❞ يقول القانون: عندما يقتل أحدهم الآخر، يُعاقب القاتل ويُسجن، حتى وإن كان المقتول قد استخدم أبشع وسائل التعذيب معه او مع غيرة. ويظل الناس يهتفون:
\"إنه مجرم وقاتل، ويجب أن يُعاقب!\"
وتبعًا لاختلاف القوانين، قد يُحكم على القاتل بالسجن المؤبد، فيقضي بقية حياته يدفع الثمن،
وقد يُحكم عليه بالإعدام شنقًا، ويُقال حينها:
\"من قتل يُقتل!\"
عبارة جميلة، أليس كذلك؟
نحن لا نقول إن من يقتل لا يُعاقب،
لكن، لماذا لا ينص القانون — أو يشترط — أن من يقتل مجرمًا يعيث في الأرض فسادًا، لا يُعد مجرمًا؟
وجهة نظر، أليس كذلك؟
ويبقى السؤال:
«هل مَن يقتل شخصًا قد نسي معنى الإنسانية، وأصبح اليد العُليا لإبليس على وجه الأرض… هل يكون مجرمًا؟!»
_______________________
أولًا:
مدّ يده نحو قبضة الباب، فتحه بهدوء ودخل إلى المكتب، ليجده جالسًا في سكينة، يقرأ كتابًا جديدًا بنظرات غارقة في التأمل. التفت إليه بطرف عينه وقال بنبرة خافتة:
– احكى.
– دي القضية الجديدة
ظل عثمان يقلب صفحات الكتاب بمللٍ خافت، دون أن تظهر عليه علامات الدهشة، تلك التي كانت ترافقه في الماضي، ثم قال بتنهيدةٍ ثقيلة:
– وبعدين؟
تحدّث رائد بحماسة مشتعلة:
– أيوه يا \"كينج بيه\"، دي قضية السفاح لغايت دلوقتي الضحايا عشرة!
لم يُعره عثمان انتباهًا، اكتفى برفع حاجبيه دون أي أثرٍ من اندهاش، ثم كرر:
– وبعدين؟
عقد رائد حاجبيه باستغراب.
– وبعدين اي؟!
تنفس عثمان بعمق، وزفره بضيق، ثم أغلق كتابه ونهض مغادرًا المكتب. لم يتفاجأ رائد، فقد اعتاد على هذا الطبع؛ فذاك الرجل، بخبرته ودهائه، لم يخسر قضية في حياته، حتى بات لا يأبه لشيء، وكأن الأحداث تمر من حوله دون أن تمسّه.
---
جلس الشباب حول أوراقهم المتناثرة، يدرسون في جوف الليل استعدادًا لامتحان الغد.
– السؤال ده مش هييجي في الامتحان، قالها أحدهم بتكاسل.
ضحك\" هشام\" بسخريةٍ ممزوجة بشفقة على نفسه...
– آه، مش بييجي غيره في الامتحان اسكت يا كامل، خليك ساكت أحسن!
نظر كامل إلى صديقه الجالس في أحد الأركان، منشغلًا بلعبته يصدر ضجيجًا طفوليًا، ثم صرخ بعينين متسعتين:
– ماهيييير!
ردّ ماهر متمايعًا مثل الراقصات:
– يا نعاااام؟
_ ذاكر يا حبيبي.
لوى ثغرة بانزعاج و تجاهل:
– ماشي، ماشي..
في ليلة الامتحان
التفت حوله بحذر، ليتأكد من خلو المكان من المراقبة، ثم همس لهشام الذي بدا مستغرقًا في ورقته بعينين متوترتين:
– هشام... ولا يا هشام...
التفت إليه هشام بحذر و صوت هامس:
– ماااهر، سيبني في حالي.
– طب قوللي دي صح ولا غلط بس.
قالها ماهر متوسلًا، لكن هشام انزعج أكثر، وردّ وهو يجز على أسنانه:
– يعني \"صح وغلط\" هي اللي عاملالك أزمة؟ Are you crazy?
لاحظ المراقب حركتهما، فتوجّه إلى هشام:
– في حاجة يا هشام؟
أجاب هشام وهو يحاول السيطرة على ملامحه:
– لا..لا... خالص.
رفع المراقب صوته محذرًا:
– فاضل عشر دقايق على نص الوقت، اللي خلص يراجع.
_________________
خرج كامل إلى الساحة يبحث عن أصدقائه:
– عملتوا إيه؟
أجابه ماهر بثقة وسذاجة:
– يا عم ده امتحان أحياء!
رفع هشام حاجبه باستنكار:
– آه، عشان بيغش مني.
التفت له كامل متفهمًا:
– أمم... ماهر؟
– نعم؟
– Go to hell.
– وأنا وأنت إن شاء الله!
ضحكت لينا على سذاجتهما:
– استغفر الله العظيم يا رب...
ثم أغمضت عينيها بخبث وقالت:
– والسؤال الأخير؟
– ماله؟
قالت رنا وقد رفعت حاجبيها:
– آه، عملت فيه إيه؟ أكيد هتقولي يا عمتو \"ده عليه خمس نقط بس، مش هيفرق\"... صح؟
اتّكأ ماهر على كتف كامل، وظل يحكّ أنفه وهو يحاول تغيير الموضوع:
– بصراحة... استحي أقولك \"يا عمتي\"، لأنك أكبر منها.
اتسعت عيناها صدمة، وانفجرت ضاحكة مع من حولها:
– إيييييييييييه! عمّتك مين اللي أنا أكبر منها؟!
زفر كامل بضيق:
– بس بقى، عايزين نمشي!
نظر هشام جانبًا، فرأى صديقه \"كريم\" يلوّح له بعد أن أنهى امتحان التاريخ. ذهب إليه تاركًا رفاقه خلفه.
ظل كامل يراقب كريم بعينٍ يملؤها الحقد، فلاحظ ماهر نظرته وقال:
– مالك؟
أجابه كامل بنبرة حاقده:
– مفيش
نظرت لينا إليه متعجبة،
ثم انتبه ماهر فجأة:
– استنى... السؤال الأخير عليه خمس درجات؟!
---
– التاريخ كان حلو.
– كان عادي.
ثم وجه أنظاره لأصدقاء هشام، وحدّق في كامل ثم عاد لينظر إلى هشام، وقال بسخرية:
– أخبار كامل إيه؟ حل كويس؟
تعجب هشام من نبرته الجديدة:
– آه، حل كويس.
وصلت سيارة هشام، ركبها ليجد شقيقه الأصغر جالسًا:
– إنت بتعمل إيه هنا؟ كنت فاكر إنك لسه نايم!
نظر إليه آدم بخبث:
– إزاي أنام وأخويا في الامتحان؟ جيت أطمن عليك... عملت إيه؟
ابتسم هشام بسخرية وهو يتذكر إزعاجه المعتاد:
– يا سلام على الكرم...
ثم تمتم وهو يلتفت عنه:
– عيل بارد.
ابتسم آدم ابتسامة صفراء:
– بتقول حاجة يا ميشو؟
– لا... سلمتك، ده أنا بكح.
_________________________
– لسه بتغلبني زي زمان يا عثمان.
قالها \"جاسر\" وهو يحرّك قطعة الشطرنج، مسلِّمًا بالخسارة.
اعتدل عثمان في جلسته بعد فوزه، وسأل بهدوء:
– الأولاد عملوا إيه في الامتحان؟
تمتم \"جاسر\" بنبرة منزعجة:
– هو أنا لسه ما كبرت على الخسارة ولا إيه؟
– بتقول إيه؟
– هاا. هشام بعتلي وقال إن الامتحان كان سهل... هتعمل إيه في القضية؟
ردّ عثمان بانزعاج:
– طيب ما هي في إيدك إنت ويحيى... أنا هعمل فيها إيه؟
نظر له \"جاسر\" بتوسُّل:
– يا عثمان، أنا مقدرش أعمل حاجة من غيرك، ولا من غير يحيى.
مال عثمان برأسه إلى الخلف، لا يزال متردِّدًا.
أعاد \"جاسر\" قطع الشطرنج إلى مكانها، وقال كأنه يسترجع زمنًا مضى:
– فاكر لما كنا إحنا الأربعة دايمًا سوا؟ أنا وإنت ويحيى وجودات؟
تغيّرت ملامح عثمان، ونظر إليه بعين مليئة بالحزن والغضب:
– أنا دلوقتي مش فارق معايا غير حاجة واحدة... عايز أعرف بنتي فين.
اتّسعت عينا \"جاسر\" من الصدمة، فتابع عثمان وهو ينهض:
– سلّملي على أريج والعيال.
خرج من الغرفة، ثم جلس علي مكتبه مغمضً عينيه، وتنهد بتعب. غرق في الذكريات...
– هي \"آرين\" لسه ما رجعتش من الامتحان؟
سأل عثمان زوجته \"سيرين\" بقلق.
– لأ... اتأخرت شوية.
بعد دقائق، فُتح الباب، ودخلت فتاة بشعر قصير وعيون بُنِّية لامعة، تقول بمرح:
– أنا جِيييييت!
ابتسمت \"سيرين\" براحة:
– تعالي، عملتي إيه؟
جلست \"آرين\" على الأريكة وسط والديها، السعادة واضحة على ملامحها، وهي تمسك ورقه الامتحان قائلة
– كان سهل!
أخذ عثمان الورقة وهو يبتسم، ثم بدأ يضحك ويدغدغها:
– يعني كان سهل وسايبانا قلقانين عليكِ؟! وامبارح كنتِ بتعيطي ومش عارفة تحلي حاجة!
توقفت ذكرياته فجأة لتعد به لليوم الذي انتهى فيه كل شيء
في سنة 2020، بعد فكّ الحظر التجول، كان عثمان يقود السيارة وبجواره سيرين وخلفه آرين.
لاحظ عثمان ان هناك سيارة لونها اسود تدبعهم منذ مده، ثم غيّر طريقه ليتأكّد من شكوكه.
– الطريق ده مش طريقنا!
قالتها سيرين بقلق.
– عارف.
اتكأت سيرين علي نافذة السيارة لتنظر في المرآة ملاحظه ان هناك سيارة خلفهم، فهمت سيرين مايحدث ثم تساءلت:
– مين دول؟
– مش عارف.
قالتها وهو يضغط على البنزين، لكن السيّارة لم تستجب.
وضعت آرين قدميها علي مقعد السيارة ونظرت من الزجاج الخلفي:
– بابا، العربيّة دي ماشيه ورانا ليه؟
– مش بتمشي ورانا ياحببتي اقعدي كويس بس. اجابتها\" سيرين\" وهي تنظر لزوجها محاولة فهم شيء
– بس أنا شايفاها من ساعة ما كنا في المول!
نظرت سيرين لعثمان قائلة بصوت غاضب:
– ايييه...و إزاي ما خدتش بالك من حاجة زي دي؟
وفجأة، ظهرت سيارات أخرى، وحاصرتهم. ضغط عثمان على البنزين بكل قوّته... لكنه لم يعمل.
أدركت سيرين خطورة الموقف، فالتفتت لابنتها:
– اربطي الحزام كويس، يلا يا حبيبتي.
همّت بالكلام وهي تنظر له بقلق ، فقاطعها عثمان:
– متقلقيش؟!
رفعت سيرين صوتها بغض:
_ مقلقش! مقلقش ازي؟
– بنتك قعدة ورا... ما تخوّفيهاش!
مدّت سيرين يدها لأرين، لكن لم تمر لحظات...
واصطدمت سيارتهم بسيارة من الجهة المقابلة، اتنهى الحادث بنقلاب سيارة عثمان من اعلى المنحدر، ذهبت تلك السيارات بعد ان نفذت مخططها
بعد دقائق قليله
فتحت آرين عينيها ببطء، لتنصدم من مشهد ابويها الملطخين بالدماء، ارتجف جسدها، ثم نادت:
– با. بابا... ماما...
وظلت تحاول ايقاظهم، ترقرقت الدموع في عينيها، ثم انفجرت بالبكاء، في تلك اللحظة فتح عثمان عينه بتعب شديد ينظر لأبنتة التي تبكي بشدة وزوجتة الملطخه بالدماء ساكنة في مكانها بلا حركه
حاول التحدث معها لتهدئتها
_ ا. ارين
توقفت ارين عن البكاء بعد سماع صوت ابيها قائله بلهفه:
– با. بابا بابا أنت كويس
ثم بكت مجدداً قائله
– بابا، ماما مش بتتنفس
حاول عثمان أن يعتدل، لكن جسده لا يساعده، مسح دموعها بصعوبة، وقال:
– متخافيش يا حبيبتي... ماما كويسة...
بدأت عينيها تغلق ببطء، ثم فسقطت أمامه. صرخ عثمان قلقاً عليها :
– آرين... آرييييييين!
لم يشعر عثمان بنفسه إلا وهو يفتح عينيه ليجد نفسه في المشفى، غير قادر علي الحراك بسبب جسده مثقّل بالجبائر، ثم وجد امامه رئيس الاطباء بنفسه، اللذي ابتسم عندما افاق من مفعول المخدر
– حمدالله على السلامة، عثمان بيه.
أول ما خطر بباله هو مشهد زوجته وابنته،ثم قال بلهفه:
– سيرين و آرين هما كويسين صح؟
– مدام سيرين لسه خارجة من العمليات، حالتها مستقرة.
تعجب عثمان عندما لم يذكر ابنته قائلاً بتوتر
– وبنتي؟
سكت الطبيب، ثم قال:
– آسف عثمان بيه بس بنت حضرتك ماكنتش موجودة معاكم.
اتسعت عينا عثمان بصدمه بمحاوله النهض:
– إيييه؟! يعني إيه ماكنتش معانا؟!
حاول الطبيب تهدئته:
– اهدى عثمان بيه هتأزي نفسك.
تنهد بصعوبه وتعب ومشاعر ممزوجه بالعجز
– آرين...!
\"الحاضر\"
عاد \"عثمان\" من محيط الذكرياته الاليم، وهو يتنفس بصعوبة، ثم وضع يديه على وجهه، غير مُصدّق أن ابنته الوحيدة قد ضاعت من بين يديه، قطع كل تلك الافكار دخول \"رائد\" علية ليُخبره بشيء يخص القضية:
– كينغ بيه...
لكن عثمان أمسك بيده، وقال بثبات:
– أنا موقّف.
بين لينا ورنا:
– شايفة كان بيبص إزاي؟!
لكن \"رنا\" لم ترفع عينها عن الهاتف:
– أول مرة أشوف كامل كده، بس عادي... إيه المشكلة؟
سحبت لينا هاتف رنا بنزعاج:
– يابنتِ كامل مش حقود.
ضحكت \"رنا\" من كلامها وقالت بخبث:
– بتقولي إيه؟! كامل مالو؟!
احرجت لينا مردفه
– الغلط غلطتي إني كلمتك أصلاً.
– غوري يابت أنتِ عارفه تعملي حاجه، روحي شوفي الاكل اللي حرقتيه جوه.
ظلت \"جيدا\" تشير بعينيها لآرين مراراً وتكراراً:
– مش بتاكلي ليه؟
– أنا اللي مش باكل برضو؟!
– عملتي إيه في الامتحان؟
– الحمد لله.
اتجهت جيدآ بالموضوع لمكان اخر
– حاولتي تفتكري حاجة؟
– حاجه زي إيه؟
– زي... أمك وأبوك مثلاً؟
وضعت \"آرين\" الملعقة، وقالت بغضب:
– لأ!.. وبلاش تفتحي الموضوع ده تاني.
– أنا بس عايزة مصلحتك... انتِ لو مكنتيش عرفتيني اسمك اليوم ده كان زمانك متعرفهوش أصلاً .
– واسمي ساعدني في إيه يعني؟
وقفت، تركت الطعام. حاولت جيدَا تهدئتها:
– طب اقعدي كمّلي أكلك.
