❞ «الشيخ الذي يسكن رأسي»
لم أكن يومًا مجرد إنسانٍ يمضي في الحياة بملامحٍ شابة وصوتٍ هادئ...كان في رأسي شيخٌ لم تترك السنين أثرها على وجهه، بل على فكره ووعيه، شيخٌ نضج قبل أوانه، لا يشيب شعره ولكن تشيب روحه من عمق ما رأى.
علّمني كيف أصمت عندما يعلو ضجيج الجهل، وكيف أفهم ما لا يُقال، وكيف أزن الأمور بميزان التجربة لا العاطفة.
حين نظروا إليّ، رأوا مظهرًا لا يدل على ما في الداخل، لم يدركوا أن الوعي لا علاقة له بالعُمر، وأن العقل لا يكبر بالسنين، بل بالمواقف التي تترك فيك أثرًا لا يُنسى.
في داخلي رجلٌ عاش ألف مرة، ومات في كل تجربة ليولد من جديد أكثر فهمًا، أكثر صبرًا، وأكثر صمتًا... ذلك الوعي الذي سكن رأسي، فلا تظن أن عمري، وملامحي التي تحدد من أنا.
Roofa Abdo _. ❝ ⏤𝑅𝑜𝑜𝒻𝒶 𝐴𝒷𝒹𝑜
❞«الشيخ الذي يسكن رأسي» لم أكن يومًا مجرد إنسانٍ يمضي في الحياة بملامحٍ شابة وصوتٍ هادئ..كان في رأسي شيخٌ لم تترك السنين أثرها على وجهه، بل على فكره ووعيه، شيخٌ نضج قبل أوانه، لا يشيب شعره ولكن تشيب روحه من عمق ما رأى.
علّمني كيف أصمت عندما يعلو ضجيج الجهل، وكيف أفهم ما لا يُقال، وكيف أزن الأمور بميزان التجربة لا العاطفة.
حين نظروا إليّ، رأوا مظهرًا لا يدل على ما في الداخل، لم يدركوا أن الوعي لا علاقة له بالعُمر، وأن العقل لا يكبر بالسنين، بل بالمواقف التي تترك فيك أثرًا لا يُنسى.
في داخلي رجلٌ عاش ألف مرة، ومات في كل تجربة ليولد من جديد أكثر فهمًا، أكثر صبرًا، وأكثر صمتًا.. ذلك الوعي الذي سكن رأسي، فلا تظن أن عمري، وملامحي التي تحدد من أنا.
Roofa Abdo _. ❝
❞ رواية \"ظل صاحبي\"
الحلقة الرابعة: المسافة بتوجع أكتر من الخلاف
مرّت أسابيع على الشقاق اللي حصل بين البنات، وكل واحدة رجعت لقوقعتها القديمة، كأن الصداقة ماحصلتش… لكن الحقيقة؟ كانت لسه عايشة جواهم، بتنغز في كل لحظة.
جلنار
رجعت للوحدة، بس المرة دي كانت أقسى. لما كانت بتبقى لوحدها قبل كده، ماكانش عندها طَعم للمقارنة. دلوقتي؟ بتقارن كل يوم، بين صوت ضحكتهم، وسكوتها الحالي.
في recess، بقت تقعد لوحدها في الحديقة الخلفية للمدرسة، تكتب شعر في كشكول صغير، كلها عن الفقد… عن غُربة الصحاب.
هالة
كانت بتحاول تبين إنها كويسة، محاطة بناس كتير، بس في الحقيقة… كانت بتزوّغ من الحصص وتقعد على السلم الخلفي للمدرسة. بتراجع كلامها اللي قالته لسارة، وتتمنى لو تقدر ترجع الوقت.
فرح
غطت نفسها في الكتب والمذاكرة، عشان تبعد عن التفكير. بس اللي تعبها مش سارة… اللي وجعها إنهم كلهم سابوا بعض من غير حتى محاولة للصلح.
كانت بتبص أحيانًا على صورهم مع بعض، وماتقدرش تمسحها.
سارة
مكنتش بتنام كويس. إحساس الذنب كان بيأكلها. هي مش بس السبب في اللي حصل، هي كمان اللي ماعرفتش تدافع عن نفسها وقتها. كانت كل يوم تكتب رسالة اعتذار، وتحذفها.
ليلة المفاجأة
في يوم خميس، المدرسة أعلنت عن مسابقة لكتابة قصة قصيرة عن \"أثر الصداقة في الحياة\". وكل واحدة من البنات قرأت الإعلان…
وكل واحدة فيهم، من غير ما تعرف عن التانية، قررت تشارك.
مش علشان الجايزة… بس يمكن تكون طريقة غير مباشرة تحكي اللي جواها.
