهم وعدم بيعهم للأسهم\"
وفجأة خرجت مُنفلِتة إحدى النادلات وهي تهرول، ولَحِق بها أحد الزبائن...انتصب بعض الرواد قربّ سياج المكان وراحوا يحدقون من النافذة بفضول ...
\"ماذا يجري في الخارج؟\"
سأل بسام الأسود باهتمام...
\"لوغانو أهدأ مكان على الأرض، لا تهتم\"
في الخارج كان يدور جدَل بين بعض الأفراد، وهناك على بعد مسافة أمتار بمحاذاة البحر طفق تجمعٌ يرْصدُ الأفق، كانت سيارات متنوِّعة تعبُر الشارع البحري من الجهتين، وثمّة أشخاصٌ يحاولون العبور، نحو الحشد الذي كان يتَطلَّع نحو لا شيء! الوقت قبل الغروب، والسماء غائِمة، ونسمات هواء باردة تُحرك أوراق الأشجار التي تساقط بعضها، صفراء على الأرض.
\"مجرّد وميضٍ خريفي من ذلك الذي يسْبقُ فترة تباين الفصول، الناس في المدينة الناعِسة، تهتم بتفاصيل رتيبة لعدمِ وجود ما يثير هنا، أي شيءٍ تافه ولو انتحار نحلة يحرك الناس!\"
قالت أوليفيا ذلك بنغمةٍ لا مبالية لدى انتهاء لقائهما... وقبل أن ينفصلا عند واجهة رصيف المطعم، سأل الأسود أحد المارَّة، وفي نظرتهِ فضول تجاه بقايا التجمع عند مرفأ البحر، مقابل شارع رئيسي، لم تتوقف عليه حركة السيارات، بكلّا الاتجاهين...
\"يقال وميض شمسي حاد قصَف بعض من كانوا يتنزهون على الساحل\"
أجاب رجل متوسط العمر تبدو عليه ملامح جنوب آسيا...ثم مضى في سبيله.
\"غريب\"
قال الأسود بعدمِ مبالاة
\" ما وجهُ الغرابة؟\"
سألَت أوليفيا روي وهي تهم بالانصراف وقد تدَلّت حقيبة بيضاء بكتفِها، فيما حمل الأسود حقيبة رجل الأعمال بيده اليسرى.
\"ألم تسمعِ منذ أيام خبر الصنداي تايمز؟\"!!
مطّت شفتيها، بمُجرّد مغادرتهِ، سارَت بتمَهُّلٍ نحو رصيف الشارع، توقفَت عند نافورة مياه، أشعلَت سيجارة، وتلفَّتَت حوْلها، لمحَت زوجين عجوزين، يقبِّلان بعضهما، بينما شابين مراهقين، يتشاجران برتابةٍ مُمِلّة، مقابلهما...بدت حائرة حتى نطَّ فجأة بجانبِها طفلٌ بسنِّ الخامسة أفلَتَ من يدِ والده الخمسيني العمر، الذي انْشغل بتَملُّقِ فتاة تصْغرهُ سنّا ونسي طفلهُ...تعلَّق بأوليفيا وخاطبَها ببراءةٍ ورأسه لفوْق يحدّق بها...
\"تشبهين جدتي\"
مطاردة هزيلة
بداية موْسِم خريفي، زخَرت فيه سماء مدينة ميلانو، بطقْسٍ رمادي اللون، ملأّت أرصفتها وريقاتٌ صفراء، بكثافةٍ، وفاحَت طرقاتها بنكهةِ الأشجار والأزهار، امْتزَجت بروائح عطر المارَّة من سكانها، صادف أحمد القرمزي، مرّة أخرى، غازي فلاح في ساحة ميركاتي تبعه خلال تجوّلهُ بشارع فيا دانتي، حتى حديقة بريرا! كان قد جَمدَ بالبدءِ في مكانه لومضةٍ خاطفة...شعر بأنهُ إن تأخر عن متابعتهِ سوف يتيه الرجل منهُ بزحْمة الشارع بذلك المساء الذي سبق غروب الشمس التي كانت في الأصلِ شحيحة منذ بداية النهار...
خرج القرمزي مرتديًا قميصًا أزرق قطنيًا سميكًا اعتقد أنه سيكْفيه بتلك الأمسية، حتى اصطدم ببرودة الطقس الغائم جزئيًا، كما شعر بضيقِ سرواله الجينز، ممّا زاده ضيقًا، ظنًا منه أنه ثَخُن، حتى تبيّن له أنّهُ بعد الغسْل يختلف ويضيق عن ارتدائه للمرّة الأولى، ما أزاح عنه شعور الاكتئاب المُباغت وصرف نظره عن العودّة للشَقّة، وفيما كان يمضي بالسيّر نحو مقهاه المسائي، في جوْلة قرّر خلالها الاكتفاء بالبطالة والبدء في العمل...فاجأه العقيد غازي فلاح يتمَشّى وقد ارتدي زيًا رياضيًا وبيده قارورة مياه صغيرة...بدا حيويًا نقيض المرّة السابقة التي صادفهُ فيها، ما أوْحَى إليه أن الرجل، لم يتلاشَ ضمير الجلاد منهُ...