– لا شكرًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في نهارٍ قائظ، وتحت شمسٍ تلسع الأجساد، وقف كلٌّ من عثمان وجاسر ومساعديهما عند موقع أول جريمة. كان الحرُّ يذيب الصبر، والعرق يتصبب من الوجوه. أمسك فارس، مساعد جاسر، بالأوراق وبدأ يرتّبها بعناية وهو يقرأ:
• حسين محمد أبو زيد، أول الضحايا.
قُتل يوم السبت، 29 أبريل 2023، وكان يعمل موظفًا في بنك.
عقد رائد حاجبيه، وأمال رأسه بتعجب:
_ موظف؟! إيه اللي يخلي حد يقتل موظف؟!
رفع فارس عينيه ببطء، ونظر إليه بنظرة ازدراء خالية من الكلمات، وكأن حديثه لم يستحق الرد. تبادل جاسر وعثمان الحديث بانزعاج، فالحرُّ كاد يخرس أفواههم، والعرق لم يترك بقعة في أجسادهم إلا واحتلها.
قال جاسر، متنهدًا:
_ ليه لازم نروح كل الأماكن اللي حصلت فيها جرائم القتل؟ إيه لازمتها؟!
كان عثمان ينظر للأرض، يتأمل رسم الطباشير حول جسد الضحية، ثم قال بنبرة خافتة، وبدن منحنٍ إلى الأمام كأنّه يلاحق خيطًا خفيًا:
_ عايز أعرف إيه الرابط بين الأماكن دي... مش عايزين نطبّق حظر تجول والسلام، إحنا بندوّر على نمط، على دليل!
_ يعني هنلف على الكل؟
_ آه.
تمتم جاسر متذمرًا:
_ أهوه... وأنا ذنبي إيه في الحر ده؟
رمقه عثمان بنظرة جانبية وقال ببرود:
_ حد قالك تجيبني معاك؟ لو مش عاجبك... روح.
واصل فارس قراءة الأوراق:
• عماد ياسر ال. ال. الزهدي، ثاني ضحايا السفاح.
قُتل يوم الأحد، 30 أبريل.
ضحك رائد بسخرية:
_ مش عارف تقرأ ولا إيه؟!
نظر له فارس بنفاد صبر وهمّ بالرد، لكن عثمان قاطعه فجأة:
_ الساعة كام؟
رفع فارس رأسه بتساؤل:
_ نعم؟
_ يعني اتقتل الساعة كام؟
بدأ فارس يقلّب في الأوراق، يبحث عن الوقت المحدد:
_ مش مكتوب...
نظر إليه عثمان بعينين ضيّقتين ونبرة منزعجة:
_ يعني إيه \"مش مكتوب\"؟!
_ آسف، كينج، بس مقدرتش أوصل للمعلومة دي.
نظر أمامه نحو موقع الجريمة، ثم تابع:
_ رائد، عايز منك تقرير مفصّل عن كل ضحية. الميلاد، العيلة، علاقاتهم، أصدقاؤهم... كل حاجة.
ابتسم رائد ابتسامة جانبية فيها خُبث، ثم نظر إلى فارس من رأسه إلى قدمه:
_ حاضررر...
لكن فارس، وقد احمرّ وجهه من الغضب، انفجر صائحًا:
_ إهدى شوية! هو إيه اللي جابك أصلاً؟!
التفت الجميع نحوه بدهشة... فارس الهادئ دومًا، ما الذي أخرجه عن طوره؟
قال جاسر بنبرة حذرة:
_ مالك؟ إنت كويس؟
ردّ فارس وهو يحاول ضبط أعصابه:
_ لو سمحت يا جاسر بيه... أنا مبحبش أشتغل مع \"الكائن\" ده!
قهقه رائد ساخرًا:
_ كائن؟! بتجيب الألفاظ دي منين؟!
صرخ عثمان، وقد بلغ الغضب حنجرته:
_ إحنا جايين نتحقق ولا نهزر؟ رائد... استناني في العربية!
ثم التفت إلى فريقه، وقال بجديّة:
_ فرغتوا الكاميرات؟
رد جاسر:
_ لسه.
تغيّرت ملامح عثمان فجأة، وقال بنبرة حاسمة:
_ بسرعة.
ارتبك فارس، وردّ متلعثمًا:
_ حاضر... حاضر.
انتقلوا بعدها إلى كل موقع وُجدت فيه جثة، يبحثون بعناء عن أي خيط قد يرشدهم للسفاح.
زفر فارس بإرهاق وهو يقرأ آخر سطر:
_ عصام أسامة... آخر ضحية للسفاح حتى الآن.
أخذ نفسًا عميقًا، وأخرجه براحة، بينما رائد يربت على كتفه بقوة:
_ شكرًا على تعبك معانا.
في تلك اللحظة، كان مسجد مجاور يصدح بأذان العشاء. أخرج عثمان البوصلة الصغيرة من جيبه، وجعلها تشير باتجاه رأس الضحية، فوجدها تتجه إلى الجنوب الشرقي، حيث القبلة تمامًا.
ترك الجميع خلفه، واتجه نحو المسجد.
لحق به جاسر مستنكرًا:
_ رايح فين؟!
_ هصلّي العشا.
وبعد يوم طويل من التعب، توقفت سيارة عثمان أمام أحد البيوت. خرج رائد وهو يتثاءب من شدة النعاس، يحمل أوراق القضية:
_ تصبح على خير.
تنهد عثمان، وردّ بصوت متعب:
_ وإنت من أهله.
أدار المحرك، وعيناه غارقتان في تفكير. كانت خيبة الأمل تعتصر قلبه... فقد اعتاد أن ينهي القضايا بمفرده، بلا شركاء، بلا فوضى. لكن بعد تلك الحادثة المؤلمة، وبعد عزوفه عن المهنة، دفعه والده للعودة، على أمل أن يستعيد ما ضاع منه.
لكنه كان يتساءل: كيف لذلك الأخرق —رائد— أن يعيده إلى مجده؟!
---
أمام \"فيلا آل نصر\"...
فتحت الخادمة الباب فور توقّف السيارة، وانحنت قليلًا وهي تقول باحترام:
_ الحمد لله على السلامة، عثمان بيه.
أومأ لها بإيماءة خفيفة، وسألها وهو يخلع سترته:
_ سيرين جت؟
_ مدام سيرين فوق في الأوضة.
همّ بالصعود على السُلّم، لكن صوت الخادمة أوقفه:
_ عثمان بيه...
توقف ونظر لها باستفهام:
_ أمجد بيه طالب حضرتك في المكتب.
لم يلتفت، بل واصل صعوده قائلاً ببرود:
_ قولي له مش فاضي... عندي شغل.
وقبل أن يُنهي عبارته، فُتح باب المكتب ليظهر والده، صوته جهوري ونبرته آمرة:
_ عثمان... خمس دقايق، والقيك عندي.
لم يرد، بل واصل صعوده بصمت.
دخل غرفته بهدوء، ليجد سيرين، زوجته، جالسة على الأرض بجانب السرير، تحدّق في هاتفها بعينين مثقلتين بالحزن. جلس إلى جوارها، محاولًا رسم ابتسامة هادئة:
_ عاملة إي؟
ردّت دون أن ترفع عينيها عن الشاشة:
_ كويسة.
كانت تقلب صورًا قديمة... لابنتهما، ثم توقفت عند فيديو كانت فيه الصغيرة تخطو خطواتها الأولى، تتمايل بين ضحكاتهم...
ترقّر الدمع في عيني سيرين، وبدت على وشك الانهيار.
مدّ عثمان يده ليضعها على كتفها مواسيًا، لكنّها أبعدت يده سريعًا وهي تقول بنبرة منكوبة:
_ كانت أيام حلوة... صح؟
كانت.
تنهّد عثمان بحسرة:
_ آه، سيري...
لكنها لم تدعه يُكمل، فنهضت وأشاحت بوجهها قائلة:
_ مش مستنياك تشفق عليّ، عثمان.
تجمّدت ملامحه، وهمس:
_ أشفق عليكِ؟ سيرين، أنا...
قاطعته مجددًا:
_ إنت إيه؟ إيه الجديد؟ لو في حاجة جديدة، قولي...
بس مفيش، ومش هيبقى في بعد ٣ سنين، صح؟
وقف عثمان ببطء، وفتح باب الغرفة، متنهدًا:
_ معاكِ حق...
معاكِ حق.
---
دخل مكتب والده بهدوء، وجلس واضعًا ساقًا فوق الأخرى:
_ اتفضل، أمجد بيه... كنت عايزني؟
كان أمجد يتصفح بعض الملفات، عابس الوجه، وقال بنبرة حادة:
_ أخبار القضية إيه؟ خلصت؟
رد عثمان بصوت خافت، فيه ضيق:
_ خلصت، آه...
ثم رفع صوته، ساخرًا وهو يلوّح بقدمه:
_ جاسر اللي بيشتغل فيها... أنا لسه ما وافقتش أصلًا.
أغلق أمجد الملف بعنف، وانفجر صائحًا:
_ بس اللي أعرفه إنك وافقت! ده حتى إنت اللي أصريت تروح كل مكان حصلت فيه الجريمة!
ابتسم عثمان ابتسامة جانبية، وقال ساخرًا:
_ باين اللي بيوصّلك معلوماتي... ممتاز أوي.
ثم وقف وهو يتوجه إلى الباب بملل:
_ كان نفسي تكرّس ذكاءك ده لحاجات تستحق.
_ زي مكان بنتك، مثلًا.
توقف عثمان فورًا، يده معلّقة على مقبض الباب، صوته انخفض:
_ تقصد إيه؟
أجابه أمجد، ونبرته تضغط على أضعف موضع في قلب ابنه:
_ والله، أنا بحاول أكون أب مسؤول...
الدور على اللي مش قادر يعمل كده.
ولا إنت خلاص؟ بنتك ضاعت من زمان؟ إيه لازمة...
قاطعته قبضة عثمان التي اشتدت على مقبض الباب، وصدره يعلو وينخفض، أنفاسه متسارعة...
لكنه خرج بصمت، يهرب من الحديث كما يهرب الجريح من سكينٍ تُدار في جرحٍ قديم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اجتمعت أسرة جاسر في غرفة المعيشة، وسط سكون الليل، لا صوت يعلو فوق صوت الصغار يتشاجرون على جهاز التحكم.
كان هشام وآدم يخوضان معركة شرسة بالوسائد.
صاح آدم وهو يحاول انتزاع الريموت من يد أخيه:
_ يا بابا، خليه يديني الريموت!
ضحك هشام بوقاحة، ثم قفز على أخيه واضعًا الوسادة فوق وجهه:
_ لاااا، كان معاك طول النهار!
بدأت ملامح الانزعاج تظهر على وجه أريج، بينما رفع جاسر صوته بحزم:
_ هشام! آدم! كفاية!
تجمّد الطفلان في مكانيهما، وساد الصمت لبضع ثوانٍ، قبل أن ينغز هشام أخاه في جنبه بنظرة غيظ مكبوتة.
أدار جاسر بصره عن ولديه، ثم نظر لزوجته التي كانت مستلقية على الأريكة، وذهنها شارد:
_ هما ناويين يفرضوا حظر تجوّل صح؟
ردّت أريج بنبرة قلقة:
_ قرار مالوش معنى... هيمنع إيه؟
أسندت خدّها على يدها، وأغمضت عينيها بتفكير عميق:
_ سمعت إن عثمان وافق.
فتح جاسر عينيه باستغراب:
_ آه.
رفعت حاجبها بدهشة ممزوجة بعدم التصديق:
_ واو... عثمان وافق؟ بجد؟
وفي الطرف الآخر من الغرفة، همس آدم في أذن هشام:
_ بقلك إي؟
_ إيه؟
_ ما تيجي نلعب Basketball بدل ما إحنا قاعدين كده نتفرج على بابا وماما والشاشة مطفية؟
ضحك هشام:
_ ممم، ماشي.
لكن آدم استغل موافقته فورًا:
_ لو خسرت... هتعزمني على إندومي!
رفع هشام حاجبه بدهاء:
_ وإيه اللي يضمن لي إنك مش هتقول لماما؟
ابتسم آدم ببراءة وهو يغمز له:
• No comment.
وقف هشام فجأة، وجذب آدم من يده:
_ ماشي، بس ما تتعودش أوي على كده!
---
وفي تلك الليلة، بينما أغمض البيت أجفانه ونام كل من فيه، فُتح الباب الأمامي للمنزل بهدوء، ودخلت فتاة بخطوات متسللة، تلتفت يمينًا ويسارًا كمن يخشى أن يُضبط.
همست لنفسها بارتياح:
_ الحمد لله... نامت.
لكن صوتًا ناعمًا ممتزجًا بالغضب انبعث من الظلام:
_ كنتِ فين لحد دلوقتي؟
ارتجفت أرين، واضعة يدها على صدرها بفزع:
_ جِ... جِيدا! إنتِ لسه صاحيّة؟
أضاءت جِيدا الأنوار بضغطة سريعة، ووقفت تنظر إليها بنظرة تحمل ألف سؤال:
_ وهو مين اللي المفروض يسأل السؤال ده؟!
صمتت أرين قليلًا، تفكر في مخرج لتغيير الموضوع... ثم تهلّلت فجأة وقالت:
_ أداااا...
رمشت جِيدا باستغراب:
_ أدا إيه؟!
تقدّمت أرين وأمسكت يد جِيدا، ثم أدارتها برفق لتُظهر لها ما ترتديه:
_ إيه البيجامة الحلوة دي؟!
ابتسمت جِيدا، ورفعت يدها كأنها تعرض تحفة فنية:
_ آه شُفتي؟! أنا حلوة إزاي!
ضحكت أرين، ثم مالت بجديّة مصطنعة:
_ طب... ينفع كده؟
تغيّرت ملامح جِيدا:
_ ينفع إيه؟
• ينفع الحلوة تقعد لحد دلوقتي سهرانة؟!
أومأت جِيدا برأسها، وقد فهمت مقصدها هذه المرة:
_ صح، معاكي حق... لازم أنام.
_ برافو، حبيبتي... يلا، تصبحي على خير.
ابتسمت أرين ابتسامة المنتصر، بينما دخلت جِيدا إلى غرفتها كمن قُيّد بمكر طفولي ساحر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج من المصعد ووقف أمام باب الشقة، يطرق عليه وكأنه يدق طبول مهرجان.
استيقظ كامل متثاقلاً، وهو يلعن في سرّه هذا الصوت الذي اقتحم عليه أجمل أحلامه.
فتح الباب، ليجد أمامه ماهر، مبتسمًا ببلاهة، يدخل بلا استئذان وكأن البيت بيته:
_ زيك يا أبو الصحااااب!
رمش كامل، ما زال غير مستوعب:
_ إنت بتعمل إيه هنا؟
جلس ماهر على الأريكة، ممددًا ذراعيه بتراخٍ:
_ وحشتني، قلت مقدرش أقضي الإجازة من غيرك... وبعدين في سفاح، وأنا بخاف.
رفع كامل حاجبيه:
_ نعم؟!
_ بخاااف.
نظر كامل إليه باستغراب أكبر:
_ طب... أبوك عارف إنك عندي؟
تفكّر ماهر لحظة، ثم هز رأسه نافيًا:
_ أمم... لا.
تنهد كامل بضيق، يحاول أن لا يصرخ:
_ طب رنا قاعدة عند لينا عشان مامتها مسافرة، إنما إنت جاي تتنطط فوق دماغ أمي ليه؟!
وقف ماهر ممسكًا رأسه وكأنه يقبّلها، وقال بصوت درامي:
_ ألف سلامة على دماغك يا حاجة أم كامل.
أبعده كامل عنه، وقال بنفاد صبر:
_ يلا بقى، مش هتحاضر أوضة؟ ولا هتبات على الكنبة؟
تحرك ماهر كأن الأمر نصرٌ عظيم، وأطلق همسة بصوت منخفض وهو يبتسم بخبث:
_ ابقى وريني هتنزل إزاي.
