█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ الضمان :
يتحدث الكثير من البشر عن الضمان كضمان إتمام صفقة تجارية من عدمه ، النجاح في عمل معين من عدمه ، إمكانية تخطي عقبة بعينها من قلتها ، والكثير من الأمور الأخرى في حين أنهم لا يقفون أمام الضمان الأعظم وهو ضمان العيش لليوم التالي لتحقيق أي من تلك الإنجازات التي يحلُمون بها ، فهم ينظرون لبضع خطوات أمام أرجلهم ولا ينظرون للمدى البعيد فيخسرون كل شيء في المقابل بلا قدرة على تعويضه أو إيجاد البديل ، فهناك أشياء لا يُجدي معها شيء فلا خُطط تنفع ولا أفكار تُنفَّذ فهي خارج إطار سيطرتنا أو قدرتنا فلا بد أنْ نعقل ونتريث قبل أنْ نضع كل تلك الثقة في تَحقُّقها لأن الوصول لمثل تلك الأمور ليس بأيدينا على الإطلاق ، فيجب أنْ نجعل خططنا محدودة النطاق إنْ كنا قادرين على التخطيط أو مِمَّن يتمكنون من وضع استراتيجيات قصيرة الأجل على أقل حال فلا يهيمون بخيالهم الشطط حتى لا يصطدمون بواقع مرير لا يتمكنون من التَكيُّف معه أو يتوافق مع طموحاتهم فيُدمِّر لهم كل تلك الآمال العريضة التي كرَّسوا جهودهم وأفنوا أوقاتهم فيها بلا رجاء ، فكل خُطط المرء قد تبوء بالفشل إنْ لم يدرك أنه غير قادر على تنفيذ كل ما يدور بذهنه أو تحويله لواقع ملموس يحياه بكل ثقة ويقين ، لذا فلا عليه أنْ يُعلي سقف توقعاته حتى لا ينهدم على رأسه ويُميته في الحال بلا قدرة على الإفاقة مرة أخرى ، فليست كل الأحلام مُحقَّقة وقد تتحول لكوابيس إنْ لم يَقْنع المرء بأن للكون نواميساً تُحرِّكه فهو لا يسير بإشارة منه كما قد يتخيل أو يتوقع أو يتمنى ، فلكل شيء إطار أو بؤرة محددة لا يمكن الخروج منها أو أنْ تشطح خارجها حتى لا تتفاجأ بأمور قد تُودي بك للهاوية التي لا ترغب في الوصول إليها ذات يوم ، فيجب أنْ تعرف قدرك وحدود ترتيبك وقدرتك على تدبير الأمور وإنْ كانت ضئيلة في حجم قبضة يدك أو عقلة إصبعك إذا ما قورنت بقدرة الله ، فلا يخدعنَّك خيالك لتَصوُّر أشياء محالة التحقُّق سوى بإرادة الله وحده القادر على إحيائك أو معرفة متى يحين أجلك الذي يُحيلك عن ضمان تلك الأمور التي تحاول التشبث بها بكل طاقتك وكأنها صارت بحيازتك بالفعل ، فلتهدأ وتتريث قليلاً قبل البدء في أي شيء واستعن بالله وتوكَّل عليه وادعوه أنْ يُكمِله لك على أتم شكل تريده حتى لا تُعاقَب بحرمانك منه للأبد بفعل ثقتك المبالغ فيها الغير معقولة أو مبرَّرة على الإطلاق وكأنك المتحكم الأول في تسيير أمور الكون ومنح البشر ما يرغبون ...