كلمّا لمحهُ استيقظَت في رأسهِ صور ومشاهد وحوارات، جميعها مشحونةٌ بإهاناتٍ وإذلال أذاقهُ إياه لسنواتٍ...هل يريد الانتقام منه؟ أم مواجهته فقط والاكتفاء بتذكّيره...
\"لن أُسامحهُ بالطبع، وإلا محوْتُ ذاتي حين أتتني فرصة استعادتها\"
سار خلفه بخطواتٍ مُتلافي الاقتراب منه، كان قلبه يخفق كما في كلّ مرّة يراه، بل ولمُجرّد تذكّره، لا يعْرفُ الهدف من ملاحقتهِ، وإن كان يدفعه فضولٌ قوي، لمعْرفّة أينّ وصلَ الرجل في حياتهِ...كيف يعيش؟ ماذا يفعل؟ هل تغيّر؟ ما الذي يفعله في إيطاليا؟ هل هي صُدفة أن يتواجدا على أرضٍ واحدة بعد سنوات الجمْر؟ أو هو قدَرٌ أن يلقاه لتصفية حسابه معه...؟ لا يمكن للحياة أن تتناهَى بهما عند نقطة المُنْعطَف هذه إلا وقد رسَمَت هدفًا إلهيًا وربّمّا إنسانيًا من ذلك...هكذا فكَّر حين بلغ معه طرف الحديقة حيث توقَف الرجل، وتلفّت حوْلهُ ثم سار نحو البوابة، وهناك توقف...
أدرك القرمزي أنه لم يقْصدَ الحديقة النباتية التي كانت تفتح لفتراتٍ محدّدةٍ، من شهر سبتمبر حتى أكتوبر، برسومٍ أو مجانًا بحسَب الظّروف... سبق له واستمتع مرّات عدّة بأجوائِها التي تعجُ بأشجارٍ وأزهار خيالية وبأشكالٍ غيْر مسبوقة، وثمّة قصر وتماثيل...ترك تفكّيره في الحديقة وشدّدَ انتباههُ إلى صاحبه الذي كان بالانتظار...
خلال دقائق، وصلت سيارة فولكس واجن صفراء، توَقَّفت عند رصيف الطريق، توجّه غازي فلاح نحوها...فتح الباب ووَلَجَ...لم يتحرك السائق بدا ثمّة حديث بينه وبين سائقها، بعد فترة خرج الاثنان، انتصبا بجانب السيارة وراحا يدخنان بصمتٍ...
برز سائق السيارة، شابٌ ثلاثيني، ذو وجه صغير مستطيل عظْميّ، وأنْف مدبّب يشبه حبّة الّلوْز، بشرته جافَة، لونها نبيذي فاتح، متوسّط القامَة، نحيف لدرجة الضمور ...تساءل في داخله عن هوية الشاب، وعلاقته بكهلٍ جلاد؟ كانت أفكاره تعود به إلى سجن دياره، فترة الجَمْر، ثم سرعان ما يتَسلّل شريطُ الأحداث ويفْسد عليه خياره بانتقاء ميلانو ملجأ راحة واسترخاء وعمل، ليلاحقه كابوسٌ فرَّ منه في الأصل ليتبعه إلى هنا، تذكّر ليلاف سعيد، وما روَتهُ له في إحدى فضْفضَتها الشجيّة، عن وجود جودت باور ضابط الجيش التركي... الذي يعيش سرًا، تحت اسم مستعار، أنيس أبيك X وهو مُعذِبُها مع آلاف الأكراد خلال غزْو عفرين...
\"ترى تحت أي اسم مستعار، ينام غازي فلاح، هنا في ميلانو؟\"!!
تساءل وهو يُحدّق فيه وقد بدا بصحةٍ وحيوية، ولو تقوّس ظهره قليلاً، وتدلت كتفاه وظهر بسحنةِ النهاية، لكن ما فتِئ َتنبثق من عينيه، جمْرة التعذيب المجنون الذي سقاهُ إياه...
شعر، أنه أفْسَد مساءهُ بهذه المطاردة التي أحسَّ بها هزيلَة، ولن توْصلهُ إلى نتيجة، طالما ظلّ يكتفي بمطاردته كلمّا صادفه...
\"لابد من خطّة لمواجهتهِ\"
إلى متى سيظلّ يكتفي بتسْمِيم حياته حتى وهو هنا، هاربّا من كوابيس دياره، ليجد نفسه، في دوامة الماضي المُعْتم؟
مرّت خمس دقائق ولعلّها أكثر، دون حوار بين الاثنين، لكنه لمح في نهايتها، قيام السائق الشاب بتسليم ورقة صغيرة للجلاد، مقابل أوراق لم يتبيّن ماهيتها، إن كانت أوراقًا مالية، أو شيئًا آخر...عندما غادر السائق المكان، التفَّ فلاح منكفئًا من ذات الطريق...زَفَر القرمزي وتبعه...!