رن هاتفه، فظهر اسم \"رنا\". أجاب بكسل:
_ ألو؟
في مكانٍ آخر، كانت رنا تجلس بمفردها في أحد المقاهي، تشرب العصير وهي تنظر للشارع:
_ أنا وصلت على فكرة.
رد ماهر:
_ ماناااا مش هعرف أجي.
_ ليه؟
قال وهو يتحرك في أنحاء الشقة بخفة حتى لا يوقظ أحدًا:
_ أنا عند كامل.
زفرت رنا بغيظ، وارتدت حقيبتها بتوتر:
_ ماشي يا ماهر، برحتك.
أغلقت المكالمة بعصبية، ثم فتحت باب السيارة وألقت بالحقيبة على المقعد الآخر، تتمتم بغيظ:
_ مش عارفة كامل اي اللي قرفني بيه كل شويه !
أما ماهر، فنظر لهاتفه بعد أن أغلقت الخط، وحدّث نفسه:
_ متعرفيش تصبري شوية!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في صباح اليوم التالي، عند الفجر...
استيقظ عثمان على صوت هاتفه، أجاب بنعاس وصوت مبحوح:
_ إيه الحاجة المهمة اللي مش قادرة تستنى لحد ما أجي تقولها لي؟
جاءه صوت رائد، متوترًا وهو يجهّز حقيبته:
_ آسف، كينج بيه، بس في حاجة مفهمتهاش في الورق.
تقلب عثمان على الأريكة بضيق:
_ إيه هي؟
_ الورق بيقول إن الجرح... في \"صدى\".
رفع عثمان حاجبه باستغراب:
_ صدى؟ يعني إيه صدى؟
_ صدى... صدى حديد.
حك عثمان جبهته وهو يفكر:
_ تمام... في حاجة تانية؟
_ آه... كل التقارير بتاعة الضحايا العشرة بتقول إن الجرح في نفس المكان: أسفل يمين المعدة، يبعد عن الكبد بحوالي خمسة سنتي، والجرح هو اللي سبب الوفاة...
بس الأغرب... مفيش أي آثار خدوش، ولا مقاومة، ولا تعذيب...
يعني مش زي ما الناس قالت، ده... سفاح فعلًا.
ابتسم عثمان ابتسامة جانبية، وعيناه تحملان بريق حماسة قديمة...
كأن شيئًا ما في صدره اشتعل من جديد:
_ تمام... أنا جاي لك.
أغلق الهاتف، ونظر لزوجته النائمة.
تقدّم نحوها، وركع على ركبتيه بجوار السرير، يمرر يده على شعرها ببتسامه مكسوره، ثم نهض، وفتح الباب ليجد والدته أمامه.
_ صباح الخير، يا بني.
ابتسم، لكنه لم يخفِ التعب في صوته:
_ صباح النور... إيه اللي مصحيكي دلوقتي؟
_ كنت بصلي الفجر... إنت رايح فين؟
_ رايح الشغل.
نظرت إليه بعين قلقة:
_ إنت كويس؟
قطّب جبينه:
_ آه، كويس... ليه؟
_ سمعتك إنت وأمجد إمبارح.
تهرّب من نظراتها، وختم الحديث بجفاف:
_ سلام، يا ماما... عندي شغل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج كامل من غرفته، يحك عينيه بنعاس وانزعاج من ذلك الصوت العالي الذي شقّ سكون الصباح.
وقف مذهولًا أمام صديقه ماهر، الذي كان يشغل الموسيقى بأقصى صوت، يغني ويرقص وكأنه في حفلة.
صرخ فيه كامل، غاضبًا:
_ ماهييييييييير!
لكن ماهر لم يكن يسمعه، مستغرقًا في طربه، يهز رأسه مع النغمات.
اندفع كامل نحو الهاتف، أوقف الموسيقى وهو يصرخ بوجهه:
_ إنت اتجننت؟! الساعة سبعة الصبح! الناس نايمة، وإنت مشغّل أغاني وبتغني؟!
لوى ماهر شفتيه بانزعاج طفولي:
_ نايمين؟! النهاردة الاتنين...
قاطعته نظرات كامل، التي كانت كافية لإشعال النار.
اقترب منه بصوت مهدد:
_ ماهر، متختبرش صبري... لمّ حاجتك، واطلع برّا.
وضع ماهر يده على صدره، وبدأ يتحدث بصوت متهدّج كأنه يمثل مأساة على مسرح:
_ بتطردني؟ من بيتك؟!
بتعيرني عشان معنديش بيت اعيش فيه، وانا يتيم؟!
أبويا وأمي ماتوا في حادث توكتوك!
أخص عليك يا كامل...
ثم بدأ في البكاء الزائف، يمسح دموعًا وهمية وهو يجمع أشيائه.
نظر له كامل بدهشة، فاغرًا فمه:
_ يخرب بيتك... ده أنا صدّقتك!
وبعدين... يحيى الصياد يركب توكتوك؟!
رفع ماهر حاجبه:
_ هو ده اللي فارق معاك؟ مش فارق معاك إني يتمت؟!
أمسك كامل بيده، ساحبًا إياه للداخل:
_ خلاص، متِمشيش.
أنزل ماهر رأسه، ينظر إلى الأرض بانكسار:
_ مش هقدر... كرامتي مش هتسمحلي.
ذهب كامل إلى الثلاجة، يتمتم بغيظ:
_ كرامتك... خش اقعد يا عم.
عاد ماهر مبتسمًا بسعادة طفولية، يحتضنه:
_ حبيبي... هي دي الصداقة!
يلا روح اعملي فطار.
أبعده كامل عنه، يتنهّد من تصرفاته:
_ خايف أندم إني خليتك تبات.
مرت الساعات، وكامل لا يزال في غرفته، ينتظر نوم ماهر كمن ينتظر معجزة.
وبالفعل، دخل ماهر إلى الغرفة، جلس على طرف السرير وهو يتثاءب:
_ بقلك إيه... أنا هنام... تصبح على خير.
ابتسم له كامل بخبث:
_ وانت من أهله... يا حبيبي.
أغمض ماهر عينيه، وما إن تأكّد كامل من نومه، حتى تسلّل بهدوء وفتح باب البيت، يتمتم لنفسه:
_ نوم الظالم عبادة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكتب التحقيقات، جلس جاسر على مقعده ينتظر عثمان، الذي كان يقلب في الأوراق التي أتى بها رائد.
وقف عثمان خلفه، يضع يده على كتفه وهو يبتسم:
_ باين عليه من هيرفدك.
تغيّرت ملامح رائد، وكأن سطل ماء بارد سُكب عليه:
_ إنت كنت هترفدني؟!
ضحك جاسر، بينما وضع عثمان مفاتيح سيارته على المكتب وجلس:
_ فرغتوا الكاميرات؟
فتح جاسر الحاسوب:
_ أيوه.
_ كام ساعة؟
قالها عثمان بنبرة محبطة.
رد جاسر بابتسامة ساخرة:
_ عشر كاميرات، كل كاميرا خمس ساعات.
رفع عثمان حاجبه:
_ انت بتهزر؟!
_ لا، اظن احنا متعودين علي اكتر من كده!
تنهد عثمان:
_ طب شغل.
فتح رائد الفيديوهات، ومرّ الوقت دون أي نتيجة.
نظر عثمان إلى ساعته:
_ سرّع الفيديو.
ذهب رائد لجلب القهوة، والفيديوهات تتابع... بلا جدوى.
انتهى كل شيء... بلا دليل.
نظر جاسر إلى عثمان، يبتسم بمرارة:
_ باين علينا هنتعب شوية.
لكن صوت فارس اقتحم عليهم فجأة، وهو يلهث:
_ في جريمة قتل جديدة حصلت!
نظر عثمان إلى جاسر بدهشة:
_ شوية؟!
---
اتجهوا جميعًا إلى موقع الحادث.
كانت سيارات الإسعاف والصحافة تطوّق المكان، والأضواء تومض، والوجوه مضطربة.
نظر عثمان إلى السماء وهو يمرر يده على رقبته:
_ ظابت... صح.
أومأ جاسر برأسه:
_ أيوه.
بس احنا كده مش هنعرف نشتغل، حوالينا ناس كتير.
راقب فارس صديقه رائد، الذي كان واقفًا شاردًا:
_ مالك؟
ردّ رائد، وهو يراقب الأطباء ينقلون الجثة:
_ بصراحة... في ناس تستحق تموت.
توسّعت عينا فارس، مستنكرًا:
_ إنت عبيط؟!
سفاح إيه اللي معاه حق؟!
في تلك اللحظة، كانت أرين عاجزة عن التحرّك وسط الزحام، بينما الشرطة تمنع الصحفيين من التقدم.
قال أحد الواقفين بجوارها:
_ بيقولوا في ظابط اتقتل.
أما عثمان، فكان يدور ببصره في المكان، ثم فجأة... تجمّدت عيناه.
رآها.
وجهٌ مألوف...
ملامح ابنته... نفس العينين، نفس الملامح، نفس النظرة التي لم تفارقه في الكوابيس.
تحرك نحوها كالمسحور، رافعًا الشريط الأمني، لا يشعر بأحد، لا يسمع أحدًا.
شقت أرين طريقها وسط الزحام...
لكنها اختفت.
توقف عثمان في مكانه، يضع يده على رأسه، يسحب خصلات شعره بتوتر، يتنهّد بصوتٍ ثقيلٍ يخرج من قاع قلبه، ولسانه عاجز عن البوح بما في صدره.
غابت الشمس، وغاب معها عثمان...
لاحظ جاسر تأخّره، اتصل به، لكن الهاتف لا يجيب...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت جِيدا قد وضعت طفلتها على السرير، وذهبت لتجلس أمام التلفاز، تبحث عن لحظة هدوء بعد يومٍ طويل.
استندت بيدها إلى ذراع المقعد، فسقط سوار على الأرض، سوار تعرفه جيدًا... إنه سوار أرين.
انحنت تلتقطه، وعيناها تتأمله بدهشة، ثم تقلّب السوار بين أصابعها...
كان هناك شيء غريب... نقش لم تلاحظه من قبل.
ضاقت عيناها وهي تهمس في نفسها:
_ إيه ده؟.
شعور غريب تسلل إلى قلبها...
هل أخفت أرين شيئًا؟
هل هناك ما لا تعرفه عنها بعد؟
____________________
استيقظ ماهر وهو يشعر بجفاف في حلقه، يتمتم وهو مغمض العينين:
_ كاااامل... كاااامل هاتلي كوباية ميه...
لم يرد أحد.
جلس على السرير، يتلمس الظلام، وخرج من الغرفة نحو المطبخ، فتح الثلاجة، شرب الماء، ثم بدأ يبحث في أنحاء الشقة... لكن كامل لم يكن موجودًا.
بدأ التوتر يتسلل إلى نبرته:
_ كاااامل؟... إنت فين؟!
ظل يبحث في كل الغرف، حتى فقد صبره، ألقى كوب الماء بقوة على الأرض، وتحطّم.
صرخ بعصبية:
_ ياااا حيوان!
خرج من الشقة، يغلي غيظًا، يبحث عن صديقه في كل مكان، حتى قادته قدماه إلى شارعٍ مظلم، لا يضيئه سوى مصباح يتيم يخفت ضوؤه كأنّه يلفظ أنفاسه الأخيرة.
بدأ ماهر في الغناء، يقتل بها صمت الليل المُرعب:
_ كنت ماشي في الطريق... نانانا...
توقف فجأة، يضرب رأسه:
_ إيه الهبل اللي أنا فيه ده؟!
ثم أكمل بابتسامة ساخرة:
_ كنت ماشي في الطريق... نانانا... عديت علـ—
وقبل أن يكمل...
اصطدم بأحد المارّة.
وقع على الأرض، يرفع عينيه متأففًا:
_ مش تحاسب يا عم إنت؟!
لكن الكلمات تحجّرت في حلقه...
تحت الضوء الخافت... رأى سكينًا في يد الرجل، سكين ملطّخة بالدماء.
تراجع بجسده، وأدرك على الفور...
تحوّلت عينيه إلى جمرتين من الرعب، تجمّد الدم في عروقه.
لكن فجأة...
انفجر في الركض!
ركض بأقصى ما يملك، يتلفت خلفه، والسفاح يسير بخطى هادئة، لا يركض... كأنه يعلم أن فريسته لن تنجو.
ماهر يلهث، يرتعش، يركض بين الأزقة، إلى أن...
تعثر.
سقط على الأرض، قدمه تلتوي تحت جسده، يصرخ بألم:
_ لاااا... مش وقتك خالص!!
يحاول الوقوف... ولكن القدم لا تساعده.
نظر خلفه... السفاح يقترب... وببطءٍ قاتل.
السكين تلمع تحت الضوء، ووجه السفاح يختفي في الظلال.
اقترب منه السفاح، السكين ترتفع في الهواء...
واااااا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع.... ❝ ⏤
❞ يقول القانون: عندما يقتل أحدهم الآخر، يُعاقب القاتل ويُسجن، حتى وإن كان المقتول قد استخدم أبشع وسائل التعذيب معه او مع غيرة. ويظل الناس يهتفون:
˝إنه مجرم وقاتل، ويجب أن يُعاقب!˝
وتبعًا لاختلاف القوانين، قد يُحكم على القاتل بالسجن المؤبد، فيقضي بقية حياته يدفع الثمن،
وقد يُحكم عليه بالإعدام شنقًا، ويُقال حينها:
˝من قتل يُقتل!˝
عبارة جميلة، أليس كذلك؟
نحن لا نقول إن من يقتل لا يُعاقب،
لكن، لماذا لا ينص القانون — أو يشترط — أن من يقتل مجرمًا يعيث في الأرض فسادًا، لا يُعد مجرمًا؟
وجهة نظر، أليس كذلك؟
ويبقى السؤال:
«هل مَن يقتل شخصًا قد نسي معنى الإنسانية، وأصبح اليد العُليا لإبليس على وجه الأرض… هل يكون مجرمًا؟!»
______________________
أولًا:
مدّ يده نحو قبضة الباب، فتحه بهدوء ودخل إلى المكتب، ليجده جالسًا في سكينة، يقرأ كتابًا جديدًا بنظرات غارقة في التأمل. التفت إليه بطرف عينه وقال بنبرة خافتة:
– احكى.
– دي القضية الجديدة
ظل عثمان يقلب صفحات الكتاب بمللٍ خافت، دون أن تظهر عليه علامات الدهشة، تلك التي كانت ترافقه في الماضي، ثم قال بتنهيدةٍ ثقيلة:
– وبعدين؟
تحدّث رائد بحماسة مشتعلة:
– أيوه يا ˝كينج بيه˝، دي قضية السفاح لغايت دلوقتي الضحايا عشرة!
لم يُعره عثمان انتباهًا، اكتفى برفع حاجبيه دون أي أثرٍ من اندهاش، ثم كرر:
– وبعدين؟
عقد رائد حاجبيه باستغراب.
– وبعدين اي؟!
تنفس عثمان بعمق، وزفره بضيق، ثم أغلق كتابه ونهض مغادرًا المكتب. لم يتفاجأ رائد، فقد اعتاد على هذا الطبع؛ فذاك الرجل، بخبرته ودهائه، لم يخسر قضية في حياته، حتى بات لا يأبه لشيء، وكأن الأحداث تمر من حوله دون أن تمسّه.
-
جلس الشباب حول أوراقهم المتناثرة، يدرسون في جوف الليل استعدادًا لامتحان الغد.
– السؤال ده مش هييجي في الامتحان، قالها أحدهم بتكاسل.
ضحك˝ هشام˝ بسخريةٍ ممزوجة بشفقة على نفسه..
– آه، مش بييجي غيره في الامتحان اسكت يا كامل، خليك ساكت أحسن!
نظر كامل إلى صديقه الجالس في أحد الأركان، منشغلًا بلعبته يصدر ضجيجًا طفوليًا، ثم صرخ بعينين متسعتين:
– ماهيييير!
