❞ وأكملت بنبرة حزن وأسى: ˝أطلقوا على من كان مثلي ˝مورسكيون˝˝.
-˝زوجك أين هو؟˝.
-˝تعرض لعمليات تعذيب شديدة؛ حتى يقبل بتغيير اسمه وديانته، بعد مدة لا أتذكر كم استغرقت، عاد إلينا ˝هشام˝، أقصد˝ فرناندو˝، عاش أيامًا يهذي بكلمات لا نفهمها، يحدثنا باللغة العربية ثم تظهر على وجهه علامات الرعب والفزع، فجأة يتحدث الأسبانية بطريقة ركيكة؛ فلم يكن يتقنها بعد، حاولت أن أعالجه أو أعيده لصوابه، أن أذكّره بالأيام السابقة. في أحد الأيام خرج من المنزل ولم يعد!، لا أعلم إن ظل عربيًا مسلمًا أم تحوّل إلى قشتاليًا!!˝.
˝وحيد˝ في نبرة تقطر بالحزن والأمل معًا: ˝لقد عشت مأساة حقيقية، فقدت الأمان، بماذا تشعرين نحوي الآن؟˝.
-˝لقد بدأت أشعر نحوك ببعض المشاعر˝.
-˝هذا جميل؛ فأنا بدأت أحبك، وأحب كل مورسكي˝.
-˝أنت لم تعرف ما تعرض له المورسكيون حقيقة˝.
-˝تذكّر أننا الآن في الآخرة، كل من ظُلم؛ وعُذِّب؛ وطُرد من أرضه؛ سوف يعود له حقه، من تعرَّض للتعذيب في لحظة رؤية الجنة كأنه لم يرَ عذابًا قط˝. ❝ ⏤شريف بحيرى

❞ ˝كان يضرب بيديه ،يصارع نفسه ،يهذي بكلمات لم يفهمها،خطواته واهنة،يجر جسده جرا كأنه أصبح حِملا ثقيلًا ،اهتزت الصورة أمامه،لم يعد يعرف من علي الحق ومن علي الباطل. أصبحت الطرق لا تؤدي إلى البلدة،بل تأخذه إلى التيه ،إلى فقد الهوية،يسأل نفسه كأنه يسأل شخصا آخر :
إلى أي أرض ينتمي ؟ إلى أي فكر يعتقد ؟ هل انهارت أفكاره ومبادؤه،من يعيده إلى الطريق؟. ❝ ⏤شريف بحيرى

❞ نويبع هي ميناء الطريق البري للحج في العصر الحديث، نويبع رغم أنها ميناء لكن بها شاطئ يتميز بالجمال والهدوء. أثناء فترة الانتفاضة الفلسطينية في منتصف التسعينات وأثناء إطلاق الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية تتحول مدينة نويبع وطابا إلى ملجأ لهم ينامون على شواطئها حتى ينتهي العدوان فمصر دائمًا الملجأ والملاذ حتى الأعداء يلجؤون إليها في محنتهم، قد يعترض البعض، لكن الحرب يجب أن تكون بين العسكريين والجنود وليس بين مدنيين لا يحملون سلاحًا رغم معرفتنا بنواياهم وشعورهم نحونا، فلك أن تتخيل إن تغيَّر الحال وتحوَّل الحكم في إسرائيل وأصبح حكما فلسطينيًّا عربيًّا، فماذا نحن فاعلون مع شعوبهم من النساء والأطفال أعتقد أن الإجابة في رأيي: مَن شاء فليذهبْ ومَن شاء فليبقَ معنا تحت حمايتنا وبقوانينا، إنه حلم كبير؛ عودة القدس والأراضي الفلسطينية للسيادة العربية. يُحظر على الإسرائيليين والإسرائيليات السير منفردين داخل سيناء بل السير في جماعات.
رواية أرنونا - شريف بحيري. ❝ ⏤