***. ❝ ⏤احمد جمعه
❞ نشرَت جريدة الصنداي تايمز، هذا النهار، خبر تسرب شعاع غامض من مدينة أدرنَّة التركية على الحدود اليونانية، وتكهّن مواطن يوناني الْتقتهُ مراسلة الصحيفة، بأنهم على الحدّ الفاصل لليونان، شاهدوا ليومين متتاليين، أشِعّة أرجوانية اللون، غامضة تومض لدقائق ثم تنْساب على مدَى الأفق وكأنها طيفٌ خيالي، تبعتها رياح مُغْبّرة، وما زادَ الأمر تعقيدًا، إصابة كلّ من صادف تواجدهُ تلك الساعة بالمنطقة، بحكّة جلْدية شرِسة، وتوَسّعت المراسلة الصحفية في الخبر، بالتحقيق مع سكان المنطقتين من كلا الجانبين، ما أفضى بالنهاية، لتوْقيفها من قبل السلطات التركية ومصادرة الكاميرا ولكنها تمكّنت من تسريب صور التحقيق..
لم يلفت ذلك الخبر نظر العالم الذي كان مشغولاً بأخبار الأمير هاري وميغان، وحتى خبر الصنداي حول الشعاع الأرجواني نُشر بصفحةٍ داخلية، وغطى عليه بذات اليوم، خبر اغتيال قاسم سليماني..وحدهُ القرمزي، الذي قرأ الجريدة في المساء، متأخرًا عن عادة قراءتها في الصباح، بينما كان يحتسي قهوته السوداء في رصيف مقهى ميدان الكاتدرائيّة..
قربّ السفارة البحرينية في لندن نهار اليوم التالي، كان ثمّة بضعة عشرات من متظاهرين احتشدوا تحت رذاذ المطر، حملوا يافطات ورقية هزيلة مسَحَت قطرات المطر حِبرها، مطالبين بديمقراطية، بينمّا كان واحدٌ منهم يحمل صورة القتيل قاسم سليماني..كانت فجْوَة غير مُنصفة تلك اللحظة التي ضاع فيها خبر الصنداي، وعلى الضفة الأخرى من الشارع، تدخل البوليس لتفريق مجموعة مُتعرّية، حملت شعاراتٍ بيئية، كان الطقس ضبابيًا وحركة السير مرتبكة..
˝لا أستطيع دخول السفارة هذا اليوم، سوف الْفتُ الأنظار، وأخشى لو سلَمت الجواز لتجديده، تتم مصادرته، ما رأيكِ أوليفيا؟ هل استمر؟˝
وقف ناصر رجب، مرتديًا بدلة سوداء فضفاضة، متخفيًا بجهٍةٍ من الشارع، بجانب ثلاثة أجانب رجل وامرأتين يحاولون جرّ أحد الكلاب، قاوم رغبتهم في السير..كان يتحدّث في الهاتف ويحاول جاهدًا استراق النظر نحو ما يجري قربّ السفارة..
كانت أوليفيا روي على الطرفِ الآخر، من الهاتف تقبع بركنٍ من مطعم صغير، يطلّ على ساحل بُحَيرة، تحتجز بطرفِها عدّة قواربّ صغيرة، بعضها شراعي، وثمّة زبائن آخرين يحلِّقون على موائد الرصيف، وكان هنالك نباح كلب يأتي من مسافة..كانت تتحدّث بالهاتف وسرعان ما أنْهَت المكالمة لدي دخول بسام داوود الأسود..كان يحمل معه حقيبة رجل أعمال ويرتدي قميصًا أبيض ومعطفًا كحلي، مع سروال أسود، أبقى نظارته السوداء رغم الطقس الغائم..جلس مقابلاً لها، وعلت وجههُ ابتسامة صفراء..
˝أوليفيا˝
قال ذلك وهو يشير لنادل صغير السِنّ، أمْهَق البشرة، ضيق العينين، أقتربّ منه حالمّا لمح إشارته..
˝متى وصَلت َلوغانو؟˝
سألته المرأة السويسرية، وهي تُشير للنادل أن ينتظر لحظة..
˝الآن˝
أجابها وعادَ للنادل، طلب نبيذًا أحمر، التفتَ للمرأة يسألها بحِيرةٍ بدت على وجهه.
˝ماذا تأكلين؟˝
˝بيتزا˝
أجابتهُ.
عادَ للنادل وقال وهو يحُكّ ذقنه مفكرًا..
˝لا شيء، فقط نبيذ احمر˝
˝كنت على الهاتف منذ لحظة مع ناصر رجب، يواجه مشكلة انتهاء صلاحية جواز سفره، لهذا تأخر بالمجيء إلى ميلانو˝
بدت عليه العصبية، زفَر بحدّة وقال بنبرةٍ يائِسة..
˝هذا الأحمق لا يعرف كيف يتدَبر أمره بتاتًا، كيف تمكّن من الإثراء؟!