ردّ ماهر متمايعًا مثل الراقصات:
– يا نعاااام؟
_ ذاكر يا حبيبي.
لوى ثغرة بانزعاج و تجاهل:
– ماشي، ماشي.
في ليلة الامتحان
التفت حوله بحذر، ليتأكد من خلو المكان من المراقبة، ثم همس لهشام الذي بدا مستغرقًا في ورقته بعينين متوترتين:
– هشام.. ولا يا هشام..
التفت إليه هشام بحذر و صوت هامس:
– ماااهر، سيبني في حالي.
– طب قوللي دي صح ولا غلط بس.
قالها ماهر متوسلًا، لكن هشام انزعج أكثر، وردّ وهو يجز على أسنانه:
– يعني ˝صح وغلط˝ هي اللي عاملالك أزمة؟ Are you crazy?
لاحظ المراقب حركتهما، فتوجّه إلى هشام:
– في حاجة يا هشام؟
أجاب هشام وهو يحاول السيطرة على ملامحه:
– لا.لا.. خالص.
رفع المراقب صوته محذرًا:
– فاضل عشر دقايق على نص الوقت، اللي خلص يراجع.
________________
خرج كامل إلى الساحة يبحث عن أصدقائه:
– عملتوا إيه؟
أجابه ماهر بثقة وسذاجة:
– يا عم ده امتحان أحياء!
رفع هشام حاجبه باستنكار:
– آه، عشان بيغش مني.
التفت له كامل متفهمًا:
– أمم.. ماهر؟
– نعم؟
– Go to hell.
– وأنا وأنت إن شاء الله!
ضحكت لينا على سذاجتهما:
– استغفر الله العظيم يا رب..
ثم أغمضت عينيها بخبث وقالت:
– والسؤال الأخير؟
– ماله؟
قالت رنا وقد رفعت حاجبيها:
– آه، عملت فيه إيه؟ أكيد هتقولي يا عمتو ˝ده عليه خمس نقط بس، مش هيفرق˝.. صح؟
اتّكأ ماهر على كتف كامل، وظل يحكّ أنفه وهو يحاول تغيير الموضوع:
– بصراحة.. استحي أقولك ˝يا عمتي˝، لأنك أكبر منها.
اتسعت عيناها صدمة، وانفجرت ضاحكة مع من حولها:
– إيييييييييييه! عمّتك مين اللي أنا أكبر منها؟!
زفر كامل بضيق:
– بس بقى، عايزين نمشي!
نظر هشام جانبًا، فرأى صديقه ˝كريم˝ يلوّح له بعد أن أنهى امتحان التاريخ. ذهب إليه تاركًا رفاقه خلفه.
ظل كامل يراقب كريم بعينٍ يملؤها الحقد، فلاحظ ماهر نظرته وقال:
– مالك؟
أجابه كامل بنبرة حاقده:
– مفيش
نظرت لينا إليه متعجبة،
ثم انتبه ماهر فجأة:
– استنى.. السؤال الأخير عليه خمس درجات؟!
-
– التاريخ كان حلو.
– كان عادي.
ثم وجه أنظاره لأصدقاء هشام، وحدّق في كامل ثم عاد لينظر إلى هشام، وقال بسخرية:
– أخبار كامل إيه؟ حل كويس؟
تعجب هشام من نبرته الجديدة:
– آه، حل كويس.
وصلت سيارة هشام، ركبها ليجد شقيقه الأصغر جالسًا:
– إنت بتعمل إيه هنا؟ كنت فاكر إنك لسه نايم!
نظر إليه آدم بخبث:
– إزاي أنام وأخويا في الامتحان؟ جيت أطمن عليك.. عملت إيه؟
ابتسم هشام بسخرية وهو يتذكر إزعاجه المعتاد:
– يا سلام على الكرم..
ثم تمتم وهو يلتفت عنه:
– عيل بارد.
ابتسم آدم ابتسامة صفراء:
– بتقول حاجة يا ميشو؟
– لا.. سلمتك، ده أنا بكح.
________________________
– لسه بتغلبني زي زمان يا عثمان.
قالها ˝جاسر˝ وهو يحرّك قطعة الشطرنج، مسلِّمًا بالخسارة.
اعتدل عثمان في جلسته بعد فوزه، وسأل بهدوء:
– الأولاد عملوا إيه في الامتحان؟
تمتم ˝جاسر˝ بنبرة منزعجة:
– هو أنا لسه ما كبرت على الخسارة ولا إيه؟
– بتقول إيه؟
– هاا. هشام بعتلي وقال إن الامتحان كان سهل.. هتعمل إيه في القضية؟
ردّ عثمان بانزعاج:
– طيب ما هي في إيدك إنت ويحيى.. أنا هعمل فيها إيه؟
نظر له ˝جاسر˝ بتوسُّل:
– يا عثمان، أنا مقدرش أعمل حاجة من غيرك، ولا من غير يحيى.
مال عثمان برأسه إلى الخلف، لا يزال متردِّدًا.
أعاد ˝جاسر˝ قطع الشطرنج إلى مكانها، وقال كأنه يسترجع زمنًا مضى:
– فاكر لما كنا إحنا الأربعة دايمًا سوا؟ أنا وإنت ويحيى وجودات؟
تغيّرت ملامح عثمان، ونظر إليه بعين مليئة بالحزن والغضب:
– أنا دلوقتي مش فارق معايا غير حاجة واحدة.. عايز أعرف بنتي فين.
اتّسعت عينا ˝جاسر˝ من الصدمة، فتابع عثمان وهو ينهض:
– سلّملي على أريج والعيال.
خرج من الغرفة، ثم جلس علي مكتبه مغمضً عينيه، وتنهد بتعب. غرق في الذكريات..
– هي ˝آرين˝ لسه ما رجعتش من الامتحان؟
سأل عثمان زوجته ˝سيرين˝ بقلق.
– لأ.. اتأخرت شوية.
بعد دقائق، فُتح الباب، ودخلت فتاة بشعر قصير وعيون بُنِّية لامعة، تقول بمرح:
– أنا جِيييييت!
ابتسمت ˝سيرين˝ براحة:
– تعالي، عملتي إيه؟
جلست ˝آرين˝ على الأريكة وسط والديها، السعادة واضحة على ملامحها، وهي تمسك ورقه الامتحان قائلة
– كان سهل!
أخذ عثمان الورقة وهو يبتسم، ثم بدأ يضحك ويدغدغها:
– يعني كان سهل وسايبانا قلقانين عليكِ؟! وامبارح كنتِ بتعيطي ومش عارفة تحلي حاجة!
توقفت ذكرياته فجأة لتعد به لليوم الذي انتهى فيه كل شيء
في سنة 2020، بعد فكّ الحظر التجول، كان عثمان يقود السيارة وبجواره سيرين وخلفه آرين.
لاحظ عثمان ان هناك سيارة لونها اسود تدبعهم منذ مده، ثم غيّر طريقه ليتأكّد من شكوكه.
– الطريق ده مش طريقنا!
قالتها سيرين بقلق.
– عارف.
اتكأت سيرين علي نافذة السيارة لتنظر في المرآة ملاحظه ان هناك سيارة خلفهم، فهمت سيرين مايحدث ثم تساءلت:
– مين دول؟
– مش عارف.
قالتها وهو يضغط على البنزين، لكن السيّارة لم تستجب.
وضعت آرين قدميها علي مقعد السيارة ونظرت من الزجاج الخلفي:
– بابا، العربيّة دي ماشيه ورانا ليه؟
– مش بتمشي ورانا ياحببتي اقعدي كويس بس. اجابتها˝ سيرين˝ وهي تنظر لزوجها محاولة فهم شيء
– بس أنا شايفاها من ساعة ما كنا في المول!
نظرت سيرين لعثمان قائلة بصوت غاضب:
– ايييه..و إزاي ما خدتش بالك من حاجة زي دي؟
وفجأة، ظهرت سيارات أخرى، وحاصرتهم. ضغط عثمان على البنزين بكل قوّته.. لكنه لم يعمل.
أدركت سيرين خطورة الموقف، فالتفتت لابنتها:
– اربطي الحزام كويس، يلا يا حبيبتي.
همّت بالكلام وهي تنظر له بقلق ، فقاطعها عثمان:
– متقلقيش؟!
رفعت سيرين صوتها بغض:
_ مقلقش! مقلقش ازي؟
– بنتك قعدة ورا.. ما تخوّفيهاش!
مدّت سيرين يدها لأرين، لكن لم تمر لحظات..
واصطدمت سيارتهم بسيارة من الجهة المقابلة، اتنهى الحادث بنقلاب سيارة عثمان من اعلى المنحدر، ذهبت تلك السيارات بعد ان نفذت مخططها
بعد دقائق قليله
فتحت آرين عينيها ببطء، لتنصدم من مشهد ابويها الملطخين بالدماء، ارتجف جسدها، ثم نادت:
– با. بابا.. ماما..
وظلت تحاول ايقاظهم، ترقرقت الدموع في عينيها، ثم انفجرت بالبكاء، في تلك اللحظة فتح عثمان عينه بتعب شديد ينظر لأبنتة التي تبكي بشدة وزوجتة الملطخه بالدماء ساكنة في مكانها بلا حركه
حاول التحدث معها لتهدئتها
_ ا. ارين
توقفت ارين عن البكاء بعد سماع صوت ابيها قائله بلهفه:
– با. بابا بابا أنت كويس
ثم بكت مجدداً قائله
– بابا، ماما مش بتتنفس
حاول عثمان أن يعتدل، لكن جسده لا يساعده، مسح دموعها بصعوبة، وقال:
– متخافيش يا حبيبتي.. ماما كويسة..
بدأت عينيها تغلق ببطء، ثم فسقطت أمامه. صرخ عثمان قلقاً عليها :
– آرين.. آرييييييين!
لم يشعر عثمان بنفسه إلا وهو يفتح عينيه ليجد نفسه في المشفى، غير قادر علي الحراك بسبب جسده مثقّل بالجبائر، ثم وجد امامه رئيس الاطباء بنفسه، اللذي ابتسم عندما افاق من مفعول المخدر
– حمدالله على السلامة، عثمان بيه.
أول ما خطر بباله هو مشهد زوجته وابنته،ثم قال بلهفه:
– سيرين و آرين هما كويسين صح؟
– مدام سيرين لسه خارجة من العمليات، حالتها مستقرة.
تعجب عثمان عندما لم يذكر ابنته قائلاً بتوتر
– وبنتي؟
سكت الطبيب، ثم قال:
– آسف عثمان بيه بس بنت حضرتك ماكنتش موجودة معاكم.
اتسعت عينا عثمان بصدمه بمحاوله النهض:
– إيييه؟! يعني إيه ماكنتش معانا؟!
حاول الطبيب تهدئته:
– اهدى عثمان بيه هتأزي نفسك.
تنهد بصعوبه وتعب ومشاعر ممزوجه بالعجز
– آرين..!
˝الحاضر˝
عاد ˝عثمان˝ من محيط الذكرياته الاليم، وهو يتنفس بصعوبة، ثم وضع يديه على وجهه، غير مُصدّق أن ابنته الوحيدة قد ضاعت من بين يديه، قطع كل تلك الافكار دخول ˝رائد˝ علية ليُخبره بشيء يخص القضية:
في نهارٍ قائظ، وتحت شمسٍ تلسع الأجساد، وقف كلٌّ من عثمان وجاسر ومساعديهما عند موقع أول جريمة. كان الحرُّ يذيب الصبر، والعرق يتصبب من الوجوه. أمسك فارس، مساعد جاسر، بالأوراق وبدأ يرتّبها بعناية وهو يقرأ:
• حسين محمد أبو زيد، أول الضحايا.
قُتل يوم السبت، 29 أبريل 2023، وكان يعمل موظفًا في بنك.
عقد رائد حاجبيه، وأمال رأسه بتعجب:
_ موظف؟! إيه اللي يخلي حد يقتل موظف؟!
رفع فارس عينيه ببطء، ونظر إليه بنظرة ازدراء خالية من الكلمات، وكأن حديثه لم يستحق الرد. تبادل جاسر وعثمان الحديث بانزعاج، فالحرُّ كاد يخرس أفواههم، والعرق لم يترك بقعة في أجسادهم إلا واحتلها.
قال جاسر، متنهدًا:
_ ليه لازم نروح كل الأماكن اللي حصلت فيها جرائم القتل؟ إيه لازمتها؟!
كان عثمان ينظر للأرض، يتأمل رسم الطباشير حول جسد الضحية، ثم قال بنبرة خافتة، وبدن منحنٍ إلى الأمام كأنّه يلاحق خيطًا خفيًا:
_ عايز أعرف إيه الرابط بين الأماكن دي.. مش عايزين نطبّق حظر تجول والسلام، إحنا بندوّر على نمط، على دليل!
_ يعني هنلف على الكل؟
_ آه.
تمتم جاسر متذمرًا:
_ أهوه.. وأنا ذنبي إيه في الحر ده؟
رمقه عثمان بنظرة جانبية وقال ببرود:
_ حد قالك تجيبني معاك؟ لو مش عاجبك.. روح.
واصل فارس قراءة الأوراق:
• عماد ياسر ال. ال. الزهدي، ثاني ضحايا السفاح.
قُتل يوم الأحد، 30 أبريل.
ضحك رائد بسخرية:
_ مش عارف تقرأ ولا إيه؟!
نظر له فارس بنفاد صبر وهمّ بالرد، لكن عثمان قاطعه فجأة:
_ الساعة كام؟
رفع فارس رأسه بتساؤل:
_ نعم؟
_ يعني اتقتل الساعة كام؟
بدأ فارس يقلّب في الأوراق، يبحث عن الوقت المحدد:
_ مش مكتوب..
نظر إليه عثمان بعينين ضيّقتين ونبرة منزعجة:
_ يعني إيه ˝مش مكتوب˝؟!
_ آسف، كينج، بس مقدرتش أوصل للمعلومة دي.
نظر أمامه نحو موقع الجريمة، ثم تابع:
_ رائد، عايز منك تقرير مفصّل عن كل ضحية. الميلاد، العيلة، علاقاتهم، أصدقاؤهم.. كل حاجة.
ابتسم رائد ابتسامة جانبية فيها خُبث، ثم نظر إلى فارس من رأسه إلى قدمه:
_ حاضررر..
لكن فارس، وقد احمرّ وجهه من الغضب، انفجر صائحًا:
_ إهدى شوية! هو إيه اللي جابك أصلاً؟!
التفت الجميع نحوه بدهشة.. فارس الهادئ دومًا، ما الذي أخرجه عن طوره؟
قال جاسر بنبرة حذرة:
_ مالك؟ إنت كويس؟
ردّ فارس وهو يحاول ضبط أعصابه:
_ لو سمحت يا جاسر بيه.. أنا مبحبش أشتغل مع ˝الكائن˝ ده!
قهقه رائد ساخرًا:
_ كائن؟! بتجيب الألفاظ دي منين؟!
صرخ عثمان، وقد بلغ الغضب حنجرته:
_ إحنا جايين نتحقق ولا نهزر؟ رائد.. استناني في العربية!
ثم التفت إلى فريقه، وقال بجديّة:
_ فرغتوا الكاميرات؟
رد جاسر:
_ لسه.
تغيّرت ملامح عثمان فجأة، وقال بنبرة حاسمة:
_ بسرعة.
ارتبك فارس، وردّ متلعثمًا:
_ حاضر.. حاضر.
انتقلوا بعدها إلى كل موقع وُجدت فيه جثة، يبحثون بعناء عن أي خيط قد يرشدهم للسفاح.
زفر فارس بإرهاق وهو يقرأ آخر سطر:
_ عصام أسامة.. آخر ضحية للسفاح حتى الآن.
أخذ نفسًا عميقًا، وأخرجه براحة، بينما رائد يربت على كتفه بقوة:
_ شكرًا على تعبك معانا.