#خلود_أيمن #مقالات #KH . ❝
❞ التوازن بين المكسب والخسارة :
يتباين مفهوم المكسب والخسارة من شخص لآخر بحسب الأمر الذي يشعر أنه فقده أو ذهب منه ، فكل منا قد يتوهم أنه خسر شيئاً ما أو شخصاً ما ولكن بمرور الوقت يكتشف أن تلك الأمور لم تكن خسارةً على الإطلاق بل كانت تجارب تَعلَّم منها ما يُفيده في مستقبله ، فالأهم في أي حالة ألا يخسر المرء ذاته فكل خسارة قابلة للتعويض أياً كان مداها ومهما بلغت ذروتها سواء أكانت مادية أو معنوية ، فما يرحل عنك اليوم قد يأتيك الأفضل منه في الغد القريب الذي لا تتوقعه أو يخطر لك ببال ، الأهم أنْ تكون على قناعة بهذا المبدأ وألا تضعف أو تترك ذاتك للحظات الأسى والمرار حتى يضيع عمرك في اللاشيء وتجد أنك لم تحقق شيئاً سوى الندم على ما رحل عنك وكأنك تُخفِت حماسك وتُقلِّل شغفك تجاه القيام بأمور أخرى قد تُغنيك عمَّا سلف وتُزيد من مكاسبك ، فكل هزيمة يتبعها انتصار إنْ لم يستسلم لها المرء أو يعتصر ذهنه في التفكير فيها أو يتوقف للحظة عندها دون حراك أو رغبة في النظر لما هو قادم بالفعل ، فبتلك النظرة التفاؤلية يجد الكون يفتح له ذراعيه وكأنه يحتضنه ويساعده على تحقيق أحلامه والظفر بالمكاسب التي سعى إليها منذ قديم الأزل ، فلا خسارة بلا مكسب فتلك هي حال الدنيا التي لا تستمر على نفس الوتيرة طيلة الوقت فأعظم ما فيها هو عنصر الصبر فهو القادر على إخراج المرء من تبعات أي هزيمة أو خسارة لحقت به ذات يوم ، فلا بد أن يعي هذا حتى يتمكن من المُضي قدماً في حياته دون التوقف عند فترة معينة غير قادر على تجاوز ما حدث فيها من خلل أو خسائر لا حصر لها وكأنه واجه مصيبة لا حل لها أو نهاية ، فحياة أي امرئ إنما تعتمد على معتقداته التي تُغيِّر كثيراً من الشاكلة التي تنتظم وتسير عليها بقية حياته ، فكلما تفاءل كلما وَجد ما يصبو إليه ويحقق له كل آماله دون أي كلل أو توقف عن السعي فهو الأساس الذي تُبنَى عليه الحياة ودونه يُصاب المرء بالخمول والكسل وتتحول حياته لكتلة من الصمت والفشل والإحباط الذي لا حد له وتفنى بلا أي جدوى ويصبح شخصاً خائب الرجاء لا فائدة منه على الإطلاق ، فالمكاسب والخسائر الحياتية أشبه بصفقة تجارية قد تكون فيها رابحاً أو خاسراً بحسب توفيق المولى والظروف المحيطة والعديد من الأمور الأخرى التي قد لا تضعها في الحسبان ولكن كل ما في الأمر أنه ليس بأيدينا شيء ما دمنا نبذل ما بوسعنا من جهود فنحن كجنودٍ مُوكَّلة للقيام بمهمة رسمية فإما الظفر أو الخسارة لا بديل لهما ولكن علينا تَقبُّل النتيجة أياً كانت فهذا ما يُهوِّن من وطأتها وتأثيرها علينا بحيث لا نتمادى في ردات الفعل ونمنحها فوق ما نستحق ونُهدر العمر في الحسرة عليها فهي بالطبع لن تعود مجدداً وربما نربح في صفقات قادمة أكثر ملاءمةً لنا ، فكل ما يذهب مِن بين أيدينا لم يُكتَب لنا من البداية وتلك هي نواميس الكون الذي لا يسير به أي شيء عبثاً بكل يقين ، فعلينا استئناف الطريق بنفس الروح دون أنْ تُثبَط عزيمتنا مهما زادت الخسائر فلسوف يتبعها مكاسب عديدة لم نتخيلها قط فالأهم ألا نبتئس أو نُحبِط ذواتنا ونرى أنها نهاية العالم ، فلكل نهاية بداية جديدة مُبشِّرة مليئة بالمزيد من الخيرات والهِبات التي لا تُعَد ولا تُحصَى ، فتوكل على الله في كل أمور حياتك تجد الكون أكثر رحابةً واحتواءً لك ولكل آلامك التي صنعتها من محض خيالك الشطط الذي وصل لعنان السماء ولم تتمكن من تلجيمه أو تحجيمه يوماً ما بفعل اتباعك لأوهامك العظيمة التي لن تنتهي سوى بإرادتك وحدك . ❝