اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه، وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي، ثم لم أفِ لك به، وأستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك، فخالط قلبي منه ما علمت.
#ولسوف_ترضى 📚
#زهراء_عبدالعليم. ❝ ⏤الكاتبه: زهراء عبدالعليم محمود
اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه، وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي، ثم لم أفِ لك به، وأستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك، فخالط قلبي منه ما علمت.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ الذي أرسل نبيَّه رحمةً للعالمين، وجعل قلبه الطاهر منبعًا للعاطفة الصادقة والشفقة العظيمة، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، الذي امتلأ قلبُه حُبًّا لأمته وحرصًا على هدايتها.
نُورُ العاطفة النبوية
إخوتَنا في الله،
لقد تَجَلَّت عَظَمَةُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ لا في سُمُوِّ رسالتِه فحَسْب، بل في عَاطِفَتِه الجَيَّاشَة التي فاضَتْ رحمةً وشَفَقَةً على أُمَّته والبَشَرية جمعاء. لم يكن ﷺ مُبَلِّغًا جامِدًا للرسالة، بَلْ كَانَ قَلْبًا حَيًّا يَنْبِضُ بِحُبٍّ صَادِقٍ وشَوقٍ مُلِحٍّ لِهدايةِ الناس.
قال تعالى:
﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (الشعراء: 3).
أي: لعلَّكَ يا محمد تُهلكُ نفسَكَ حُزنًا وحرصًا على أن يُؤمن قومُكَ. فهذه الآية تَكشِفُ شدَّةَ انفعالِ قلبِه ﷺ، حتى كاد يهلكُ نفسَه شَفَقَةً على مَن لم يُؤمن.
ونَسمع قولَه تعالى:
﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾ (فاطر: 8).
وكأن الله يُرَبِّت على قلب نبيِّه، يُخَفِّفُ عنه آلامَ الحُزن، إذ كان حَسْرَتُه ﷺ على الضالِّين أشدَّ من تحمُّل النفس البشرية العادية.
دروسٌ لنا نحنُ أُمَّة الدعوة
عاطفتُه مع المؤمنين:
حين استمع النبي ﷺ إلى ابن مسعود رضي الله عنه يَقرَأُ قوله تعالى:
﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ (النساء: 41)، فبكى النبي ﷺ. بُكَاؤُه لم يكن ضعفًا، بل إحساسًا عميقًا بالمسؤولية، وخوفًا على أمته يوم الحساب.
عاطفتُه في الرحمة العامة:
في فتح مكة، اليوم الذي كان يُنتظر أن يكون يوم انتقام، قال الناس: اليوم يوم الملحمة. فقال ﷺ: \"بَلِ الْيَوْمُ يَوْمُ الْمَرْحَمَةِ\".
فعفا عن أعدائه، وسامحهم، وأطلق في قلوبهم بُشْرَى المغفرة، وكأن قلبه لا يعرف سوى الرِّفق والعَفْو.
عاطفتُه في الموقف الأخروي:
بلغت العاطفة النبوية ذُروتها في يوم القيامة، حيث يشفع ﷺ لأمته، كما وعده الله تعالى:
﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ (الضحى: 5).
وقد قال الإمام ابن كثير: \"أي لا يَرضى نبيُّنا ﷺ وأحدٌ من أُمَّته في النار ممن يستحق الشفاعة\".
فأيُّ رحمةٍ أعظم من أن يرضى قلبه الشريف ألَّا يُترَكَ أحدٌ من أُمَّته في النار؟
دروس العاطفة من القرآن والحيوان
النملة قالت: ﴿يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ﴾ (النمل: 18) رحمةً بأمتها.
والهدهد قال: ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ﴾ (النمل: 24) همًّا على ضلال مملكة بأكملها.
فإذا كان حيوان صغير يحمل همَّ هداية الخلق، فكيف بنبيٍّ خُصَّ بوصفه: رحمة للعالمين؟
نحن والاقتداء بهذه العاطفة
يا إخوتَنا الدعاة،
إن الدعوة ليست جَدلًا عقليًّا فقط، ولا إلقاء براهين جافة، بل هي قَبل ذلك عاطفةٌ جَيَّاشةٌ، وحِرْصٌ صادق على هداية الخلق.
فلنَسأل أنفسَنا:
هل نحزنُ على ضلالِ الناس كما كان يحزن نبينا ﷺ؟
هل نَفرح بهدايتهم كما كان يفرح هو؟
هل نحمل في قلوبنا رحمةً تُغطي القريب والبعيد، المؤمن وغير المؤمن؟
واجبنا اليوم
أن نكون رحماء بقلوبنا في دعوتنا.
أن نتحمل أذى الناس بصبر، كما تحمّل نبيُّنا ﷺ.
أن نجعل همَّنا الأكبر خلاصَ البشرية من النار، لا الانتصار لأنفسنا.
