█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ هلال كتف بشير وهو يقول في حنق:
لست مندهشاً، يابنى هذه وظيفته. المكان هنا عبارة عن قطيع من الغنم وراعي الغنم وكلب الراعي. تعرف ما وظيفة الكلب؟ لا تسكت هكذا. لو تعرف فأخبرنى.
أطلق نفخة طويلة وهو يجيب:
حماية الغنم..
ضحك هلال ساخراً وهو يضرب كفاً بكف :
أرأيت يا تربية القاهرة؟ أنت لا تعرف شيئاً..
توقف عن الضحك فجأه، وجذب بشير من أذنه وهو يهمس فيها:
الكلب لا يحرس الغنم. الكلب يحرس مال الراعي.
لا أجد فارقاً كبيراً . الغنم هي مال الراعي.
أشار بسبابته بإشارة نفى طويلة:
الفارق كبير. لو أنه يحمي الغنم لحماها حتى من الراعي، لكن لو أراد الراعي يا بشير أن يقفز على إحدى الغنمات، فما الذي سيفعله الكلب؟ سيقف في حراسته يا عزيزي. سيتحول من حارس إلى قواد. أنت الآن الكبش الكبير، إما أن تسمع كلام الراعي وإما سيذبحونك ويأكلون لحمك . ❝
❞ من أنا؟ أنا رفيقك الدائم. أنا مساعدك الأكبر أو العبء الثقيل. سأدفعك إلى الأمام أو أسحبك إلى الفشل. أنا تحت أمرك تمامًا. نصف الأشياء التي تفعلها قد تتحول إليّ أيضًا وسأكون قادرًا على القيام بها بسرعة وبشكل صحيح. تتم إدارتي بسهولة - يجب أن تكون حازمًا معي. أرني بالضبط كيف تريد عمل شيء ما وبعد بضع دروس سأفعله تلقائيًا. أنا خادم جميع الأفراد العظماء ، وكذلك ، للأسف ، جميع الإخفاقات أيضًا. أولئك الذين هم عظماء ، لقد صنعت عظماء. أولئك الذين هم فاشلون ، لقد فشلت. أنا لست آلة ، على الرغم من أنني أعمل بكل دقة آلة بالإضافة إلى ذكاء الإنسان. يمكنك أن تدرني من أجل الربح أو تدمرني - لا فرق بالنسبة لي. خذني ، دربني ، كن حازما معي ، وسأضع العالم تحت قدميك. كن سهلًا معي وسأدمرك. من أنا . ❝
❞ فملت إليه وقلت :"أنا والله أحبك!".
فقال: "وأنا والله الذي لا إله إلا هو".
قلت: "وأشتهي أن أعانقك وأقبلك!".
قال: "وأنا والله!".
قلت: "فما يمنعك؟ فوالله إن الموضع لخالٍ!".
قال: "يمنعني قول الله عز وجل:
{الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]
فأكره أن تحول مودتي لك عداوة يوم القيامة".
إني أرى {بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] يا حبيبتي، وهو يمنعني أن أكون من سيئاتك وأن تكوني من سيئاتي . ❝