في تلك اللحظة، كان مسجد مجاور يصدح بأذان العشاء. أخرج عثمان البوصلة الصغيرة من جيبه، وجعلها تشير باتجاه رأس الضحية، فوجدها تتجه إلى الجنوب الشرقي، حيث القبلة تمامًا.
ترك الجميع خلفه، واتجه نحو المسجد.
لحق به جاسر مستنكرًا:
_ رايح فين؟!
_ هصلّي العشا.
وبعد يوم طويل من التعب، توقفت سيارة عثمان أمام أحد البيوت. خرج رائد وهو يتثاءب من شدة النعاس، يحمل أوراق القضية:
_ تصبح على خير.
تنهد عثمان، وردّ بصوت متعب:
_ وإنت من أهله.
أدار المحرك، وعيناه غارقتان في تفكير. كانت خيبة الأمل تعتصر قلبه.. فقد اعتاد أن ينهي القضايا بمفرده، بلا شركاء، بلا فوضى. لكن بعد تلك الحادثة المؤلمة، وبعد عزوفه عن المهنة، دفعه والده للعودة، على أمل أن يستعيد ما ضاع منه.
لكنه كان يتساءل: كيف لذلك الأخرق —رائد— أن يعيده إلى مجده؟!
-
أمام ˝فيلا آل نصر˝..
فتحت الخادمة الباب فور توقّف السيارة، وانحنت قليلًا وهي تقول باحترام:
_ الحمد لله على السلامة، عثمان بيه.
أومأ لها بإيماءة خفيفة، وسألها وهو يخلع سترته:
_ سيرين جت؟
_ مدام سيرين فوق في الأوضة.
همّ بالصعود على السُلّم، لكن صوت الخادمة أوقفه:
_ عثمان بيه..
توقف ونظر لها باستفهام:
_ أمجد بيه طالب حضرتك في المكتب.
لم يلتفت، بل واصل صعوده قائلاً ببرود:
_ قولي له مش فاضي.. عندي شغل.
وقبل أن يُنهي عبارته، فُتح باب المكتب ليظهر والده، صوته جهوري ونبرته آمرة:
_ عثمان.. خمس دقايق، والقيك عندي.
لم يرد، بل واصل صعوده بصمت.
دخل غرفته بهدوء، ليجد سيرين، زوجته، جالسة على الأرض بجانب السرير، تحدّق في هاتفها بعينين مثقلتين بالحزن. جلس إلى جوارها، محاولًا رسم ابتسامة هادئة:
_ عاملة إي؟
ردّت دون أن ترفع عينيها عن الشاشة:
_ كويسة.
كانت تقلب صورًا قديمة.. لابنتهما، ثم توقفت عند فيديو كانت فيه الصغيرة تخطو خطواتها الأولى، تتمايل بين ضحكاتهم..
ترقّر الدمع في عيني سيرين، وبدت على وشك الانهيار.
مدّ عثمان يده ليضعها على كتفها مواسيًا، لكنّها أبعدت يده سريعًا وهي تقول بنبرة منكوبة:
_ كانت أيام حلوة.. صح؟
كانت.
تنهّد عثمان بحسرة:
_ آه، سيري..
لكنها لم تدعه يُكمل، فنهضت وأشاحت بوجهها قائلة:
_ مش مستنياك تشفق عليّ، عثمان.
تجمّدت ملامحه، وهمس:
_ أشفق عليكِ؟ سيرين، أنا..
قاطعته مجددًا:
_ إنت إيه؟ إيه الجديد؟ لو في حاجة جديدة، قولي..
بس مفيش، ومش هيبقى في بعد ٣ سنين، صح؟
وقف عثمان ببطء، وفتح باب الغرفة، متنهدًا:
_ معاكِ حق..
معاكِ حق.
-
دخل مكتب والده بهدوء، وجلس واضعًا ساقًا فوق الأخرى:
_ اتفضل، أمجد بيه.. كنت عايزني؟
كان أمجد يتصفح بعض الملفات، عابس الوجه، وقال بنبرة حادة:
_ أخبار القضية إيه؟ خلصت؟
رد عثمان بصوت خافت، فيه ضيق:
_ خلصت، آه..
ثم رفع صوته، ساخرًا وهو يلوّح بقدمه:
_ جاسر اللي بيشتغل فيها.. أنا لسه ما وافقتش أصلًا.
أغلق أمجد الملف بعنف، وانفجر صائحًا:
_ بس اللي أعرفه إنك وافقت! ده حتى إنت اللي أصريت تروح كل مكان حصلت فيه الجريمة!
ابتسم عثمان ابتسامة جانبية، وقال ساخرًا:
_ باين اللي بيوصّلك معلوماتي.. ممتاز أوي.
ثم وقف وهو يتوجه إلى الباب بملل:
_ كان نفسي تكرّس ذكاءك ده لحاجات تستحق.
_ زي مكان بنتك، مثلًا.
توقف عثمان فورًا، يده معلّقة على مقبض الباب، صوته انخفض:
_ تقصد إيه؟
أجابه أمجد، ونبرته تضغط على أضعف موضع في قلب ابنه:
_ والله، أنا بحاول أكون أب مسؤول..
الدور على اللي مش قادر يعمل كده.
ولا إنت خلاص؟ بنتك ضاعت من زمان؟ إيه لازمة..
قاطعته قبضة عثمان التي اشتدت على مقبض الباب، وصدره يعلو وينخفض، أنفاسه متسارعة..
لكنه خرج بصمت، يهرب من الحديث كما يهرب الجريح من سكينٍ تُدار في جرحٍ قديم.
اجتمعت أسرة جاسر في غرفة المعيشة، وسط سكون الليل، لا صوت يعلو فوق صوت الصغار يتشاجرون على جهاز التحكم.
كان هشام وآدم يخوضان معركة شرسة بالوسائد.
صاح آدم وهو يحاول انتزاع الريموت من يد أخيه:
_ يا بابا، خليه يديني الريموت!
ضحك هشام بوقاحة، ثم قفز على أخيه واضعًا الوسادة فوق وجهه:
_ لاااا، كان معاك طول النهار!
بدأت ملامح الانزعاج تظهر على وجه أريج، بينما رفع جاسر صوته بحزم:
_ هشام! آدم! كفاية!
تجمّد الطفلان في مكانيهما، وساد الصمت لبضع ثوانٍ، قبل أن ينغز هشام أخاه في جنبه بنظرة غيظ مكبوتة.
أدار جاسر بصره عن ولديه، ثم نظر لزوجته التي كانت مستلقية على الأريكة، وذهنها شارد:
_ هما ناويين يفرضوا حظر تجوّل صح؟
ردّت أريج بنبرة قلقة:
_ قرار مالوش معنى.. هيمنع إيه؟
أسندت خدّها على يدها، وأغمضت عينيها بتفكير عميق:
_ سمعت إن عثمان وافق.
فتح جاسر عينيه باستغراب:
_ آه.
رفعت حاجبها بدهشة ممزوجة بعدم التصديق:
_ واو.. عثمان وافق؟ بجد؟
وفي الطرف الآخر من الغرفة، همس آدم في أذن هشام:
_ بقلك إي؟
_ إيه؟
_ ما تيجي نلعب Basketball بدل ما إحنا قاعدين كده نتفرج على بابا وماما والشاشة مطفية؟
ضحك هشام:
_ ممم، ماشي.
لكن آدم استغل موافقته فورًا:
_ لو خسرت.. هتعزمني على إندومي!
رفع هشام حاجبه بدهاء:
_ وإيه اللي يضمن لي إنك مش هتقول لماما؟
ابتسم آدم ببراءة وهو يغمز له:
• No comment.
وقف هشام فجأة، وجذب آدم من يده:
_ ماشي، بس ما تتعودش أوي على كده!
-
وفي تلك الليلة، بينما أغمض البيت أجفانه ونام كل من فيه، فُتح الباب الأمامي للمنزل بهدوء، ودخلت فتاة بخطوات متسللة، تلتفت يمينًا ويسارًا كمن يخشى أن يُضبط.
همست لنفسها بارتياح:
_ الحمد لله.. نامت.
لكن صوتًا ناعمًا ممتزجًا بالغضب انبعث من الظلام:
_ كنتِ فين لحد دلوقتي؟
ارتجفت أرين، واضعة يدها على صدرها بفزع:
_ جِ.. جِيدا! إنتِ لسه صاحيّة؟
أضاءت جِيدا الأنوار بضغطة سريعة، ووقفت تنظر إليها بنظرة تحمل ألف سؤال:
_ وهو مين اللي المفروض يسأل السؤال ده؟!
صمتت أرين قليلًا، تفكر في مخرج لتغيير الموضوع.. ثم تهلّلت فجأة وقالت:
_ أداااا..
رمشت جِيدا باستغراب:
_ أدا إيه؟!
تقدّمت أرين وأمسكت يد جِيدا، ثم أدارتها برفق لتُظهر لها ما ترتديه:
_ إيه البيجامة الحلوة دي؟!
ابتسمت جِيدا، ورفعت يدها كأنها تعرض تحفة فنية:
_ آه شُفتي؟! أنا حلوة إزاي!
ضحكت أرين، ثم مالت بجديّة مصطنعة:
_ طب.. ينفع كده؟
تغيّرت ملامح جِيدا:
_ ينفع إيه؟
• ينفع الحلوة تقعد لحد دلوقتي سهرانة؟!
أومأت جِيدا برأسها، وقد فهمت مقصدها هذه المرة:
_ صح، معاكي حق.. لازم أنام.
_ برافو، حبيبتي.. يلا، تصبحي على خير.
ابتسمت أرين ابتسامة المنتصر، بينما دخلت جِيدا إلى غرفتها كمن قُيّد بمكر طفولي ساحر.
خرج من المصعد ووقف أمام باب الشقة، يطرق عليه وكأنه يدق طبول مهرجان.
استيقظ كامل متثاقلاً، وهو يلعن في سرّه هذا الصوت الذي اقتحم عليه أجمل أحلامه.
فتح الباب، ليجد أمامه ماهر، مبتسمًا ببلاهة، يدخل بلا استئذان وكأن البيت بيته:
_ زيك يا أبو الصحااااب!
رمش كامل، ما زال غير مستوعب:
_ إنت بتعمل إيه هنا؟
جلس ماهر على الأريكة، ممددًا ذراعيه بتراخٍ:
_ وحشتني، قلت مقدرش أقضي الإجازة من غيرك.. وبعدين في سفاح، وأنا بخاف.
رفع كامل حاجبيه:
_ نعم؟!
_ بخاااف.
نظر كامل إليه باستغراب أكبر:
_ طب.. أبوك عارف إنك عندي؟
تفكّر ماهر لحظة، ثم هز رأسه نافيًا:
_ أمم.. لا.
تنهد كامل بضيق، يحاول أن لا يصرخ:
_ طب رنا قاعدة عند لينا عشان مامتها مسافرة، إنما إنت جاي تتنطط فوق دماغ أمي ليه؟!
وقف ماهر ممسكًا رأسه وكأنه يقبّلها، وقال بصوت درامي:
_ ألف سلامة على دماغك يا حاجة أم كامل.
أبعده كامل عنه، وقال بنفاد صبر:
_ يلا بقى، مش هتحاضر أوضة؟ ولا هتبات على الكنبة؟
تحرك ماهر كأن الأمر نصرٌ عظيم، وأطلق همسة بصوت منخفض وهو يبتسم بخبث:
_ ابقى وريني هتنزل إزاي.
رن هاتفه، فظهر اسم ˝رنا˝. أجاب بكسل:
_ ألو؟
في مكانٍ آخر، كانت رنا تجلس بمفردها في أحد المقاهي، تشرب العصير وهي تنظر للشارع:
_ أنا وصلت على فكرة.
رد ماهر:
_ ماناااا مش هعرف أجي.
_ ليه؟
قال وهو يتحرك في أنحاء الشقة بخفة حتى لا يوقظ أحدًا:
_ أنا عند كامل.
زفرت رنا بغيظ، وارتدت حقيبتها بتوتر:
_ ماشي يا ماهر، برحتك.
أغلقت المكالمة بعصبية، ثم فتحت باب السيارة وألقت بالحقيبة على المقعد الآخر، تتمتم بغيظ:
_ مش عارفة كامل اي اللي قرفني بيه كل شويه !
أما ماهر، فنظر لهاتفه بعد أن أغلقت الخط، وحدّث نفسه:
استيقظ عثمان على صوت هاتفه، أجاب بنعاس وصوت مبحوح:
_ إيه الحاجة المهمة اللي مش قادرة تستنى لحد ما أجي تقولها لي؟
جاءه صوت رائد، متوترًا وهو يجهّز حقيبته:
_ آسف، كينج بيه، بس في حاجة مفهمتهاش في الورق.
تقلب عثمان على الأريكة بضيق:
_ إيه هي؟
_ الورق بيقول إن الجرح.. في ˝صدى˝.
رفع عثمان حاجبه باستغراب:
_ صدى؟ يعني إيه صدى؟
_ صدى.. صدى حديد.
حك عثمان جبهته وهو يفكر:
_ تمام.. في حاجة تانية؟
_ آه.. كل التقارير بتاعة الضحايا العشرة بتقول إن الجرح في نفس المكان: أسفل يمين المعدة، يبعد عن الكبد بحوالي خمسة سنتي، والجرح هو اللي سبب الوفاة..
بس الأغرب.. مفيش أي آثار خدوش، ولا مقاومة، ولا تعذيب..
يعني مش زي ما الناس قالت، ده.. سفاح فعلًا.
ابتسم عثمان ابتسامة جانبية، وعيناه تحملان بريق حماسة قديمة..
كأن شيئًا ما في صدره اشتعل من جديد:
_ تمام.. أنا جاي لك.
أغلق الهاتف، ونظر لزوجته النائمة.
تقدّم نحوها، وركع على ركبتيه بجوار السرير، يمرر يده على شعرها ببتسامه مكسوره، ثم نهض، وفتح الباب ليجد والدته أمامه.
خرج كامل من غرفته، يحك عينيه بنعاس وانزعاج من ذلك الصوت العالي الذي شقّ سكون الصباح.
وقف مذهولًا أمام صديقه ماهر، الذي كان يشغل الموسيقى بأقصى صوت، يغني ويرقص وكأنه في حفلة.
صرخ فيه كامل، غاضبًا:
_ ماهييييييييير!
لكن ماهر لم يكن يسمعه، مستغرقًا في طربه، يهز رأسه مع النغمات.
اندفع كامل نحو الهاتف، أوقف الموسيقى وهو يصرخ بوجهه:
_ إنت اتجننت؟! الساعة سبعة الصبح! الناس نايمة، وإنت مشغّل أغاني وبتغني؟!
لوى ماهر شفتيه بانزعاج طفولي:
_ نايمين؟! النهاردة الاتنين..
قاطعته نظرات كامل، التي كانت كافية لإشعال النار.
اقترب منه بصوت مهدد:
_ ماهر، متختبرش صبري.. لمّ حاجتك، واطلع برّا.
وضع ماهر يده على صدره، وبدأ يتحدث بصوت متهدّج كأنه يمثل مأساة على مسرح:
_ بتطردني؟ من بيتك؟!
بتعيرني عشان معنديش بيت اعيش فيه، وانا يتيم؟!
أبويا وأمي ماتوا في حادث توكتوك!
أخص عليك يا كامل..
ثم بدأ في البكاء الزائف، يمسح دموعًا وهمية وهو يجمع أشيائه.
نظر له كامل بدهشة، فاغرًا فمه:
_ يخرب بيتك.. ده أنا صدّقتك!
وبعدين.. يحيى الصياد يركب توكتوك؟!
رفع ماهر حاجبه:
_ هو ده اللي فارق معاك؟ مش فارق معاك إني يتمت؟!
أمسك كامل بيده، ساحبًا إياه للداخل:
_ خلاص، متِمشيش.
أنزل ماهر رأسه، ينظر إلى الأرض بانكسار:
_ مش هقدر.. كرامتي مش هتسمحلي.