يوم النتيجة
تم اختيار قصة واحدة من بين الكل، بعنوان:
\"حيطة نميل عليها\"
والمديرة قالت إنها هتتعلق في لوحة الشرف، باسم مجهول.
البنات الأربعة كانوا واقفين قدام اللوحة، وكل واحدة فيهم قرأت السطور… وكل واحدة منهم عرفت إنها مش هي اللي كتبت القصة، لكن حست إن الكلام بيحكي عنها.
جلنار قالت بهدوء:
ـ \"مش مهم مين كتبها... المهم إننا كلنا كنا فيها.\"
فرح بصّت في الأرض وقالت:
ـ \"أنا آسفة يا بنات... أنا غلطت إني شكيت.\"
سارة دمعت وقالت:
ـ \"وأنا غلطت إني ماقلتش الحقيقة كاملة.\"
هالة مدت إيديها، وقالت بخفة دم باكية:
ـ \"طب يلا نحضن بعض قبل ما أعيّط بجد.\"
وتحضنوا…
مش عشان كل حاجة اتصلحت، لكن عشان كل واحدة فيهم اختارت تبدأ من جديد.
نهاية الحلقة الرابعة
بقلم رحـــــــآب عبدالمنعم. ❝ ⏤
❞ رواية ˝ظل صاحبي˝
الحلقة الرابعة: المسافة بتوجع أكتر من الخلاف
مرّت أسابيع على الشقاق اللي حصل بين البنات، وكل واحدة رجعت لقوقعتها القديمة، كأن الصداقة ماحصلتش… لكن الحقيقة؟ كانت لسه عايشة جواهم، بتنغز في كل لحظة.
جلنار
رجعت للوحدة، بس المرة دي كانت أقسى. لما كانت بتبقى لوحدها قبل كده، ماكانش عندها طَعم للمقارنة. دلوقتي؟ بتقارن كل يوم، بين صوت ضحكتهم، وسكوتها الحالي.
في recess، بقت تقعد لوحدها في الحديقة الخلفية للمدرسة، تكتب شعر في كشكول صغير، كلها عن الفقد… عن غُربة الصحاب.
هالة
كانت بتحاول تبين إنها كويسة، محاطة بناس كتير، بس في الحقيقة… كانت بتزوّغ من الحصص وتقعد على السلم الخلفي للمدرسة. بتراجع كلامها اللي قالته لسارة، وتتمنى لو تقدر ترجع الوقت.
فرح
غطت نفسها في الكتب والمذاكرة، عشان تبعد عن التفكير. بس اللي تعبها مش سارة… اللي وجعها إنهم كلهم سابوا بعض من غير حتى محاولة للصلح.
كانت بتبص أحيانًا على صورهم مع بعض، وماتقدرش تمسحها.
سارة
مكنتش بتنام كويس. إحساس الذنب كان بيأكلها. هي مش بس السبب في اللي حصل، هي كمان اللي ماعرفتش تدافع عن نفسها وقتها. كانت كل يوم تكتب رسالة اعتذار، وتحذفها.
ليلة المفاجأة
في يوم خميس، المدرسة أعلنت عن مسابقة لكتابة قصة قصيرة عن ˝أثر الصداقة في الحياة˝. وكل واحدة من البنات قرأت الإعلان…
وكل واحدة فيهم، من غير ما تعرف عن التانية، قررت تشارك.
مش علشان الجايزة… بس يمكن تكون طريقة غير مباشرة تحكي اللي جواها.
يوم النتيجة
تم اختيار قصة واحدة من بين الكل، بعنوان:
˝حيطة نميل عليها˝
والمديرة قالت إنها هتتعلق في لوحة الشرف، باسم مجهول.
البنات الأربعة كانوا واقفين قدام اللوحة، وكل واحدة فيهم قرأت السطور… وكل واحدة منهم عرفت إنها مش هي اللي كتبت القصة، لكن حست إن الكلام بيحكي عنها.
جلنار قالت بهدوء:
ـ ˝مش مهم مين كتبها.. المهم إننا كلنا كنا فيها.˝
فرح بصّت في الأرض وقالت:
ـ ˝أنا آسفة يا بنات.. أنا غلطت إني شكيت.˝
سارة دمعت وقالت:
ـ ˝وأنا غلطت إني ماقلتش الحقيقة كاملة.˝
هالة مدت إيديها، وقالت بخفة دم باكية:
ـ ˝طب يلا نحضن بعض قبل ما أعيّط بجد.˝
وتحضنوا…
مش عشان كل حاجة اتصلحت، لكن عشان كل واحدة فيهم اختارت تبدأ من جديد.