تنهّد ثانية واستدرك وهو ينظر لسيدة مُسِنّة دخلت المطعم وهي تواجه صعوبة في إغلاق مظلة المطر..
˝كيف تثقين به؟ ألا تخشين أن يورّطكِ؟˝
قطع تركيزه اصطدام إحدى النادلات بأحد الزبائن قادم من جهة الحمام كما يبدو، تصاعدَت رائحة شواء من الداخل، نظر الأسود إلى حقيبته بجانبه قربّ عمود الطاولة ثم التفت وراءه، وعاد ينظر للمرأة، كانت تحدّق بكوب القهوة أمامها..
˝أُفضل أن تسوي القضية معهم خارج المحكمة، مُجرّد ذهابكَ للمحاكمة سيشوِّش عليك، أنت تحت الأنظار منذ قضية الورق. اشْتر بعض المساهمين، وأضْمَن أنك ستكْسب أضعافًا لأنّني سأكون حرّة في عقد صفقات خارجية، دون إثارة الرأي العام في بلدك..˝
ارْجَع ظهره للوراء، قهقه بازدراءٍ وقال بنبرةِ مقت..
˝هؤلاء جشعون، لن يرضوا بالقليل، مع أنهم مفلسون ولا أصدق تعنتهم وعدم بيعهم للأسهم˝
وفجأة خرجت مُنفلِتة إحدى النادلات وهي تهرول، ولَحِق بها أحد الزبائن..انتصب بعض الرواد قربّ سياج المكان وراحوا يحدقون من النافذة بفضول ..
˝ماذا يجري في الخارج؟˝
سأل بسام الأسود باهتمام..
˝لوغانو أهدأ مكان على الأرض، لا تهتم˝
في الخارج كان يدور جدَل بين بعض الأفراد، وهناك على بعد مسافة أمتار بمحاذاة البحر طفق تجمعٌ يرْصدُ الأفق، كانت سيارات متنوِّعة تعبُر الشارع البحري من الجهتين، وثمّة أشخاصٌ يحاولون العبور، نحو الحشد الذي كان يتَطلَّع نحو لا شيء! الوقت قبل الغروب، والسماء غائِمة، ونسمات هواء باردة تُحرك أوراق الأشجار التي تساقط بعضها، صفراء على الأرض.
˝مجرّد وميضٍ خريفي من ذلك الذي يسْبقُ فترة تباين الفصول، الناس في المدينة الناعِسة، تهتم بتفاصيل رتيبة لعدمِ وجود ما يثير هنا، أي شيءٍ تافه ولو انتحار نحلة يحرك الناس!˝
قالت أوليفيا ذلك بنغمةٍ لا مبالية لدى انتهاء لقائهما.. وقبل أن ينفصلا عند واجهة رصيف المطعم، سأل الأسود أحد المارَّة، وفي نظرتهِ فضول تجاه بقايا التجمع عند مرفأ البحر، مقابل شارع رئيسي، لم تتوقف عليه حركة السيارات، بكلّا الاتجاهين..
˝يقال وميض شمسي حاد قصَف بعض من كانوا يتنزهون على الساحل˝
أجاب رجل متوسط العمر تبدو عليه ملامح جنوب آسيا..ثم مضى في سبيله.
˝غريب˝
قال الأسود بعدمِ مبالاة
˝ ما وجهُ الغرابة؟˝
سألَت أوليفيا روي وهي تهم بالانصراف وقد تدَلّت حقيبة بيضاء بكتفِها، فيما حمل الأسود حقيبة رجل الأعمال بيده اليسرى.
˝ألم تسمعِ منذ أيام خبر الصنداي تايمز؟˝!!
مطّت شفتيها، بمُجرّد مغادرتهِ، سارَت بتمَهُّلٍ نحو رصيف الشارع، توقفَت عند نافورة مياه، أشعلَت سيجارة، وتلفَّتَت حوْلها، لمحَت زوجين عجوزين، يقبِّلان بعضهما، بينما شابين مراهقين، يتشاجران برتابةٍ مُمِلّة، مقابلهما..بدت حائرة حتى نطَّ فجأة بجانبِها طفلٌ بسنِّ الخامسة أفلَتَ من يدِ والده الخمسيني العمر، الذي انْشغل بتَملُّقِ فتاة تصْغرهُ سنّا ونسي طفلهُ..تعلَّق بأوليفيا وخاطبَها ببراءةٍ ورأسه لفوْق يحدّق بها..
˝تشبهين جدتي˝
مطاردة هزيلة
بداية موْسِم خريفي، زخَرت فيه سماء مدينة ميلانو، بطقْسٍ رمادي اللون، ملأّت أرصفتها وريقاتٌ صفراء، بكثافةٍ، وفاحَت طرقاتها بنكهةِ الأشجار والأزهار، امْتزَجت بروائح عطر المارَّة من سكانها، صادف أحمد القرمزي، مرّة أخرى، غازي فلاح في ساحة ميركاتي تبعه خلال تجوّلهُ بشارع فيا دانتي، حتى حديقة بريرا! كان قد جَمدَ بالبدءِ في مكانه لومضةٍ خاطفة..شعر بأنهُ إن تأخر عن متابعتهِ سوف يتيه الرجل منهُ بزحْمة الشارع بذلك المساء الذي سبق غروب الشمس التي كانت في الأصلِ شحيحة منذ بداية النهار..