ذهب كامل إلى الثلاجة، يتمتم بغيظ:
_ كرامتك.. خش اقعد يا عم.
عاد ماهر مبتسمًا بسعادة طفولية، يحتضنه:
_ حبيبي.. هي دي الصداقة!
يلا روح اعملي فطار.
أبعده كامل عنه، يتنهّد من تصرفاته:
_ خايف أندم إني خليتك تبات.
مرت الساعات، وكامل لا يزال في غرفته، ينتظر نوم ماهر كمن ينتظر معجزة.
وبالفعل، دخل ماهر إلى الغرفة، جلس على طرف السرير وهو يتثاءب:
_ بقلك إيه.. أنا هنام.. تصبح على خير.
ابتسم له كامل بخبث:
_ وانت من أهله.. يا حبيبي.
أغمض ماهر عينيه، وما إن تأكّد كامل من نومه، حتى تسلّل بهدوء وفتح باب البيت، يتمتم لنفسه:
في تلك اللحظة، كانت أرين عاجزة عن التحرّك وسط الزحام، بينما الشرطة تمنع الصحفيين من التقدم.
قال أحد الواقفين بجوارها:
_ بيقولوا في ظابط اتقتل.
أما عثمان، فكان يدور ببصره في المكان، ثم فجأة.. تجمّدت عيناه.
رآها.
وجهٌ مألوف..
ملامح ابنته.. نفس العينين، نفس الملامح، نفس النظرة التي لم تفارقه في الكوابيس.
تحرك نحوها كالمسحور، رافعًا الشريط الأمني، لا يشعر بأحد، لا يسمع أحدًا.
شقت أرين طريقها وسط الزحام..
لكنها اختفت.
توقف عثمان في مكانه، يضع يده على رأسه، يسحب خصلات شعره بتوتر، يتنهّد بصوتٍ ثقيلٍ يخرج من قاع قلبه، ولسانه عاجز عن البوح بما في صدره.
غابت الشمس، وغاب معها عثمان..
لاحظ جاسر تأخّره، اتصل به، لكن الهاتف لا يجيب..
كانت جِيدا قد وضعت طفلتها على السرير، وذهبت لتجلس أمام التلفاز، تبحث عن لحظة هدوء بعد يومٍ طويل.
استندت بيدها إلى ذراع المقعد، فسقط سوار على الأرض، سوار تعرفه جيدًا.. إنه سوار أرين.
انحنت تلتقطه، وعيناها تتأمله بدهشة، ثم تقلّب السوار بين أصابعها..
كان هناك شيء غريب.. نقش لم تلاحظه من قبل.
ضاقت عيناها وهي تهمس في نفسها:
_ إيه ده؟.
شعور غريب تسلل إلى قلبها..
هل أخفت أرين شيئًا؟
هل هناك ما لا تعرفه عنها بعد؟
___________________
استيقظ ماهر وهو يشعر بجفاف في حلقه، يتمتم وهو مغمض العينين:
_ كاااامل.. كاااامل هاتلي كوباية ميه..
لم يرد أحد.
جلس على السرير، يتلمس الظلام، وخرج من الغرفة نحو المطبخ، فتح الثلاجة، شرب الماء، ثم بدأ يبحث في أنحاء الشقة.. لكن كامل لم يكن موجودًا.
بدأ التوتر يتسلل إلى نبرته:
_ كاااامل؟.. إنت فين؟!
ظل يبحث في كل الغرف، حتى فقد صبره، ألقى كوب الماء بقوة على الأرض، وتحطّم.
صرخ بعصبية:
_ ياااا حيوان!
خرج من الشقة، يغلي غيظًا، يبحث عن صديقه في كل مكان، حتى قادته قدماه إلى شارعٍ مظلم، لا يضيئه سوى مصباح يتيم يخفت ضوؤه كأنّه يلفظ أنفاسه الأخيرة.
بدأ ماهر في الغناء، يقتل بها صمت الليل المُرعب:
_ كنت ماشي في الطريق.. نانانا..
توقف فجأة، يضرب رأسه:
_ إيه الهبل اللي أنا فيه ده؟!
ثم أكمل بابتسامة ساخرة:
_ كنت ماشي في الطريق.. نانانا.. عديت علـ—
وقبل أن يكمل..
اصطدم بأحد المارّة.
وقع على الأرض، يرفع عينيه متأففًا:
_ مش تحاسب يا عم إنت؟!
لكن الكلمات تحجّرت في حلقه..
تحت الضوء الخافت.. رأى سكينًا في يد الرجل، سكين ملطّخة بالدماء.
تراجع بجسده، وأدرك على الفور..
تحوّلت عينيه إلى جمرتين من الرعب، تجمّد الدم في عروقه.
لكن فجأة..
انفجر في الركض!
ركض بأقصى ما يملك، يتلفت خلفه، والسفاح يسير بخطى هادئة، لا يركض.. كأنه يعلم أن فريسته لن تنجو.
ماهر يلهث، يرتعش، يركض بين الأزقة، إلى أن..
تعثر.
سقط على الأرض، قدمه تلتوي تحت جسده، يصرخ بألم:
_ لاااا.. مش وقتك خالص!!
يحاول الوقوف.. ولكن القدم لا تساعده.
نظر خلفه.. السفاح يقترب.. وببطءٍ قاتل.
السكين تلمع تحت الضوء، ووجه السفاح يختفي في الظلال.
❞ \"الفصل الرابع \"
بعد انا تعدت حمات نور بضرب عليها بقلبها عديم الرحمة ،حدث لنور نزيف و سقطت أرضاً جمعت نور قوتها وإتصلت بزوجها واخبرته بما حدث وأن يأتى مسرعاً لإنقذها ،قام زوجها ذو القلب القاسى بالاتصال بأخته لإنقاذ زوجته جاءت أخته بلاه مبلاه و اخبرتها بأن تذهب معاها للطيب ولكن رفضت نور ذلك .
أعرف أنك تسأل نفسك يا عزيزى لماذا لم تخبر نور أهلها او تتصل بهم ،أنتم تعرفون أن نور ذو طيبة رهيبة وقلب رحيم لم ترد ابدا أن تكسر قلب أبيها و أمها علة زيجتها وفضلت الصمت والتحمل من أجل تأسيس أسرة لها.
رجع زوج نور وحماها من السفر ولكن بطبع عندما أخبرتهم نور بما حدث نكرت حماتها ما حدث تمام ،ونور لم يحدث لها سوى نزيف لم تفقد ذالك الجنين ،وكان هذا الطفل متمسك برحم أمه عوضا لها بما مرت به من فقدن فى الحياة من رحمه مازال يريد أن يكون لها سندا وعوضا و رحمة.
وفى يوم من الايام أراد الله كشف ذالك الكذب و فتح ستائر خداع تلك الأم الكاذبة : كانت حمات نور تلقى عليها الشتائم و الضرب المبرح و فى ذلك الوقت دخل عليها حماها و زوجها و كشفوا كذب حماتها و صدق نور وأنها نقية القلب .
أنصدم الجميع من رؤيه المشهد تلك الحماه قسيه القلب تتعدى بالضرب علي زوجه أنها الحامل فى حفيدها تشتمها بأبشع الالفاظ .
ولكن هذه المره أراد الله أن يخبر نور أنه بجانبها وليست بحاجه لاخبار أهلها وكشف كذب حماتها قام حمى نور بطرد زوجته من المنزل و قال لها بأنه ليس لها مكان حتى ترجع لعقلها.
اعتذر حمى نور من نور حمدت نور ربها أن حقها قد عاد وأنها لن تتلقى الألفاظ البشعه و الضرب كل يوم.
ولكن لم ننتهي هنا يا عزيزى القارئ: فى يوم من الأيام كانت نور تجلس مع زوجها و حماها فى المنزل العائلى بالأسفل و كانت تغلى لهم اللبن و قدمته لهم، بعد ذلك تركت زوجها بالأسفل مع حماها و ذهبت لكى تعد نفسها و تأخد حمامها بعد يوم شاق و مرهق لها نور معتاده على الذهاب للحمام بملابسها ولكنها علمت أن الوقت مبكر على طلوع زوجها لمنزلهم فأخذت حمامها سريعا وونست فى ذلك اليوم أخذ ملابسها فتذكر ذلك بعد الانتهاء من الحمام فقامت بلف برنس الحمام عليها لطلوع فهى مطمئنه أن زوجها لن يأتى الآن ولكن هيهات عند خروجها انصدمت أن زوجها يقف أمام وجهها و ممسك بهاتفها ووضعه أمامها ووقال لها ما هذا ؟
اجابته نور : ماذا؟
زوجها شريف : لما تحدثين خالك على الهاتف؟
ما حدث هو أن نور تتحدث مع خالها كعادتهم فقال لها ماذا تفعلين اجابته اعد اللبن لبابا و زوجى قال لها هل ابيكى عندكم حدثتهم على الواتس اب لا بل هو اب زوجى وانا اللقبه بأبى.
فقال لها خالها : لا تلقبى حماكى بأبى فقالت له حسنا وضحكت نور ،هو هزار بينهم كعادتهم.
عند نور و زوجها الغاضب: ماذا يوجد انه خالى و دائما نتحدث ليس من حقك منعى من محادثة أسرتى؟
زوجها الغاضب: كيف تحدثينى بتلك النبره و قام بتعدى عليها بالضرب و هيا لا ترتدى سوى برنس الحمام قام بضربها كانت تبكى من الوجع من الضرب انهارت ووقالت له حسبى الله ونعم الوكيل فيك و في اهلك .
ولكن هذا لم يهدئه هذا زاد الطين باله ،قام بإحضار عصايه المقشه و قام بضربها بها كيف له أن يكون فى قلبه رحمه ؟ كسرت المقشة على زوجته إلى ٥ قطع على جسدها، عند نور ؛ نور لم تشعر بجسدها من الضرب استسلمت فهى لم تعد تشعر سوا بنزيف لم تشعر بألم هل اعتادت ؟ أم جسدها فقد الشعور ؟
بعد أن أنتهى ذو قلب أسود من الضرب قام بتركها بمفردها ملاقاه على الارض ونزل إلى منزل ابيه .
جمعت نور قوها وغسلت جسدها الملئ بالكدمات لان برنس الحمام سقط أثناء الضرب و هذا سبب لها أن يكون آثار الضرب واضح على جسدها.
بعد أن غسلت جسدها قامت بأرتداء عباية خروج و نزلت متجهه لبيت أهلها ،قابلها ذو قلب قاسى عديم الرحمه و قال اذا ذهبتى لمنزل اهلك تكونى مطلقة.
جلست نور على عتبه المنزل من العشاء حتى الخامسة فجرا تفكر ماذا تفعل؟
هل تترك المنزل و تصبح مطلقه وحامل بطفل و تعود لاهلها بولد بدون اب ؟
أم تجلس و تتحمل الإهانات و تصبر على نفسها و زوجها؟
أخذت القرار بنفسها أن تبقى و تصبر لعل العقل يعود لزوجها عديم الرحمة و لكن لا ينقصه العقل ينقصه الرحمة و الموادة.
وعند طلوعها لمنزلها قابلت حماها و قال لها هل اتصل بأهلك لكى يأخذوكى للطيب قالت لا لا اريد ان يعلم أهلى ما حدث لى.
كيف لها أن تقول له أبى وهم لم يفعل لابنه شئ عندما اذها او حتى يعاتبه؟
بعد ما حدث حاول زوجها التحدث معاها و التظاهر بأن لا شئ قد كان ولكنها لم تقبل.
بعد اسبوع ذهبت نور لمنزل أهلها لكى تبات عندهم يوم كعادتها ، نور ارتدت عباية و ذهبت و لكن لم تريد أن ترتدى بجامه كعادتها حتى لا يظهر آثار ضرب زوجها لها و اخبرتها أمها مرار أن ترتدي بجامة و لكن رد نزر انها مرتاحه أكثر فى العباية، سألت أم نور نور : ما هذا الورم اللذى يوجد فى وجهها ؟ قالت نور أنها قد اتخبطت فى وجهها ليس أكتر.
ماذا ستفعل ولدتها اذا رأت جسدها؟
بعد فتره عادت حماتها لمنزل مره آخرى و علمت بما فعله ابنها مع زوجته و كانت شامته بها و فرحه جدا كما انها كانت تسخن عليها زوجها و تشجعه على اهانتها.
وفى يوم قالت حماتها ذو قلب قاسى لنور أن تذهب و تمسح ترابزين المنزل قبل أن تفعل نور ذلك عاد زوجها لقد كان فى القاهره من أجل العمل .
تركت نور التربزبن وقالت إنها سوف تفعله و لكن بعد أن تجهز لزوجها الطعام و ملابسه.
عدت نور الطعام لزوجها و جهزت له كل شيء وانشغلت فى أعمال اخرى.
استغلت حماتها تلك الفرصه لافتعال المشاكل و المكائد لنور و أخبرت ابنها أن زوجته رفضت مسح التربزبن و قامت برد عليها بوقاحه .
ذهب زوجها إلى نور و قال لها لماذا رفضتى مسح التربزبن كما اخبرتك امى ؟
و لماذ رددت عليها بوقاحه؟
اجابته نور : لم افعل ذلك فقد إنشغلت فى أعمال اخرى
وتركته و صعدت لمنزلهم فوق و عند غلق باب منزلهم من الهواء اقفل الباب بشده .
صعد شريف خلفها : و قال هل تقفلين الباب فى وجهى أنا وامى أجابت نور اقفل فى وجهكم كيف انتم تجلسون بالأسفل وانا فى الطابق الثاني و الباب قد اقفل من الهواء ،كيف أقفلت بوجهكم؟
كانت نور تتحدث عند دولاب الغرفه ووشريف يقف عند باب الغرفة.
عندما تحدث نور هكذا فى لمح البصر لاقت شريف خلفها و امسكها من شعرها بكت نور بحرقة على كلها و قالت بقهر لماذا تتعامل معى هكذا انت وولدتك لم أفعل لكم شئ ؟ قال لها انتى المخطئة اجابته أنها لم تفعل شئ خاطئ و قالت انتم من تظلمونى ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ، بعد تلك المقولك
لم تشعر نور سواء بكسر ذراعها اليسرى لقد خلعه من كتفها من شده غضبه ، ثم ألقى عليها بالضرب على عينها اليمنى حتى باظت من الكدمات و جسدها أصبح ملئ بالدماء و كان يضربها بقسوه و كأنه يريد التخلص منها و من ابنهم في نفس الوقت جعل جسدها ينزف و تركها كعادته قامت نور و لبست عبائه للذهاب إلى منزل اسرتها طفح الكيل لقد تخطت أقصى تحملها لم تعد تتحمل بعد وعند نزلوها لمنزل حماها و حماتها و جدت حماتها تجلس على الكنبة وتبتسم فى وجهاها بشماتة و تتلاعب بقدمها للأمام والخلف.و قالت إنها ستذهب لمنزل اسرتها، وجدت حماها امسكها من زراعها و قال يكفى انت ووزوجك كل يوم تفرجون الناس علينا يوميا بعدها وجدت زوجها يضربها من الخلف و ابيه يمكسها و كأن أب زوجها يمكسها لزوجها لكى يضربها.
تركتهم و قالت لن اجلس بعد اليوم سوف اذهب ،خرج معها حماها و قال اذهبى من ذلك الطريق ليس من الطريق العمومى لا تفرجين الناس علينا يكفى و تركها بدل ان يوصلها وهو يعلم أن نور لا تعرف شئ سوء الطريق العمومى و ان المنطقه غريبه عليها .
ذهب نور من ذلك الطريق وهيا لا تعرف كيف تهب من حوارى كلها سواد حتى عثرت فى طريقها على طفلين يلعبون و قالت لهم كيف تذهب إلى الطريق العمومى وادلها الطفلين على الطريق استغرقت نور فى الطريق وقت طويلا و أثناء سيرها قابتلها صديقه أمها وجيرانهم وهيا تعلم ما يجرى مع نور و كانت تخبر أمها من خلف نور و نور لا بذلك اتصلت تلك المرأه بوالده نور و قالت لها أن تلحق ابنتا ابنتها تسير فىالشارع و جسدها ملئ بدماء و عينها ورمه.
