█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إن النظر يولد المحبة ، فتبدأ علاقة يتعلق بها القلب بالمنظور إليه ، ثم تقوى فتصير صَبابَّة ، ينصب إليه القلب بكليته ، ثم تقوى فتصير غراما يلزم القلب كلزوم الغريم الذي لا يُفارق غريمه ، ثم تقوى فيصير عشقا ، وهو الحب المُفرط ، ثم يقوى فيصير شغفاً ، وهو الحب الذي وصل إلى شغاف القلب وداخله ، ثم يقوى فيصير تَتَّيُما ، والتتيم = التعبد ، ومنه تَيمَّه الحب إذا عبده ، وتَيمَ الله = عبد الله ، فيصير القلب عبدا لما لا يصلح أن يكون هو عبدا له ، وهذا كله من جناية النظر .
وهذا إنما تُبتلى به القلوب الفارغة من حب الله والإخلاص له ، فإن القلب لابد له من التعلق بمحبوب فمن لم يكن الله وحده محبوبه وإلهه ومعبوده فلابد أن يتعلق قلبه لغيره . ❝
❞ إذا نَزل بالعبد بلاء عظيم ، أو فاقة شديدة ، أو خوف مقلق ، فجعل يدعو الله ويتضرع إليه، حتى يفتح الله له من لذيذ مُناجاته وعظيم الإيمان به ، والإنابة إليه ما هو أحب إليه من تلك الحاجة التي قصدها أولا ، ولكنه لم يعرف ذلك أولا حتى يطلبه ويشتاق إليه . . ❝
❞ والوحشة سببها الحجاب ، وكلما غلُظ الحجاب زادت الوحشة ، فالغفلة توجب الوحشة ، وأشد منها وحشة المعصية ، وأشد منها وحشة الشرك والكفر ، ولا تجد أحد يُلابس شيئا من ذلك إلا ويعلوه من الوحشة بحسب ما لابسه منه فتعلو الوحشة وجهه وقلبه ، فيُستَوحش مِنه . . ❝