خرج القرمزي مرتديًا قميصًا أزرق قطنيًا سميكًا اعتقد أنه سيكْفيه بتلك الأمسية، حتى اصطدم ببرودة الطقس الغائم جزئيًا، كما شعر بضيقِ سرواله الجينز، ممّا زاده ضيقًا، ظنًا منه أنه ثَخُن، حتى تبيّن له أنّهُ بعد الغسْل يختلف ويضيق عن ارتدائه للمرّة الأولى، ما أزاح عنه شعور الاكتئاب المُباغت وصرف نظره عن العودّة للشَقّة، وفيما كان يمضي بالسيّر نحو مقهاه المسائي، في جوْلة قرّر خلالها الاكتفاء بالبطالة والبدء في العمل..فاجأه العقيد غازي فلاح يتمَشّى وقد ارتدي زيًا رياضيًا وبيده قارورة مياه صغيرة..بدا حيويًا نقيض المرّة السابقة التي صادفهُ فيها، ما أوْحَى إليه أن الرجل، لم يتلاشَ ضمير الجلاد منهُ..
كلمّا لمحهُ استيقظَت في رأسهِ صور ومشاهد وحوارات، جميعها مشحونةٌ بإهاناتٍ وإذلال أذاقهُ إياه لسنواتٍ..هل يريد الانتقام منه؟ أم مواجهته فقط والاكتفاء بتذكّيره..
˝لن أُسامحهُ بالطبع، وإلا محوْتُ ذاتي حين أتتني فرصة استعادتها˝
سار خلفه بخطواتٍ مُتلافي الاقتراب منه، كان قلبه يخفق كما في كلّ مرّة يراه، بل ولمُجرّد تذكّره، لا يعْرفُ الهدف من ملاحقتهِ، وإن كان يدفعه فضولٌ قوي، لمعْرفّة أينّ وصلَ الرجل في حياتهِ..كيف يعيش؟ ماذا يفعل؟ هل تغيّر؟ ما الذي يفعله في إيطاليا؟ هل هي صُدفة أن يتواجدا على أرضٍ واحدة بعد سنوات الجمْر؟ أو هو قدَرٌ أن يلقاه لتصفية حسابه معه..؟ لا يمكن للحياة أن تتناهَى بهما عند نقطة المُنْعطَف هذه إلا وقد رسَمَت هدفًا إلهيًا وربّمّا إنسانيًا من ذلك..هكذا فكَّر حين بلغ معه طرف الحديقة حيث توقَف الرجل، وتلفّت حوْلهُ ثم سار نحو البوابة، وهناك توقف..
أدرك القرمزي أنه لم يقْصدَ الحديقة النباتية التي كانت تفتح لفتراتٍ محدّدةٍ، من شهر سبتمبر حتى أكتوبر، برسومٍ أو مجانًا بحسَب الظّروف.. سبق له واستمتع مرّات عدّة بأجوائِها التي تعجُ بأشجارٍ وأزهار خيالية وبأشكالٍ غيْر مسبوقة، وثمّة قصر وتماثيل..ترك تفكّيره في الحديقة وشدّدَ انتباههُ إلى صاحبه الذي كان بالانتظار..
خلال دقائق، وصلت سيارة فولكس واجن صفراء، توَقَّفت عند رصيف الطريق، توجّه غازي فلاح نحوها..فتح الباب ووَلَجَ..لم يتحرك السائق بدا ثمّة حديث بينه وبين سائقها، بعد فترة خرج الاثنان، انتصبا بجانب السيارة وراحا يدخنان بصمتٍ..
برز سائق السيارة، شابٌ ثلاثيني، ذو وجه صغير مستطيل عظْميّ، وأنْف مدبّب يشبه حبّة الّلوْز، بشرته جافَة، لونها نبيذي فاتح، متوسّط القامَة، نحيف لدرجة الضمور ..تساءل في داخله عن هوية الشاب، وعلاقته بكهلٍ جلاد؟ كانت أفكاره تعود به إلى سجن دياره، فترة الجَمْر، ثم سرعان ما يتَسلّل شريطُ الأحداث ويفْسد عليه خياره بانتقاء ميلانو ملجأ راحة واسترخاء وعمل، ليلاحقه كابوسٌ فرَّ منه في الأصل ليتبعه إلى هنا، تذكّر ليلاف سعيد، وما روَتهُ له في إحدى فضْفضَتها الشجيّة، عن وجود جودت باور ضابط الجيش التركي.. الذي يعيش سرًا، تحت اسم مستعار، أنيس أبيك X وهو مُعذِبُها مع آلاف الأكراد خلال غزْو عفرين..
˝ترى تحت أي اسم مستعار، ينام غازي فلاح، هنا في ميلانو؟˝!!