اتصلت أم نور برقم نور لتعرف مكانها ولكن زوجها اخد منها هاتفها قبل رحيلها رد عليها زوجها شريف قلت الأم له أين ابنتي .
قال : لا أعلم داورى على بنتك الصايعه اللى سابت البيت و قالت رايحه عندكم ومش وصلت شوفى فين ده كلوا و قام بشتمها.
ردت الأم:و قامت بشتمه هيا الاخرى ولم تسكت و ردت له الاهانه و اغلقت الخط.
خرج حماه نور للبحث عنها فى الشوارع المجاوره بمكنته و جدها تسير قال لها لماذا كل هذا التأخير لماذا تتلكعين فى المشى؟
لم ترد عليه نور فهى متعبه من شده الضرب.
اركبها توكتوك لإيصالها لمنزل أهلها.
وعندما وصلت اجتمع رجال بيت نور و جلسوا معاها و عرفوا كل شئ منذ الزواج حتى اليوم ووكيف لها تعرضت لضرب المبرح و الإهانات.
قررت نور رفع قضيه على زوجها و تعبت ولم تقدر على التظاهر بالقوه ذهبت للمشفى و شخص الدكاتره حالتها: لقد تعرضت لشرخ بالجمجمه بالاضافه لخلع فى الزراع و الكدمات و قال الدكتور انتي فى شهرك الرابع و لا يمكن ان تلدى عليكى الاستحمال قليل فقط و اعطوها مسكنات، رفعت نور قضيه على زوجها و كان سوف يسجن ولكن رجال عائلتها قالوا لها أن تتنازل لان شرط طلاقها من زوجها سريعا أن تتنازل عن القضيه و بالفعل تنازلت.
طلبت نور من أبيها بعد حصولها على فلوسها من زوجها و دهبها أن يأخد كل ممتلكاتها و أن يرحلوا من تلك البلد و يذهبون للمدينه افضل لهم و بالفعل نفذ ولدها طلبها بعد ١٠ أيام من طلاقها و قد بدأت نور شهرها الخامس من الحمل.
ذهبوا لمنزلهم الجديد فى المدينه منذ دخولهم لشهر كامل كانت نور التعب يزداد عليها يوما بعد يوم .
حتى علمت نور بخطبه محمد حبيب قلبها قرة عينها نزل عليها الخبر كالصاعقة.
اتصلت نور على محمد و حدثته وقالت الوا.
محمد قال : من
قالت : من تعبتها لمده ٣ سنوات من اذقت العذاب طوال هذه المده من كرهت حياتها منذ رحيلك.
أجاب محمد: انا ام انتى انا من تقدمت لكى اكثر من ٤ مرات و يخبرونى انك رافضه الرجوع ،انتى من بعت لها قربيتى و صديقتك مرسال لمى ترفضين المضى على القايمة و الزواج قبل وصلولى بسعات وانتى رفضتى.
أجابت نور بصدمه: لم يخبرنى احد لن اعرف بكل هذا .
قربت محمد و صديقه نور كانت خبيثه كانت تحب محمد لذلك لم تخبر نور بالرفض وان محمد قادم من أجلها لأنها كانت تريد أن يتزوجها محمد .
كانت المكالمة بين نور ومحمد مكالمه عتاب و عذاب كل منهم يخطئ الأخر.
قفلت نور مع محمد واتصلت بأعز صديقتها وقالت لها ما حدث معها و ما قاله محمد لها ووانهارت بالبكاء.ظلت تتألم و تعبت كثير حتى حل الصباح و لم تقدر على للصمود ذهبت للمشفى و قال الطيب للأسف انتى في شهرك ال ٦ مند ١٠ أيام فقط ولكن يجب أن تلدى لن تستطيعى الصمود هناك خطر على حياتك دخلت العمليات ليولد ذلك الجنين صاحب الشهر الخامس و ١٠ أيام من السادس فقط ظلت نور فى غرفه العمليات لمده ٣ سعات بدل من نصف ساعه و كانت كيسرى.
ولد طفل و كانت كل ما تقوله اريد رؤيه محمد ولكن لم يفهم أهلها أنها تقصد محمد حبييها وليس محمد ابنها للن إبنها كانت تريد تسميته محمد أيضا.
فاقت و قبل رحولها من المشفى صممت على رؤيه ابنها ولكن الدكاتره لم تسمح لها سوى رؤيته من خارج الحضانه وليس من الداخل.
بعد خمس ايام من الولاده وجدت نور عمها و باقى الاسره مجتمعه استغربت نور من التجمع حولها و التحدث معها أن إيمانهم من قوى فهمت معنى حديثهم توفى من تحملت الضرب و الاهانه و المذلة توفى إبنها قبل أن تحمله توفى قبل أن تشعر معه بالامومه توفى قبل أن تسمع منه ماما توفى قبل أن تسمع صرخات بكائه توفى من ظنت انه سيكون لديها سندا عوضا على عذابها .
قالت لهم لقد فهمت مقصدكم حسنا ظلت تبكى و تتألم على أيامها و عذابها و موت ابنها.
فهل بعد الصبر جبر و الزواج من محمد و حياة سعيدة بعد معاناه أم هناك مأساه آخرى...يتبع.
بقلمى:دنيا أشرف \"همس الليل \"
#عذاب. ❝ ⏤دنيا أشرف
❞ ˝الفصل الرابع ˝
بعد انا تعدت حمات نور بضرب عليها بقلبها عديم الرحمة ،حدث لنور نزيف و سقطت أرضاً جمعت نور قوتها وإتصلت بزوجها واخبرته بما حدث وأن يأتى مسرعاً لإنقذها ،قام زوجها ذو القلب القاسى بالاتصال بأخته لإنقاذ زوجته جاءت أخته بلاه مبلاه و اخبرتها بأن تذهب معاها للطيب ولكن رفضت نور ذلك .
أعرف أنك تسأل نفسك يا عزيزى لماذا لم تخبر نور أهلها او تتصل بهم ،أنتم تعرفون أن نور ذو طيبة رهيبة وقلب رحيم لم ترد ابدا أن تكسر قلب أبيها و أمها علة زيجتها وفضلت الصمت والتحمل من أجل تأسيس أسرة لها.
رجع زوج نور وحماها من السفر ولكن بطبع عندما أخبرتهم نور بما حدث نكرت حماتها ما حدث تمام ،ونور لم يحدث لها سوى نزيف لم تفقد ذالك الجنين ،وكان هذا الطفل متمسك برحم أمه عوضا لها بما مرت به من فقدن فى الحياة من رحمه مازال يريد أن يكون لها سندا وعوضا و رحمة.
وفى يوم من الايام أراد الله كشف ذالك الكذب و فتح ستائر خداع تلك الأم الكاذبة : كانت حمات نور تلقى عليها الشتائم و الضرب المبرح و فى ذلك الوقت دخل عليها حماها و زوجها و كشفوا كذب حماتها و صدق نور وأنها نقية القلب .
أنصدم الجميع من رؤيه المشهد تلك الحماه قسيه القلب تتعدى بالضرب علي زوجه أنها الحامل فى حفيدها تشتمها بأبشع الالفاظ .
ولكن هذه المره أراد الله أن يخبر نور أنه بجانبها وليست بحاجه لاخبار أهلها وكشف كذب حماتها قام حمى نور بطرد زوجته من المنزل و قال لها بأنه ليس لها مكان حتى ترجع لعقلها.
اعتذر حمى نور من نور حمدت نور ربها أن حقها قد عاد وأنها لن تتلقى الألفاظ البشعه و الضرب كل يوم.
ولكن لم ننتهي هنا يا عزيزى القارئ: فى يوم من الأيام كانت نور تجلس مع زوجها و حماها فى المنزل العائلى بالأسفل و كانت تغلى لهم اللبن و قدمته لهم، بعد ذلك تركت زوجها بالأسفل مع حماها و ذهبت لكى تعد نفسها و تأخد حمامها بعد يوم شاق و مرهق لها نور معتاده على الذهاب للحمام بملابسها ولكنها علمت أن الوقت مبكر على طلوع زوجها لمنزلهم فأخذت حمامها سريعا وونست فى ذلك اليوم أخذ ملابسها فتذكر ذلك بعد الانتهاء من الحمام فقامت بلف برنس الحمام عليها لطلوع فهى مطمئنه أن زوجها لن يأتى الآن ولكن هيهات عند خروجها انصدمت أن زوجها يقف أمام وجهها و ممسك بهاتفها ووضعه أمامها ووقال لها ما هذا ؟
اجابته نور : ماذا؟
زوجها شريف : لما تحدثين خالك على الهاتف؟
ما حدث هو أن نور تتحدث مع خالها كعادتهم فقال لها ماذا تفعلين اجابته اعد اللبن لبابا و زوجى قال لها هل ابيكى عندكم حدثتهم على الواتس اب لا بل هو اب زوجى وانا اللقبه بأبى.
فقال لها خالها : لا تلقبى حماكى بأبى فقالت له حسنا وضحكت نور ،هو هزار بينهم كعادتهم.
عند نور و زوجها الغاضب: ماذا يوجد انه خالى و دائما نتحدث ليس من حقك منعى من محادثة أسرتى؟
زوجها الغاضب: كيف تحدثينى بتلك النبره و قام بتعدى عليها بالضرب و هيا لا ترتدى سوى برنس الحمام قام بضربها كانت تبكى من الوجع من الضرب انهارت ووقالت له حسبى الله ونعم الوكيل فيك و في اهلك .
ولكن هذا لم يهدئه هذا زاد الطين باله ،قام بإحضار عصايه المقشه و قام بضربها بها كيف له أن يكون فى قلبه رحمه ؟ كسرت المقشة على زوجته إلى ٥ قطع على جسدها، عند نور ؛ نور لم تشعر بجسدها من الضرب استسلمت فهى لم تعد تشعر سوا بنزيف لم تشعر بألم هل اعتادت ؟ أم جسدها فقد الشعور ؟
بعد أن أنتهى ذو قلب أسود من الضرب قام بتركها بمفردها ملاقاه على الارض ونزل إلى منزل ابيه .
جمعت نور قوها وغسلت جسدها الملئ بالكدمات لان برنس الحمام سقط أثناء الضرب و هذا سبب لها أن يكون آثار الضرب واضح على جسدها.
بعد أن غسلت جسدها قامت بأرتداء عباية خروج و نزلت متجهه لبيت أهلها ،قابلها ذو قلب قاسى عديم الرحمه و قال اذا ذهبتى لمنزل اهلك تكونى مطلقة.
جلست نور على عتبه المنزل من العشاء حتى الخامسة فجرا تفكر ماذا تفعل؟
هل تترك المنزل و تصبح مطلقه وحامل بطفل و تعود لاهلها بولد بدون اب ؟
أم تجلس و تتحمل الإهانات و تصبر على نفسها و زوجها؟
أخذت القرار بنفسها أن تبقى و تصبر لعل العقل يعود لزوجها عديم الرحمة و لكن لا ينقصه العقل ينقصه الرحمة و الموادة.
وعند طلوعها لمنزلها قابلت حماها و قال لها هل اتصل بأهلك لكى يأخذوكى للطيب قالت لا لا اريد ان يعلم أهلى ما حدث لى.
كيف لها أن تقول له أبى وهم لم يفعل لابنه شئ عندما اذها او حتى يعاتبه؟
بعد ما حدث حاول زوجها التحدث معاها و التظاهر بأن لا شئ قد كان ولكنها لم تقبل.
بعد اسبوع ذهبت نور لمنزل أهلها لكى تبات عندهم يوم كعادتها ، نور ارتدت عباية و ذهبت و لكن لم تريد أن ترتدى بجامه كعادتها حتى لا يظهر آثار ضرب زوجها لها و اخبرتها أمها مرار أن ترتدي بجامة و لكن رد نزر انها مرتاحه أكثر فى العباية، سألت أم نور نور : ما هذا الورم اللذى يوجد فى وجهها ؟ قالت نور أنها قد اتخبطت فى وجهها ليس أكتر.
ماذا ستفعل ولدتها اذا رأت جسدها؟
بعد فتره عادت حماتها لمنزل مره آخرى و علمت بما فعله ابنها مع زوجته و كانت شامته بها و فرحه جدا كما انها كانت تسخن عليها زوجها و تشجعه على اهانتها.
وفى يوم قالت حماتها ذو قلب قاسى لنور أن تذهب و تمسح ترابزين المنزل قبل أن تفعل نور ذلك عاد زوجها لقد كان فى القاهره من أجل العمل .
تركت نور التربزبن وقالت إنها سوف تفعله و لكن بعد أن تجهز لزوجها الطعام و ملابسه.
عدت نور الطعام لزوجها و جهزت له كل شيء وانشغلت فى أعمال اخرى.
استغلت حماتها تلك الفرصه لافتعال المشاكل و المكائد لنور و أخبرت ابنها أن زوجته رفضت مسح التربزبن و قامت برد عليها بوقاحه .
ذهب زوجها إلى نور و قال لها لماذا رفضتى مسح التربزبن كما اخبرتك امى ؟
و لماذ رددت عليها بوقاحه؟
اجابته نور : لم افعل ذلك فقد إنشغلت فى أعمال اخرى
وتركته و صعدت لمنزلهم فوق و عند غلق باب منزلهم من الهواء اقفل الباب بشده .
صعد شريف خلفها : و قال هل تقفلين الباب فى وجهى أنا وامى أجابت نور اقفل فى وجهكم كيف انتم تجلسون بالأسفل وانا فى الطابق الثاني و الباب قد اقفل من الهواء ،كيف أقفلت بوجهكم؟
كانت نور تتحدث عند دولاب الغرفه ووشريف يقف عند باب الغرفة.
عندما تحدث نور هكذا فى لمح البصر لاقت شريف خلفها و امسكها من شعرها بكت نور بحرقة على كلها و قالت بقهر لماذا تتعامل معى هكذا انت وولدتك لم أفعل لكم شئ ؟ قال لها انتى المخطئة اجابته أنها لم تفعل شئ خاطئ و قالت انتم من تظلمونى ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ، بعد تلك المقولك
لم تشعر نور سواء بكسر ذراعها اليسرى لقد خلعه من كتفها من شده غضبه ، ثم ألقى عليها بالضرب على عينها اليمنى حتى باظت من الكدمات و جسدها أصبح ملئ بالدماء و كان يضربها بقسوه و كأنه يريد التخلص منها و من ابنهم في نفس الوقت جعل جسدها ينزف و تركها كعادته قامت نور و لبست عبائه للذهاب إلى منزل اسرتها طفح الكيل لقد تخطت أقصى تحملها لم تعد تتحمل بعد وعند نزلوها لمنزل حماها و حماتها و جدت حماتها تجلس على الكنبة وتبتسم فى وجهاها بشماتة و تتلاعب بقدمها للأمام والخلف.و قالت إنها ستذهب لمنزل اسرتها، وجدت حماها امسكها من زراعها و قال يكفى انت ووزوجك كل يوم تفرجون الناس علينا يوميا بعدها وجدت زوجها يضربها من الخلف و ابيه يمكسها و كأن أب زوجها يمكسها لزوجها لكى يضربها.
تركتهم و قالت لن اجلس بعد اليوم سوف اذهب ،خرج معها حماها و قال اذهبى من ذلك الطريق ليس من الطريق العمومى لا تفرجين الناس علينا يكفى و تركها بدل ان يوصلها وهو يعلم أن نور لا تعرف شئ سوء الطريق العمومى و ان المنطقه غريبه عليها .