أن يكون خطابُنا للناس منبعثًا من قلبٍ يفيض رحمةً، قبل أن يكون من لسانٍ يجادل بالحُجَّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ الذي أرسل نبيَّه رحمةً للعالمين، وجعل قلبه الطاهر منبعًا للعاطفة الصادقة والشفقة العظيمة، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، الذي امتلأ قلبُه حُبًّا لأمته وحرصًا على هدايتها.
نُورُ العاطفة النبوية
إخوتَنا في الله،
لقد تَجَلَّت عَظَمَةُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ لا في سُمُوِّ رسالتِه فحَسْب، بل في عَاطِفَتِه الجَيَّاشَة التي فاضَتْ رحمةً وشَفَقَةً على أُمَّته والبَشَرية جمعاء. لم يكن ﷺ مُبَلِّغًا جامِدًا للرسالة، بَلْ كَانَ قَلْبًا حَيًّا يَنْبِضُ بِحُبٍّ صَادِقٍ وشَوقٍ مُلِحٍّ لِهدايةِ الناس.
قال تعالى:
﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (الشعراء: 3).
أي: لعلَّكَ يا محمد تُهلكُ نفسَكَ حُزنًا وحرصًا على أن يُؤمن قومُكَ. فهذه الآية تَكشِفُ شدَّةَ انفعالِ قلبِه ﷺ، حتى كاد يهلكُ نفسَه شَفَقَةً على مَن لم يُؤمن.
ونَسمع قولَه تعالى:
﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾ (فاطر: 8).
وكأن الله يُرَبِّت على قلب نبيِّه، يُخَفِّفُ عنه آلامَ الحُزن، إذ كان حَسْرَتُه ﷺ على الضالِّين أشدَّ من تحمُّل النفس البشرية العادية.
دروسٌ لنا نحنُ أُمَّة الدعوة
عاطفتُه مع المؤمنين:
حين استمع النبي ﷺ إلى ابن مسعود رضي الله عنه يَقرَأُ قوله تعالى:
﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ (النساء: 41)، فبكى النبي ﷺ. بُكَاؤُه لم يكن ضعفًا، بل إحساسًا عميقًا بالمسؤولية، وخوفًا على أمته يوم الحساب.
عاطفتُه في الرحمة العامة:
في فتح مكة، اليوم الذي كان يُنتظر أن يكون يوم انتقام، قال الناس: اليوم يوم الملحمة. فقال ﷺ: ˝بَلِ الْيَوْمُ يَوْمُ الْمَرْحَمَةِ˝.
فعفا عن أعدائه، وسامحهم، وأطلق في قلوبهم بُشْرَى المغفرة، وكأن قلبه لا يعرف سوى الرِّفق والعَفْو.
عاطفتُه في الموقف الأخروي:
بلغت العاطفة النبوية ذُروتها في يوم القيامة، حيث يشفع ﷺ لأمته، كما وعده الله تعالى:
﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ (الضحى: 5).
وقد قال الإمام ابن كثير: ˝أي لا يَرضى نبيُّنا ﷺ وأحدٌ من أُمَّته في النار ممن يستحق الشفاعة˝.
فأيُّ رحمةٍ أعظم من أن يرضى قلبه الشريف ألَّا يُترَكَ أحدٌ من أُمَّته في النار؟
دروس العاطفة من القرآن والحيوان
النملة قالت: ﴿يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ﴾ (النمل: 18) رحمةً بأمتها.
والهدهد قال: ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ﴾ (النمل: 24) همًّا على ضلال مملكة بأكملها.
فإذا كان حيوان صغير يحمل همَّ هداية الخلق، فكيف بنبيٍّ خُصَّ بوصفه: رحمة للعالمين؟
نحن والاقتداء بهذه العاطفة
يا إخوتَنا الدعاة،
إن الدعوة ليست جَدلًا عقليًّا فقط، ولا إلقاء براهين جافة، بل هي قَبل ذلك عاطفةٌ جَيَّاشةٌ، وحِرْصٌ صادق على هداية الخلق.
فلنَسأل أنفسَنا:
هل نحزنُ على ضلالِ الناس كما كان يحزن نبينا ﷺ؟
هل نَفرح بهدايتهم كما كان يفرح هو؟
هل نحمل في قلوبنا رحمةً تُغطي القريب والبعيد، المؤمن وغير المؤمن؟
واجبنا اليوم
أن نكون رحماء بقلوبنا في دعوتنا.
أن نتحمل أذى الناس بصبر، كما تحمّل نبيُّنا ﷺ.
أن نجعل همَّنا الأكبر خلاصَ البشرية من النار، لا الانتصار لأنفسنا.
أن يكون خطابُنا للناس منبعثًا من قلبٍ يفيض رحمةً، قبل أن يكون من لسانٍ يجادل بالحُجَّة.