تساءل وهو يُحدّق فيه وقد بدا بصحةٍ وحيوية، ولو تقوّس ظهره قليلاً، وتدلت كتفاه وظهر بسحنةِ النهاية، لكن ما فتِئ َتنبثق من عينيه، جمْرة التعذيب المجنون الذي سقاهُ إياه..
شعر، أنه أفْسَد مساءهُ بهذه المطاردة التي أحسَّ بها هزيلَة، ولن توْصلهُ إلى نتيجة، طالما ظلّ يكتفي بمطاردته كلمّا صادفه..
˝لابد من خطّة لمواجهتهِ˝
إلى متى سيظلّ يكتفي بتسْمِيم حياته حتى وهو هنا، هاربّا من كوابيس دياره، ليجد نفسه، في دوامة الماضي المُعْتم؟
مرّت خمس دقائق ولعلّها أكثر، دون حوار بين الاثنين، لكنه لمح في نهايتها، قيام السائق الشاب بتسليم ورقة صغيرة للجلاد، مقابل أوراق لم يتبيّن ماهيتها، إن كانت أوراقًا مالية، أو شيئًا آخر..عندما غادر السائق المكان، التفَّ فلاح منكفئًا من ذات الطريق..زَفَر القرمزي وتبعه..!
❞ بعض من أقوال #محمود_درويش :
1- كسرك لقارورة العطر يجعلك تشتم الرائحة بقوة لكن لاخر مرة
2- إذا أخذني الموت و لم نلتقي فلا تنسي أني تمنيت لقائك كثيرا
3- مازلت أبحث عن شئ حين ضاع ضيعني
4- لم يفوتني القطار وحده بل فاتتني المحطة وضلني الطريق وخانني رفاق السفر
5- للحنين أعراض جانبية من بينها إدمان الخيال النظر إلي الوراء والإفراط في تحويل الحاضر إلي ماض
6- أحب الحديث معك رغم أني لا أملك ما أقول
7- كل الذين ماتوا نجوا من الحياة بأعجوبة
8- أشهد أن حضورك موت وأن غيابك موتان
9- علي رصيف الإنتظار جالس رجل عجوز يهمس للعابرين
حذاري أن تحبوا من أعماق قلوبكم
10- لا تندم علي حرب أنضجتك
11- بعض النهايات مرة كالقهوة ولكنها تجعلك شخصا مستيقظا متنبها
12- كل عيب أحبه فيك إلا غيابك
13- مازلت حيا وأؤمن بأني سأجد الطريق يوما ما إلي ذاتي إلي حلمي إلي ما أريد
14- فبعضي لدي و بعضي لديك وبعضي مشتاق لبعضي فهلا أتيت
15- قف علي ناصية الحلم وقاتل
16- كنت سأشتري لك البنفسج هذا الصباح لكن الرفاق كانوا جياع فاشتريت لهم خبزا وكتبت لك قصيدة حب
17- قد مات فينا فجأة ما نشتهيه ويشتهينا
18- وبي أمل يأتي ويذهب لكن لن أودعه
19- شهادة جامعية وأربعة كتب ومئات المقالات ومازلت اخطئ في القراءة تكتب لي صباح الخير وأقرؤها أحبك
20- كن صبورا إلى متي إلى الأبد
21- كم يكون الليل كئيب حين تفتقد فيه شيئا تعودت عليه
22- كم كذبنا حين قلنا نحن استثناء
23- علي هذه الأرض ما يستحق الحياة
24- هل في وسعك أن تكون طبيعيا في واقع غير طبيعي ؟
25- هو الحب قاتل وبرئ
26- لا تقسو علي أنثي إلا في عناقها
27- النسيان هو تدريب الخيال علي إحترام الواقع
28- لم نفترق لكننا لن نلتقي أبدا
29- الحب الأول لا يموت بل يأتي الحب الحقيقي ليدفنه حي
30- أكبر تنازل تقدمه في حياتك هو أن تتأقلم
31- أَيها الموت انتظرني خارج الأرض انتظرني في بلادك ريثما أُنهي حديثا عابرا مع ما تبقي من حياتي
32- ما أشد سعادة المرء حين لا يودع أحدا ولا ينتظر أحد. ❝ ⏤الكاتبه المصريه. آلاء اسماعيل حنفي ( أصغر باحثة علمية مصرية)
❞ نقطة.