ذهب نور من ذلك الطريق وهيا لا تعرف كيف تهب من حوارى كلها سواد حتى عثرت فى طريقها على طفلين يلعبون و قالت لهم كيف تذهب إلى الطريق العمومى وادلها الطفلين على الطريق استغرقت نور فى الطريق وقت طويلا و أثناء سيرها قابتلها صديقه أمها وجيرانهم وهيا تعلم ما يجرى مع نور و كانت تخبر أمها من خلف نور و نور لا بذلك اتصلت تلك المرأه بوالده نور و قالت لها أن تلحق ابنتا ابنتها تسير فىالشارع و جسدها ملئ بدماء و عينها ورمه.
اتصلت أم نور برقم نور لتعرف مكانها ولكن زوجها اخد منها هاتفها قبل رحيلها رد عليها زوجها شريف قلت الأم له أين ابنتي .
قال : لا أعلم داورى على بنتك الصايعه اللى سابت البيت و قالت رايحه عندكم ومش وصلت شوفى فين ده كلوا و قام بشتمها.
ردت الأم:و قامت بشتمه هيا الاخرى ولم تسكت و ردت له الاهانه و اغلقت الخط.
خرج حماه نور للبحث عنها فى الشوارع المجاوره بمكنته و جدها تسير قال لها لماذا كل هذا التأخير لماذا تتلكعين فى المشى؟
لم ترد عليه نور فهى متعبه من شده الضرب.
اركبها توكتوك لإيصالها لمنزل أهلها.
وعندما وصلت اجتمع رجال بيت نور و جلسوا معاها و عرفوا كل شئ منذ الزواج حتى اليوم ووكيف لها تعرضت لضرب المبرح و الإهانات.
قررت نور رفع قضيه على زوجها و تعبت ولم تقدر على التظاهر بالقوه ذهبت للمشفى و شخص الدكاتره حالتها: لقد تعرضت لشرخ بالجمجمه بالاضافه لخلع فى الزراع و الكدمات و قال الدكتور انتي فى شهرك الرابع و لا يمكن ان تلدى عليكى الاستحمال قليل فقط و اعطوها مسكنات، رفعت نور قضيه على زوجها و كان سوف يسجن ولكن رجال عائلتها قالوا لها أن تتنازل لان شرط طلاقها من زوجها سريعا أن تتنازل عن القضيه و بالفعل تنازلت.
طلبت نور من أبيها بعد حصولها على فلوسها من زوجها و دهبها أن يأخد كل ممتلكاتها و أن يرحلوا من تلك البلد و يذهبون للمدينه افضل لهم و بالفعل نفذ ولدها طلبها بعد ١٠ أيام من طلاقها و قد بدأت نور شهرها الخامس من الحمل.
ذهبوا لمنزلهم الجديد فى المدينه منذ دخولهم لشهر كامل كانت نور التعب يزداد عليها يوما بعد يوم .
حتى علمت نور بخطبه محمد حبيب قلبها قرة عينها نزل عليها الخبر كالصاعقة.
اتصلت نور على محمد و حدثته وقالت الوا.
محمد قال : من
قالت : من تعبتها لمده ٣ سنوات من اذقت العذاب طوال هذه المده من كرهت حياتها منذ رحيلك.
أجاب محمد: انا ام انتى انا من تقدمت لكى اكثر من ٤ مرات و يخبرونى انك رافضه الرجوع ،انتى من بعت لها قربيتى و صديقتك مرسال لمى ترفضين المضى على القايمة و الزواج قبل وصلولى بسعات وانتى رفضتى.
أجابت نور بصدمه: لم يخبرنى احد لن اعرف بكل هذا .
قربت محمد و صديقه نور كانت خبيثه كانت تحب محمد لذلك لم تخبر نور بالرفض وان محمد قادم من أجلها لأنها كانت تريد أن يتزوجها محمد .
كانت المكالمة بين نور ومحمد مكالمه عتاب و عذاب كل منهم يخطئ الأخر.
قفلت نور مع محمد واتصلت بأعز صديقتها وقالت لها ما حدث معها و ما قاله محمد لها ووانهارت بالبكاء.ظلت تتألم و تعبت كثير حتى حل الصباح و لم تقدر على للصمود ذهبت للمشفى و قال الطيب للأسف انتى في شهرك ال ٦ مند ١٠ أيام فقط ولكن يجب أن تلدى لن تستطيعى الصمود هناك خطر على حياتك دخلت العمليات ليولد ذلك الجنين صاحب الشهر الخامس و ١٠ أيام من السادس فقط ظلت نور فى غرفه العمليات لمده ٣ سعات بدل من نصف ساعه و كانت كيسرى.
ولد طفل و كانت كل ما تقوله اريد رؤيه محمد ولكن لم يفهم أهلها أنها تقصد محمد حبييها وليس محمد ابنها للن إبنها كانت تريد تسميته محمد أيضا.
فاقت و قبل رحولها من المشفى صممت على رؤيه ابنها ولكن الدكاتره لم تسمح لها سوى رؤيته من خارج الحضانه وليس من الداخل.
بعد خمس ايام من الولاده وجدت نور عمها و باقى الاسره مجتمعه استغربت نور من التجمع حولها و التحدث معها أن إيمانهم من قوى فهمت معنى حديثهم توفى من تحملت الضرب و الاهانه و المذلة توفى إبنها قبل أن تحمله توفى قبل أن تشعر معه بالامومه توفى قبل أن تسمع منه ماما توفى قبل أن تسمع صرخات بكائه توفى من ظنت انه سيكون لديها سندا عوضا على عذابها .
قالت لهم لقد فهمت مقصدكم حسنا ظلت تبكى و تتألم على أيامها و عذابها و موت ابنها.
فهل بعد الصبر جبر و الزواج من محمد و حياة سعيدة بعد معاناه أم هناك مأساه آخرى..يتبع.
بقلمى:دنيا أشرف ˝همس الليل ˝
❞ \"لا، لا يمكن استخدام القوة السحرية أو السحر للتحكم في الأحلام. الأحلام تخضع لعمليات دماغية وعصبية معقدة، ولا يوجد سحر أو قوة خارقة يمكن استخدامها للتحكم فيها. يمكن تحسين القدرة على تذكر الأحلام والتحكم فيها من خلال ممارسة التأمل والتركيز وبعض تقنيات الاسترخاء، ولكن هذا لا يتطلب أي قوة خارقة\". ❝ ⏤بريان تراسي
❞ ˝لا، لا يمكن استخدام القوة السحرية أو السحر للتحكم في الأحلام. الأحلام تخضع لعمليات دماغية وعصبية معقدة، ولا يوجد سحر أو قوة خارقة يمكن استخدامها للتحكم فيها. يمكن تحسين القدرة على تذكر الأحلام والتحكم فيها من خلال ممارسة التأمل والتركيز وبعض تقنيات الاسترخاء، ولكن هذا لا يتطلب أي قوة خارقة˝. ❝
❞ 📌تنفيذ شبكات الصرف الصحي
🔶ما زلنا في المرحلة الثالثة:-
🔶حفر خنادق التمديد
⬅️عمليات الحفر
1️⃣يمكن أن تتم يدويًا
ويعيبها طول الزمن ولكنها تكون مناسبة في الأماكن التي يكون عرضها لا يسمح بدخول المعدات الآلية المخصصة للحفر وأيضا في الشوارع التي تعج بالمرافق العامة مثل المياه وخطوط الكهرباء وخطوط التليفونات حيث يصعب الحفر بين هذه المرافق
⏺ يمنع عمل شبكة انحدار في الشوارع أقل من 3 متر لكي لا تمنع دخول المرافق الأخرى إلى تلك الشوارع
2️⃣ الحفر الآلي
يتم استخدام الحفار وهو مفضل من الناحية الاقتصادية
🔴 أعمال قبل المباشرة بالحفر
1️⃣التنسيق مع الجهات المسؤولة لتنظيم حركة المرور وإمكانية تحويل المرور إلى
شوارع أخرى عند الضرورة خلال عمليات إنشاء الشبكة
2️⃣وضع شارات وشواخص تنبيه لمنع سقوط الآليات والأشخاص ضمن الخنادق
3️⃣التنسيق مع الجهات البلدية لتحديد مكان ترحيل نواتج الحفر إن لم تكن صالحة لإعادة الردم
4️⃣تحديد أماكن تقاطعات مسار خط الصرف مع الخدمات الأخرى بشكل دقيق (ماء، كهرباء، هاتف، ...)
👈يتم تحديد أماكن التقاطعات باستخدام المخططات المتوفرة مع الاستعانة بالجهات
المسؤولة عن الخدمات
👈تثبت مواقع الخدمات والتمديدات على الأرض بوجود ممثلي الجهات صاحبة التمديدات
👈يثبت محضر خطي بذلك يوقع من قبل الجميع لتحديد المسؤولية في حال حصول
أخطاء ناتجة عن عدم التحديد الدقيق لموقع الخدمات والتمديدات. ❝ ⏤عادل عبد الموجود تقي
❞ 📌تنفيذ شبكات الصرف الصحي
🔶ما زلنا في المرحلة الثالثة:-
🔶حفر خنادق التمديد
⬅️عمليات الحفر
1️⃣يمكن أن تتم يدويًا
ويعيبها طول الزمن ولكنها تكون مناسبة في الأماكن التي يكون عرضها لا يسمح بدخول المعدات الآلية المخصصة للحفر وأيضا في الشوارع التي تعج بالمرافق العامة مثل المياه وخطوط الكهرباء وخطوط التليفونات حيث يصعب الحفر بين هذه المرافق
⏺ يمنع عمل شبكة انحدار في الشوارع أقل من 3 متر لكي لا تمنع دخول المرافق الأخرى إلى تلك الشوارع
2️⃣ الحفر الآلي
يتم استخدام الحفار وهو مفضل من الناحية الاقتصادية
🔴 أعمال قبل المباشرة بالحفر
1️⃣التنسيق مع الجهات المسؤولة لتنظيم حركة المرور وإمكانية تحويل المرور إلى
شوارع أخرى عند الضرورة خلال عمليات إنشاء الشبكة
2️⃣وضع شارات وشواخص تنبيه لمنع سقوط الآليات والأشخاص ضمن الخنادق
3️⃣التنسيق مع الجهات البلدية لتحديد مكان ترحيل نواتج الحفر إن لم تكن صالحة لإعادة الردم
4️⃣تحديد أماكن تقاطعات مسار خط الصرف مع الخدمات الأخرى بشكل دقيق (ماء، كهرباء، هاتف، ..)
👈يتم تحديد أماكن التقاطعات باستخدام المخططات المتوفرة مع الاستعانة بالجهات
المسؤولة عن الخدمات
👈تثبت مواقع الخدمات والتمديدات على الأرض بوجود ممثلي الجهات صاحبة التمديدات
👈يثبت محضر خطي بذلك يوقع من قبل الجميع لتحديد المسؤولية في حال حصول
أخطاء ناتجة عن عدم التحديد الدقيق لموقع الخدمات والتمديدات. ❝
❞ (كلمة واحدة تغير مسار الحياة)
بقلم. سعاد محمد عمر
تقوم الدراسات السيكولوجية لعلم النفس على تحليل الذات ومعرفة عمليات الإدراك الحسي والتفكير والتعلم والانفعالات والدوافع وتكوين الشخصية لمعرفة الهيكل التكويني للإنسان وكيفية التعامل معه،
وبالرغم من كل هذه الدراسات فإن الإنسان بالفطرة يمكن تغيير مسار حياته بكلمة واحدة.
ربنا سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أبسط صورة فبكلمة واحدة يمكن تغييره من حال إلى حال و يمكن جعل ذوي الإعاقة علماء ومن الانطوائيين فلاسفة وبالحياة أمثلة كثيرة من هؤلاء الفئات العظيمة التي نالت شهرة ومكانة كبيرة بِالْعَالَمِ،فلا تحقروا من شأن كلمة تستطيع بها تغيير مسار ولا تستهينوا بالاعجازات التي تخلقها كلمة في نفوس البشر.
فبكلمة شكر تسعد النفوس وكلمة ثناء قد تحيي الشعور والافتخار بالذات وبكلمة حب يرتاح البال وتنتشر السعادة وكلمة تحفيز تصنع الإرادة.
فبها خلق العالِمٌ والفنان والفيلسوف والكاتب ( الكلمة نور وبعضها قبور)
كلمة بالفطرة الإلهية كفيلة بتغيير مسار حياة شخص ما.
فحافظو عليها فالله تعالى يقول (وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) صدق الله العظيم.
الكلمة الطيبة في غينه عن الدراسات والأبحاث وبحور علم النفس، وتستطيع من خلالها تغيير مسار البشرية و أفكارهم ودوافعهم، من العدوانية إلى السلام،ومن الحزن الى الفرح.
وكما قال: الأديب عبدالرحمن الشرقاوى في كلمات قصيدته المشهورة
(أتعرف ما معنى الكلمة…؟
مفتاح الجنة فى كلمة دخول النار على كلمة وقضاء الله هو الكلمة الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور الكلمة نور وبعض الكلمات قبور
بعض الكلمات قلاعاً شامخة يعتصم بها النبل البشرى الكلمة فرقان بين نبي وبغي بالكلمة تنكشف الغمة الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة عيسى ما كان سوى كلمة أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم! الكلمة زلزلت الظالم الكلمة حصن الحرية إن الكلمة مسؤولية)
فالكلمة تستطيع تغيير مسار الحياة، وتغيير حياة شعوب بأكملها.. ❝ ⏤ⓈⓄⓊⒶⒹ
❞ (كلمة واحدة تغير مسار الحياة)
بقلم. سعاد محمد عمر
تقوم الدراسات السيكولوجية لعلم النفس على تحليل الذات ومعرفة عمليات الإدراك الحسي والتفكير والتعلم والانفعالات والدوافع وتكوين الشخصية لمعرفة الهيكل التكويني للإنسان وكيفية التعامل معه،
وبالرغم من كل هذه الدراسات فإن الإنسان بالفطرة يمكن تغيير مسار حياته بكلمة واحدة.
ربنا سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أبسط صورة فبكلمة واحدة يمكن تغييره من حال إلى حال و يمكن جعل ذوي الإعاقة علماء ومن الانطوائيين فلاسفة وبالحياة أمثلة كثيرة من هؤلاء الفئات العظيمة التي نالت شهرة ومكانة كبيرة بِالْعَالَمِ،فلا تحقروا من شأن كلمة تستطيع بها تغيير مسار ولا تستهينوا بالاعجازات التي تخلقها كلمة في نفوس البشر.
فبكلمة شكر تسعد النفوس وكلمة ثناء قد تحيي الشعور والافتخار بالذات وبكلمة حب يرتاح البال وتنتشر السعادة وكلمة تحفيز تصنع الإرادة.
فبها خلق العالِمٌ والفنان والفيلسوف والكاتب ( الكلمة نور وبعضها قبور)
كلمة بالفطرة الإلهية كفيلة بتغيير مسار حياة شخص ما.
فحافظو عليها فالله تعالى يقول (وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) صدق الله العظيم.
الكلمة الطيبة في غينه عن الدراسات والأبحاث وبحور علم النفس، وتستطيع من خلالها تغيير مسار البشرية و أفكارهم ودوافعهم، من العدوانية إلى السلام،ومن الحزن الى الفرح.
وكما قال: الأديب عبدالرحمن الشرقاوى في كلمات قصيدته المشهورة
(أتعرف ما معنى الكلمة…؟
مفتاح الجنة فى كلمة دخول النار على كلمة وقضاء الله هو الكلمة الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور الكلمة نور وبعض الكلمات قبور
بعض الكلمات قلاعاً شامخة يعتصم بها النبل البشرى الكلمة فرقان بين نبي وبغي بالكلمة تنكشف الغمة الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة عيسى ما كان سوى كلمة أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم! الكلمة زلزلت الظالم الكلمة حصن الحرية إن الكلمة مسؤولية)
فالكلمة تستطيع تغيير مسار الحياة، وتغيير حياة شعوب بأكملها. ❝