غريب عنوان هذا المضمون!،والأغرب من هذا مالذي يدفع إنسان للتعبير عن نقطة !؛والغريب بين كل هذا هو أمر هؤلاء ؛أقصد البشرية !!!؛لماذا؟،أتعرف ماهو أكثر مايخيف الإنسان؟،أن يكون الإنسان نقطة للإنسان آخر ،لايهم التضارع والتآلف؛ ولا الإستثناء،ومالايهم أيضا إن كانت نقطة ضعف أو قوة ،ما يهم مَغَبَّة إستخدام هذه النقطة من شخص إلى آخر،شخص يَانِع وَقُور؛ وآخر يتصنعه ،شخص لايخبر أحد عن نقطة ضعفه ،يجلس بجوارها تلك ويحدثها على أنها صديقته وجليسته،يزورها كل يوم يبكي لها وعليها ،كل يوم دون أن يخبر أحد ،يوم عن يوم حتى يصنع ويجسد من تلك النقطة الضعيفة نقطة قوة ،وبالطبع تندهش تلك البشرية من صنع كهذا،فكيف للإنسي ضعيف أن يهزم قانون سلطتهم ،ألا وهو\" كرههم للضعفاء ، لأنهم مجرد أشياء إستطاعت أن تخضع لتبخترهم وقوتهم ، وحبهم للأقوياء فهم وحدهم من
كسروا أجنحتهم وشموخهم وجبروتهم \"،نعم إنهم يتفجاؤون لذلك ، ففكرة تغير ذلك الهزيل الوهن إلى قوي فكرة لاتعجبهم ولا تخدم مصالحهم ومُسالَمَتهم ،فكرة أنهم كانوا ولن يصبحوا مثلما كانوا يوما ما تزعجهم حقا، أما إنسي آخر لايعلم أحدا عن نقطة ضعفه ،وهذا قانون محكم مهما حاولنا إخضاع للقابلية التفشي يوما ما ، فأنتم أو أنا لانستطيع رؤية ماهية الإنسان ومعرفته حق المعرفة، ذلك الشخص يخمرها ويطمرها ،من مكان للآخر لا يجلس معها ولايتعهدها المهم هي بعيدة عن شزر الناس ، فهو بالطبع يقدر جهل الناس ،ياله من إنسان متوقد الذهن ،يعرف أن الناس سيتجاهلون ضعفه ؛ولكن لايعرف مدى جهله وبلاهته، ويظلل عليها ،حتى أنه إنسان أناني و إ ستئثاري ،فعندما تضربه الدنيا وتقلب كفيه ،يكتفي بعقد المقارنة بين جنانه وعقله عسى أن ينفعه هذا بشيئ ، لايكترث للأمر تلك النقطة بتاتا ، وإن يكن بمقدوره أن يصنع
نقطة إستفحال بعيدة عن ضعفه ،فلن يحقق مايعادل تلك القوة التي يصنعها الإنسان وهو يلملم شتاته في كل مرة دون إنجاد أحد ، إنسان قد هيئ لنفسه كل شيئ ليفرض قوته تلك دون أن يكسره ويمهكه أحد بإستنزاف كم هائل من المشاعر .
التغاير بين الشخصين هو أن من إتخد من ضعفه قوة ، لازال يذكر نفسه بذلك حتى الأن رغم قوته ،لكن الأخر مايهمه هو ما عليه الآن فالنسبة له هي مجرد نقطة.
وعلى سيرة النقطة إستذكرت شيئا كنت أفعله في المدرسة الإبتدائية ، حينا نلقن في بداية مرحلنا الدراسية الحروف والأرقام وعلامات الترقيم ...إلخ،بعد كل هذا التلقين والتعليم يجب على التلميذ إستدراك ماتعلمه وتطبيقه وفقا لمكتسابته،كقرأة نص أو كتابة التعبير مثلا، وإن لم تخني الذاكرة بطبع ،كنت عند المباشرة في كتابة تعبير مهما كان مضمونه ،أكتفي بدمج الحروف مع بعضها البعض للأكون كلمات ،ثم ِاشكل بتلك الكلمات جملة ، فكان المعلم عندما يتناول تعبيري لتصفحه يسترسل قائلا :\"ياتلميذتي عندما تريدين أن أطالع تعبيرك هذا ،أحضري معك قارورة ماء .\"،فيرى إندهاشي من قوله ،فيوبخني في كل مرة على غياب علامات الترقيم من بينها النقطة والفاصلة،فيسترسل قائلا :\"إن غيابها يميت جمال ومعنى النصوص مهما كان مضمونها، حتى و إن قرأها أحد آخر مكاني فسيكتفي حينها بإطلاع على مضمونها فقط دون خارجها...،كنت مع وقت قد تعودت على إستخدامها ،فلا أكتب ذلك النص دون علامات الترقيم حتى و إن كانت في غير مواضعها .
ما أريد إيصاله أن الإنسان الناضج يصنع نفسه من الأشياء البسيطة دون تعظيمها ،بمعنى آخر أن كل مايفتقده يشكله ،نعم هي أشياء يجهلها إنسان آخر ليس بناضج ،هدفه الأول والأخير ماهو عليه الآن.
كما قال المتنبي :
ولم أرى في عيوب الناس شيئا *** كنقص القادرين على التمام.
#شيبوب خديجة.. ❝ ⏤Khadidja Chiboub
❞ نقطة.
غريب عنوان هذا المضمون!،والأغرب من هذا مالذي يدفع إنسان للتعبير عن نقطة !؛والغريب بين كل هذا هو أمر هؤلاء ؛أقصد البشرية !!!؛لماذا؟،أتعرف ماهو أكثر مايخيف الإنسان؟،أن يكون الإنسان نقطة للإنسان آخر ،لايهم التضارع والتآلف؛ ولا الإستثناء،ومالايهم أيضا إن كانت نقطة ضعف أو قوة ،ما يهم مَغَبَّة إستخدام هذه النقطة من شخص إلى آخر،شخص يَانِع وَقُور؛ وآخر يتصنعه ،شخص لايخبر أحد عن نقطة ضعفه ،يجلس بجوارها تلك ويحدثها على أنها صديقته وجليسته،يزورها كل يوم يبكي لها وعليها ،كل يوم دون أن يخبر أحد ،يوم عن يوم حتى يصنع ويجسد من تلك النقطة الضعيفة نقطة قوة ،وبالطبع تندهش تلك البشرية من صنع كهذا،فكيف للإنسي ضعيف أن يهزم قانون سلطتهم ،ألا وهو˝ كرههم للضعفاء ، لأنهم مجرد أشياء إستطاعت أن تخضع لتبخترهم وقوتهم ، وحبهم للأقوياء فهم وحدهم من
كسروا أجنحتهم وشموخهم وجبروتهم ˝،نعم إنهم يتفجاؤون لذلك ، ففكرة تغير ذلك الهزيل الوهن إلى قوي فكرة لاتعجبهم ولا تخدم مصالحهم ومُسالَمَتهم ،فكرة أنهم كانوا ولن يصبحوا مثلما كانوا يوما ما تزعجهم حقا، أما إنسي آخر لايعلم أحدا عن نقطة ضعفه ،وهذا قانون محكم مهما حاولنا إخضاع للقابلية التفشي يوما ما ، فأنتم أو أنا لانستطيع رؤية ماهية الإنسان ومعرفته حق المعرفة، ذلك الشخص يخمرها ويطمرها ،من مكان للآخر لا يجلس معها ولايتعهدها المهم هي بعيدة عن شزر الناس ، فهو بالطبع يقدر جهل الناس ،ياله من إنسان متوقد الذهن ،يعرف أن الناس سيتجاهلون ضعفه ؛ولكن لايعرف مدى جهله وبلاهته، ويظلل عليها ،حتى أنه إنسان أناني و إ ستئثاري ،فعندما تضربه الدنيا وتقلب كفيه ،يكتفي بعقد المقارنة بين جنانه وعقله عسى أن ينفعه هذا بشيئ ، لايكترث للأمر تلك النقطة بتاتا ، وإن يكن بمقدوره أن يصنع
نقطة إستفحال بعيدة عن ضعفه ،فلن يحقق مايعادل تلك القوة التي يصنعها الإنسان وهو يلملم شتاته في كل مرة دون إنجاد أحد ، إنسان قد هيئ لنفسه كل شيئ ليفرض قوته تلك دون أن يكسره ويمهكه أحد بإستنزاف كم هائل من المشاعر .
التغاير بين الشخصين هو أن من إتخد من ضعفه قوة ، لازال يذكر نفسه بذلك حتى الأن رغم قوته ،لكن الأخر مايهمه هو ما عليه الآن فالنسبة له هي مجرد نقطة.
وعلى سيرة النقطة إستذكرت شيئا كنت أفعله في المدرسة الإبتدائية ، حينا نلقن في بداية مرحلنا الدراسية الحروف والأرقام وعلامات الترقيم ..إلخ،بعد كل هذا التلقين والتعليم يجب على التلميذ إستدراك ماتعلمه وتطبيقه وفقا لمكتسابته،كقرأة نص أو كتابة التعبير مثلا، وإن لم تخني الذاكرة بطبع ،كنت عند المباشرة في كتابة تعبير مهما كان مضمونه ،أكتفي بدمج الحروف مع بعضها البعض للأكون كلمات ،ثم ِاشكل بتلك الكلمات جملة ، فكان المعلم عندما يتناول تعبيري لتصفحه يسترسل قائلا :˝ياتلميذتي عندما تريدين أن أطالع تعبيرك هذا ،أحضري معك قارورة ماء .˝،فيرى إندهاشي من قوله ،فيوبخني في كل مرة على غياب علامات الترقيم من بينها النقطة والفاصلة،فيسترسل قائلا :˝إن غيابها يميت جمال ومعنى النصوص مهما كان مضمونها، حتى و إن قرأها أحد آخر مكاني فسيكتفي حينها بإطلاع على مضمونها فقط دون خارجها..،كنت مع وقت قد تعودت على إستخدامها ،فلا أكتب ذلك النص دون علامات الترقيم حتى و إن كانت في غير مواضعها .
ما أريد إيصاله أن الإنسان الناضج يصنع نفسه من الأشياء البسيطة دون تعظيمها ،بمعنى آخر أن كل مايفتقده يشكله ،نعم هي أشياء يجهلها إنسان آخر ليس بناضج ،هدفه الأول والأخير ماهو عليه الآن.
كما قال المتنبي :
ولم أرى في عيوب الناس شيئا ** كنقص القادرين على التمام.